صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 40

الموضوع: توهم بطلان حديث "خلق الله التربة يوم السبت ..

  1. افتراضي توهم بطلان حديث "خلق الله التربة يوم السبت ..

    توهم بطلان حديث "خلق الله التربة يوم السبت"

    مضمون الشبهة:

    يتوهم بعض الناس بطلان حديث «خلق الله التربة يوم السبت» والذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد عصر يوم الجمعة».

    مستدلين على ذلك بأن أهل الحديث استنكروا هذا الخبر، فضعفه البخاري بقوله: وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب وهو الأصح، وأن هذا الحديث يتعارض مع ما جاء به القرآن الكريم من قوله عز وجل: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام( (يونس: ٣)، وقوله عز وجل: )ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب (38)( (ق)، إذ إن الحديث قد جعل خلق الأرض وحدها قد استغرق سبعة أيام، بينما أثبت القرآن في أكثر من موضع أن خلق السماوات والأرض معا كان في ستة أيام.

    بالإضافة إلى أن هذا الحديث مخالف للآثار القائلة: إن أول الستة يوم الأحد وهو الذي نزل عليه أسماء الأيام: الأحد، الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس.

    وجوه إبطال الشبهة:

    1) لقد أكد العلماء على صحة الحديث سندا، فقد رواه مسلم في صحيحه، ورواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن مردويه، وابن أبي حاتم وغيرهم، وصحح إسناده أحمد شاكر والألباني والمعلمي اليماني، أما قول البخاري: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب الأحبار، وهو أصح " - فإنه لا يقدح في صحة رواية مسلم، وإنما هو من قبيل الأصح والصحيح، والأصح مقدم على الصحيح.

    2) إن التفصيل الذي في الحديث الشريف غير التفصيل الذي في الآيات التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض، لذلك فالواجب هو ضم أحدهما للآخر كما ذكر أهل العلم ذلك، كما أن خلق آدم لا يعد من الأيام الستة؛ لأن الأرض قد خلقت قبل خلقه ودبت عليها الحياة قبله بدليل قوله تعالى: )وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة( (البقرة:٣٠) كما أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث إلى خلق السماوات، وإن لم ينص على ذكرها وذلك في يومي الأربعاء والخميس؛ لأن النور والحرارة تحتاجهما الدواب ومصدرهما الأجرام السماوية.

    3) ليس هناك دليل على أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد، وما روي في ذلك من أحاديث مرفوعة لا تصح، وعامتها مأخوذة من الإسرائيليات، وكانت هذه التسمية قبل الإسلام تقليدا لأهل الكتاب، وهي تسمية طارئة؛ لأنها كانت في اللغات القديمة غير ذلك.

    التفصيل:

    أولا. الحديث صحيح سندا ولا مطعن فيه:

    إن حديث "خلق الله التربة" حديث صحيح، فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه قال: حدثني سريج بن يونس، وهارون بن عبد الله، قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال: خلق الله - عز وجل - التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم - عليه السلام - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل»[1].

    ثم قال مسلم: "قال إبراهيم: حدثنا البسطامي (وهو الحسين بن عيسى)، وسهل بن عمار، وإبراهيم بن بنت حفص، وغيرهم عن حجاج بهذا الحديث"[2].

    ورواه الإمام أحمد في مسنده بالسند نفسه عن حجاج أيضا[3]، ورواه الإمام النسائي[4]، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن جرير، وغيرهم.

    فالحديث - بداية - صحيح، أما ما وجه إليه من طعن في السند فهو مردود عليه بحمد الله، ولنبدأ بإسماعيل بن أمية راوي الحديث، فقد عدله المزي صاحب تهذيب الكمال فنقل آراء النقاد فيه، ومنهم أن يحيى بن معين، وأبا زراعة، وأبا حاتم، والنسائي، ومحمد بن سعد قد وثقه جميعهم.

    وقال عنه أحمد بن حنبل: إسماعيل أقوى وأثبت في الحديث من أيوب، وقال - أيضا: أيوب ابن عم إسماعيل، وإسماعيل أكبر منه، وأحب إلي[5].

    أما أيوب بن خالد والذي روى الحديث عنه إسماعيل بن أمية فقد قال عنه الألباني أثناء تصحيحه الحديث ردا على من أعل الحديث بأيوب بن خالد؛ لأن فيه لينا فقال: "ليس بشيء، فإنه لم يضعفه أحد سوى الأزدي، وهو نفسه لين عند المحدثين، فتبينه"[6].

    وقال المعلمي اليماني: وأيوب لا بأس به، وصنيع ابن المديني يدل على قوته عنده"[7].

    وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ثقة، فقد وثقه العجلي، وأبو زرعة والنسائي وابن حبان[8].

    هذا عن رجال الإسناد، بقي أن نوضح أن قول الإمام البخاري: "وهو أصح" لا يفيد إنكار الحديث أو تضعيفه - كما قالوا - وإنما هو من قبيل الصحيح والأصح؛ فأفعل التفضيل "أصح" لا تفيد التضعيف على الإطلاق، وقد علق الشيخ الألباني على قول الإمام البخاري: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح" - بقوله: "فمن هذا البعض؟ وما حاله في الضبط والحفظ حتى يرجح على رواية عبد الله بن رافع؟! وقد وثقه النسائي وابن حبان، واحتج به مسلم، وروى عنه جمع، ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه ولم يعله بشيء![9].

    وهذا ما أكده د. سعد المرصفي قائلا: "قال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح، أي إنه وهم فيه أيوب على احتمال، ولم يجزم بخطئه، كما زعم شيخ المحدثين - على زعم من ادعى ذلك - قال: وهو أصح، وأفعل التفضيل لم ينف الصحة عن حديث أيوب، فهو من قبيل صحيح وأصح، والأصح مقدم على الصحيح، وهذا هو كلام المحدثين، مع علمهم أن تعليلهم للحديث لم يسلم عند كثيرين من المحدثين غيرهم، وعلى رأسهم مسلم، والنسائي وأحمد[10].

    وتأسيسا على أقوال علماء الحديث الثقات في رجال هذا الحديث وبيان حقيقة قول البخاري نستطيع أن نؤكد أن حديث «خلق الله التربة» صحيح سندا، ولا يقدح فيه أي قول، ويتأكد ذلك أكثر بعد بيان صحة ما جاء به متن الحديث، وذلك في الوجهين الآتيين.

    ثانيا. لا تعارض بين الحديث والقرآن في شيء:

    لقد ظن بعض الناس أن حديث «خلق الله التربة يوم السبت»[11] يتعارض مع قوله عز وجل: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام( وقوله تعالى: )هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش( (الحديد:٤)، وهذا ظن خاطئ منهم؛ لأن الآيات تتكلم عن خلق السماوات والأرض إجمالا، أما الحديث فإنه يفصل ما خلق في أيام خلق الأرض الأربعة التي ذكرت في الآيات، لهذا نجد جمعا كبيرا من علماء الأمة جعل ابتداء الخلق يوم السبت، وانتهاءه يوم الخميس، فهذه ستة أيام، وهي التي ذكرها الله في كتابه، وأما خلق آدم فجعلوه غير داخل في الأيام الستة، وبهذا يندفع الإشكال ويذهب التعارض، وقد اختلف في وجه عدم دخول اليوم الذي خلق فيه آدم - عليه السلام - في الأيام الستة على عدة أقوال؛ منها: أن خلق آدم - عليه السلام - مستقل عن خلق الأرض، ليس منها، فلا يكون يومه معدودا في الأيام الستة، حيث قال ابن هبيرة - رحمه الله - "لما كملت هذه الأشياء في ستة أيام كما قال - عز وجل - واستتب أمر الدار، مستدعية بلسان حالها قدوم الساكن حين تهيئة الأسباب، والفراغ من الرزق والمركب والرياش، وتبين ما يكره وما يطلب، كان خلق ساكن الدار - أبي البشر - في يوم الجمعة عند آخر النهار"[12].

    ومنهم من ذكر أن أصل الأشياء هي التي خلقت في ستة أيام، وآدم ليس أصلا؛ وإنما هو كالفرع من بعضها، وبناء عليه، فلا يلزم أن يكون يوم خلقه من جملة الستة، وهذا ما ذهب إليه ابن الجوزي - رحمه الله، قال: "فإن قيل: فالقرآن يدل على أن خلق الأشياء في ستة أيام، وهذا الحديث يدل على أنها في سبعة؟! فالجواب: أن السماوات والأرض وما بينهما خلق في ستة أيام، وخلق آدم من الأرض، والأصول خلقت في ستة، وآدم كالفرع من بعضها"[13].

    كما ذهب المعلمي إلى القول: بأن خالقية الله - عز وجل - لم تتوقف بعد الأيام الستة؛ لأن الله - تعالى - ما زال ولا يزال خالقا، فخلق آدم كان بعدها، وليس في القرآن ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة حتى يقال: إنها صارت بهذا الحديث سبعة، ويزيد أن "في آيات خلق آدم في سورة البقرة، وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عمار قبل آدم، عاشوا فيها دهرا، فهذا يؤكد القول: بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السماوات والأرض، فتدبر الآيات والحديث على ضوء هذا البيان، يتضح لك إن شاء الله أن دعوى مخالفة هذا الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد"[14].

    وقد ذهب المفسرون إلى أن الجن سكنت الأرض قبل بني آدم وأفسدوا فيها لذلك قالت الملائكة: )قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء( (البقرة: ٣٠)، يقول الإمام القرطبي: "وقيل: إن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء؛ وذلك لأن الأرض كان فيها الجن قبل خلق آدم فأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم وألحقهم بالبحار ورءوس الجبال فأخذته العزة[15].

    أما ابن كثير - رحمه الله - فقد ذكر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو أنه قال: كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة، فأفسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء، فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم، حتى ألحقوهم بجزائر البحور فقال الله تعالى للملائكة: )إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء( (البقرة:3٠)[16].

    وقد ذكر الألباني أن هذه الأيام المذكورة في الحديث غير الأيام الستة المذكورة في القرآن، واستدل على ذلك بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا أبا هريرة، إن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة، في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض، بأحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث»[17].

    وقال الشيخ - رحمه الله - تعليقا على هذا الحديث: "الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن، فالحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر - يعني: الحديث المتقدم - فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"[18].

    كما صرح المستشار سالم علي البهنساوي في كتابه "السنة المفترى عليها" - أن الأيام الستة ليست هي التي فصلها الحديث النبوي فهو لم يذكر خلق السماوات ولا خلق الأرض، حيث ورد ذلك في القرآن الكريم بل ذكر خلق التربة والجبال والشجر والدواب وغير ذلك مما تم بعد خلق الأرض والسماوات، ولا تعارض بين هذا التفصيل وبين ما ورد في القرآن الكريم، ولا يوجد أيضا أي تعارض لو كان خلق هذه الأشياء خلال الأيام الستة التي خلق الله فيها الأرض والسماوات"[19].

    ومما يزيد الأمر وضوحا ما ذكره المرصفي قائلا: "وواضح أن الحديث فصل خلق ما احتوته الأرض واشتملت عليه، بينما الآية تذكر خلق السماوات والأرض جملة، وحينئذ لا يكون تعارض.

    يقول د. محمد السماحي: الحديث يقول: «خلق الله - عز وجل - التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد» فهذان يومان. «وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء»فإذا فسرنا المكروه بآفات الزروع والثمار، كان تقدير الأقوات وما يتعلق بها في يومين، فهذا تمام أربعة أيام.

    بقي قوله: «وخلق آدم - عليه السلام - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل» لا إشكال فيه بعد قوله تعالى: )هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء( (البقرة: ٢٩)، فظاهره أنه خلق وأعد لبني آدم ما يحتاجون له في الأرض، في تلك الأيام الأربع، ثم استوى إلى السماء، فقضاهن سبع سماوات في يومين، كما يشير إليه قوله تعالى: )فقضاهن سبع سماوات في يومين( (فصلت: 12)، فخلق آدم خارج عن نطاق الأيام الستة، قد يقال إن الآية تقول: )وجعل فيها رواسي من فوقها( (فصلت:١٠) بعد قوله: )خلق الأرض في يومين( (فصلت: ٩)، وهذا ينافي خلقها في اليوم الثاني، كما جاء في الحديث، لكن إذا تأملت قوله )وجعل فيها رواسي( (فصلت: ١٠) علمت أنه لا ينافي خلقها قبل ذلك، فالجبال من الأرض، وخلقها الله في الأرض، معها تضاريس غير مرتبة ولا منسقة، فإرساؤها في مكانها الذي يحفظ توازن الأرض في دورتها، ونقلها من مكان إلى مكان، بعوامل الزلازل والتعرية وغيرها، هو الذي جعلها رواسي، بعد أن لم تكن كذلك.

