بسم الله ...
نبدأ الرد بعون الله تعالى على جهالات المدعو عادل أحمد أحمد ...
يقول :
أولاً: ذكرت لك أن القرآن جمع بعد مائتي عام من الفترة المحمدية، ومن وجهة نظر تاريخية عدم معاصرة المؤرخ لفترة التأريخ تضعف السند التاريخي، ولم ترد على هذه النقطة، ويبدو أنك كنت مهتم بالشتائم، وكان الأحرى بك إما أن تذكر لنا مؤرخ معاصر محايد قام بالتدوين، أو تذكر لنا منهجك التاريخي الجديد الذي يمكن الوثوق به.
بداية ً:
لا أعرف والله مَن هنا هو صاحب المنهج التاريخي ( الجديد ) الذي عليه أن يثبت كلامه !!..
هل هم المسلمون الذين مدح علم السند والحديث عندهم القاصي والداني :
حتى أعتى المستشرقين الكارهين للإسلام : لم يستطيعوا التهرب من مثل هذه الاعترافات ضمنيا ً؟!
أم المدعو عادل الجاهل في كل ما يمت للإسلام وللقرآن بصلة :
ولا يجيد إلا نقل رؤوس الشبهات عن جهلة النصارى والشيعة الروافض - ولعله أحدهم - ؟؟..
وأما سبب هذا الجهل المستشري في أمثال هؤلاء الذين ينقدون شيئا ًلم يقرأوا فيه كتابا ًقط :
فهو أنهم - ومثل عوام منكري السنة - : لا يعرفون من كتب الحديث إلا صحيح البخاري رحمه الله !
وعليه يقيسون افتراءاتهم البالية التافهة :
وكأنه لم يكن قبل البخاري رحمه الله علم للحديث !! ولا كتب للحديث !! ولا أسانيد للحديث !!
فيظنون بسبب ميلاده في القرن الثاني الهجري : وحياته في القرن الثالث الهجري (194 هـ : 256 هـ) :
أنهم بذلك يثبتون أن ( أقدم ) أحاديث وردت في الدين معتمدة :
لم توجد إلا في القرن الثالث الهجري : أو على الأقل : الثاني الهجري !!!!..
وكذلك كتب التاريخ مثل تاريخ الطبري (224 هـ : 310 هـ) !!!..
وكذلك كتب السيرة النبوية كسيرة ابن إسحاق (85 هـ : 151 هـ) واختصارها وتهذيبها في سيرة ابن هشام (توفي 218 هـ) ..
وهكذا ...
ولأنهم جهلوا : فقد جهلوا ..........!
وجهلوا أن تدوين الأحاديث قد بدأ قبل ميلاد البخاري أصلا ًبكثير !!!..
وجهلوا أن البخاري لم يبتدع ولم يخترع أسانيد رجال ورواة للأحاديث من عنده :
بل هي سلاسل معروفة متصلة من الرواة الثقات إلى تابعي التابعين إلى التابعين إلى الصحابة إلى النبي !
وكل راوي ٍفي أي سلسلة ٍمنها : معلومة ٌترجمته (أي معلوماته الشخصية) وتوثيق العلماء له !!!!..
وهو ما لم يحدث في أي أمة من الأمم من قبل !!!.. ولا حتى اليهود ولا النصارى !!!..
فمثلا ًلو تناولنا أي سفر من أي كتاب من كتب النصارى وسألناهم :
ما هي أسماء الذين رووا هذا السفر انتهاءً إلى النبي فلان ؟؟.. وحتى تم تدوين السفر ؟؟؟..
فلن يعرفوا !!!..
ولو فرضنا أنهم حتى أتونا بأسماء (فرضا ًفقط وإلا فمستحيل عليهم ذلك) :
فماذا تفيدنا الأسماء : إذا كنا لا نعرف أشخاص هذه الأسماء : هل كانوا صادقين أم كاذبين ؟
أقوياء الحفظ أم ضعفاء ؟؟.. قابلوا بعضهم بعضا ًفعلا ًأم بينهم حلقات مفقودة وإرسال في السند أو تدليس ؟
إلخ إلخ إلخ إلخ !!!!..
وجهل أمثال عادل أحمد : أن تدوين القرآن والسنة قد بدأوا من وقت النبي نفسه !!!..
فالقرآن كان يكتبه الصحابة بجانب حفظه في الصدور ..
