النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: شخصية المرأة المسلمة .. استقلالية أم تبعية؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي شخصية المرأة المسلمة .. استقلالية أم تبعية؟!

    شخصية المرأة المسلمة .. استقلالية أم تبعية؟!
    كتبه/ أميرة الجلباب.


    من الأصول العامة العظيمة التي جاء بها الإسلام، إعلاء كرامة الإنسان، رجلا كان أو امرأة، وحفظ حقوقه، واحترام شخصيته، لقول الحق تبارك وتعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم)).
    وإن موقف الإسلام من العلاقة بين الرجل والمرأة –كما هو شأنه دائما– موقف الوسط بين الإفراط والتفريط، بين الندية التماثلية والمساواة الكاملة، وبين التسلط المفرط والمصادرة!
    موقف الوسط بين الاستقلالية التامة، والتبعية المطلقة !

    وهذا المنهج الإسلامي الوسط، كان سببا في تحقيق التوازن للمجتمعات المسلمة لآماد طويلة، وهو الذي ساهم في حفظ استقرار الأسرة المسلمة، وسلامة المجتمع من آفات خطيرة -مثل ارتفاع معدلات الطلاق ونحوه- لم تكن قد استشرت كما استشرت اليوم بعد غياب هذا المنهج، وإنّ تغلغل النموذج الغربي الخاص بأوضاع المرأة في ثقافة هذه المجتمعات اليوم، كان أحد الأسباب الرئيسة في اختلال هذا التوازن؛ الأمر الذي بات يهدد كيان الأسرة، والمجتمع ككلّ.

    يضمن الإسلام علاقة متزنة وعادلة بين الرجل والمرأة، وليس صحيحا ما يفتريه البعض، أنّ الإسلام ضرب على المرأة من العبودية والتبعيّة للرجل ما أدّى إلى إلغاء شخصيتها، ومصادرة استقلاليتها بالكامل!؛ ذلك، لأنّ التشريع الإسلامي أعطى المرأة الحُرّية والاستقلالية التامة فيما ينفعها، ويعود عليها وعلى المجتمع بالخير والصلاح، وكفل لها الحُريَّة المنضبطة بضوابط الشَّرع، وفي المقابل، وضع الحدود والضوابط التي تصلح لضبط عموم الناس، وخواصهم في علاقاتهم مع بعضهم البعض داخل المنظومة العامة للمجتمع.

    (إنّ تبعية المرأة المتزوجة لزوجها، أو البكر للرّجال المسئولين عنها من أسرتها، ليست معناها عدم الخِيَرَة لها في شأنها، بل المراد بها أنّه لمّا كان الرّجل هو المسئول عن حفظ النظام الاجتماعي من الفوضى والاختلال، وصيانة أخلاق الأسرة وشئونها عن الفتن الداخلية والخارجية، فقد فُرِضَ على المرأة –حفظا لهذا النظام – أنْ تطيع الرجل الذي هو مسئول عنها) (1)

    وإنْ كانت التبعية تعني الطاعة، فإنّها طاعة مقيّدة بضوابط، ومشروطة بشرطين: المعروف والاستطاعة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" (2)، وقال: (إنما الطاعة في المعروف) (3)، وقال أيضا: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) (4)، وقال: (إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ )(5).

    وإنْ كانت التبعية مقابل الاستقلالية، فإنّ الإسلام أعطى الاستقلالية للمرأة كما أعطاها للرجل في أمور كثيرة، ومنها أنّه (أقرَّ للمرأة حقَّ التملُّك ما دام عن طريقٍ مشْروع، كما أقرَّ لها حقَّ الميراث، وأعطاها الصَّلاحية التَّامة في التصرُّف بأموالها، وقد أقرَّ الإسلام نفاذ صدقة الزوجة من مالِها الخاص بغير إذن زوجها، فإن تصدَّقت بمالها كلِّه فلا حرج على الزوجة في ذلك، وإن لم يأذنْ زوجها في ذلك؛ لأنَّ للمرأة ذمَّةً ماليَّة مستقلَّة كالرَّجُل، وحقُّها في التصرف في مالها أمرٌ مقرَّر في الشَّريعة ما دامت رشيدة؛ لقوله تعالى: {فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 6]، وهو ظاهر في فك الحجْر عنهنّ، وإطْلاقهم في التصرُّف. كما جعل الإسلام رضاها شرطًا رئيسًا في صحَّة الزَّواج، وحرَّم على الأولياء إكراهَهَا على ذلك؛ فهي صاحبةُ القرار في الرِّضا بالزَّواج ابتداءً؛ إذْ ليس لوليِّها أن يعضلَها ويَمنعها من ذلك، فإنْ فعل انتقلتِ الولاية إلى مَن بعده، كما أنها صاحبة القرار في الرضا بالزوج الذي تقدَّم لها) (6).

