ونفع بكم أختي الكريمة .....
موقف الحضارة المادية المعاصرة من قضية الخلق
انطلقت الحضارة المادية المعاصرة في الأصل من بوتقة الحضارة الإسلامية ولكن على مغايرة من حضارة المسلمين فإن الغرب بنى حضارته على أساس من المادية البحتة , فنبذ الدين , ووقف موقف المنكر لقضية الإيمان بالله , وملائكته, وكتبه ورسله, واليوم الآخر , الرافض لكل أمر غيبي , في عداء صريح للدين , واستهجان واضح لقضية الإيمان بالغيب ,فتنكب الطريق, وضل ضلالًا بعيدًا , على الرغم من القدر الهائل من الكشوف العلمية , والإنجازات التقنية المذهلة التي حققها , والتي يمكن أن تكون سببا في دماره في غيبة الالتزام الديني والروحي والأخلاقي , وصدق الله العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق
" فلما نسوا ما ذُكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذنهم بغتة فإذا هم مبلسون(44) فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "
وبنبذ الإيمان بالله , وصلت المجتمعات الغربية إلى مستوى متدن ٍ من التحلل الأخلاقي , والانهيار الاجتماعي , ومجافاة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها , في وقت ملكت فيه من أسباب الغلبة المادية ما يمكن أن يعينها على الاستعلاء في الأرض , والتجبر على الخلق , ونشر المظالم بغير مراعاة لرب , أو مخافة من حساب تماما كما يفعل كل من الولايات المتحدة الأمريكية , وربيبتها المحتلة لأرض فلسطين , وغيرهما من دول الكفر والشرك والإلحاد التي تملأ الأرض في زماننا – مما يمكن أن يهدد البشرية بالفناء ...!!
ولا تزال المعارف الإنسانية – بصفة عامة – والعلمية منها – بصفة خاصة – تكتب إلى يومنا هذا , من منطلقات مادية صرفة , لا تؤمن إلا بالمدرك المحسوس وتتنكر لكل ما هو فوق ذلك , فدارت بالمجتمعات الإنسانية في متاهات من الضياع, فضلت وأضلت , على الرغم من الكلم الهائل من المعلومات التي تحتويها , وروعة التقنيات التي أنجزتها .
وكان ضلال الحضارة المادية المعاصرة أبلغ ما يكون في القضايا الي لا يمكن إخضاعها مباشرة لإدراك الإنسان , من مثل قضايا الخلق والإفناء والبعث ( خلق الكون , خلق الحياة , خلق الإنسان , ثم إفناء كل ذلك وإعادة خلقه من جديد ) , وهي من القضايا التي إذا خاض فيها الإنسان بغير هداية ربانية فإنه يضل ضلالًا بعيدًا, وصدق الله العظيم إذا يقول في الرد على هؤلاء الظالمين من الكافرين والمشركين والمتشككين من الجن والإنس
"ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا "
....
Bookmarks