    فالمعنى: صير فيها رواسي من فوقها، وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها، على أن قوله: )في أربعة أيام سواء للسائلين (10)( (فصلت). يدل على أن خلق الأرض والجبال، وتصييرها رواسي، ووضع البركة فيها، وتقدير أقواتها، كان في مدة أربعة أيام، من غير فصل، فكأن مبادئها كانت مختلطة في هذه الأدوار، من غير أن ينفصل كل دور عن سابقه تماما، وبذلك لا يتحقق التعارض بين الحديث والقرآن [20].

    وأما بالنسبة لمن قال: إن الحديث اقتصر على خلق الأرض ولم يذكر شيئا عن خلق السماء، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر السماء في الحديث الشريف، وإن كان لم ينص على ذكر السماوات؛ فإنه قد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس: النور، وفي السادس: الدواب، وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة والنور، ولا شك أن مصدرهما - أي الحرارة والنور - الأجرام السماوية.

    وهذا ما قاله المعلمي - رحمه الله - "أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرآن، والقرآن إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب، وإذ ذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئا، والمعقول أنها بعد تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله - تعالى - فيها، والله - سبحانه وتعالى - لا يشغله شأن عن شأن"[21].

    وقد رد المرصفي على عدم وجود ذكر لخلق السماء في الحديث قائلا: قال د.محمد السماحي: وقوله صلى الله عليه وسلم: «وخلق النور يوم الأربعاء» وهذا ما يتعلق بالسماء، فالنور إنما هو نور الشمس والقمر والكواكب والنجوم.

    وأما قوله: «وبث فيها الدواب يوم الخميس».

    فأولا: لم يقل "خلق"، وفرق بين الخلق والبث.

    وثانيا: لم تكن الدواب من أقوات الأرض بالأصالة، بل إنما خلقت الأقوات لها، فلو قلنا: إن الحديث إنما دل على تفريقها في الأرض، وهذا لا ينافي خلقها قبل ذلك، ولم يقل الحديث إنه لم يخلق في يوم الإثنين إلا الشجر، وعلى فرض أنه خلقها في يوم الخميس فلا نسلم أنها من الأقوات المرادة في الآية[22].

    ثالثا. كانت بداية الخلق يوم السبت وليس يوم الأحد:

    أما إن الحديث يخالف الآثار القائلة بأن ابتداء الخلق كان يوم الأحد فهذا كلام غير صحيح يقول الشيخ المعلمي: ما كان منها - أي الأحاديث - مرفوعا فهو أضعف من هذا الحديث بكثير، وأما غير المرفوع فعامته من قول عبد الله بن سلام، وكعب بن وهب ومن يأخذ عن الإسرائيليات، وتسمية الأيام كانت قبل الإسلام تقليدا لأهل الكتاب، فجاء الإسلام وقد اشتهرت وانتشرت، فلم ير ضرورة إلى تغييرها؛ لأن إقرار الأسماء التي قد عرفت واشتهرت وانتشرت لا يعد اعترافا بمناسبتها لما أخذت منه أو بنيت عليه، إذ قد أصبحت لا تدل على ذلك وإنما تدل على مسمياتها فحسب، ولأن القضية ليست مما يجب اعتقاده أو يتعلق به نفسه حكم شرعي، فلم تستحق أن يحتاط لها بتغيير ما اشتهر وانتشر من تسمية الأيام"[23].

    ومما يؤكد ذلك أيضا قول الفقيه السهيلي: "وليس في تسمية هذه الأيام الأحد والإثنين إلى الخميس ما يشد قول من قال: إن أول الأسبوع الأحد وسابعها السبت، كما قال أهل الكتاب؛ لأنها تسمية طارئة، وإنما كانت أسماؤها في اللغة القديمة شيار وأول وأهون وجبار ودبار ومؤنس والعروبة، وأسماؤها بالسريانية قبل هذا أبو جاد هوز حطي إلى آخرها، ولو كان الله - عز وجل - ذكرها في القرآن بهذه الأسماء المشتقة من العدد، لقلنا: هي تسمية صادقة على المسمى بها، ولكنه لم يذكر منها إلا الجمعة والسبت، وليسا من المشتقة من العدد، ولم يسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأحد والإثنين إلى سائرها إلا حاكيا للغة قومه لا مبتدئا لتسميتها، ولعل قومه أن يكونوا أخذوا معاني هذه الأسماء من أهل الكتاب المجاورين لهم، فألقوا عليها هذه الأسماء اتباعا لهم، وإلا فقد قدمنا ما ورد في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد...» الحديث[24].

    وتأسيسا على ما سقناه من قول الشيخ المعلمي، وقول الفقيه السهيلي وغيرهم، نقول: ليس من الضروري ابتداء الخلق يوم الأحد، كما قال أهل الكتاب؛ لأنها تسمية طارئة، فهي ليست صادقة على المسمى بها، كما أنه من المعلوم أن آخر أيام الخلق هو يوم الجمعة، كما نصت على ذلك الأحاديث الثابتة، وأجمعت الأمة على ذلك، أما أول أيام الخلق فلم يثبت أنه الأحد، وما ورد من روايات في ذلك فهي ضعيفة، أغلبها من أقوال كعب الأحبار، ووهب بن منبه وغيرهما ممن يأخذ عن الإسرائيليات، ومن ثم لا مجال للاحتجاج بها.

    الخلاصة:

    · إن حديث خلق التربة يوم السبت صحيح سندا، فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، وكذلك الإمام النسائي، وصححه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ودافع عنه، والمعلمي اليماني، وأحمد شاكر وغيرهم من جهابذة الحديث.

    · إن قول الإمام البخاري: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب وهو الأصح" لا ينفي صحة هذا الحديث؛ لأن الأصح لا ينفي الصحيح، وإن كان أقل منه درجة.

    · ذهب العلماء إلى أن الحديث لا يتعارض مع الآيات التي تذكر أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام؛ وذلك لأن خلق آدم - عليه السلام - في اليوم السابع، لا يدخل في الأيام المعدودة، لأن آدم - عليه السلام - جزء من الأرض وليس منفصلا عنها - ودليل ذلك قوله تعالى: )ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12)( (المؤمنون)، وغيرها من الآيات التي توضح حقيقة خلق الإنسان.

    · وذهب بعض العلماء إلى أن خلق آدم - عليه السلام - تأخر عن خلق السماوات والأرض المذكور في الآيات؛ وذلك لأن الأرض قد سكنها - قبل آدم - مخلوقات أخرى كالجن وغيرها ودليل ذلك قوله تعالى: )وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء( (البقرة: ٣٠)، وهذا يدل على أن الجن سكنت الأرض قبل بني آدم، وهذا ما ذهب إليه المفسرون.

    · وذهب فريق ثالث إلى أن الخلق المذكور في الآيات يختلف عن الخلق المذكور في الحديث، فالخلق المذكور في الآيات هو خلق السماوات والأرض جملة، أما الخلق المذكور في الحديث فإنه تفصيل لما خلق الله في الأرض من جبال وتربة وشجر ودواب وغير ذلك، وهذا لا يتعارض مع الآيات، ولكن يضم إليها.

    · أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه إلى خلق السماوات والأرض، وإن لم يصرح بذلك؛ إذ الدواب تحتاج إلى النور والحرارة، ولا شك أن مصدرهما الأجرام السماوية، وهذا ما أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «وخلق النور يوم الأربعاء، وبث الدواب يوم الخميس».

    · أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن بدء الخلق كان يوم السبت، وهذا هو الصحيح، أما من ذهب إلى أن بدء الخلق كان يوم الأحد فكان معتمدا على آثار موقوفة أو ضعيفة قياسا على هذا الحديث، وهي من الإسرائيليات التي أخذت عن كعب ووهب بن منبه وغيرهما من مسلمي أهل الكتاب، وهذا ما ذكره الإمام السهيلي في الروض الأنف، وعاب على من قال: إن أول الأسبوع الأحد لا السبت، ومن ثم فقد ثبتت صحة الحديث سندا ومتنا.



    (*) السنة المفترى عليها، سالم علي البهنساوي، دار البحوث العلمية، الكويت، ط4، 1413هـ/ 1992م. أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج، السعودية، ط1، 1427هـ. الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل و التضليل والمجازفة، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م. أضواء على حديث خلق الله التربة، د. سعد المرصفي، مؤسسة الريان، بيروت، ط1، 1415هـ/ 1994م.

    [1]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، باب: ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، (9/ 3910)، رقم (6920).

    [2] . شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (9/ 3910).

    [3]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، (16/ 146)، رقم (8323). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.

    [4] . صحيح: أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب: التفسير، باب: سورة البقرة، رقم (11010). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1833).

    [5]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المزي، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط4، 1415هـ/ 1994م، (3/ 47، 48).

    [6]. سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، الدار السلفية، الكويت، ط2، 1404هـ، (4/ 450).

    [7]. الأنوار الكاشفة، المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص187.

    [8]. انظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط4، 1415هـ/ 1994م، (14/ 485).

    [9]. سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، الدار السلفية، الكويت، ط2، 1404هـ، (4/ 449، 450).

    [10]. أضواء على حديث خلق الله التربة، د. سعد المرصفي، مؤسسة الريان، بيروت، ط1، 1415هـ/ 1994م، ص41 بتصرف.

    [11]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، باب: ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، (9/ 3910)، رقم (6920).

    [12]. الإفصاح عن معاني الصحاح، ابن هبيرة، (8/ 150، 151). نقلا عن: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج، السعودية، ط1، 1427هـ، ص367.

    [13]. كشف المشكل من حديث الصحيحين، ابن الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن، الرياض، 1418هـ/ 1997م، (1/ 1038).

    [14]. الأنوار الكاشفة، المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص187، 188.

    [15]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1405هـ/ 1985م.

    [16]. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، دار المعرفة، بيروت، 1400هـ/ 1980م، (1/ 70).

    [17]. إسناده جيد: أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، باب سورة السجدة، رقم (11392)، وجود إسناده الألباني في مختصر العلو ص75.

    [18]. مختصر العلو، الألباني، ص112، نقلا عن: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج، السعودية، ط1، 1427هـ، ص368.

    [19]. السنة المفترى عليها، سالم علي البهنساوي، دار البحوث العلمية، الكويت، ط4، 1413هـ/ 1992م، ص352.

    [20]. أضواء على حديث خلق الله التربة، د. سعد المرصفي، مؤسسة الريان، بيروت، ط1، 1415هـ/ 1994م، ص42: 44 بتصرف

    [21]. الأنوار الكاشفة، المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص187 .

    [22]. أبو هريرة في الميزان، د. محمد السماحي، ص124. نقلا عن: أضواء على حديث خلق الله التربة، د. سعد المرصفي، مؤسسة الريان، بيروت، ط1، 1415هـ/ 1994م، ص42.

    [23]. الأنوار الكاشفة، المعلمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص188.

    [24]. الروض الأنف، السهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409 هــ/ 1989م، ( 2 / 198).

    http://bayanelislam.net/Suspicion.as...02-0008&value=&type=

  2. افتراضي الانتقادات الموجهة لمتن حديث التربة

    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، و بعد :

    يسرني أن أنقل إليكم بحث حول الانتقادات الموجهة إلى متن حديث التربة و الذي قام باعداده الأخ الفاضل خالد بن عبد الرحمن جزاه الله خيراً .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وبعد:

    فهذا بحث في حديث "التربة" -وسيأتي نصه- وهو يختص بالانتقادات التي وجهت إلى متنه.
    وقد قمت بحصر هذه الانتقادات، واخترت ثمانية منها؛ أرجعتها إلى ثلاث نقاط رئيسة:

    الأولى: أن متن هذا الحديث يخالف القرآن، وهذه هي أهم النقاط في نظري.


    والثانية: أن الخلق وقع يوم الأحد، والحديث يخالف في ذلك، ويقول: إن الخلق وقع يوم السبت.

    والثالثة: أن الحديث يوافق الإسرائيليات.


    وهذه الانتقادات هي أهم ما يوجه إلى الحديث، كما أنها تمثل أهم المسالك في نقد متون الأحاديث عموماً.
    وقد قدمت لذلك بذكر نص الحديث من طريقين له عند مسلم وغيره، وعند النسائي في "السنن الكبرى" كما قدمت بحديث مختصر عن إسناده، وبعض الانتقادات التي وجهت لهذا الإسناد.
    وقد توخيت في هذا البحث الدراسة الموضوعية، وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في ذلك. وأسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين.