    (والمرأة كذلك، لها حصانتها القانونية، ولها حقّ التقاضي ورفع الظلم إنْ وقع عليها، وكثيرات هنّ النساء اللاتي جئن إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يشتكين من الظلم الواقع عليهن من بعض أقاربهن؛ فأنصفهن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ورفع عنهن ذلك الظلم، فمنهن تلك التي منعها أخوها عن الزواج ممن ترضى، فجاءت تشكوه إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم، فنزل قوله تعالى: { فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ }(7)، وتلك التي زوّجها أبوها وهي كارهة، فردّ الرسول صلى الله عليه وسلم نكاحها(8).
    وأعلن الإسلام المساواة والتكافؤ بين الحقوق، والواجبات الأسرية للمرأة، فقال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }، وأعلن كذلك، حقّها في الشورى داخل الأسرة في أمر الأبناء وتربيتهم وغير ذلك من أمور الأسرة، فقال تعالى في شأن فطام الأبناء: { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا }، وقال : { وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ }، أي ليأمر كل واحد من الزوجين الآخر بالمعروف في شئون الأسرة، من إرضاع للأبناء وتربيتهم وغير ذلك)(9).

    ومِنْ صور الاستقلالية التي تتمتع بها المرأة المسلمة، أنّ الإسلام هو الذي جعلها لأوّل مرّة في التاريخ "آمرة"، وما كانت تُعْرَف في غير دين الإسلام إلا "مأمورة"!، حين كلّفها بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبوأها مكانة اجتماعية وإنسانية عالية، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة: 71).

    ومِنَ الأمثلة الرائعة التي تبرز استقلال المرأة المسلمة بشخصيتها، وحُرّية إرادتها، موقف الصحابية أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- مع الحجّاج بن يوسف الثقفي – ذاك الطاغية الظالم - حين استحلّ حُرمة البيت الحرام في مكّة المكرّمة، وقتل ابنها عبد الله بن الزبير-رضي الله عنه-، ثم أرسل إليها يدعوها لتأتي إليه، (فَأَبَــتْ أَنْ تَأْتِيـَهُ !، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، قَالَ: فَأَبَــتْ !، وَقَالَتْ : (وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي)!. قَالَ فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ، -يعني: ابنها، وكانت قد كبر سنها وعمي بصرها وهو قاتل ابنها، ورغم ذلك يحدثها بغطرسة وجبروت!- قَالَتْ: (رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ) !!، ثم قالت له: (أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَنَا أَنَّ" فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا" ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ)!!، فأخذ الحجّاج نفسه، ولم يراجعها، ومضى لا يلوي على شيء! (10) فقد كانت مواجهة قويّة تلوح عليها علامات العزّة والإباء من امرأة عجوز عمياء... لكنها تعلم أنها تستطيع ذلك، وأنها تمارس حقها الذي حباها به الإسلام!


    الاستقلالية الدينية للمرأة في ظل الإسلام

    والإسلام حين كفل حرية الاعتقاد، بقوله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) [البقرة:256]، أي ليس هناك إكراه على الناس أن يدخلوا في الإسلام قهرا أو غصبا، وأباح للمسلم أن يتزوج بالكتابية؛ لم يجعل من شرط زواجه بها أن تسلم! ولا من حقّه أن يكرهها على الدخول في الإسلام، وإنما جعل ذلك بابا من الأبواب الذي قد يحصل بها الإقناع، والتأثير من خلال المعاملة الطيبة والقدوة الحسنة.

    وقد أعطى الله تعالى المرأة الحق في اعتناق الإسلام، وفرض على المجتمع المسلم أن يحميها إذا أرادت أن تسلم ممّن يريد أن يضطهدها في دينها، قال تعالى: ((إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّار))[الممتحنة:10].
    ومن تلك النصوص تتجلى استقلالية الشخصية الدينية للمرأة، وأنّه لا أحد يقرر لها معتقدها، وإنّما هي التي تقرره بإرادتها الحرّة.