والسنة كان يكتبها بعضهم : كصحيفة عبد الله بن عمرو الشهيرة التي استأذن النبي أن يخصها لحديثه !
فمَن الجاهل هنا بمثل هذه الأسانيد والتسلسلات بين هذا الرعيل الأول وبين البخاري ؟؟؟..
وهل كان البخاري بالفعل هو أول مَن كتب الأحاديث كما ينعق كل جاهل ويهرف بما لا يعرف ؟؟!!..
ودعك حتى من نقل الأحاديث شفاهة ً.. وتعال لننظر فيها كتابة ًوتدوينا ًوتجميعا ً!!!..
>>
فهل تعرف أيها المتعالم أن الإمام البخاري : قد تتلمذ على يد آخر شيوخ المذاهب الأربعة الشهيرة :
وهو الإمام أحمد ابن حنبل (164هـ : 241هـ) : صاحب كتاب (المسند) من الأحاديث ؟؟..
>>
وأن الإمام الشافعي (150 هـ : 204 هـ) درس على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
وكان يروي ويكتب الأحاديث أيضا ًويستدل بها في فقهه وكما في كتابه الفقهي (الأم) ..!
>>
وأن الإمام مالك (93 هـ : 179 هـ) :
قد سبق الإثنين في أشهر وأقدم كتاب أحاديث وأصحها على قلة عدد أحاديثه : ألا وهو كتاب (الموطأ) ؟؟؟..
< لاحظ أن عددا ًكبيرا ًمن أحاديث البخاري أصلا ً: هي من موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد > !!!..
وكيف لا يكون الإمام مالك بن أنس بن مالك له مثل ذلك السبق : وقد كان جده مالك : من كبار التابعين !!
حيث روى جده عن عمر !!.. وطلحة !!.. وعائشة !!.. وأبي هريرة !!.. وحسان بن ثابت !!.. رضي الله عنهم !
وأما الإمام مالك نفسه :
فهو صاحب أحد أصح أسانيد الحديث حسب المشهور وهو سند :
مالك .. عن نافع (مولى ابن عمر) : عن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه !!!..
كما أخذ الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري (58 هـ : 124 هـ) : وهو أول من دون الحديث !!!..
وقد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا - متصلا ًومرسلا ً- ..!!
كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم !!!..
فأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة - وأصلها حديث واحد طويل هو حديث جابر في الحج - والأربعة منقطعة !
وكذلك روى عن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه !!.. ومحمد بن المنكدر !!..
ويحي بن سعيد القطان الأنصاري !!.. وسعيد بن أبي سعيد المقبري !!.. وربيعة بن عبد الرحمن - والمعروف بربيعة الرأي - !!..
>>
وأن الإمام أبو حنيفة (80 هـ : 150 هـ) : وهو أول أئمة المذاهب الأربعة الشهيرة :
كان يُحدث أيضا ًبالأحاديث ويذكرها ويدونها عنه تلامذته !!..
وكيف لا ؟؟!!.. وقد عاصر 7 من الصحابة على الراجح !!!..
فقد بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة : أربعة آلاف شيخ .. فيهم 7 من الصحابة .. و 93 من التابعين !!!..
وكان من أبرزهم هو : حماد بن أبي سليمان .. والذي لازمه أبو حنيفة كثيرا ً..
وحماد هذا الذي سمع منه وروى عنه أبو حنيفة : قد سمع أنسًا بن مالك رضي الله !!..
وقد روى عنه أبو حنيفة : 2000 حديث من أحاديث الأحكام !!..
بل وأكثر من ثلث أحاديث الإمام أبو حنيفة في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي من تراثه وتلامذة الإمام :
هي برواية أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم !
بل ومن شيوخ أبي حنيفة أيضا ً: سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما !!!!..
>>
وطالما تعرضت لذكر الزهري في الحديث عن الإمام مالك (واسمه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري 58 هـ : 124 هـ)
فهو أول مَن دون الحديث على الأشهر - أي من بعد الصحابة والفتن التي وقعت :
حيث صار التدوين أدعى لتمحيص السند من كذب اليهود المتأسلمين والمنافقين والخوارج والشيعة إلخ - ..
فهذا الزهري الذي أخذ عنه الإمام مالك :
قددون 1000 حديث عن الثقات !!!.. وله قرابة 2200 حديث ..
