السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...بداية لم أكن أنوي بهذه المداخلة كتابة موضوع لكن نظرا لإقفال الموضوع الذي كنت أريد المشاركة فيه من طرف الإدارة قلت مع نفسي هذه فرصة لأعلق على بعض الأمور الإضافيةدون أي رغبة في دخول نقاش ما أقفلته الإدارة أولا إحتراما لقرارتها ثانيا لأنني أرى فوائد مرجوة مما سأكتبه و الله من وراء النية و القصد و لهذا سجلت دخولي رغم أني في فترة إنقطاع نظرا لبعض الإنشغالات والله المستعان ..
التطور الموجه
هذه الجملة فيها مفهومين : 1) تطور 2 ) توجيه
(تطور)
وهذا إقرار ضمني أن هناك سلم إرتقاء حقيقي بين الكائنات مبني على قوانين بيولوجية و هذا ما هو غير وارد إلا في مباحث علم التصنيف Taxonomy المبني أساسا على " تطبيق " حرفي للنظرية الدارونية فقط و هو ما يعطي علاقات فيلوجينية تُدرس فرضا ...و بلا أسباب علمية بيولوجية توضح " معيارا علميا محددا " للمقارنة ثم التمايز و في الحقيقة لا يوجد أي داع للإعتقاد ببدائية أي كائن بدءً من الفيروس الذي تفوق على الخلية بسلاحه المبني على العلم المسبق بميكانيزماتها و تذليلها لصالحه و قد أكتشف حاليا من نوع من الفيروسات بجهاز إنتاج طاقة أيضا كالخلية تماما إلى جانب خصائصه التطفلية الذكية ...أيضا لا يوجد أي داعٍ للقول ببدائية النباتات مقارنة الحيوانات لو عَلمنا مركزها كمنتج أساس للغذاء و الطاقة لكل الأحياء إعتمادا على عملية التركيب الضوئي التي ندرس معادلته " كمَُسلمة " فقط بيولوجيا قبل رياضيا والتي تعبر عن قسم فقط عن هذه الظاهرة لأنه لغاية الآن لم تفهم هذه الظاهرة " التركيب الضوئي "بشكل كامل و من المستحيل كما هو معروف محاكاتها صناعيا في المختبر إن لم نستعن بداية بيخضور جاهز في نبات ، أما عن دور البكتيريا في مجموعة التوزنات الطبيعية الصغرى فالكبرىفهو مما يقف كحجرة جد صلدة أمام أي محاولة إستنقاص من هذا الكائن ......و لذلك نجد أن أكثر علماء معادين للتطور هم المختصون في علم الإيكولوجي و علم الوراثة ..و أيضا الأنتروبولوجي
(موجه)
أما عن القول بالتطور (الموجه) فهي كلمة فلسفية أكثر من كونها علمية و هي راجعة لتوجهات العلماء اللائدريين ...و ذلك لأسباب سيأتي ذكرها في ما بعد ...
يمكن نقض هذا التطور الموجه بسؤال واحد ( ما هي آلية التطور أو بالأحرى إكتساب معلومة جينية جديدة لصفة جديدة مما يعني = حدوث تغيير جيني ؟ ---> إنه الطفرة
علميا في البيولوجيا الطفرة هو حدث عشوائي يطال شريط المعلومات الوراثي بغض النظر عن ناتجه مدمرا كان للمعلومات الوراثية أو محايد صامت في أحسن الأحوال :
In molecular biology and genetics, mutations are accidental changes in a genomic sequence of DNA: the DNA sequence of a cell's genome or the DNA or RNA sequence in some viruses. These random sequences can be defined as sudden and spontaneous changes in the cell
http://en.wikipedia.org/wiki/Mutation
can be defined as sudden and spontaneous changes in the cell --> هذا التعريف العلمي مناقض تماما كما نرى لشيء يسمى تطور بطفرة " موجهة ! "
و للعلم العلماء اللادينيون الرافضون للداروينية و تبعاتها من فاعلية الصدفة و القوى الطبيعية وحدها في ظهور الكائنات هم الذين يؤمنون بالتطور " الموجه " و يعتمدونه كآلية لتفسير ظهورها ووظائفها حسب نواميس و أسباب يُمكن دراستها بطريقة علمية تجريبيا لموقفهم الإعتقادي الرافض " للخلق" المستقل و قد قلت في مداخلة سابقة لي :
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *هنا لابد من وقفة مع هذا التخبط الذي يقع فيه العلماء الغربيون في تحديد عقيدتهم في الله و هذا التناقض المفتعل بين النظرية الغائية المحترمة لقانون الطبيعة الذي يسمى في الإسلام بالدليل العقلي أو دليل النظام على أن الكون مخلوق وله خالق أبدعه و وضع فيه أسبابا و سننا و هو مسبب الأسباب يحكمها و يغيرها و يخرقها وقتما شاء ، و بين النظرية اللاهوتية المسيحية الخاصة التي فرضها الرهبان التي ترى الله خالق بلا سنن يمكن للإنسان أن يتتبعها أو يفهمها بما وهب من عقل و أن الله له تدخل مباشر إعجازي لكل الأفهام أو القوانين في سير الطبيعة و خلقها = ما يجعلها مستحيلة الفهم و الدراسة ! ...لذلك نجد مواقف متذبذبة جدا و غير واضحة عنذ أغلب العلماء الغربيين في القرن التاسع العشر و أوائل القرن العشرين ...بين الفكر اللاهوتي المنحرف و نظرته لله و بين ما تثبته آيات الله المبثوتة في السموات والأرض للعبرة و التفكر ..
*وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ *
* وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
لذا وجب هنا فهم ديننا الحق العظيم و مذهبنا أولا الذي يحث على العلم بطرائقه التجريبية كما هي معرفة الآن و التي كان السبق لأهله فيها للإستقراء و الوقوف على آيات الله و دلائل وجوده و عظمته التي بثها لتسثير عقل الإنسان و فهمه و تفريقه عن الضلالات الفكرية التي يغرق فيها الغرب بين لامنطقية و إنحراف المدارس الفلسفية المادية و المثالية معا و بين دين رهبان محرف صنعوا به فاصل وهمي مفتعل بين العلم و الدين حتى صارت كما نرى أزمة إعتقاد حادة حتى عنذ أذكى العلماء !
أما نظرية (التصميم الذكي) فهي تتبنى الذكاء كسبب أولي عميق لظهور الكائنات ووجود مصمم ذكي وراء تكوينها - دون تحديد هويته - مُقابل العشوائية و سيل التركمات الصدفوية التي يتبناها التطوريون لتفسير الأحياء .
و أخيرا أريد أن أقول أنه هناك آراء و نظريات تطورية ترفض مبدأ الإنتخاب الطبيعي من أساسه قد تكون هذه مفاجأة للزملاء الدارونيين هنا و أيضا حتى المختصون الحاليون المؤمنون بالإنتخاب عندهم كثيرا من التحفظ عليه و لا يعرفونه بالشكل الذي نقرئه أو بالأحرى يفهمه التطوريون في منتدانا و في منتديات الملاحدة العربية و يسمون تحت مبدأ Adaptationism و حتى هم هناك عدد من الإشكالات المنطقية عدا عن العلمية تعترض تماسك رأيهم..
و أيضا هناك أحدث نظرية تطورية الآن تندج تحت النظرية التطورية التراكبية العامة تخص جينات التماثل homéotiques et dévloppement التي يعقد عليها الأمل نظرا لأهمية و محورية دورها و تسمى بِ الجينات " المايسترو لأنها تراقب سيرورة التعبير الجيني لدى عدد كبير من الجينات و لأنها تنشط في الفترة الجنينية لتعطي الخصائص البيولوجية و الخيوط الرئيسية المميزة لمورفولوجي و بنية كل كائن و لذلك توجهت إليها أنظار الداروينيين لبناء آلية تطورية علمية " أنيقة " لتفسير التطور بالطفرات و هي إمتداد لما يسمى Macro-mutation دون اللجوء " لطفرات تراكمية متسلسلة عبر الزمن " بعد أن حاصرتهم نتائج الدراسات الجينية و هذا لا أراه إلا أنه يشد الخناق أكثر على الداروينية الأصيلة ( إن قام داروين من تربته أكيد لن يتعرف عليها ) و يختزلها كثييييرا و يمسخها كآخر محاولة لوضع تفسير " طبيعي " يصتبغ بالعلمية لظهور الأحياء بكل خصائها كي يجد ما يتغنّى به الداروينين و من على شكلتهم من الملاحدة لأغراض أيديولوجية بحثة ..و مع هذه النظرية الجديدة تزيد قزمية الإحتمالات الصدفوية لصحة قيام أية آلية بمفهوم داروني ليس إلا !
و أعتزم إن أذن الرحمن كتابة موضوع عن كل هذا لكن لظروف قاهرة قررت الإنقطاع عن منتداي العزيز ..أرجو من إخوتي الدعاء لي بالتوفيق و التيسير ..
كانت هذه فقط بعض الملاحظات التي أحببت أن أنبه إليها نظرا لبعض المفاهيم غير الدقيقة المتداولة هنا خصوصا لدى المخالفين ..
وفقكم الله
Bookmarks