    بل ضرب لنا القرآن المثل في استقلالية شخصية المرأة وحريتها الاعتقادية، حتى في المجال السلبي، وذلك عندما ضرب الله سبحانه وتعالى المثل بكفر امرأة نوح وامرأة لوط، قال تعالى: ((كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)) [التحريم:10].

    ثم ضرب لأهل الإيمان مثلاً آخر عظيما بامرأة فرعون: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) [التحريم:11]، امرأة فرعون في بيت الطاغية الأكبر، مُدّعي الربوبية والألوهية، الذي قال: ((مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)) [القصص:38]، تستقل بشخصيتها، وتحافظ على عقيدتها، وتتشبث بإيمانها، وتتحدى الطّغيان، يضرب لنا القرآن المثل بها، مبيّنا لأيّ مدىً يمكن أنْ تستقل المرأة بشخصيتها وفكرتها، وتأبى التبعية للباطل، حتى لو كان هذا الباطل هو "فرعون"!، مضرب المثل في البطش، والقهر، والطغيان، والتكبر.


    شبهة وردها!

    ورغم ذلك، وجدنا من يحاول الطعن في استقلالية الشخصية الدينية للمرأة المسلمة، ويثير شبهة واهية، أصوغ مفادها في أثناء هذا السّؤال: "هل صحيح أنّ المسلمات الأوائل كُنّ تابعات في إسلامهن لزوجٍ أو أبٍ أو أخ؟ وهل أثرت وضعية المرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام كتابع للرجل على وضعيتها بعد الإسلام؛ فظلت تابعا حتى في العقيدة؟!"

    وللردّ على هذا، نقول: وهل يعقل أنّ هذه الصور العظيمة من الصبر، والتضحيات الهائلة، التي بذلتها المسلمات الأوائل، كانت عن تبعــية عمياء للرّجل، وليست عن اقتناع شخصي ويقين داخلي؟!

    إنّ مَنْ له أدنى معرفة بالتاريخ الإسلامي، واستقراء لسِــيَر الصحابيات -رضوان الله عليهن- لا يستطيع أن يُغفل تلك الصور المشرقة لاعتزاز المرأة المسلمة بعقيدتها، وتضحيتها في سبيلها، والصبر على الأهوال، مما يدل على استقلالية في القرار، وصمود نابع من ذاتها، وما كان ذاك الصمود العجيب إلا ثمرة اعتزازها بكيانها، وعلمها بما حباها به الإسلام من حريّات، وصلاحيات واسعة.

    لمّا جاء الإسلام أسلمت المرأة وهاجرت، رغم كفر الزوج والأب وكافة الأقارب من الرّجال، فها هي الصحابية "أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان بن حرب" تسلم، رغم أنّ أباها كان إذ ذاك من رؤوس الكفر، وتهاجر مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة، إلاّ أنّه ارتدّ هناك وتنصَّر، فعظُم عليها المصاب، واجتمع عليها بلاء الغربة، وارتداد الزوج، ومفارقة الوطن، فماذا كانت النتيجة؟.. هل ارتدت هي أيضا عن دينها (بالتبعية لزوجها)؟.. هل تنصَّــرت؟ هل تزعزعت عن موقفها؟..

    (هل حقّا أثّرت وضعية المرأة في المجتمع العربي كتابع للرجل، على وضعيتها بعد الإسلام؛ فظلت تابعا حتى في العقيدة؟)

    الجواب: كلا..

    بل ثبتت "أم حبيبة" على دينها وإيمانها... وكانت لها استقلاليتها الكاملة في هذا الشأن عن الرجل، وذلك رغم صعوبة فراق الزوج على نفس المرأة؛ إلا أنّها واجهت المحنة وصبرت بيقين... فنالت الجائزة الإلهية بعد حين، لما أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى النجاشي يخطبها لنفسه !

    وهذه هي السيدة "سُمَيّة" –أم عمّار بن ياسر، أوّل شهيدة في الإسلام- تتحدى أبا جهل فرعون هذه الأمة، وتمرّغ كبرياءه في التراب، فلم يستطع أن ينال منها كلمة تتنازل بها عن عقيدتها، أو تتخلى عن إيمانها، وكانت النموذج الحيّ القويّ في ثباته، واستقلاليته، وقوته! هل كانت "سُمَيّة" لتصمد أمام ذلك التعذيب الوحشيّ، إنْ كان إيمانها مبنيا على التبعية لزوجها؟ أم أنّ صمودها كان ثمرة اقتناع تغلغل في أعماق نفسها، واستحوذ على شغاف قلبها؟!