وقد لازم بعض صغار الصحابة مثل أنس بن مالك وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما !!..
ولازم من التابعين : فقهاء المدينة السبعة (ومنهم سعيد بن المسيب) وعبيد الله بن عمر وسالم بن عمر وغيرهم ..
ولذلك يعتبره الإمام أحمد بن حنبل أيضا ًأحد أصحاب أصح الأسانيد وهي :
الزهري عن سالم بن عبد الله ابن عمر عن أبيه رضي الله عنه ..!!
فهل بعد ذلك كله :
لا يتبين لنا جهل الجاهلين الذين ليس لهم إلا تكرار الشبهات كالببغاوات عن البخاري والطبري وابن هشام !!
ولا يعرفون أن هؤلاء الذين يذكرون : ليس لهم إلا نقل أقوال وأسانيد مَن سبقوهم : وانتهاء ًبالنبي وأصحاب تلك الأقوال !
وإنما فرق كتب السنة والحديث : عن كتب التاريخ والسير :
أنها تعتني بذكر رواة السند حسب اشتراط كل عالم حديث في كتابه : وذلك ليس في كتب التاريخ والسير والتفسير :
لأنه أحيانا ًتطغى الرغبة في تجميع الأخبار والأقوال والآراء الواردة في التفسير : على تمحيص الأسانيد المنقولة ...
ومن هنا أيضا ً:
كان أصح كتب الحديث هما صحيحي البخاري ومسلم لصعوبة شروطهما .. وقد أسموهما بالصحيحين :
لأنهما اختارا أن يجمعا فيهما أصح الأحاديث سندا ً: حسب شروط كل منهما : بحيث تشمل معظم أبواب الدين ..
وشروط البخاري في ذلك : تزيد على شروط مسلم بشرط .. ولذلك يقال عن صحيح البخاري بأنه أصح كتاب ..
----------------
فهذه هي قصة عُمر الأحاديث التي تتحجج بها زميلنا : على عدم صحة جمع القرآن !!!!!..
فإذا أبيت الاعتراف بذلك : ورفض فهمك السقيم : وعقلك المريض (وكل ملحد عقله مريض) :
وأصريت على أن تشنف أسماعك وتقرأ بعينيك آراء غير مسلمين على صحة ما قلته لك :
فإليك هذه الباقة - بالإضافة للهدية التي أتحفتك بها من قبل ولم تستطع الرد عليها إلا بالهروب :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DF%D1%ED%E3
أقول : إليك هذه الباقة من أعوانك وأحبابك ورفقاء دربك في الكفر ...
1...
فهذا القس المستشرق الإنجليزي (دافيد صموئيل مرجليوث) 1858: 1940م أحد أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق :
فرغم عدائه الشهير للإسلام : إلا أنه لم يتمالك نفسه إذ يقول في (المقالات العلمية ص 234- 253) نقلا ًعن :
تقدمة العلامة اليماني المعلمي في المعرفة لكتاب الجرح والتعديل : حيث يقول عن علم الحديث ورغم محاولاته للطعن فيه :
" ليفتخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم " !!..
2...
وأما في كتابه (التطورات الأولى للإسلام : المحاضرة الثالثة ص 98) :
فيعترف برجوع سند الأحاديث لما قبل القرن الأول الهجري !!..
ومخالفا ًبذلك أكاذيب أترابه المستشرقين الحاقدين للطعن في علم الحديث كما سيأتي فيقول :
" حتى وإن لم نصدق أن أكثر السنة التي يعتمد عليها (الفقهاء) في استدلالاتهم صحيحة :
فإنه من الصعب أن نجعلها إختراعا ًيعود إلى زمن لاحق للقرن الأول " !!..
3...
ويقول العالم الألماني (أشبره نكر) في مقدمة كتاب (صانه - طبعة كالكوتا) :
ونقلا ًعن الشيخ (مصطفى صبري) في كتاب (موقف العقل والعلم والعالم 4/59) :
" إن الدنيا : لم تر : ولن ترى : أمة ًمثل المسلمين !!..
فقد تم دراسة بفضل علم الرجل الذى أوجدوه : حياة نصف مليون رجل " !!..
يقصد ما تمت كتابته وتدوينه من تراجم الرجال لدراسة رواة الأحاديث والحكم عليهم بالجرح والتعديل !
4...
ويقول الأستاذ (محمد بهاء الدين) في رسالته العلمية (المستشرقون والحديث النبوي ص 30) :
" فالطريقة التي سلكها العلماء في التثبت من صحة الحديث سندا ًومتنا ً: وما ابتدعوا لأجل ذلك من علوم كـ :
علم أصول الحديث : وعلم الجرح والتعديل : وغيرهما من العلوم :
طريقة أشاد بها كثير من الغربيين في تحقيق الراوية أمثال :
باسورث سميث : عضو كلية التثليث في اكسفورد .. وكارليل .. وبرنارد شو .. والدكتور سبرنكر كان ..
فقد أعلن هؤلاء إعجابهم بالطريقة التي تم بها جمع الأحاديث النبوية :
وبالعلم الخاص بذلك عند علماء المسلمين وهو الجرح والتعديل " !!..
5...
وحتى الباحث النصراني (أسد رستم) : فعندما كتب كتابه (مصطلح التاريخ) :
وأراد أن يؤصل فيه لعلم حفظ الأخبار التاريخية : لم يسعه إلا التأثر بقواعد علم مصطلح الحديث، واعترف بأنها :
" طريقة علمية حديثة : لتصحيح الأخبار والروايات " !!..
وقال بعد أن ذكر وجوب التحقق من عدالة الراوي، والأمانة في خبره :
" ومما يذكر مع فريد الإعجاب والتقدير : ما توصل إليه علماء الحديث منذ مئات السنين في هذا الباب !!..
وإليك بعض ما جاء في مصنفاتهم : نورده بحرفه وحذافيره تنويهاً بتدقيقهم العلمي :
اعترافاً بفضلهم على التاريخ " !!..
ثم أخذ ينقل نصوصاً عن بعض أئمة المسلمين في هذا الشأن ...!
لأن أسس قبول الرواية عند المسلمين التي تمكنهم من الحكم على صحة الأسانيد والمرويات من ضعفها :
هي مما لم يُستخدم في أي كتاب تأريخ ولا سيرة من قبل : ولا في أي أمة من الأمم !!!..
6...
وأما الشيخ (فاروق حمادة) فيقول في طليعة كتابه (المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل ص 14) :
" وهذا البحث : قد انفرد به المسلمون دون غيرهم .. وشهد لهم بذلك كثير من باحثي الفرنجة وغيرهم :
واعترافاتهم بذلك مشهورة مسطورة لا حاجة بي إلى التعريج عليها " !!..
7...
وأما الكاتب (روبسون) .. ففي كتابه (الإسناد في التراث الإسلامي ص 26) فيقول :
" أن بعض المستشرقين : فطنوا إلى أن ما يُروى عن كبار الصحابة من الحديث : أقل بكثير مما يروى عن صغارهم !
وقد رأى أن ذلك يحمل على : الاعتقاد بصحة ما نقله المحدثون أكثر مما نتصور – أي مما يتصوره المستشرقون – !
إذ لو اختلق المحدثون الأسانيد : لكان بإمكانهم جعلها تعود إلى كبار الصحابة " !!..
وهي لمحة ذكية بالفعل تبطل ادعاءات الطاعنين في الأحاديث والمفترين عليها بأنه تمت كتابتها لأغراض سياسية إلخ :
وهي أنه لو صح كل هذا العته والافتراء والكذب : لكان الأولى من المجرم فاعله :
أن يُكثر من الروايات المكذوبة عن أكابر الصحابة دون غيرهم : لكي يكون لها مصداقية أكبر من جهة :
ومن الجهة الأخرى : لبعدهم الزمني عن السامع والذي سيقع عليه التدليس !!!!..
ولكن كل ذلك لم يحدث !!!..
8...
وكما استطاع الكاتب السابق التأكد من صحة علم السند بهذه اللفتة البسيطة :
والتي ما كانت لتفوت على أصحاب علوم الإسناد لو كانوا كاذبين ومدلسين كما يدعي بالفعل المستشرقون ومَن تربوا على كتبهم من :
منكرو السنة والحداثيون والتغريبيون والمعتزلة الجدد وغيرهم :
فقد كتب الأستاذ الألماني (هارولد موتزكي) كذلك : عن طريقته التي أثبت من خلالها في بحثه أنه :
" بالإمكان إثبات أن مصنف عبد الرزاق : يرجع إلى الوقت الذي يزعمه المسلمون " ..!!