    نص الحديث وبيان مدى صحته باختصار:

    نص الحديث:

    لقد جاءت روايتان لمتن الحديث؛ إحداهما رواها مسلم في "صحيحه" وغيرُه، عن أبي رافع، والأخرى رواها النسائي في "السنن الكبرى" عن عطاء بن يسار؛ كلاهما عن أبي هريرة، وسوف أذكر الروايتين ومن روى كلاً منهما:

    1 - أما الرواية الأولى؛ فقد رواها مسلم وغيره: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:
    "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم -عليه السلام- بعد العصر من يوم الجمعة -في آخر الخلق- في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل".
    وقد روى هذه الرواية عن أبي هريرة: أبو رافع عبد الله بن رافع. وقد روى الحديث عنه من طريق أيوب بن خالد الأنصاري عنه به.
    وعن أيوب بن خالد رواه المحدثون من أربعة طرق:
    ا – من طريق إسماعيل بن أمية ورواه عنه:
    مسلم في "صحيحه" برقم (2789)
    وأبو يعلى في "مسنده" (6132)
    وأحمد في "المسند" (8323)
    وابن حبان في "الصحيح" (6161)
    والنسائي في "التفسير" من "الكبرى" (1/201)
    والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/3) وفي "الصفات" ص42وص486
    وابن معين في "التاريخ" (210)
    والطبري في "التفسير" (12/3) وفي "التاريخ"(1/23)
    والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/175)
    جميعا من طريقين: عن حجاج بن محمد، وهشام بن يوسف؛ كلاهما عن ابن جريج: عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ وبهذا السياق بتمامه.
    وقد ذكره البخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" (1/413).
    ب – من طريق صفوان بن سليم: وقد رواها عنه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص33-34.
    ج – من طريق إبراهيم بن أبي يحيى: ورواه عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص487
    د – موسى بن عبيدة: وقد ذكر هذه الطريق البيهقي في "الأسماء والصفات" ص487.

    2 – أما الرواية الثانية؛ فقد رواها النسائي: عن عطاء عن أبي هريره، وذلك من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عنه به.
    قال النسائي -رحمه الله-:
    "أنا إبراهيم بن يعقوب قال: حدثني محمد بن الصباح قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: نا الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج المكي، عن عطاء:
    عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال:

    "يا أبا هريرة! إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع.
    وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والتقن يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة؛ في آخر ساعة من النهار، بعد العصر.
    وخلق أديم الأرض؛ أحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها؛ من أجل ذلك جعل الله -عز وجل- من آدم الطيب والخبيث".

    لمحة سريعة عن صحة الحديث، والانتقادات التي وجهت إلى سنده:

    هذا الحديث صحيح سنداً ومتناً من الناحية الحديثية على شرط مسلم -من وجهة نظري- وقد رواه مسلم في "صحيحه" كما أشرنا في تخريجه، وكفى بهذا بياناً لصحته.

    - فرواة هذا الحديث ثقات أثبات، وثقات، ولا مطعن فيهم؛ غير أن أيوب بن خالد؛ قد لينه الحافظ الأزدي، وتابعه ابن حجر في "التقريب" (610)، والحق أن طعنهما فيه ليس له مستند! بل هو تعجل في نظري!

    أما الأزدي؛ فإنه لم يأت بسبب مقنع لطعنه في أيوب بن خالد، وقد قال -كما في "التهذيب" (1/351)-: أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه" اهـ.

    ونحن نرد على هذا الكلام: بأن أيوب بن خالد لم يطعن فيه أحد، ولم يأت الأزدي بمطعن واحد فيه، ولم ينقل عن غيره كلاماً يشفي ويروي يدل على ذلك! فهو لم يذكر لنا من هم أهل العلم بالحديث الذين تكلموا فيه!

    أما قوله: إن يحيى بن سعيد ونظراءه لم يكونوا يكتبون حديثه؛ فإن هذا ليس طعناً صريحاً منهم؛ حتى يتكلموا أو يعملوا ما يدل على طعنهم فيه؛ كأن يقولوا "لا يكتب حديثه"، أو حتى: "يكتب حديثه"، أو غيرها من الألفاظ الصريحة، الدالة على غمز أو طعن في الراوي؛ كما هو المعلوم والمعروف في هذا العلم الشريف، وإذ لم يحدث ذلك ولم ينقل عنهم فإنني أحسب أن هذا الكلام فيه تعجل وتقويل لهم ما لم يقولوا! فهو يعبر عن اجتهاد في الفهم لا أكثر! وما أسهل أن نقابل هذا الكلام بكلام موثق يراه كل الناس؛ فنقول: إن يحيى بن معين ونظراءه كانوا يكتبون حديثه! فها هو يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأضرابهما قد كتبوا حديثه، بل رووه واستشهدوا به؛ كما نرى، ولم يتكلموا فيه بشيء! فلماذا نقدم عدم كتابة ابن سعيد لحديث أيوب على كتابة ابن معين له؟! وعلى أي أساس؟!
    وعلى هذا؛ فإن هذه الشبهة –في نظري- لا تقوى على القيام بنفسها.

    ومن العجيب أن الحافظ –رحمه الله- قد تابع الأزدي في تليين أيوب هذا –كما ذكرنا- مع أن الحافظ نفسه قد رفض تضعيف الأزدي للثقات، وقد قال في "هدي الساري"ص386: "ولا عبرة بقول الأزدي لأنه ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات"اهـ كلامه بنصه!

    وقد رأيت الحافظ يذكر أيوب بن خالد ويترجمه في تعجيل المنفعة (78) ولم يشر إلى هذا التليين من قريب أو من بعيد؛ مما يؤكد لي أنها متابعة متعجلة منه للأزدي!

    ويكفي أن أحداً لم يطعن طعناً صحيحاً صريحاً في أيوب، ويكفي أن مسلماً روى له في الأصول، وقد وثقه ابن حبان (4/52)، كما أن تصحيح من صححوا الحديث من العلماء يتضمن توثيقهم له، وهذا كاف –إن شاء الله- في بيان توثيقه.

    - كما أن إسناد الحديث متصل؛ كما يتبين للباحث فيه من خلال طرقه المذكورة، وقد اتفق الرواة على سياقه المذكور، غير أن الإمام ابن المديني قال: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى"اهـ (الصفات للبيهقي ص487) وإبراهيم بن أبي يحيى هذا متروك! وهو الذي حدث ابنَ المديني بهذا الحديث عن أيوب.

    ومع كل الاحترام والتقدير لابن المديني –رحمه الله- فإننا نقول: إن هذا رأي مجرد رآه وليس عليه دليل أو برهان، ولم يقل لنا ما الأساس الذي اعتمد عليه في دعواه هذه، ولذلك فإنه لا يجوز الأخذ بها؛ فقد نهانا الله تعالى عن قفو ما لا علم لنا به.

    ويكفي أن أحداً من العلماء والأئمة والحفاظ لم يقل بهذا القول، بل هو مما تفرد به ابن المديني، وقد مر معنا رواية ابن معين وغيره له، ولم نر أحداً منهم طعن فيه بذلك.

    ثم إن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت؛ كما ذكر الحافظ في "التقريب" (425)، وقد روى له الستة، وليس هو بمدلس.

    وقد توبع إسماعيل بن أمية على روايته؛ كما بين الحافظ البيهقي في "الأسماء والصفات" ص487 على ضعف في هذه المتابعات، والله أعلم.

    - بقيت شبهة تتعلق بالسند، وهي أخطر الشبهات التي وجهت إلى الحديث في نظري بسبب تعلق الكثيرين بها، وهي دعوى أن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى الحديث عن كعب الأحبار وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! ويعلم الله أنني بحثت حتى أجهدني البحث عن مستند لهذه الشبهة، فلم أجد دليلاً عليها أو برهاناً، بل وجدت كل من زعم هذا الزعم إنما يشير إلى رواية ذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/413-414) حيث ذكر البخاري طرفاً من الحديث معلقاً -كما ذكرنا في تخريجه- ثم قال: "وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصح"اهـ. هذا نص ما قاله البخاري؛ لم أزد حرفاً ولم أنقص حرفاً! وقد والله تعجبت من تتابع الطاعنين في هذا الحديث على الأخذ بهذه الرواية التي لا قيمة لها من الناحية العلمية؛ دون أن يكلف أحد منهم نفسه أن يبحث فيها أو يعرف مصدرها! وكلهم إنما جعلوا العهدة فيها على البخاري! واكتفوا بذلك.
    وكما يرى كل منصف فإن هذه الرواية معلقة؛ حيث قال البخاري: "وقال بعضهم"، ولم يقل: حدثني أو أخبرني.. الخ

    ثم إن هذه الرواية المعلقة جاءت عن مجاهيل لا يدرى ما هم، ولا يعرف شيء عن حالهم؛ وإلا فمن (بعضهم) هؤلاء! وكيف فات ذلك كل من شككوا في الحديث بناء على قول (بعضهم)! هؤلاء.

    ثم ما هو دليل هؤلاء الـ(بعضهم)! على زعمهم أن أبا هريرة أخذ الحديث عن كعب؟! إنهم لم يذكروا لنا مصدرهم، ولم يذكروا لنا إسناداً أو أي دليل يوصلنا إلى صحة زعمهم هذا! وعلى هذا فإن شبهتهم هذه لا قيمة لها في سوق العلم والحقائق. ولا يجوز لكل منصف أن يعتمد على مثل هكذا رواية للطعن في حديث رواه مسلم في "صحيحه" على شرطه، وإلا فكيف –بالله!- يطعن في حديث رواه الثقات الأثبات الأمناء برواية هؤلاء المجاهيل المجاهيل المجاهيل! الذين لا نعرف عنهم شيئاً ولو يسيراً نعذر به من يأخذون بهذه الشبهة التي طارت في الآفاق؛ حتى إنك لا تسأل من يطعن في الحديث عن سبب للطعن فيه حتى يبادرك بهذه الشبهة، وكأنها الفصل، وقد تبين لك حالها!

    وإنني ادعو كل مسلم منصف يتقي الله تعالى أن يكف عن ذكر هذه الشبهة التي لا تقوم بنفسها فضلاً عن أن تطعن في حديث رواه مسلم في "صحيحه" على شرطه.

    - والخلاصة أن سند هذا الحديث صحيح ولا مطعن فيه، وأنبه إلى أن جمهور من طعنوا في متن هذا الحديث قد صححوا إسناده، ومنهم من صرح بأنه على شرط مسلم؛ كما قال شعيب الأرناؤوط في تحقيق "صحيح ابن حبان" تعليقاً على هذا الحديث.

    - أما متن الحديث؛ فلم يطعن فيه أحد من العلماء أو الحفاظ من الناحية الحديثية كالشذوذ أو الاضطراب أو غيرها، وجميع الشبهات التي وجهت إلى متن الحديث إنما هي كلامية وليست حديثية، وسوف نتحدث عنها بعد قليل إن شاء الله تعالى.

    والخلاصة أن الحديث صحيح من الناحية الحديثية سنداً ومتناً؛ فقد اتصل برواية الثقات عن بعضهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير شذوذ أو علة قادحة.
    هذا وقد صرح بصحة الحديث عدد من الحفاظ السابقين واللاحقين، ومنهم الحافظان ابن الأنباري وابن الجوزي -كما نقل ذلك عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" (18/18)-، وقد ذكره النووي وشرحه في شرحه لـ"صحيح مسلم" (8/127) ولم يعله بشيء، وقد ضمنه كتابه رياض الصالحين، ومن المعلوم أنه قد اشترط الصحة في الأحاديث التي يذكرها فيه؛ كما بين في مقدمته له.

    وممن صحح الحديث من المعاصرين العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني، والألباني في "الصحيحة" (1833)، كما حسن الألباني إسناد النسائي للحديث في "مختصر العلو" للذهبي ص112
    هذا عدا عن الحفاظ الذين ذكروه، واستشهدوا به في كتبهم، ولم يتكلموا فيه بشيء؛ كالذهبي –رحمه الله- وغيره.
    وقد قال الألباني -رحمه الله-: في الصحيحة (4/450): "ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه ولم يعله بشيء"اهـ.

    - الانتقادات التي وجهت إلى متن الحديث والجواب عنها:

    أثيرت عدة انتقادات حول متن الحديث؛ ألخصها فيما يلي:

    1 – أن متن هذا الحديث يخالف القرآن الكريم.
    2 – معارضة الحديث لدعوى أن الخلق وقع يوم الأحد.
    3 – موافقة الحديث للإسرائيليات.

    ولأن مقصودنا هو الرد على هذه الشبهات وليس توثيق صدورها عن أصحابها فإننا سنكتفي بذكرها دون الإحالة على مصدر لها، ودون ذكر من قال بها؛ إلا إذا اضطررنا إلى ذلك لسبب أو لآخر.