    وهذه هي الصحابية "نُسَيْبَة بنت كعب" -رضي الله عنها- تدافع بنفسها الدفاع المُسْتَميت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، وتتلقى بشجاعة ضربات السيوف على عاتقها! هل كانت لتفعل ذلك، إنْ كان إيمانها مجرد اتباع لزوجها؟ أم هو اليقين الرّاسخ الذي يهدّ الجبال؟!

    أمّا الصحابية الجليلة "أم شُريك" -رضي الله عنها- فقد انطلقت من نفسها، تدعوا إلى الله تعالى في أصعب الظروف وأشدها حرجا، فكانت تدخل على نساء قريش سِرّا تدعوهن وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها للمشركين، فأخذوها وعذبوها، وأوثقوها في الشمس، وحبسوا عنها الطعام والشراب، وهي في كل ذلك ثابتة كالجبل الأشم !!(11)

    وهذه "فاطمة بنت الخطاب" -رضي الله عنها- تسلم قبل إسلام أخيها عمر، وتكون هي سبب إسلامه، بواسطة تصدّيها وتحدّيها له لمّا علم بإسلامها وأراد أنْ يفتنها، وهذه "أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط" -رضي الله عنها- تسلم وتهاجر، رغم أنّ كلّ أفراد أسرتها كانوا على الشرك.
    وكثيرات هنّ اللواتي كُنّ السّبب في إسلام أزواجهنّ، منهنّ "أم سليم" زوجة أبي طلحة الأنصاري، و"أم حكيم بنت حزام" زوجة عكرمة بن أبي جهل، وغيرهنّ-رضي الله عنهم جميعا-.

    بل كيف تُتّهم وضعية المرأة، بأنّها تابعة للرجل في العقيدة، وهي التي كانت مطالبة منذ البداية بأنْ تُحَدّد مصيرها بنفسها، ولا تعتمد على قرابتها لأحد في مسائل الإيمان والكفر، وذلك منذ أول لحظة، عندما جهر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالإسلام، فقام على الصّفا، فقال:
    (يا فاطمة بنت محمد! يا صفية بنت عبدالمطلب! يا بني عبدالمطلب! لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم) (12).

    فخطاب الله إلى البشر، ورسالته إلى الناّس متّجهة إلى المرأة والرجل على حد سواء، وشخصية المرأة تجاه الرجل مستقلة تماما في هذا الشأن، فهي مطالبة بالإيمان بالله، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، ومخاطبة بكافة التكاليف الشرعية، دون وساطة أحد أو وصايته، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة في كل ذلك، قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(الأحزاب:35).

    وأختم بتسليط مزيدٍ من الضوء على موقف أم سُلــيم (الرُميصاء بنت ملحان) الأنصارية الخزرجية -رضي الله عنها-.. وما أدراك ما أم سُــلَيم... وأي حضارة من حضارات البشر نتج عنها امرأة مثل أم سُــليم ؟!
    وهي التي جعلت مهرها الإســلام!... حين تقدّم لها أبو طلحة الأنصاري وكان وقتها مشركا..
    دعونا نتأمل في شخصية هذه المرأة المسلمة الفريدة من نوعها... إلى أيّ مدى كانت متميزة ومستقلة؟ إلى أيّ مدى كانت ذات شخصية غير منصهرة في بوتقة التقليد، والعادات المحيطة بها... حين طلبت لنفسها مهرًا فريدًا من نوعه ومتميّزًا... لقد طلبت أنْ يُغيّر هذا الرجل دينه، واعتقاده، وموروثاته، وأفكاره الباطلة!!

    لقد طلبت هذه المرأة المسلمة أن يترك الرّجل ما هو عليه من باطل، ويتَِبع ما هي عليه من حقّ!.. وجعلت ذلك مهرها!

    عن أنس قال: (خطب أبو طلحة، أم سليم، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يُرد، ولكنّك رجل كافر!، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحلّ لي أن أتزوّجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره! فأسلم فكان ذلك مهرها) (13)

    لم تكن أمّ سليم على استعداد أن تتنازل عن دينها طَرْفة عين... مهما كان هذا الرّجل الذي تقدم لخطبتها... وهُوَ من هوَ!.. سيد من سادات المجتمع، ذو المنزلة المرموقة، والثروة الطائلة، وهو إلى ذلك فارس بني "النجار"، وأحد رُمـاة "يثرِب" المعدودين !

    فأين التبعية إذن؟!...

    إنّ موقف الصّحابية أم سُــليم... لو نظر إليه هؤلاء وفقًا لمنطقهم المغلوط من حتمية وجود تبعية ما؛ لأصبح الرجل ـ بناءً على وجهة نظرهم القاصرة ـ تابعا للمرأة !

    ولكن ما يعلمه هؤلاء ويتجاهلونه، هو أنّ هذا الجيل الخيّر كانت التبعية فيهم للحق أينما كان دون اعتبار لجنس أو لون.
    إنّ الصحابية الجليلة أمّ سُــليم كان عليها أن تتخذ قرارا من أهم القرارات المصيرية في حياة أي امرأة... فاتخذت القرار!.. فنزل قرارها كالصفعة على وجه هذا الإدعاء المزعوم!!

    لقد برهن هذا الموقف على أمور رائعة، ونياشين تتمتع بها المرأة في ظلّ الإسلام، فهي التي تصنع الحياة! حياتها الخاصة، والحياة عامة، وهي التي في يدها أن تبني المجتمع كما تريد، وهي التي في يدها أنْ تقرر إيجاد نوع من أنواع الحياة الاجتماعية من عَدمِها، بناءً على اعتقادها هي إنْ أرادت، وليس بناءً على اعتقاد الرجل.

    استقلالية المرأة المسلمة أهَّلَتها أنْ تتخذ القرار المصيريّ في بناء حياتها المستقبلية، وحياة أسرتها المُرتقبة، ونواة مجتمعــها، بناءً على الاعتقاد الصحيح، وبعيدا عن التبعية المزيفة لأيّ نوع مُضَلّل من زخارف الدنيا وزينتها. أهَّلتها هذه الاستقلالية أنْ تجعل نواة هذا المجتمع قائمة على العقيدة في الأوّل والأخير، وعلى قضية العقيدة تتوقف عندها الحياة أو تسير !

    ولا غرو؛ إنّه الدّين العظيم، الذي إذا تغلغل في أعماق النفس، تذوّق صاحبه طعم كرامة الإنسان !

    ___________

    الهامش:
    1- "الحجاب"، أبو الأعلى المودودي، صـ 122.
    2- صحيح الجامع، الألباني.
    3- رواه البخاري ومسلم.
    4- رواه البخاري.
    5- رواه البخاري.
    6- "القوامة الشرعية للرجل"، د. عبدالودود مصطفى السعودي.
    7- أخرجه البخاري(5130)
    8- أخرجه النسائي(3269) وابن ماجه(1874) وضعفه الألباني.
    9- مرجع: "المرأة قبل وبعد الإسلام"، كتيب من موقع www.al-islam.com
    10- رواه مسلم.
    11- صفة الصفوة ابن الجوزي صـ 184.
    12- رواه مسلم.
    13- صحيح النسائي، الألباني.

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك ..
    ذكرت كتاب (الحجاب) أبي الأعلى المودودي ، فهل الكتاب عندك يا أختاه ؟
    حيث إن هذا الكتاب من أروع الكتابات المعاصرة عن الحجاب ..
    لكن يحتاج إلى تحديث كثير من الجوانب العلمية والدراسات الاجتماعية المذكورة فيه ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    861
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    بارك الله فيك وفي علمك
    جاء في وقته


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    مغربي فاسي و لكن دولتي من طنجة الى جاكارتا
    المشاركات
    459
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الشكر الجزيل للأخت على الموضوع الرائع . جازاك الله خيرا .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ..
    ذكرت كتاب (الحجاب) أبي الأعلى المودودي ، فهل الكتاب عندك يا أختاه ؟
    حيث إن هذا الكتاب من أروع الكتابات المعاصرة عن الحجاب ..
    لكن يحتاج إلى تحديث كثير من الجوانب العلمية والدراسات الاجتماعية المذكورة فيه ..
    أستادي هشام لو تبحت عن نسخة إلكترونية فستجد الكتاب هنا : http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2439
    عندما كان الناس أكتر روحانية و سيطرت عليهم الكنيسة كانوا تحت رحمة صكوك الغفران التي ما أنزل الله بها من سلطان. فلما أنتقلوا الى المادية و الحداثة أستقبلتهم الأبناك بصكوك أخرى بمسمى الفوائد لتحكم أيضا عليهم بالرضوخ لها. فلا فرق بين صك استعبادي يعطى لفرج كرب روحاني و بين صك استعبادي أخر يأخد لفرج كرب مادي .