حيث بسبب بحثه ذلك :
أصبح من الصعب على المستشرقين في هذا الوقت زعم أن المسلمين زيفوا الإسناد في بداية منتصف القرن الثاني !
وذلك كما كانوا يزعمون من خلال دراسات قديمة قام بها مستشرقون من أمثال شاخت Schacht و جولدزهير Goldziher " !!!..
وتعتمد طريقة (هارولد موتزكي Harlod Motzki) على :
>>
" نقد الإسناد : من خلال تبين أنه من المستحيل (من ناحية الاحتمالات) تزييف كل هذه الأسانيد التي تفرعت على هذه المدة الطويلة :
وعلى مناطق جغرافية شتى : وعلى رجال بهذا العدد الكبير !!.. ولكن الإسناد بقي إلى درجة كبيرة متصلا ً" !!..
>>
وبعد هذه المرحلة : يبدأ (موتزكي) بمقارنة الرويات التي تدور حول حديث ٍواحد ٍ:
ولا يقتصر على جمع كل الروايات من كتب الحديث فقط ولكنه : يجمع أيضا ًروايات من كتب التاريخ والطبقات :
ثم يبين من خلال مقارنة النصوص أن هذا الاختلاف :
ليس اختلاف يرجع في مجموعه إلى مؤلفي الحديث ولكنه اختلاف نجم عن :
" رواية من خلال السمع من شخص ٍإلى شخص ٍآخر " !!..
9...
ويقول الكاتب (برنارد لويس) في كتابه (الإسلام في التاريخ ص 104- 105 عام 1993م) :
والترجمة من عندي (أبو حب الله) : وسوف أذكر النص الإنجليزي الأصلي بعدها والشكر موصول للأخ (د. هشام عزمي) :
" في وقت مبكر : أدرك علماء الإسلام خطر الشهادات الكاذبة والمذاهب الفاسدة :
فوضعوا علما ًلانتقاد الأحاديث والتراث : وهو (علم الحديث) كما كان يُدعى ..
وهو يختلف لاعتبارات كثيرة عن علم النقد التاريخي الحديث !!..
ففي حين أثبتت الدراسات الحديثة اختلافا ًدائما ًفي تقييم صحة ودقة السرد القديمة (أي في غير الإسلام) :
نجد أن الفحص الدقيق له (أي لعلم الحديث) :
وباعتنائه بسلاسل السند والنقل وجمعها وحفظها الدقيق من المتغيرات في السرد المنقول :
تعطي التأريخ العربي في القرون الوسطى : احترافا ًوتطورا ًلم يسبق له مثيل في العصور القديمة !!..
ودون حتى أن نجد له مثيلا ًفي الغرب في عصوره الوسطى في ذلك الوقت !!..
والذي بمقارنته (أي علم الحديث عند المسلمين) بالتأريخ المسيحي اللاتيني : يبدو الأخير فقيرا ًوهزيلا ً!!..
بل وحتى طرق التأريخ الأكثر تقدما ًوتعقيدا ًفي العالم المسيحي اليوناني :
فلا تزال أقل من المؤلفات التاريخية للإسلام في مجموع تنوع وحجم وعمق التحليل " !!..
وإليكم النص الأصلي باللغة الإنجليزية : (وهي نفحة من نفحات د هشام عزمي : لأني أعرف معزته عند عادل)
From an early date Muslim scholars recognized the danger of false testimony
and hence false doctrine, and developed an elaborate science for criticizing tradition.
" Traditional science", as it was called, differed in many respects from modern historical
source criticism, and modern scholarship has always disagreed with evaluations of
traditional scientists about the authenticity and accuracy of ancient narratives.
But their careful scrutiny of the chains of transmission and their meticulous
collection and preservation of variants in the transmitted narratives give to medieval
Arabic historiography a professionalism and sophistication without precedent in
antiquity and without parallel in the contemporary medieval West.
By comparison, the historiography of Latin Christendom seems poor and meagre,
and even the more advanced and complex historiography of Greek Christendom
still falls short of the historical literature of Islam in volume, variety and analytical depth.
(Bernard Lewis, Islam In History, 1993, Open Court Publishing, pp.104-105)
والحمد لله رب العالمين !!!..
وربما لي عودة إذا شاء الله تعالى وقدر وتذكرت : للرد على باقي تراهاتك يا عادل ..
والله المستعان...
Bookmarks