    وسوف أتحدث عنها بالتفصيل فيما يلي:

    - الانتقاد الأول: دعوى أن الحديث يخالف القرآن الكريم:

    وقد قال أصحاب هذه الدعوى إن الله تعالى أخبرنا في القرآن أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وأنه خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام، والسماوات وما فيها في يومين، أما الحديث فإنه يناقض ذلك! وقد انقسموا إلى قسمين في بيان كيفية المناقضة!

    - فقسم منهم قال: إن الحديث يتضمن أن خلق السموات والأرض وما بينهما في سبعة ايام، وليس في ستة أيام كما جاء في القرآن!

    - وقسم آخر قال: إن الحديث يذكر أن خلق الأرض وحدها في سبعة أيام، وقد صرح القرآن بأن خلقها كان في أربعة أيام!

    - الرد على هذه الشبهات:

    ونرد عليهم أولاً؛ بأن الحديث لم يخرج عما جاء في القرآن الكريم، بل لقد صرح الحديث بما جاء في القرآن بنصه؛ كما في رواية النسائي، ونصها: "إن الله خلق السموات والأرضين في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع" فهذا نص يرد دعواكم من أساسها!

    ومن الواضح أن أصحاب هاتين الشبهتين قد توهموا أن الحديث يتحدث عن (مراحل الخلق)! ثم يفصل ما جرى في كل مرحلة من هذه المراحل. ولما رأوا الحديث يذكر سبعة أيام من السبت إلى الجمعة؛ ظنوا –بناءً على ما توهموه- أن الخلق وقع في سبعة أيام!

    ونقول رداً عليهم: إن الحديث لا يذكر مراحل الخلق ولا يعددها كما توهمتم، ويتضح هذا لمن تأمل الحديث أدنى تأمل!

    فالحديث إنما يذكر مفردات من المخلوقات ويذكر يوم خلق كل منها؛ فالأيام قد ذكرت هنا تبعاً للمخلوقات المذكورة؛ لبيان يوم خلق كل منها، ولم تذكر على أنها مراحل للخلق!

    والحديث لم يقل: خلق الله التربة في اليوم الأول، والجبال في اليوم الثاني.. وآدم في اليوم السابع، بل ذكر كل مخلوق من المخلوقات السبعة، وذكر اليوم الذي خلق فيه فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين.."الخ وهذا واضح عند أدنى تأمل كما ذكرنا.

    ولكن؛ لو افترضنا جدلاً أن الحديث يتحدث عن مراحل الخلق –كما توهم هؤلاء- فأين جاء فيه أن الخلق وقع في سبعة أيام؟! ليس فيه شيء من ذلك ولا شيء يشير إلى ذلك!

    وللتوضيح نقول: إن معنى هذه الشبهة؛ أن الحديث قد جعل الخلق مستغرقاً الأيام السبعة المذكورة؛ أي أن الحديث قد جعل خلق السماوات والأرض في هذه الأيام السبعة كاملة؛ فذكر في كل يوم من هذه الأيام شيئاً يدخل في خلق السماوات والأرض وما بينهما، أو في خلق الأرض وحدها، وبذلك يكون قد تضمن أن الخلق استغرق هذه الأيام السبعة!

    ونرد على أصحاب الشبهة الأولى: بأننا وإياهم متفقون على أن خلق السماوات والأرض وقع في ستة أيام، وبذلك فلا إشكال إن تضمنت الأيام الستة الأولى شيئاً يدخل في خلق السماوات والأرض وما بينهما. فينحصر الخلاف عندئذ في اليوم السابع المذكور في الحديث (الجمعة)، وحسب شبهتكم فإنكم تقولون: إنه تضمن خلقاً يدخل ضمن خلق السماوات والأرض! فهل ذكر الحديث في اليوم السابع شيئاً من ذلك؟!
    الجواب واضح لمن يقرأ الحديث؛ فالحديث لم يذكر وقوع خلق يوم الجمعة سوى خلق آدم! وآدم كما هو معلوم بالضرورة ليس داخلاً في خلق السماوات والأرض، بل هو خلق مستقل عنهما!

    فآدم خلق من طين من تراب هذه الأرض، بعد أن كانت موجودة بداهة! كما : (إني جاعل في الأرض خليفة)، فآدم ليس من مكونات الأرض بل تراب الأرض من مكوناته! فلا يصح بحال أن يكون آدم (مرحلة) من مراحل خلق السماوات والأرض!

    وبما ان الحديث لم يذكر شيئاً من الخلق في يوم الجمعة يدخل ضمن خلق السماوات والأرض وما بينهما؛ فمعنى ذلك أنه لم يتعد الأيام الستة؛ فعلى أي أساس قلتم إن الحديث قد تضمن استغراق الأيام السبعة؟!

    - ونرد على من قالوا: إن الحديث يذكر أن الأرض وحدها خلقت في سبعة أيام، بأن شبهتهم هذه تتضمن أمرين:

    أولهما: أن الحديث يتحدث عن خلق الأرض وحدها!

    وثانيهما: أن هذا الخلق استغرق سبعة أيام!
    أما قولهم: إن الحديث يتحدث عن الأرض وحدها فهو قول مخالف لظاهر الحديث ونصه! بل إن في الحديث دلالة قاطعة لا تحتمل تأويلاً ترد على هذا الزعم، وإلا فهل النور يدخل في خلق الأرض مثلاً؟! وهل الدواب داخلة في خلق الأرض؟! وقد صرح الحديث بأن الله تعالى قد "بث فيها الدواب يوم الخميس"؟! وهل آدم يدخل في خلق الأرض وقد بينا بأنه خلق من طين من تراب هذه الأرض؟! فكيف يقال: إن الحديث لا يتحدث إلا عن الأرض وحدها وعن مراحل خلقها فقط؟!
    ثم إن الحديث لم يتعد الأيام الأربعة في ذكر ما يتعلق بخلق الأرض، وهي السبت والأحد والإثنين والثلاثاء أربعة أيام سواء.

    ثم ذكر في أيام الأربعاء والخميس والجمعة مخلوقات لا علاقة لها بخلق الأرض، وليست داخلة في خلقها، وهي النور والدواب وآدم -عليه السلام-.فهو إذن لم يتعد الأيام الأربعة التي نص عليها القرآن.

    وأرجو أن أكون بذلك قد رددت على شبهة معارضة الحديث للقرآن، والحمد لله رب العالمين.

    - قولهم إن الخلق ابتدأ يوم الأحد وأن الحديث يخالف ذلك!

    وقد استند القائلون بذلك إلى أمور:

    -أحاديث وآثار قالت ذلك!
    -الإجماع على أن الخلق وقع يوم الأحد!
    -أن هذا ما جاء في كتب أهل الكتاب!

    -الاستدلال: وقد استدلوا بأمرين:

    أولهما أن آخر الخلق كان يوم الجمعة؛ وعلى هذا فإن أوله يوم الأحد؛ لأن الخلق وقع في ستة أيام!
    وثانيهما: أن أسماء الأيام تدل على ذلك!

    وسوف أرد على هذه الشبهات باختصار قدر المستطاع فهي لا تستحق الكثير من الرد!

    - أما قولهم بأن هناك أحاديث وآثاراً تقول بذلك فإننا نرد عليهم بما يلي:
    أما الآثار؛ فسواءً صحت أم لم تصح؛ فهي كعدمها لا حجة فيها؛ فالخبر بأن الخلق وقع يوم الأحد لا بد عليه من برهان من الوحي، وليس بقول من لم يطلع على الغيب وليس معصوماً! هذا مع أنني لم أر خبراً منها يصح بسند يماثل سند "حديث التربة" عند مسلم فكيف يرد بها؟!

    أما الأحاديث فهي كلها ضعيفة ولا تخلو من انقطاع أو إرسال أو من مقال في رواتها، (انظر "تاريخ الطبري" 1/35)، أي أنها في كل الأحوال ليست بأفضل حالاً من حديث التربة! ويكفي أن كل من أشاروا إليها إنما أشاروا إليها على استحياء!

    والأهم من ذلك كله هو أننا لم نر من أشاروا إلى هذه الأحاديث قد ذكروا سبب ترجيحهم لها! وأكتفي بهذا القدر لأنني
    لا أجد ما يقال أكثر من ذلك!

    - أما دعواهم الإجماع فهي دعوى مجردة ينقصها الدليل بل الواقع ضد هذه الدعوى!

    وقد بحثت عن أصل هذه الدعوى، وبحثت عمن نقل الإجماع من العلماء، ولم أجد أثناء بحثي من ادعى الإجماع سوى الطبري رحمه الله في "تاريخه"؛ فقد ادعى الإجماع هناك (1/35)، ومن الغريب أن الطبري نفسه قد نقل عن محمد بن أبي إسحاق نقيض هذه الدعوى وهو أن الله تعالى ابتدأ الخلق يوم السبت! وأشار إلى قول غيره بذلك أيضاً؛ فأين هو الإجماع الذي ادعاه الطبري رحمه الله، وهو نفسه قد نقل ما يخرقه في الصفحة نفسها مما يقضي على دعوى الإجماع من أساسها؟!

    - أما قولهم: إن هذا هو ما تدل عليه كتب أهل الكتاب؛ فإن ذلك مما لا ينقضي منه العجب! إذ متى كانت كتب أهل الكتاب وما جاء فيها دليلاً؛ حتى نأخذ بما فيها وكأنها مسلمات!

    ثم إنه ليس في كتب أهل الكتاب ما يبين متى بدأ الخلق أصلاً، أما النص الذي يتحدث عن بعض مراحل الخلق في أول كتابهم؛ فهو إنما يتحدث عن مراحل لاحقة، ولا يتحدث عن خلق السماوات والأرض، بل يتحدث عما حدث بعد هذا الخلق؛ من تطوير وغيره!

    فكتابهم ينص على أنه "في البدء خلق الله السماوات والأرض، وإذ كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرفرف على وجه المياه(!!) قال الله: ليكن نور، فكان نور، ورأى الله النور أنه حسن، وفصل الله بين النور والظلمة، ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً، وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً.."(تكوين1/1-5)

    ونحن نرى من هذا النص المحرف، أن الأرض كانت موجودة أصلاً، ولكنها كانت خربة وخالية، وتكتنفها الظلمة فقامت فيها مراحل الخلق التالية! كما يزعمون.

    فأين دعوى من ادعى أن كتب أهل الكتاب تقول إن الله تعالى قد ابتدأ خلق السماوات والأرض يوم الأحد؟!

    - أما استدلالاتهم التي ذكروها؛ فنرد عليها كما يلي:

    أما استلالهم بأن آخر الخلق كان يوم الجمعة، وعلى هذا فإن الخلق ابتدأ يوم الأحد؛ فيرد عليه بأن يأتوا بالدليل على أن آخر خلق السماوات والأرض وما بينهما كان يوم الجمعة! وهذا الحديث إنما يذكر أن آدم خلق يوم الجمعة، ولا علاقة لآدم بخلق السماوات والأرض وما بينهما كما بينا!

    - وأما استدلالهم بأن أسماء الأيام تدل على ذلك؛ فهو كلام غير مفهوم! نعم كان أهل الكتاب وبعض العرب يجعلون الأحد أول أيام الأسبوع، ولكننا لا نعلم أن أحداً منهم قال: إنهم سموا الأيام بذلك؛ لأن ابتداء الخلق كان يوم الأحد، وعلى ذلك فنحن نستدل بالمعطيات التي عندنا وهي أن العرب إنما سموا الأحد كذلك وربما سموه الأول؛ لأنه أول يوم في الأسبوع، أما لماذا جعلوه أول يوم فلا علم لنا! وعلى من يدعي العلم أن يثبت لنا ذلك قبل أن يبني على دعواه شيئاً

    - أما قولهم أن الحديث يوافق الإسرائيليات؛ فإننا نرد عليهم بأن نفترض موافقته للإسرائيليات فكان ماذا؟! هل مجرد موافقة الإسرائيليات يعد طعناً في الحديث؟! سبحان الله! ولماذا لا نجعل ذلك دليلاً على صحة الإسرائيليات؟! بدلاً من أن يكون طعناً في ما يوافقها؟!

    إن الطعن في الحديث لمجرد موافقته للإسرائيليات أمر خطير يؤدي إلى التشكيك في كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم!

    ثم نسألهم لماذا يطعن في الحديث بمجرد موافقته الإسرائيليات؟! هل كل ما جاء في الإسرائيليات كذب؟! فإن قالوا ذلك، فإن قولهم هذا ترده البداهة! وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن العظيم توافق ما جاء في كتب أهل الكتاب! ومن ينظر في قصة يوسف وموسى عليهما السلام في كتب أهل الكتاب؛ يرى من التوافق بينها وبين ما جاء في القرآن العظيم! فهل نرد ما جاء في القرآن لموافقته الإسرائيليات؟!

    ومع ذلك فإن الحديث لا يوافق الإسرائيليات بوجه من الوجوه، وقد رجعت إلى كتاب اليهود الذي أشار إليه البعض، والذي يتحدث عن بعض مراحل الخلق؛ فوجدته يخالف ما جاء في الحديث، بل يناقضه! فقد زعموا هناك (تكوين-1/3فما بعدها) أن الله تعالى استراح يوم السابع! –تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- وأنه خلق النور في اليوم الأول، والسماء في اليوم الثاني، واليابسة والخضراوات في اليوم الثالث، والقمر والنجوم في اليوم الرابع، والطيور والأسماك في اليوم الخامس، والحيوانات والإنسان في اليوم السادس! وبالطبع لم يذكر سفر التكوين أسماء الأيام التي وقع فيها هذا الخلق، ولكنهم ذكروا في "سفر التثنية" أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يقدس يوم السبت لأنه اليوم الذي استراح فيه -بزعمهم من الخلق-؟!

    وعلى هذا؛ فإنهم قد استنبطوا: أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد!
    وها نحن نرى من خلال مقارنة سريعة أن الحديث لا علاقة له بالإسرائيليات! ومن ثم فإنه لا أساس لهذه الشبهة!

    وبهذا أحسب أنني قد أنهيت الرد على الانتقادات التي وجهت إلى "حديث التربة"؛ سائلاً الله تعالى أن أكون قد وفقت في ذلك، وأسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل وكل عمل خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله.

    كتبه: خالد بن عبد الرحمن

    http://www.albshara.com/showthread.php?t=18807

  3. افتراضي

    حديث: خلق الله التربة يوم السبت
    www.al5aatr.com/researches/3/80_hdith_khlq.pdf

  4. #4

    افتراضي

    عندي سؤال كيف خلق الله الشجر قبل النور, كيف سيعمل الشجر بدون ضوء؟ هذا الحديث يعارض العلم بكل الطرق حسب فهمي...

  5. افتراضي

    بسمِ اللهِ الرحمَن الرحيمِ

    السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BStranger مشاهدة المشاركة
    عندي سؤال كيف خلق الله الشجر قبل النور, كيف سيعمل الشجر بدون ضوء؟ هذا الحديث يعارض العلم بكل الطرق حسب فهمي...
    عَن أبى سعيدٍ الخدرى رضىَ اللهُ تعالى عنه أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَخِى يَشْتَكِى بَطْنَهُ . فَقَالَ « اسْقِهِ عَسَلاً » . ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ « اسْقِهِ عَسَلاً » . ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ فَعَلْتُ . فَقَالَ « صَدَقَ اللَّهُ ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ، اسْقِهِ عَسَلاً » . رواهُ الشيخانِ وأحمدُ فى مُسندِه والترمذى والبيهقى فى سُننهما، وقال اللهُ سُبحانه { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) } ( النجم ).

    اعلم أخى الحبيبُ أنَّ فهمَ المُسلِم أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ لا ينطِقُ عَنْ الهوى وإنَّما هوَ مُبلَّغٌ بالوحى مُبلِّغٌ بالصِدق، قال اللهُ تعالى { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) } ( الزمر )، فتِلكَ كلِمةٌ كبيرَةٌ التى قلتَها أنَّهُ حسبَ فهمِكَ يُخالِفُ قولُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ما جاءَ بهِ العِلمُ، بل صدَقَ اللهُ وصَدَقَ رسولُ اللهِ وما لأحدٍ فهمٌ خِلافَ فهمِ رسولِ اللهِ الآخِذِ عنْ اللهِ جلَّ جلالهُ، والمُسلمُ إذا حصَلَ لهُ الإيمانُ بالدِّينِ واليقينُ بالإيمانِ فإنَّه يكونُ هواهُ وفهمُه وكلامُه تِبعا لِما جاءَ به مُحمَّدٌ بنُ عبدِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، لا يمنعُه ذلكَ مِن السؤالِ عمَّا عنَّ لهُ مِنْ مسائلَ فهوَ مأمورٌ بسؤالِ أهلِ الذِكرِ على كلِّ حالٍ ولكنَّه يسألُ سؤالَ المؤمنِ لا سؤالَ المُعترِض، وتِلك فائدةٌ دقيقةٌ هامَّةٌ لكلِّ مُسلمٍ فى مُواجهةِ أهلِ الباطلِ وأربابِ الشُبهات فى هذا الزمان الذى تجرأ فيهِ الحُثالاتُ على وحى السماواتِ وكلامِ ربِّ البريَّات، وقدْ علَّمَنا اللهُ تعالى إياها بقوله سُبحانه للخليل الذى كانَ أمَّة { أولم تؤمن ؟} قال اللهُ { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) } ( البقرة ).

    يُتبعُ بإذنِ الله .....
    التعديل الأخير تم 10-08-2012 الساعة 05:55 PM
    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
    [ مريم - عليها السلام ]



    اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
    واغْنِنَا اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BStranger مشاهدة المشاركة
    عندي سؤال كيف خلق الله الشجر قبل النور, كيف سيعمل الشجر بدون ضوء؟ هذا الحديث يعارض العلم بكل الطرق حسب فهمي...
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...%DA%C7%E1%E3-)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عندي تساؤل بسيط:
    لو حسبنا النور من ضمن خلق الأرض لأصبح لدينا خمسة أيام اذ وجب علينا ان نضيف الدواب من باب أولى. والقرآن يقول 4 أيام.
    ولو حسبنا النور ضمن السماء فأين اليوم الثاني من أيام خلق السماء؟؟؟؟
    وما هو المقصود بالمكروه؟
    تساؤلات لا انتظر عليها اجابة في الوقت الراهن ولكن احسبها نقطة بداية لمن اراد ان يغوص اكثر في تفنيد هذه الشبهة. والله اعلم

  8. افتراضي

    تنبيه : هذهِ المُشاركةُ اجتِهادٌ شخصىٌّ فى فهمِ حديثِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، فلا تُحمَلُ على خِلافِ ذلك.

    بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم والحمدً لله مشاهدة المشاركة
    وقد ذكر الألباني أن هذه الأيام المذكورة في الحديث غير الأيام الستة المذكورة في القرآن، واستدل على ذلك بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا أبا هريرة، إن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة، في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض، بأحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث»[17].

    وقال الشيخ - رحمه الله - تعليقا على هذا الحديث: "الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن، فالحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر - يعني: الحديث المتقدم - فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"[18].

    كما صرح المستشار سالم علي البهنساوي في كتابه "السنة المفترى عليها" - أن الأيام الستة ليست هي التي فصلها الحديث النبوي فهو لم يذكر خلق السماوات ولا خلق الأرض، حيث ورد ذلك في القرآن الكريم بل ذكر خلق التربة والجبال والشجر والدواب وغير ذلك مما تم بعد خلق الأرض والسماوات، ولا تعارض بين هذا التفصيل وبين ما ورد في القرآن الكريم، ولا يوجد أيضا أي تعارض لو كان خلق هذه الأشياء خلال الأيام الستة التي خلق الله فيها الأرض والسماوات"[19].

    ومما يزيد الأمر وضوحا ما ذكره المرصفي قائلا: "وواضح أن الحديث فصل خلق ما احتوته الأرض واشتملت عليه، بينما الآية تذكر خلق السماوات والأرض جملة، وحينئذ لا يكون تعارض.
    والحديثُ الذى استدلَّ بهِ الإمامُ الألبانىُّ نصٌّ فى محلِّ النزاع؛ فإنَّهُ قدْ جمعَ خلقَ التربة وما بعدهُ باستواءِ اللهِ تعالى على العرشِ، واستواؤه سُبحانه على عرْشهِ كان عقبَ انتهاءِ خلقِ السماواتِ والأرضِ فدلَّ ذلك على كونِ خلقِ التربة وما بعدها لاحقٌ على خلقِ السماوتِ والأرضِ داخلٌ فى باب التدبيرِ نظيرَ قولِ اللهِ تعالى { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(3) } ( يونس ) وقوله سُبحانه { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) } ( الرعد ) وقوله عزَّ مِنْ قائلٍ { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } ( الأعراف )، فكما بيَّن القرآنُ الكريمُ تدبيرَ اللهِ تعالى فى السماواتِ بعدَ استوائهِ على العرْشِ مِن تسخيرِ الشمسِ والقمَرِ والنُّجومِ بيَّنَ رسولُهُ الكريمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ما كانَ مِن تدبيرِهِ سُبحانه فى الأرضِ بعدَ خلقِها نظير قولِ اللهِ تعالى { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) } ( فصلت ) فكانَ تمامُ خلقِها فى يومينِ وكانَ تدبيرُه فيها بعدَ خلقِها فى أربعةِ أيامٍ كما جاءَت بذلكَ الأحاديثُ النبويَّةُ المُطهرة، ويدلُّ على ذلِكَ كونَ التدبير فيها مُنفصِلا عَنْ خلقِها برفعِ السماواتِ قال اللهُ { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) } ( النازِعات ).

    فالحاصِلُ أنَّ السماواتِ والأرضَ كانتا رتقا بتقديرِ اللهِ عزَّ وجل ففتقهُما سُبحانه فخلقَ السماواتِ والأرضَ ثُمَّ استوى على العرشِ ودبَّر الأمر بينهما وفصَّل الآياتِ لعلنا بلقائِه سُبحانه نؤمنُ إذا تبيَّن لنا ما فى هذا الترتيبِ مِن موافقة عجيبَةٍ لمُكتَشفاتِ العِلمِ الحديثِ أو تأمَّلنا فى عظيمِ قُدرَة اللهِ تعالى فى خلقِهِ، ولهذا تفصيلٌ ليسَ هذا موضِعَهُ.

    وجميعُ ما جاء فى الحديثِ الشريفِ - كما هوَ واضِحٌ - مُتعلِّقٌ بالأرضِ وحدَها ليسَ فيهِ شئٌ مُتعلِّقٌ بالسماءِ كما توَّهم البعضُ ومِنهُم ساداتُنا رحِمَهُم اللهُ تعالى، فقدْ حصرَ الحديثُ الشريفُ مراحِلَ تطوُّرِ الأرضِ بطريقةٍ تذهبُ بالألبابِ لِما فيها مِن دِقَّةٍ عِلميَّة غيرِ مسبوقةٍ فحدَّدها بالآتى :

    * التربة
    * الجِبال
    * الشجر
    * المكروه
    * النور
    * الدواب
    * الإنسان

    فإذا أردنا فهمَ الحديُثِ الشريفِ علينا أنْ نرجِع إلى مراحِلِ تطوُّرِ الأرضِ كما حكاها العُلماءُ

    نقرأُ فى ويكيبيديا أسفلَ عُنوان "التسلسل الزمني للأحداث التي وقعت على كوكب الأرض"

    تكونت الأرض والكواكب الأخرى الموجودة في النظام الشمسي من سديم شمسي – عبارة عن كتلة قرصية الشكل من الغبار والغاز تبقت من تكون الشمس. وقد اكتمل تكوّن الأرض عن طريق هذه الأجزاء الخارجية في غضون فترة تتراوح ما بين 10 و 20 مليون عام.[11] وفي بادئ الأمر كانت الأرض منصهرة، ثم بردت طبقتها الخارجية؛ لكي تكوّن قشرة صلبة وذلك عندما بدأت المياه تتراكم في الغلاف الجوي للأرض. ثم تكوّن القمر بعد ذلك بوقت قريب، وذلك عندما اصطدم جرم سماوي ـ في حجم كوكب المريخ (أحيانًا يطلق عليه "فرضية تأثير الارتطام بالجسم العملاق") تمثل كتلته 10% من كتلة كوكب الأرض،[12] ـ بالأرض في صدمة عارضة.[13] وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب الأرض، وتناثرت أجزاء منه في الفضاء، ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت في مدار وكونت القمر. وقد نتج عن النشاط البركاني وانبعاث الغازات من كوكب الأرض تكون الغلاف الجوي الأساسي للكوكب. وقد تكونت المحيطات من تكثف بخار الماء الذي يزيد بفعل الثلوج والمياه السائلة التي تحملها الكويكبات والكواكب الأصلية الأكبر حجمًا والمذنبات وأي كوكب في النظام الشمس يدور حول الشمس على مسافة أبعد من نبتون.
    التسلسل الزمني للأحداث التي وقعت على كوكب الأرض

    ونقرأُ تحتَ عنوان "نشأة الحياة على كوكب الأرض"

    إن التخليق الضوئي (تخليق مركبات كيميائية في الضوء) يسمح باستغلال الطاقة الناتجة عن الشمس بشكل مباشر في الحياة بجميع أشكالها؛ حيث يتراكم الأكسجين الناتج عن هذه العملية في الغلاف الجوي مكونًا طبقة الأوزون (O3) في الجزء العلوي من الغلاف الجوي. هذه النظرية توضح أصل الميتوكندوريا والبلاستيدات (أجزاء الخلايا النباتية المحتوية على الكلوروفيل) والتي تعتبر وحدات فرعية مكونة لخلايا إيوكاريوت (التي تفتقر إلى النواة والغشاء النووي). ينتج عن اندماج الخلايا الصغيرة داخل الخلايا الكبيرة تكوين خلايا معقدة يطلق عليها خلايا حقيقية النواة (أي أنها تتميز بنواة واحدة). وتتخذ الكائنات ـ متعددة الخلايا الحقيقية ـ والتي تكونت في شكل خلايا داخل مستعمرات سمات أكثر خصوصية.[26] وبفضل امتصاص طبقة الأوزون للأشعة فوق البنفسجية الضارة، فقد استقرت الحياة على سطح كوكب الأرض.[27]
    نشأة الحياة على كوكب الأرض

    ونقرأ تحت عُنوان "الغلاف الجوى"

    أدى وجود الغلاف الحيوي لكوكب الأرض إلى حدوث تغير في غلافها الجوي؛ حيث أن عملية التمثيل أو التخليق الضوئي التي تعتمد على الأكسجين بدأت منذ 2.7 مليارات سنة ـ مما أدى إلى تكوّنالغلاف الجوي الذي يتكون بشكل أساسي من الأكسجين والنيتروجين الموجودين الآن. وقد أدى هذا التغير إلى تكاثر الكائنات مستنشقة الهواء، وتَكُّون طبقة الأوزون التي تعمل هي والمجال المغناطيسي لكوكب الأرض معًا على حجب أشعة الشمس فوق البنفسجية مما يسمح بوجود حياة على سطح الأرض.
    الغلاف الجوى

    وتحتَ مقالٍ تفصيلىٍّ بعُنوان "غلاف الأرض الجوى" نقرأ

    على أن بعض الباحثين في تاريخ نشأة الأرض يرجحون أنها قد تشكلت منذ 4,5 مليار سنة، وغالبًا لم تكن تحتوي على غلاف جوي. وبالتدريج، بدأت الغازات المنطلقة من الأرض تتجمع حولها. فعلى سبيل المثال، أطلقت أعداد هائلة من البراكين على الأرض الناشئة العديد من الغازات مثل النشادر وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والهيدروجين والميثان والنيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وبخار الماء. وبذلك شكَّلت هذه الغازات المنبعثة من البراكين الجزء الأكبر من الغلاف الجوي القديم لسطح الأرض. وتكاثف جزء كبير من بخار الماء المنبعث من البراكين ليشكل الأنهار والبحيرات والمحيطات. أما بقية الغازات المكونة للغلاف الجوي القديم فقد ذابت في المحيطات أو كونت صخور القشرة الأرضية. ولكن معظم النيتروجين بقي في الغلاف الجوي، وأضيف إليه لاحقًا غاز الأرجون والزينون بفعل تحلل بعض العناصر المشعة على سطح الأرض. ويبدو أن الغلاف الجوي في الأزمنة القديمة لم يكن يحتوي على نسبة كبيرة من الأكسجين، ولكن بعد ظهور الطحالب وغيرها من الكائنات النباتية الخضراء في المحيطات قبل 3,5 مليار سنة، بدأت كمية الأكسجين بالازدياد نتيجة لعملية التركيب الضوئي. وبانتشار النباتات على سطح الأرض يضاف مزيد من الأكسجين إلى الغلاف الجوي.
    غلاف الأرض الجوى


    إذا لو عُدنا بالزمنِ أربعة بلايين ونصف بليون عامٍ فإنَّنا سنرى الأرضَ فى بدايةِ نشأتِها أشبه بكُتلةٍ مَصْهورةٍ تغلى بالحُمَمِ للقصفِ المُتواصِلِ مِن الأجرامِ السماويَّةِ مِن رُكام تِلك السحابةِ السديميَّةِ، ثُمَّ ماذا .....

    * بعد حوالى مائتى مليونَ عامٍ يبدأُ القصفُ فى الهدوءِ، مِمَّا يُعطى فُرصةً لبداية ظهورِ القِشرةِ الأرضيَّةِ كنتيجةٍ للقذفِ المُتواصِل لصهارةِ لبِّ الأرضِ المُشتعِل والتى تبردُ على السطحِ مُكوِّنة القِشرَة الأرضيَّة الأولى ... وهذهِ هىَ التربةُ.

    * عِندما تتكوَّنُ القِشرَةُ الصلبة ومَعَ استمرارِ تدفقِ الحُممِ البُركانية تبدأُ الجِبالُ فى الظهورِ.

    * مع استمرار هذهِ الحالةِ مِنَ الغليانِ لمئاتِ الملايينِ مِنَ السنين، ونتيجةَ تشبُّعِ الغلافِ الجوىِّ بِبخارِ الماء المُتراكِم نتيجة القذفِ الحممىِّ المُتواصل هطلَ المطرُ على الأرضِ - ليس الماءَ الذى نعرفه اليومَ ولكنَّه ماءٌ على كلِّ حال - واستمرَّ هطولُه لملايين السنين فأغرقتْ المُحيطاتُ الأرض، وفى هذه الأجواءِ المُدلهِمَّة ظهرَتْ أوَّلُ المَخلوقاتِ على سطحِ الأرضن مُستعمراتٌ طُحلبيَّةٌ بكتيريَّةٌ تُنتجُ الغِذاءَ عَنْ طريقِ عمليَّة البِناءِ الضوئىِّ، انتشرت هذه المُستعمراتُ بطولِ الكوكبِ وأطلقتْ - فى ظاهِرَةٍ مُعجِزَةٍ - كِميَّاتٍ هائلة مِن الأكسجين ... وتِلكَ هىَ الأشجارُ.

    * بعد ذلكَ المكروهُ - أو الشرُّ - ولا أعلمُ حقيقةً ما هوَ وإنْ كانَ البعضُ يميلُ إلى القولِ بأنه الفيروساتُ أو مُسبِّباتُ الأمراضِ.

    * بعد ذلك يأتى ...... النور ... رحمةُ اللهِ تعالى بهذه الأرضِ الكئيبةِ والنعمةُ التى حوَّلتها مِن تِلكَ الكُرةِ المُقفِرَة المُظلِمةِ الموحِشَةِ إلى هذا الكوكبِ البديعِ الخلاب، النور .. فما هو ؟


    بِدايةً يجبُ أن نعلمَ انَّ النور ليسَ هوَ الضوء؛ فالضوءُ أعمُّ مِن النور عِلميًّا وشرعيًّا.

    فأمَّا العِلمُ فيُعرِّفُ الضوءَ على أنَّه موجةٌ كهرومغناطيسيةٌ، ولكنَّه لا يشتَرِطُ فى هذه الموجةِ أنْ تكونَ مُنيرة فالإنارَةُ لا تتحققُ إلا إذا كانت هذه الموجةُ ذاتَ طولٍ موجىٍّ مرئىٍ للعينِ البشريَّة، أى داخِل ما يُعرفُ بالـ"الطيف المرئى" والذى يُمكنُ تحليلهُ إلى ألوانِ الطيفِ السبعة المعروفَةِ مِن الأحمرِ إلى الأزرَق.

    وامَّا الشرعُ فيُفرِّقُ بينَ الضوءِ والنور؛ قالَ اللهُ تعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا .... (5) } ( يونس )، فالشمسُ هى الضياءُ والقمرُ هو النور، ونجدُ تفسيرَ ذلِك فى قولِ اللهِ سُبحانه { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) } ( الفرقان )، فنُسِب الضياءُ للشمسِ لأنَّها مصدرُ الضوءِ، ونُسِب النورُ للقمرِ لأنَّه عاكِسٌ لهذا الضوء، وانعِكاسُ الضوءِ عن القمرِ نتيجتُه إنارَةُ القمرِ لرؤيتِه وإنارَةُ الموجوداتِ فى نِطاقِ مسارِ انعكاسِ الضوءِ عنهُ فهو "نورٌ" و"مُنيرٌ"، وأيضا فالنورُ ضِدُّ الظُلمةِ قالَ اللهُ تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) } ( الأنعام ) وقال سُبحانه { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) } ( البقرة )، وفى هذهِ الآيةِ الأخيرةِ مَثلَّ لنا اللهُ تباركَ وتعالى مثلَ الذين كفروا بمَن استوقدَ نارا فأضاءت ما حولَه أى أخرجت ذلك الإشعاعَ الكهرومغناطيسى المعروفَ بالضوء، ولكنْ أخبرنا اللهُ تعالى أنَّه ذهب بنورِهم وتركَهُم فى ظُلماتٍ لا يُبصرون، فلمْ يُخبِرنا سُبحانه أنَّه ذهبض بضوئهم بل بنورِهم، وللتوضيح أقول : يكفى لكى يذهبَ النورُ ويحلَّ الظلامُ أن يذهب الطيفُ المرئى فلو ذهبَ ذلكَ وبقيت الآشعةُ فوق البنفسجية أو الآشعة تحت الحمراء على سبيلِ المِثال - وهى آشعة ضوئية - لحلَّ الظلامُ لأنَّ هذه الآشعة غيرُ مرئيةٍ للعينِ البشرية، إذا فقد يجتمعُ الضوءُ بالظلمة ولكن لا يجتمعُ النورُ بِها.

    فالحاصِل عِلميًّا وشرعيًّا أنَّه يُمكن أن يجتمِعَ الضوءُ بالظلمة ولكن لا يجتمعُ النورُ بِها.


    يُتبعُ بإذن الله .....
    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
    [ مريم - عليها السلام ]



    اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
    واغْنِنَا اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    قرأتُ ردَّك هُناكَ أستاذنا الكريم، مُمتازٌ ما شاء الله.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم. مشاهدة المشاركة
    عندي تساؤل بسيط:
    لو حسبنا النور من ضمن خلق الأرض لأصبح لدينا خمسة أيام اذ وجب علينا ان نضيف الدواب من باب أولى. والقرآن يقول 4 أيام.
    ولو حسبنا النور ضمن السماء فأين اليوم الثاني من أيام خلق السماء؟؟؟؟
    وما هو المقصود بالمكروه؟
    تساؤلات لا انتظر عليها اجابة في الوقت الراهن ولكن احسبها نقطة بداية لمن اراد ان يغوص اكثر في تفنيد هذه الشبهة. والله اعلم
    فى المُشاركةِ التاليةِ بإذنِ اللهِ تعالى تجدُ ما يسرُّك أخى.
    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
    [ مريم - عليها السلام ]



    اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
    واغْنِنَا اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ

  10. افتراضي

    أرجو تعديل الكلمة المُلوَّنة بالأحمر يا إخوة بارك اللهُ فيكم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة
    اعلم أخى الحبيبُ أنَّ فهمَ المُسلِم أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ لا ينطِقُ عَنْ الهوى وإنَّما هوَ سُبحانه مُبلَّغٌ بالوحى مُبلِّغٌ بالصِدق
    صلى اللهُ عليه وسلَّم
    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
    [ مريم - عليها السلام ]



    اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
    واغْنِنَا اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ

  11. افتراضي

    * أنصحُ كلَّ مَن يُريدُ أنْ يَعرِف الفارِقَ بينَ الضوءِ والنور أنْ يضعَ هذين السؤالينِ فى أىِّ مُحرِّكٍ مِن مُحرِّكاتِ البحثِ على الشبكة "لماذا يبدو الفضاءُ مُظلِما رغمَ وجودِ الشمسِ والقمرِ والنجوم" و"لِماذا القمرُ جِسمٌ مُعتِمٌ مُظلِمٌ رغمَ سطوع الشمسِ عليهِ"، أو يُمكنهُ قِراءَةُ هذهِ المُشاركةِ لِمعرِفةِ سببِ ذلك.

    النورُ ليسَ هو الشمسُ

    لا يُمكنُ أنْ يكونَ المقصودُ بالنورِ فى الحديثِ الشريفِ الشمسَ عِلميًّا وشرعيًّا

    فأمَّا العِلمُ فإنَّه يقضى بأنَّ وجودَ الشمسِ سابِقٌ على وجودِ الأرضِ أساسا بل وسابقٌ على وجودِ باقى كواكِبِ المجموعَةِ الشمسيَّة أيضا.

    وأمَّا الشرعُ فإنَّ النصوصَ الإلهيَّة لم تصفْ الشمسَ بأنَّها "نورٌ" بل "ضِياءٌ" و"سِراجٌ وهَّاجٌ" كما عرضنا ذلكَ فى المُشارَكةِ السابِقةِ.

    والأهمُّ بالنسبةِ لنا أنَّ الشمسَ ليسَتْ نورا بذاتِها فهىَ موجودَةٌ فى الفضاءِ ومع ذلك يبدو الفضاءُ مُظلِما، وتسطعُ على القمرِ ومعَ ذلكَ يبقى مُظلِما.

    إذا فالنورِ فى الحديثِ الشريفِ ليسَ هوَ الشمس.

    النُّورُ هو الغلافُ الجوىُّ

    ولكى نفهمَ هذه الحقيقةَ يجبُ علينا أنْ ننطلِقَ مرَّة أخرى فى الزمنِ إلى ما قبل أربعةِ بلايين عام لِنعرِف كيفَ كانَت الأرضُ آنذاك، هل كانت الأرضُ ذلكَ الكوكبَ الأزرقَ فى السماء ؟ هل كانت ذلك الكوكب المُنير الخلاب ؟

    الحقيقةُ أنَّنا إذا قُدِّرَ لنا العودةُ إلى هذا الزمنِ فسنُصابُ بصَدْمَةٍ حقيقيَّةٍ؛ فالأرضُ فى هذه الفترة كانت مُحاطة بغُلافٍ رقيقٍ أسودٍ مِن الغُبار المأسورِ بِقوَّةِ جاذبيَّةِ الأرضِ يخبو حينا ويظهرُ حينا وتبتلِعُه الصهارة المُندفِعة حِينا، ومع الوقت يتشبَّعُ أكثر فاكثر بمُركباتٍ كيميائيةٍ عديدةٍ مِثل أوَّل وثانى أكسيدِ الكربون وثانى أكسيد الكبريت والميثان وغيرِها، لا مكان للأوكسيجين هُنا فلا تبحثوا عنه، رجاءا لا تفتحوا الخوذاتِ فالأجواءُ هُنا سامَّةٌ بطريقةٍ غيرِ معقولة.

    أمَّا الأرضُ نفسُها فكما لابدَّ أنَّكم تتوقعون الآن، مكانٌ مُظلِمٌ كئيبٌ لا يُنيرُه سِوى الحُمم المُتدفقة فى كلِّ مكانٍ والأبخرَةُ السامَّةُ التى تملأ الجوَّ فى كلِّ شِبرٍ مِن هذا الكوكبِ الفتىِّ الهائِج.

    ثُمَّ ماذا ......

    يتجمَّعُ بُخارُ الماءِ فى الغلافِ الجوىِّ البِدائى كما قدَّمنا سابقا، يهطلُ المطرُ وتظهرُ المُحيطاتُ وتخرجُ البكتيريا الجديدةُ حامِلةً مُفاجأة مِن نوعٍ شديدِ الرقىِّ والتهذيبِ لهذا الكوكب؛ الأوكسيجين.

    تخرجُ كِميَّاتٌ هائِلةُ مِن هذا المُركَّب الحبيبِ إلى سطح الأرضِ، ورغمَ سُرعةِ امتصاصه فى جوِّ الأرضِ المُعادى يتزايدُ باضطرادٍ، نعم فالكميَّاتُ المُنطلِقةُ مهولةٌ بحقٍّ، كميَّاتٌ تفوق الخيالَ مِن غازِ الحياةِ تنطلِقُ فى فضاءِ الكوكبِ وتتزايَدُ بإصرارٍ وتصميمٍ حتى ترتفع إلى مِنطقةٍ بالِغة الخطورةِ لِهذا الكوكبِ؛ إلى الغُلافِ الجوىِّ، يدفعُ الأكسيجين غازَ المِيثان ويتراكم فى الغلافِ الجوىِّ لتتحِدَّ ذراتُه معا مُكوِّنة غازا آخر لا يتحمَّلُ عالمُنا "ثُقبا" صغيرا فيه؛ غاز الأوزون (o3) وَهُنا فقط تبدأ الأرضُ رِحلتها الحقيقيَّة ككوكبٍ صالِحٍ للحياةِ.

    يعملُ الغلافُ الجوى للأرضِ كمُرشِّحٍ لآشعةِ الشمسِ حيثُ يعملُ غازُ الأوزونِ على امتصاصِ الآشِعةِ فوق البنفسجية القادِمةِ مِن الشمس مِمَّا يمنعُ وصولها للأرض، ولِتعرِفوا أهميَّة هذا الدورِ يكفى أنْ تعلموا أنَّ رَصدَ العُلماءِ لـ "ثقب الأوزون" واحتمالاتِ فقدان الأرضِ لهذا الغِطاء الواقى - الحارسِ الأمين - هو الشغل الشاغِلُ للعُلماءِ الآن، لِبلايين السنين وهذا الحارِسُ اليقظُ يقومُ بدورهِ فى حِمايَة الحياةِ على سطحِ الأرضِ دون كللٍ أو مللٍ والآنَ - كما فى كلِّ آنٍ - لو فقَدَت الأرضُ هذا الحارِسَ المُخلِص فيكفى أنْ تعلموا أنَّ هذا كفيلٌ بالقضاءِ على جميعِ صوَرِ الحياةِ على سطحِ الكوكب.

    الدورُ الأهمُّ للغلافِ الجوىِّ هوَ "إنارَة" الأرض، فالغلافُ الجوىُّ يعملُ على تشتيت الضوءِ القادِمِ مِنَ الشمسِ فتنتشرُ آشعةُ الشمسِ على جميع ذرَّاتِ الغلافِ الجوى فيظهرُ فى السماء بهذا اللونِ الأزرقِ الصافى الذى نعرِفُه ثمَّ ..... يظهرُ النور.

    ماذا سيحدثُ الآن لو اختفى الغلافُ الجوىُّ للأرضِ فى لحظةٍ واحِدة ؟ فضلا عن غمرِ الأرضِ بالآشعة فوق البنفسجية وغيرِها مِن الآشعةِ الضارَّة، فإنَّ الكوكبَ سيغرقُ فى الظلامِ، الشمسُ هىَ الشمسُ وضوؤها يصلُ بنفسِ المِقدارِ ولكن .... ستُظلِمُ الأرضُ.

    قُلنا سابِقا أنَّ الضوءَ ينتقلُ فى هيئةِ موجةٍ كهرومغناطيسية وبالتالى يُمكنُك أن ترى مصدرَ الضوء سواءٌ كان مصدرا أصليا أو عاكِسا أو كاسرا أو مُحرِّفا للشعاعِ الضوئى، ولكن لن ترَ غيرَ ذلك، فلو خرَجتَ إلى الفضاءِ ونظرتَ فى أىِّ اتجاهٍ فلنْ ترَى غيرَ الظلامِ، ولكنْ فى وسطِ هذا الظلامِ تظهرُ كشافاتٌ صغيرَةٌ مِن حولِك كالشمسِ والنجومِ التى لا تستطيعُ آشعتُها القويَّة أن تُبدِّد شيئا مِن هذا الظلام، الآن حاوِل أن تقتربَ مِن كوكبِ الأرضِ مِن الجُزء المواجِه للشمسِ وانزل حتى تخترِق الغلاف الجوى وانظُر ... فجأةً تشعرُ وكأنَّك غرقت فى بحرٍ مِن النور، تجدُ النورَ فى كلِّ مكانٍ مِن حولِك، فى هذه اللحظةِ فلتحمَدْ اللهَ تعالى على تِلك النعمة المَهيبة "الغلافِ الجوىِّ" الذى يعملُ على تشتيت آشعةِ الشمسِ ليبسط النورَ على الأرض .

    وهُنا يسقطُ محلُّ الشبهة؛ فنعم ظهرت بكتيريا التمثيلِ الضوئىِّ قبل ظهورِ النورِ على الأرض - كما يقولُ بذلك العُلماءُ وكما قال بذلك رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم قبلهم بأكثر مِن أربعة عشر قرنا - ولكنْ بلا شكَّ لم يكُنْ ظهورُها قبلَ ظهورِ الضوءِ أو خلقِ الشمسِ - لم يقُل بذلك العُلماءُ ولم يقُلهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم - قُضِىَ الأمرُ الذى فيهِ تستفتيان.

    والباقى معلومٌ على كلِّ حالٍ، لمَّا صار كوكبُ الأرضِ مكانا - مُحترما - صالِحا للحياة بثَّ اللهُ تعالى فيهِ الدوابَّ ثمَّ خلقَ فيهِ الإنسانَ، فاللهمَّ إنِّى آمنت بِرسولِك وبدينك وآمنتُ بِكَ سُبحانك لا جحودَ ولا نُكران لك.


    الخلاصَةُ :

    * هذا الحديثُ الشريفُ لا يتكلَّمُ عن خلقِ السماواتِ ولا خلقِ الأرضِ، بل يتكلَّمُ عن مراحِلِ تطوُّرِ الأرضِ مِن الحالَةِ التى خُلِقَتْ عليها حتى أصبَحَتْ مكانا مؤهلا للحياةِ ثمَّ بعدَ ذلك مكانا آهِلا بالحياة.

    * الحديثُ الشريفُ يتكلَّم عَنْ عِدَّةِ مراحل هامَّة - بل أهم عِدَّة مراحل - فى تطوُّرِ الأرضِ مُرتَّبة على بعضها - كترتيبِ أيَّامِ الأسبوعِ خلف بعضِها - بحيثُ تكونُ كلُّ مرحَلَةٍ مُتعلِّقة ومُرتبِطة بالتى تسبِقُها والتى تليها.

    * الحديثُ لا يتعارَضُ معَ العِلمِ فى أىِّ جُزئيَّةٍ مِنْ جُزئياتِه، بل على العكسِ يشهدُ توافُقا شديدَ القوَّة والمتانَةِ معَ مُكتشفاتِ العِلمِ الحديثِ والتى لم تظهَرْ للعُلماء إلا فى النصف الثانى مِنَ القرْن العِشرين، بل إنَّه يحكى أدقَّ دقائق هذا العِلم فى عِباراتٍ موجَزةٍ سلسةٍ تُناسِبُ فهمَ أهلِ الصحراءِ من ألفٍ وأربعمائة عامٍ وفهم أساتِذةِ علومِ الفلك وفيزياء الفضاء فى القرنِ الحادى والعشرينَ على السواء.


    واللهُ تعالى أعلم.


    اللهُمَّ لكَ الحمدُ على نعمةِ الإسلام.
    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
    [ مريم - عليها السلام ]



    اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
    واغْنِنَا اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    كيف يكون النور المقصود بالحديث هو الغلاف الجوي !!
    لو كان النور هو الغلاف الجوي ....كيف تكونت النباتات؟!
    معنى كلامكم ان الغلاف الجوي جاء بعد النباتات !!
    النور المقصود بالحديث هو نور الشمس والقمر

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    علميا

    ساتماشي اليوم مع نظرية الانفجار الاولي ( مع بعض التحفظ علي تطبيقها لان هناك اشياء كثيره تؤكد الخالق وليس فقط التطور )

    والثلاث نقاط التي ذكرها المعترض خطا للاتي

    1 يقول عن الغيوم السديميه انها لم يسبق وجودها الشمس وتكوينها صاحبت الشمس وهذا خطا لان الشمس تكونت من الغيوم السديميه بحركة دوران وتخلخل في السحب السديميه. فكيف تكون الشمس تكونت من السحب السديميه ولكن السحب السديميه لا تسبق الشمس ؟ في اي قاعده علميه او منطق هذا ؟ فبالفعل السحب السديميه سبقت الشمس بزمان كبير





    2 يقول ايضا المشكك ان السحب السديميه تختلف عن الشمس ولا تسبب الليل والنهار وهو ليس له اساس علمي يبني عليه هذه الجمله فالسحب السديميه كان لها ضوء ابيض مزرق رصدته احدث الاجهزه العلميه واثبتته . وهذه النقطه ساتكلم عنها في شرح تكوين الشمس





    3 يدعي المشكك ان مقولة عصور انوار خاطئه ويدعي ان اليوم في الماضي اقصر من اليوم الحالي مما يوضح انه لا يدرك شئ في حقب التكوين التي تتكون من الاف السنين ولا تختلف مع النظريات العلميه الحديثه .