  6. #6

    افتراضي

    مميّز وشامِل ومنطقي وحق كما تعوّدنا منكِ أختي الحبيبة , فبارك الله فيكِ وأدام لنا حُسنَ بيانِك وشُموله
    ينقسِم دُعاة التغريب المغررين بالنساء في مجتمعاتِنا إلى قسمين _ برأيي _ :
    إمّا جاهِل
    أو حاقِد ( وله أحوال ودوافِع طبقاً لنوعيّة حاله )
    فما إن يتحدّث أحدهم حتى تعرِف إلى أي الفريقين ينتمي !
    ولكن عتبي وأسفي ليسَ على هذه النوعيّات , إنما على نساءنا وفتياتنا ممن لم يبحثن ليعرِفن الحق , ولم ينظرن ليتبيّن لهنّ الفرق , إنّما انسقن بداوفِع عاطفيّة وبعضهن دوافعه أنانيّة متفلتّة للأخذ عن هؤلاء واعتبارهُ هوَ الحل لهن ! وماعلِمن السم المدسوسَ في العسل ولا اطّلعن على منهج الله الذي رفعهن أيّما رفعة وتعامل معهن كما الجواهِر الثمينة كل خدمةٍ وحفظٍ ورعاية ووعيد بالتفريط لمن قوّمه عليهن تكليفاً مُسخّرٌ لهُن !
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما أجمله من موضوع!

    جزاكِ الله الفردوس، أختي الغالية.

    أكثر ما أثار اعجابي هو هذه الكلمات:

    إن موقف الإسلام من العلاقة بين الرجل والمرأة –كما هو شأنه دائما– موقف الوسط بين الإفراط والتفريط، بين الندية التماثلية والمساواة الكاملة، وبين التسلط المفرط والمصادرة!

    موقف الوسط بين الاستقلالية التامة، والتبعية المطلقة !
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  8. #8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الادربسي مشاهدة المشاركة
    أستادي هشام لو تبحت عن نسخة إلكترونية فستجد الكتاب هنا : http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2439
    جزاك الله خيرًا يا أخي ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا.. أشكركم على المشاركة والتعقيب.

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  10. افتراضي

    مقالٌ رصينٌ شاملٌ بيِّن ماشاء الله ، باركَ اللهُ فيكِ يا غالية وفي كتاباتك التي منها على تنوّعها ما يُساهم في سد ثُغرٍ صَنَعهُ أدعياء قضايا المرأة وعُقُوقِهَا ،
    ليْتَ فتاياتنا يُطالعنَ كهذهِ المقالاتِ الأصيلةِ ويُبْصِرْنَ الطريق بدلاً من السيْر الأعمى خلفَ كل ناهقٍ وناعق يستغفلها بصنوفِ العبارات و يلعبُ على جهلِهَا لعبَتَه!
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  11. #11

    افتراضي

    بارك الله فيك موضوع جميل بس لي عليه بعض التحفظات فبعض المعاني فيها تناقض واعذريني دايم انا خصوصاً في هذا الشأن انا انظر بعين الناقدة



    وبورك بقلمك
    قسا فالأسد تفزع من قواه
    ورق فنحن نفزع أن يذوبا
    أشد من الرياح الهوج بطشا
    وأسرع في الندى منها هبوبا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فهرس قسم المرأة المسلمة
    بواسطة أميرة الجلباب في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-19-2014, 05:39 PM
  2. هكذا هي المرأة المسلمة :-)
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 01-17-2014, 07:00 PM
  3. استقلالية الشخصية المسلمة
    بواسطة عياض في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-19-2011, 09:11 PM
  4. سؤال: المرأة المسلمة
    بواسطة عساف في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-09-2010, 08:49 PM
  5. المرأة المسلمة مع زوجها
    بواسطة السعادة في العبادة في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-07-2010, 04:02 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء