ولأن كلمة سلفي باتت تلوكها الألسنة على معانٍ شتى منها ما هو حق ومنها ما هو باطل ، لك أن تجعل مكان كلمة سلفي شيخًا كالحويني أو الحوالي ونحوهما ، وتضع مكان الصوفي علي جمعة أو الجفري وأضرابهما (لتقريب التصور )..وسأشير لبعض الفروق على عجلة من أمري ..في نقاط وجيزة مستلهما من الله -عز وجل- : السداد والتوفيق..
1-(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
العقلي السلفي معظّم للدليل بطبعه ، فهو عقل دوّار على قطب رحى البرهان ، وذياك على قطبٍ : هو نفسُ شيخه الصوفي . فلا يكترث أن يكون الدليل من قبيل مكاشفة سندها : حدثني قلبي عن ربي ..أو ما أشبه ، من ذوق ، ومنام ، إلخ هذه الأوهام .. لا يعتنون بصحة الأحاديث وهجيّراهم التحديث ..بالطوام ، التي مظانّها كتب الموضوعات ! .*
2-(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) ، (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) (وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) إلخ
العقل السلفي : أبعد العقول عن الأساطير ، نتيجة طبيعية للنقطة السابقة ، نظيره الصوفي : مشهور على صفحات التاريخ بأنه مضرب المثل في التخريف ،..ومن أكبر خزائن الخرافات : كتاب الطبقات ، للشعراني ..وصاحبه معظّم عند صوفية هذا الزمان
3-(فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ، (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ، وقال النبي : إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
العقل السلفي : حر مستقل ..تراه في أوائل مدارجه في الطلب يتلقى عن الأشياخ معانيَ من مثل كلمة العلامة المعلّمي :الغلو في الأفاضل من أوسع أودية الباطل وما من شيخ سلفي إلا وله تلاميذ يخالفونه فيما يسوغ فيه الخلاف ..كذلك رُبّوا من قبل، والصوفي :أسير مكبّل ..انظره يتجلى لك..في علاقة "المريد " -وهو مصطلح صوفي-مع القطب! ، وتأمّل ..مقارِنًا وموازِنًا: بعلاقة التلميذ مع شيخه السلفي..
4-(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)
العقل السلفي : لا يعرف الغلو في الأنبياء ولا الصالحين ..والغلو فيهم: انتكاس للعقل أي انتكاس!.. وهو أصل الشرك كما دل كلام الحَبر ابن عباس-رضي الله عنهما- ، ..العقل السلفي يفر من الغلو فرار الرئم من الوحش ، على الضد من نظيره : شعاره الغلو ودثاره ، ومنهج معيشة له ..تعقد من أجلها مواسم وتقوم عليها أسواق..وإنما كانت الوسائط في العبادة على غرار المشركين الأوائل في فرقتين : الصوفية والرافضة ..يدعونهم من دون الله -تبارك وتقدس وجل وتعالى عما يشركون- ، وينذرون لهم ..إلخ وكله شرك أكبر بنص الكتاب ، لايشك فيه إلا ذو ناصية جاهلة ..ثم فاقوا مشركي الجاهلية بأن ألئك إنما كانوا يدعون معظّميهم من دون الله : في الرخاء دون الشدة ، وهؤلاء فيهما معًا! *..
5-(والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب )
العقل السلفي : يخبر جيدًا معالم الحدود التي خطها الإله سبحانه لتكون عقالًا للعقل ..عن مجاوزة الحق والعدل ،بلزوم إطاره الذي خلق له ليعمل فيه ، فلا يجعل عقله قاضيا على الشرع ليقبل منه ويرد بحسب الهوى وإملاءات الواقع ، وفق اتجاهات رياح التغريب ، إنه يعقل أن العقل :أداه للفهم ..لا معول للهدم..هدم الدين وأصوله بدعوى التجديد ..العقل الصوفي : معطل للعقل في الأصل..مستغرق في "الدروشة " ..في باب ، فإن كان صاحبه متكلمًا أشعريًا جمع إلى هذا : إقحام عقله خارج نطاق عمله..في باب آخر ..(مفارقة ! )
حق للعقل أن يعجب حين تكون مفردة كالعقل ..مطروقة على ألسنة أعداء العقل : الصوفية..وإذ قد علمت علاقة الصوفي بالعقل ، فلا تعجب أن يكون التصوف قنطرة للتشيع ، كما لحظه ابن خلدون وغيره ..ولا ألفينّك معوزا للذكرى بأن الشيعة :قوم بلا نقل ولا عقل..ومما يدلك على مبلغ العداوة بين الصوفية والعقل : عداؤهم لابن تيميّة خاصة..إمام المعقول والمنقول ..رحمه الله تعالى
نعم لو نطق باسم العقل معتزلي ، لـ....ولكن أن يقولها صوفي : فهذا ما لم يدخل عقلي ..!
-------------------
* لعلي جمعة مقطع يشنع فيه على الشيخ الألباني ويزعم كذبًا أنه ناظره ..خلاصته :أن جمعة ينكر عليه عدم العمل بالضعيف!!
* كثير جدا ممن أسلم إنما شده في الإسلام :حقيقة التوحيد: أي خلو الدين عن الوسائط في العلاقة بين العبد وربه ، يقول ناصر الدين دينيه الفرنسي المبدع رحمه الله تعالى-كان نصرانيا وأسلم- : (الوسيلة هي إحدى كبريات المسائل التي فاق بها الإسلام جميع الأديان، إذ ليس بين الله وعبده وسيط، وليس في الإسلام قساوسة ولا رهبان، إن هؤلاء الوسطاء هم شر البلايا على الأديان وإنهم لكذلك مهما كانت عقيدتهم ومهما كان إخلاصهم وحسن نياتهم، وقد أدرك المسيح نفسه ذلك)
Bookmarks