    وابدا في شرح بعض النظريات العلميه وليس ادعائات وخرافات من المشككين بدون اساس





    اول شئ ابدا به هو انه ثبت بالحقيقه العلميه تمدد الكون وهذا يثبت ان الكون له بداية )

    وهذه القاعده نشات من التاكد باستخدام مقياس سرعة الضوء الثابته في مقياس ابعاد فضائيه بعيده جدا تستغرق عدة سنوات ضوئية لنرصدها ووجد بالحقيقه ان هذه المقاييس للابعاد الكونيه بالفعل تزداد مع الزمن مما اكد استمرارية اتساع الكون فبحساب نقطه في الكون مضيئه كنجم وبوضع الاعتبار سرعة الدوران وغيرها من العوامل وباستخدام الكمبيوتر وتغزيته بمقاييس مثل سرعة الضوء والزمن الذي اخذه للوصول الي الارض من عدت سنوات سابقه ومقارنتها حاليا فنجد ان هذه النقطه تتباعد مع الزمن

    ولتاكيد ذلك لم تاخذ نقطه واحده بل نقاط عديده لتلغي احتمالية الخطا باستخدام نقطه واحده للمقاييس

    وهذه الصوره توضح ذلك







    وهذه الصوره ليست تخيليه ولكنها نتاج ابحاث وادله وعمل علماء استغرق سنين طويله وانتجت سنة 2004

    ثانيا تم التاكد بناء علي هذه الابحاث القويه ان نظريت استمرارية الكون وعدم تغيره خاطئه واعطي قوه اكبر للنظريه السديميه وايضا القبضي الكبري والتي يوجد الكثير من العوامل الاخري التي تؤكدها مثل رصد اصوات كونيه تؤكد حدوث الانفجار الاول وايضا رصد الاضواء السديميه التي توضح وجود ضوء سديمي اولي بدا من الانفجار الاول الذي نشات منه السحابه السديميه





    وليس هذا فقط ولكن يوجد الكثير من القوانين التي تؤكد نظرية الانفجار الاول والتوسع مثل

    قانون ريدشيفت و هابل

    معادلة فريدمان

    ونظرية الكسمولوجيكال

    والمقياس المتري للتوسع الفضائي

    ومقياس اف ال ار دبليو flrw





    وهذا الرسم التوضيحي يشرح ذلك





    وهذا الرسم هو الذي ساشرحه علي مقدرتي الضعيفه










    وبناء علي هذه المقاييس والقوانين والنظريات يوضح ان نشات الكون كانت من 13.3 الي 13.9 بليون سنه مضت

    وساشرح بتبسيط ولمن يريد المزيد ساضع العشرات من المراجع التي يمكن الرجوع اليها

    القبضه الاولي التي نشا عنها الانفجار الاول كونت سحابه سديميه هذه السحابه في منتصفها لون ابيض مصفر وفي اطرافها ابيض يميل الي الزرقه وهي كانت مستمره في الدوران والتوسع

    وحركت الدوران مع التوسع مع وجود اختلافات في الحراره في بعض مناطقها كونت سحب جانبيه تشبه الاذرع الاميبيه تخرج منها وتكون سحب سديميه اصغر بكثير جدا من السحابه الاصليه التي استمرت في الدوران المركزي والتمدد والتخلخل واستمرارية تكوين سحب جانبيه

    والسحب السديميه الصغري بدات تكون المجرات النجميه وهي ايضا استمرت في الدوران والطرد المركزي والتمدد والتخلخل مما ادي اي خروج ايضا سحب سديميه جانبيه اصغرمن هذه السحب الصغري

    وهذه السحب السديميه الاصغر فاصغر مستمره ايضا في الدوران والتخلخل والطرد المركزي

    والتباعد عن باقي السحب النجميه الصغري وكونت المجموعات النجميه

    ونتيجه للطرد المركزي يجعل المعادن الثقيله تكون في الاطراف بقوة الدفع والغازات الخفيفه في المنتصف مثل الهيدروجين وغيره

    وبدات بعض الاطراف في ان تبرد وتنكمش ومع حركة الدوران كونت ما يعرف بالكواكب التي تدور حول نجم

    والصورة الاتيه توضيحيه







    واستمر مركز السحابه منير وباستمرار يتحول ضوءه من اللون الابيض مزرق الي اللون الابيض مصفر

    ولكن قبل ان نكمل شرح ما حدث للمركز نتكلم عن الكواكب التي تكونت بالفعل رغم ان المركز لا زال سحابه سديميه مضيئه نتيجه للتفاعلات المستمرة الحدوث ولانه مكون من غازات اخف ولانه اضخم بملايين المرات فسرعة برودته اقل بكثير جدا من سرعة برودة الكواكب التي هي مظلمه بسبب انها معادن ثقيله



    والان مثال علي ذلك المجموعه الشمسيه التي تكونت في فتره زمنيه وبدات الكواكب في التشكل من المعادن الثقيله الطرفيه ولكن المركز لايزال سحابه نجميه اخف واكبر جدا من الاطراف واقل بكثير في سرعة البروده

    مثال توضيحي لو عندك كورتين معدنيتين احدهما في حجم كورة جولف والاخري في حجم كورة القدم وسخنتهما لحراره عاليه متساويه وتركتهما ليبردان . بالطبع كورة الجلف ستبرد بسرعه اكبر بكثير جدا من سرعة برودة كرة القدم

    لو طبقت ذلك علي الشمس والارض فبالطبع الارض بردت وتشكلت كشكل كوكب لازال ساخن ولكنه كون الشكل الكروي المظلم ولازالت الشمس في حالتها الغازيه السحابيه المضيئه بالاضائه السديميه وبالطبع هذا الامر استغرق ملايين السنين وتكونت الارض في شكلها الاولي من 4.5 ملايين سنه مضت واكتملت تكوينها شبه النهائي ب 10 الي 20 مليون سنه

    وهنا الارض بردت وبدات تنكمش وتحدث التضاريس في القشره الخارجيه بسبب برودتها المستمره

    وبدات تقل التفاعلات التي تحدث بها ونتجت عن هذه التفاعلات بخار ماء ترسب علي سطح الارض . وبالطبع كان هذا البخار يتكسف ولكنه تدريجيا يتصاعد في الفضاء ويظهر سطح الكوكب بهذا الشكل












    ثم الارض هذه مستمره في الدوران فماذا يحدث لها ؟

    النصف المواجه لمركز السحابه السديميه التي لم تبرد وتتشكل كلها بعد والمضيئه بلون ابيض مزرق يكون منير والنصف الذي مواجه للاتجاه المعاكس لمركز السحابه يكون مظلم لغياب الضوء السديمي وهذا ما وضحته السوره القبل السابقه واضع جزء منها مره اخري
    ونعود مره اخري الي سطح الارض وعرفنا ان هناك غمر من المياه التي تكونت بسبب البخار الذي نتج عن التفاعلات والبراكين والبروده ادت الي تكسفه ولكن من المتوقع ان يبدا ان يتبخر تدريجيا ويفقد في الفضاء وهنا تدخل الله وصنع الغلاف الجوي الذي هو شئ مميز للكره الارضيه عن باقي المجموعه الشمسيه بل عن باقي الكواكب المعروفه حتي الان ( واصحاب نظرية التطور حتي الان لا يجدوا تفسير لوجود الماء علي سطح الارض الامر المخالف لكل نظرياتهم العلميه علي التطور وامور اخري مثل اختلاف تركيب الزهره عن الارض اختلاف كبير فهو مكون من كوكب حديث نسبيا عن عمر الارض ولا يحتوي علي ماء وبه طبقه غازيه من حمض الكبريت وجاذبيته 90 مره مثل الارض وهذا امر ايضا فشل تماما اصحاب نظرية التطور في شرحه ولا يدل الا علي وجود خالق اراد ان يجعل الارض صالحه للحياة ) ونجد فيه اعجاز لان بعض الغازات الثقيله مثل الاوزون وغيره التي يجب ان تكون اسفل هي بالحقيقه اعلي الغلاف الجوي وتحمي من الاشعه الكونيه الضاره ومنعت الماء الذي يستمر في التبخر من ان يفقد في الفضاء وبهذا تكون ماء تحت الغلاف الجوي وماء اعلي ( اي محمول علي ) الغلاف الجوي


    ولازالت السحابه التي في المنتصف تبرد تدريجيا بسرعه بطيئه ويخرج منها اذرع اميبيه اصغر بكثير قبل برودتها النهائية وتستمر تفاعلات تحويل الهيدروجين الي هيليم . ولكن الارض التي تبرد بسرعه اكبر تحدث فيها الزلازل والبراكين وينتج عن هذا تغير تضاريس القشره الارضيه من سطح كروي املس الي وجود ارتفاعات وانخفاضات التي نتجت عنها بسبب الجازبيه الارضيه ان المياه تتجمع في الانخفاضات وبدات تظهر اليابسه

    وبدا خلق او كائن حي وحيد الخليه وبه مادة الكلوروفيل التي كانت مهمة لامتصاص الضوء وبدا الله في خلق انواع متعدده من النباتات لان الكائن الاولي الخليه اخرج اوكسوجين بدا يساعد علي تنقية الغلاف الجوي الذي كان لا يصلح لنمو كائن كبير وانتج ايضا بعض المواد العضويه المناسبه لنمو نباتات اكبر فخلق الله العشب ثم البقل الذي منه انواع تكون مثل الشجيرات ثم خلق الله الشجر . وكل هذه النباتات كانت تعيش علي الضوء والماء وبعض المواد والاملاح في التربه


    وهذه النباتات انتجت اكسجين وبخار ماء ونقت الجو اكثر فاكثر لتعده لانتاج كائنات اخري ولكن هذا استغرق حقبه زمنيه طويله جدا حدث اثنائها شئ اخر وهو تكوين الشمس والقمر

    مازالت الشمس في استمرارية البروده وتشكل شكل كروي يتكثف فيكون نجم الشمس في صورته شبه النهائية وبحجمه الضخم جدا رغم انها بدت للانسان الاولي هي عباره عن قرص صغير مضئ فقال عنها البعض بجهل انها طبق مضئ . ولكن الخالق يعرف الابعاد جيدا فيصفها بنور عظيم وايضا في نفس الوقت اطراف بدات تبرد بسرعه شديده جدا لصغر حجمها واثناء انطلاقها تاثرت بجازبية الارض فدخلت في مدار فضائي وتدور باستمرار ولها رغم انها كوكب مظلم صغير في عكس نور الشمس في اثناء الليل وهذا هو القمر
    ثم بعدما تنقي الجو بالنباتات والاشجار وتكونت الشمس والقمر يبدا الله في خلق عالم الحيوان من كائنات مائيه وبرمائيه وبريه واستمرت الخليقه في الايام التاليه (

    ملحوظه

    الموضوع بالطبع اعقد من ذلك بكثير جدا ولكني حاولت ان ابسطه علي قدر ضعفي معتمدا علي الحقائق العلميه ولكن لاستطيع ان ابلغها للغير متعمقين في هذه العلوم





    نلاحظ شئ ان الايام لم تكن ايام 24 ساعه ولكن حقب زمانيه بالاف السنين وليس ملايين السنين
    التعديل الأخير تم 10-08-2012 الساعة 07:05 PM

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    ملحوظه مشاركتي الاخيره منقوله من حوار بين نصراني وملحد وتم تعديلها لانها تحتوي على بعض التجاوزات على المسلمين

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كيف يكون النور المقصود بالحديث هو الغلاف الجوي !!
    لو كان النور هو الغلاف الجوي ....كيف تكونت النباتات؟!
    معنى كلامكم ان الغلاف الجوي جاء بعد النباتات !!
    النور المقصود بالحديث هو نور الشمس والقمر
    اجابك الاخ احمد في هذا الاقتباس:
    أدى وجود الغلاف الحيوي لكوكب الأرض إلى حدوث تغير في غلافها الجوي؛ حيث أن عملية التمثيل أو التخليق الضوئي التي تعتمد على الأكسجين بدأت منذ 2.7 مليارات سنة ـ مما أدى إلى تكوّنالغلاف الجوي الذي يتكون بشكل أساسي من الأكسجين والنيتروجين الموجودين الآن. وقد أدى هذا التغير إلى تكاثر الكائنات مستنشقة الهواء، وتَكُّون طبقة الأوزون التي تعمل هي والمجال المغناطيسي لكوكب الأرض معًا على حجب أشعة الشمس فوق البنفسجية مما يسمح بوجود حياة على سطح الأرض.
    وكذلك هنا:
    ويبدو أن الغلاف الجوي في الأزمنة القديمة لم يكن يحتوي على نسبة كبيرة من الأكسجين، ولكن بعد ظهور الطحالب وغيرها من الكائنات النباتية الخضراء في المحيطات قبل 3,5 مليار سنة، بدأت كمية الأكسجين بالازدياد نتيجة لعملية التركيب الضوئي. وبانتشار النباتات على سطح الأرض يضاف مزيد من الأكسجين إلى الغلاف الجوي.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. موضوع للحوار:حديث التربة
    بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 123
    آخر مشاركة: 02-28-2014, 05:47 AM
  2. السبت - حديث - رياض الصالحين
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-24-2012, 11:38 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء