صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 30

الموضوع: الاعجاز اللغوى فى القرآن

  1. #1

    افتراضي الاعجاز اللغوى فى القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاعجاز اللغوى فى القران هو جزء من ظاهرة كلية لا تفسير لها الا الوحى الالهى
    فالظاهرة القرانية اكبر من الاعجاز اللغوى
    فمع الاعجاز اللغوى نجد معارف الهية وحكمة متميزة
    و نجد تشريعا كاملا متميزا
    و نجد اسرار الخليقة
    و نجد ملاحم ونبوءات
    ونجد ايضا اعجازا تربويا
    و نجد شخصية محمد التى هى معجزة فى ذاتها
    بحيث يتسائل اى عاقل :
    كيف و من يقدر على كل هذا ؟؟
    و الجانب اللغوى مهم جدا فمن يقللون من اهميته لا يفقهون حديثا , لان اللغة هى الفكر
    و اعتقد شخصيا ان اللغة العربية هى اصل اللغات

  2. #2

    افتراضي

    لقد تحدىالنبى قريش و كل العرب بان ياتوا بسورة من مثل سور القران وكان من الجدير بالعرب - وفيهم الفصحاء النابغون في الفصاحة – أن يجيبوا التحدى فيسقطوا حجة هذا المدعي الذي تحداهم في أبرع كمالاتهم ، وأظهر ميزاتهم ، ويسجلوا لانفسهم ظهور الغلبة وخلود الذكر ، وسمو الشرف والمكانة ، ويستريحوا بهذه المعارضة البسيطة من حروب طاحنة ، وبذل أموال ، ومفارقة أوطان ، وتحمل شدائد ومكاره .

    ولكن العرب فكرت في بلاغة القرآن فأذعنت لاعجازه ، وعلمت أنها مهزومة إذا أرادت المعارضة ، فصدق منها قوم داعي الحق ، وخضعوا لدعوة القرآن ، وفازوا بشرف الاسلام ، وركب آخرون جادة العناد ، فاختاروا المقابلة بالسيوف على المقاومة بالحروف ، وآثروا المبارزة بالسنان على المعارضة في البيان ، فكان هذا العجز والمقاومة أعظم حجة على أن القرآن وحي إلهي خارج عن طوق البشر .
    و قد اشكل خصوم الاسلام على هذا اشكالات نجيب عن اهمها
    (1)قيل : اننا لا نسلم بتواتر ايات التحدى
    الجواب :
    أن العلم بكل آية من القرءان ، مما أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ضروري ، كما أن العلم بجملته ضروري .
    لأن القرءان كله آية آية ، فلو لم يكن العلم بكل آية علما ضروريا ، لم يكن العلم بجميع القرءان ضروريا . لكنا لا نقتصر على هذا القدر ،
    والتفاصيل كالجملة في التواتر لا فرق بينهما إلا أن التفاصيل ربما احتاجت إلى البحث، والذي يدل على عدم الفرق بينهما العلم الضروري بأنه لو زاد أحدنا في القرآن لفظة أو حرفاً، أو نقص منه ذلك لعلمه كل من يقرأ القرآن حتى الصبيان فضلاً عن العلماء، وليس ذلك إلا لتشدد أهل الإسلام في حفظ القرآن ومنعه من التغيير، وإذا كان هذا التشديد في الزمن المتأخر، فالمعلوم ضرورة أن الصحابة إن لم يكن تشددهم أعظم فهو لا يقصر عن تشدد غيرهم.
    الوجه الثاني: أنه لو أمكن القول بزيادة آيات التحدي لأمكن أن يقال بزيادة أقيموا الصلاة وغيرها بل سائر القرآن، ومعلوم فساده.
    الثالث: أن هذه الآيات مسموعة، والتحدي قائم على وجه الدهر، والفصحاء موجودون بكثرة؛ فيجب أن يأتوا بمثله ليظهر فساد التحدي، والمعلوم أن أحداً لم يقدر على معارضته إلى يومنا هذا.
    فإن قيل: إن الفصاحة قد نقصت ولو ظهرت تلك الآيات في أيام توفر فصاحة العرب لعارضوه.
    قيل: لا نسلم فإن في خطباء الأزمنة المتأخرة من الفصاحة والتفنن فيها ما لا يوجد في العرب، وغايته نقص الفصاحة في الشعر، وهي لا تتعلق بما نحن فيه.
    و لا إشكال أن هذه الآيات كانت كلها في المصاحف التي كتبت أيام عثمان ، وتلك المصاحف كتبت بمشهد أقوام لا يجوز التواطؤ عليهم لكثرتهم ، وفيهم الحفاظ ، منهم من كان يعرف الفرق بين ما هو من القرءان ، وما ليس من القرءان ، بل كان أكثرهم - والله أعلم - بهذه الصفة . كما أن عامة المسلمين اليوم - وإن لم يكونوا حفاظا - يفصلون بين ما هو من القرءان وما ليس من القرآن . فلم ينقل عن أحد أنه تكلم في ذلك ، وأنكر معرفتهم ، كما نقل ما كان من ابن مسعود في المعوذتين ، وفي آي سورة القنوت
    فلولا أن هذه الآيات بَانَ كونها من جملة القرءان ظاهرا مكشوفا لجرى فيها التضاد ، وعرض فيها النزاع .
    فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: إنهم جميعا سكتوا عنها ، لأنها كانت مقوية لأمرهم ، معليةً لكلمتهم ، مصححة لنحلتهم .
    قيل له: الاتفاق على مثل ذلك لا يصح من العدد الكثير ، ولولا ذلك لم يصح أن يقع العلم بشيء من الأخبار التي تعلق بها الأغراض .
    وذلك أن الطبائع مبنية على نشر الأخبار إذا عرفتها الجماعة الكثيرة ، ضرتهم أو نفعتهم ، لأن الدواعي إلى النشر كثيرة مختلفة ، فيخرج المكتوم لأغراض مختلفة ، فلو كان الأمر على ما ذكرتم ، والحال على ما توهمتم ، لظهرذلك ، ونقل ولم ينكتم . لأن واحدا كان لديانته ، وسداد طريقته ، يذكره إنكارا وتوجعا .
    وآخر كان لسخافة دينه ، وضعف عقيدته ، يذكره لبعض أعداء الدين تقربا وتوددا .
    وآخر كان يورده ويحكيه لأهله ولولده تحيرا وتعجبا .


    (2)قيل لو سلمنا بتواترها لا نسلم انها دالة على التحدى و لو كان الغرض منها الدلالة على النبوة لاشتهر عن النبى ذلك و لكن لم ينقل احد من اصحاب الاخبار انه استدل به و لم ينقل ممن امن به انه امن بسبب القران !
    الجواب:أن هذا إنكار لما هو معلوم بين الأمة وغيرهم، فإن المعلوم عند كل من عرف أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ادعى النبوة من المؤمنين والفاسقين والكافرين أن القرآن معجزته العظمى، وأنه تحدى به العرب، واستدل به على نبوته، وإنكار ذلك سفسطة.
    و قولهم: لم ينقل أصحاب الأخبار...إلخ.
    بل نقلوه كما في إسلام عمر والبراء بن عازب وغيرهما كما تضمنته كتب التاريخ.
    و قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان يتلو القرءان على أصحابه ، وعلى من كان يفد عليه من المشركين من أحياء العرب ومدنها ، ثلاثا وعشرين سنة حتى تَحَقَّقَه الخلق من الصحابة ، وكانوا يتلونه في المحافل والمجامع ، وبين أهليهم في صلواتهم ومدارسهم ومجالسهم ، وكان المشركون يسمعون ذلك ، ويقرع أسماعهم ، وإن لم يكونوا يحفظونه .
    وانتهى الاسلام في هذه المدة إلى اليمن ، وسائر نواحي العرب ، ويكفي في آية واحدة من آيات التحدي أن تقرع أسماعهم . فكيف يصح أن يقال: إنهالم تبلغهم ؟! إلا أن يكون الله تعالى قد صرفهم عن سماعها ، ولئن جاز ذلك ، فالصرف من عظيم المعجزات .
    على أن عامة آيات التحدي إنما هي في السور المكية ، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وعلى أهله وهو بمكة شغل بالجهاد ، وبيان الاحكام . وإنما كان أكثر شغله صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء الى الله تعالى ، وقراءة القرءان ، على ما كان يستدعيه .
    يؤكد ما ذكرناه ويوضحه: الآثار الواردة في اجتماع مشركي العرب على التشاور والنظر في حال القرءان ، وتدبر أمره ، حتى قال الوليد بن المغيرة لعنه الله: (( قد سمعت الأشعار والخطب ، وكلام الكهنة ، وليس القرءان شيئا من ذلك )) ، ثم قال ما حكى الله تعالى عنه في قوله: { ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) } [المدثر] .
    فالتجأ إلى أن قال: إنه سحر ، لما بهره أمره .


    3- قيل :لعلهم عارضوا القران لكن لم تنقل المعارضة و منعهم خوف المسلمين من نقلها.
    والجواب: أن الخوف إنما يمنع من الظهور والاشتهار لا النقل فلا يمنعه؛ بدليل أنه قد نقل أقوال المنكرين للصانع والسابين للرسل، ولم يمنع من ذلك خوف المسلمين، و يكفى شاهدا فضائل على بن ابى طالب فقد حاربه بنو أمية و بالغوا في طمس فضائله وكتمها فخرج من بين الكتمين ما ملأ الخافقين، ولم يؤثر الخوف إلا في ظهورها واشتهارها في أيام بني أمية، وأما نقلها وروايتها فلم يؤثر في منعه بحال، وبعد فكان أعداء محمد صلى الله عليه وآله وسلم في عزة ومنعة، وفي غير أرضهم مواضع يمكنهم إظهار المعارضة فيها كبلاد فارس والروم وغيرها،
    وأيضاً لو جوزنا ذلك لجاز لقائل أن يقول: إنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنبياء إلا أن المسلمين قتلوهم ولم يجسر أعداؤهم على نقل ذلك للخوف، وكذلك يقال في زمن موسى وعيسى عليهما السَّلام ، والمعلوم أنه لو ادعى ذلك مُدَّعٍ لَكَذبه العرب والعجم، ثم إن المعارضة لو كانت لوجب نقلها لما مر، وقد نقل منها معارضة مسيلمة وابن المقفع مع أنها غير معارضة لركتها وسماجتها.

    و المعارضة لو وجدت لظهرت وتواترت؛ لأن الداعي إلى فعلها وهو إبطال أمره صلى الله عليه وآله وسلم هو بعينه الداعي إلى إظهارها؛ إذ لايبطل أمره إلا بإظهارها لا بمجرد فعلها، ولو ظهرت لتواترت لما نعلمه ضرورة من حرص اليهود والنصارى وغيرهم على إبطال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونقل ما يدل على كذب دعواه في حياته وبعد وفاته إلى زماننا هذا ولا مانع لهم يقدر إلا خوف المسلمين، وذلك إنما يلزم لو طبقت شوكة المسلمين أقطار الأرض، والمعلوم خلافه فإن أكثر الأقطار كفرية وهم في القوة والسطوة في الغاية التي ينتفي معها خوفهم من المسلمين، فثبت أن السبيل إلى القطع موجودة

    4- قيل : أن خبر التحدي لم ينقل أنه بلغ إلى كل واحد من العالمين فإنا نعلم ضرورة أن أهل الهند والصين، وسائر الأطراف الشاسعة لم يعلموا وجود محمد صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه فضلاً عن نبوته وتحديه بالقرآن،
    الجواب: أن فصحاء العرب إذا عجزوا عن المعارضة فعجز غيرهم بالأولى، وتقدير وجود فصيح لم يبلغه التحدي لا يضر؛ لأن فصاحته إن لم تبلغ فصاحة القرآن كان مثل الحاضرين و المعتبر فيه عجز من ظهر عليه وتحداهم به، ونقض عادتهم
    (4) قيل: لوكان القرءان معجزا لأنه لم يُعارَض ولم يؤت بمثله ، لوجب أن يكون اى كتاب ممتاز معجزا يدل على نبوة من أتى به .
    الجواب : أنَّا لم نقل: إن القرءان معجز لأنه لم يؤت بمثله قط ، بل لأنه تحدى به ، ولم يؤت بمثله ، و تلك الكتب ، لا يصح أن يقع التحدي به ، لأنه إن تعذر على غير من أتى به يكون تعذره لأحد وجهين:
    إما أن يكون قد استنفذ الطرق ، فلم يبق هناك طريق آخر لذلك الشيء ، وما جرى هذا المجرى فالإتيان به مستحيل ،لا تصح القدرة عليه ، وما لا تصح القدرة عليه لا يصح التحدي به
    ألا ترى أن إنسانا لو أتى بشعر مركب من هذه الحروف التي هي ثمان وعشرون ، ثم تحدى به ، فقال: ائتوا بمثله من غير هذه الحروف ، لم يصح التحدي به ، لأنه ليس في المقدور
    و هذه الكتب لو صح التحدي بها ، لم يلزمنا أن نقول: إنها معجزة . على قولنا: إن القرءان معجز .
    لأنا لم نعلم أن القرءان معجز بأن صح التحدي به ، وإنما علمنا ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى به قوما هم في الفصاحة والمعرفة بأساليب الكلام مثله أو دونه بيسير ، فتحداهم به وقرعهم بالمعجز عن الاتيان بمثله ، وادعا عليهم أنهم له خاضعون في نفوذ أحكامه فيهم ، وأنهم يلزمهم مفارقة ما كانوا عليه من الدين ، وتكفيرهم لم يفارقه والإنقياد له ولأوامره ، والقوم له كارهون ، وفي تكذيبه جاهدون ، وظهرت قوة دواعيهم إلى كل ما دعا إلى إفساد أمره ، وتوهين حاله ، وإظهار كذبه ، ولم يأتوا بمثله .
    فدلنا ذلك على أنه كان متعذرا عليهم ، ولم يثبت في تلك الكتب شيء من ذلك ، لأنه لم يثبت أن مؤلفا لها أتى قوما مثله في تلك الصناعة وتحداهم بالعجز عن الاتيان بمثله ، وجعله لنفسه حجة عليهم ، في أنهم يلزمهم الجري على أحكامه ، والتصرف تحت أوامره ونواهيه ، مع كراهة القوم له ولأحواله ، ووفور بواعثهم إلى إفساد أمره ، والإبانة عن كذبه ، وأنهم لم يأتوا بمثله ، مع تطاول الزمان على تلك الأحوال .

  3. #3

    افتراضي

    معنى المعارضة أن الرجل إذا أنشأ خطبة أو قال شعرا ، يجي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين

    و اليك نموذج لمعارضة وقعت في العصر الجاهلي بين شاعرين كبيرين، فهذا النابغة الذبياني يصف لَيلَه في أشعاره المعروفة الّتي يعتذر فيها للنعمان، ويقول:

    كليني لهمّ يا أميمة ناصبِ * * وليل أقاسيه بطي الكواكبِ
    تَطاوَلَ حتى قُلت ليس بِمُنْقَض ** وليس الّذي يرعى النجوم بآيبِ
    بصدر اراح الليْل عازِب همِّه ** تضاعف فيه الحزن من كل جانبِ

    ونرى أن امرئ القيس يقول في نفس الموضوع:

    وليل كموج البحر أرخى سدوله ** عليّ بأنواع الهُموم ليبتلي
    فقلت له لمّا تمطّى بصُلْبه ** وأردف أعجاز وناء بكلكلِ
    ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ** بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
    فيا لكَ من ليل كأن نجومه * بكل مغار الفتل شدّت بِيَذْبُلِ

    هذه هي حقيقة المعارضة; فكلاهما شعر و كلاهما يدور حول معنى واحد .
    اما الموازنة بينهما : فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همه وطول ليله، ويقال إنه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: «بصدر أراح الليلُ عازب همّه». وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة.

    إلا أن في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة،وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنها مشدودة بحبال وثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصرم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الروح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أن البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء... إلى آخر ما في شعره من النكات.

    فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل بين الكلامين، من تقديم لأحدهما، أو تأخير، أو تسوية بينهما.



    اما هذه المعارضات التى يكتبها مجانين النصارى و الملحدين فلم يقصد اصحابها معارضة سورة معينة من القران فى لفظها و معناها , حتى يمكن الموازنة بين السورة القرانية و بين السورة التى عارضوا بها السورة القرانية .

    ما يطلبه القران ان يعارض انسان سورة معينة من القران , حتى يمكن الموازنة بين السورتين , اى يقوم بصياغة معانى سورة من القران باسلوب مشابه لاسلوب القران المعروف لكنه مستقل في ألفاظه وتركيبه , و ليس تقليدا للسورة القرانية فى تركيبها و اسلوبها مع التصرف فيه بتبديل بعض ألفاظه ببعض

    و من حاول من خصوم الاسلام معارضة سورة قرانية معينة فسيقع على ام راسه !

  4. #4

    افتراضي

    من أقسام الفصاحة: الإيجاز .
    وذلك ينقسم إلى قسمين ، قد يكون بتقليل الحروف مع استيفاء المعنى ، وقد يكون بالحذف ، والحذف على أنحاء شتى ،
    فمن الإيجاز بتقليل الحروف ، قوله عز وجل: { وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ } [النمل: 91] ، ومن ذلك قوله عز وجل: { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) } [النازعات] ، قلَّلَ الحروف في هذا الموضع ، لما أراد الإيجاز ، وبسط حيث أراد البسط في هذا المعنى ، فقال: { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) } [عبس] ، وقال أيضا: { خَلَقَ الانسان مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (4) } [النحل] .
    فانظر إلى شرف هذا الكلام ، فإنه أوجز هذا الإيجاز ، وذكر للإنسان حالتين:
    إحداهما: أضعف الحالات .
    والأخرى: أقواها .
    ثم نبَّه على ما بينهما . فجمع في الآية وجهين من الإيجاز:
    أحدهما: تقليل الحروف .
    والثاني: حذف الوسائط بين الحالتين ، مع جزالة اللفظ ، وحسن المعنى ، ثم لما أراد عز وجل بسط هذا المعنى قال: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الانسان مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) } [المؤمنون] .
    وهذا باب كبير من الفصاحة ، لأن البليغ هو الذي يبسط الكلام إذا شاء بسطه من غير خطل ، ويرخي عنان الخطاب ، ويتمطى ظهر الاطناب ، ويوجز إذا شاء الإيجاز من غير تحيف للمعنى .
    وحكي عن بعض الفصحاء أنه وصف كاتبا بالبلاغة ، فقال: (( إن أخذ طوبارا ملاه ، وإن أخذ شبرا كفاه )) ، يريد: أنه كان يبسط إذا شاء ، ويوجز إذا شاء .
    ومن هذا الباب قوله عز وجل: { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) } [الذاريات] ،
    فأراد عز وجل هذا الإيجاز ، ثم لما أراد أن يزيد هذه الصفة يسيرا مع البسط ، قال: { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) } [القمر] .
    ثم لما أراد أن يزيد على ذلك في البسط ، قال عز من قائل: { فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) } [الحاقة] .
    ثم لما أراد عز وجل البسط التام ، بسط في السورة التي يذكر فيها هودا صلى الله عليه ، والسورة التي يذكر فيها الأعراف ، والسورة التي يذكر فيها الشعراء ، وعلى هذا أوجز ذكر ثمود ، فقال عز وجل: { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) } [الحاقة] ، ثم بسط ذلك في سائر المواضع ،

    ومن ذلك قوله عز وجل: { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ } [النحل: 53] . فانظر إلى هذا الإيجاز مع استيفاء المعنى ، تعلم أنه أبلغ ما يمكن في بابه .
    ثم زاد عز وجل بسطه يسيرا ، فقال: { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ } [الجاثية: 13] .
    وقال أيضا: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [لقمان: 20] ، ثم بسط عز وجل ذكر الآية ونعمه في السورة التي يذكر فيها النحل من قوله: { وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ إلى قوله: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) } [النحل] ، ثم من قوله: { وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا . . . إلى قوله: أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) } [النحل]
    ومن ذلك قوله عز وجل: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) } [فصلت] ، وقوله { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) } [الأعراف] ، فدلَّ عز وجل بهاتين الآيتين على حسن العشرة بأوجز اللفظ ، ثم ضبط ذلك في السورة التي يذكر فيها الحجرات أتم بسط .
    ومن الاختصار الحسن قوله عز وجل: { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } [المنافقون: 4] ، وقد طلب هذا المعنى بعض الشعراء فقال:
    ولو أنها عصفورة لحسبتها مسومة ... تدعو عبيدا وأرنما

    وقال آخر: ... ... ... ... ...
    ما زلت تحسب كل شيء بعدهم ... خيلا تكر عليكم ورجالا

    وقال آخر: ... ..
    أراني الخوف عدَّتهم ألوفا ... وكان القوم خمسا في ثلاث

    فلم يتفق لهم هذا الاختصار ولا هذه العذوبة .

  5. #5

    افتراضي

    إذا أردت أن تلمس الأسلوب القرآني عن كثب، وتقف عليه وقوف لامس للحقيقة، ومستكشف لها عن قرب. فلاحظ موضوعاً واحداً ورد في القرآن المجيد، وفي كلام الفصحاء. فكلاهما يهدفان إلى أمر واحد، ولكن لكل أُسلوبه الخاص لا يختلط أحدهما بالآخر.

    وهكذا، لاحظ قول علي : «أَمْ هذا الّذي أنشأه في ظُلُمات الأرحام، وشُغُف الأستار، نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا، ووليدا، ويافعا»

    ثم قارنه إلى قوله تعالى: (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَاب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ مِنْ عَلَقَة ثُمَّ مِنْ مُضْغَة مُخَلَّقَة وَ غَيْرِ مُخَلَّقَة لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَل مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ)

    فإنك ترى الأسلوبين يتغايران جوهراً، ولا يجتمعان في شيء...
    و يجب التنبيه على أنّ الأسلوب وحده لا يكفي لجعل الكلام فوق كلام البشر، ما لم ينضم إليه الدعائم الثلاث الأخر،الفصاحة و البلاغة و النظم
    و خصوصاً سمو المعاني وعلو المضامين، فإنّ له القسط الأكبر في جعل الأسلوب ممتازاً، تمتدّ إليه الأعناق، وإلاّ فمحاكاة الأسلوب القرآني ملموس في كلام المدّعين للمعارضة مثل مسيلمة وغيره، كما سيوافيك، ولكنه يفقد المضمون الصحيح، والمعنى المتزن، وقد عرفت أن إعجاز القرآن بمعنى كونه خلاباً للعقول، ومبهراً للنفوس رهن أمور أربعة توجب حصول تلك الحالات للإنسان فلا يجد في نفسه أمام القرآن إلاّ السكوت والسكون.
    "1ـ فصاحةُ ألفاظه وجمالُ عباراته.

    2 ـ بلاغةُ معانيه وسموُّها.

    3 ـ روعة نظمه وتأليفه. ويراد منه: ترابط كلماته وجُمَله، وتناسق آياته، وتآخي مضامينه، حتى كأنّها بناء واحد، متلاصق الأجزاء، متناسب الأشكال، لا تجد فيه صَدْعاً ولا انشقاقاً.

    4 ـ بداعة أُسلوبه الّذي ليس له مثيل في كلام العرب، فإنّ لكل من الشعر والنثر بأقسامه، أسلوباً وسبكاً خاصاً، والقرآن على أُسلوب لا يماثل واحداً من الأساليب الكلامية والمناهج الشعرية"

    وهناك من خفي عليه دور الأسلوب في رفع شأن القرآن، وزَعَم أنّ إعجاز القرآن ينحصر في الدعائم الثلاثة الأُول قال: «إنّ الأسلوب لا يمنع من الإتيان بأسلوب مثله، لأنّ الإتيان بأسلوب يماثله، سهل ويسير على كل واحد، بشهادة أن ما يحكى عن مسيلمة الكذاب من قوله: «إنّا أعطيناك الجواهر، فصلّ لربِّك وجاهر»، يشبه أسلوب القرآن»

    ولكنه غفل عن أنّ الأسلوب أحد الدعائم لا الدعامة المنحصرة، حتى أنّ ما ادعاه من أن إعجاز القرآن لأجل الفصاحة، والبلاغة، وجودة النظم وحسن السياق، ليست دعائم كافية لإثبات الإعجاز، إذ في وسع البشر صياغة كلام في غاية الفصاحة والبلاغة مع حسن السياق وحودته، ومع ذلك لا يكون معجزاً
    لإمكان منافحته ومقابلته والإتيان بمثله، فيلزم على ذلك عدم كون القرآن من تلك الجهة معجزاً. والّذي يقلع الإشكال أنّ الإعجاز رهن هذه القيود الأربعة، وأنّالإتيان بكلام فصيح غايتها، وبليغ نهايتها، منضماً إلى روعة النظم، في هذا الأسلوب الخاص المعهود من القرآن، أمر معجز. ولذلك لم تجد طيلة هذه القرون حتى يومنا هذا كلام يناضل القرآن في آياته وسوره.

    ونضيف، أنّه ليس هنا مقياس ملموس كالأوزان الشعرية لتبيين حقيقة أسلوب القرآن، وإنّما هو أمر وجداني يدركه كل من له إلمام بالعربية.

    ولأجل تقريب المطلب نذكر آية، ثم نذكر مضمونها بعبارة أخرى، فترى أنّ العبارة الثانية بشرية، والأولى قرآنية.

    قال سبحانه: (وَ مِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِكُلِّ صَبَّار شَكُور * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَ يَعْفُ عَنْ كَثِير)

    هذا هو الكلام الإلهي.

    فلو أراد إنسان أن يصب هذا المعنى بصورة أُخرى، يتغير الأُسلوب، مهما بلغ في الفصاحة والبلاغة من العظمة، فيقال مثلاً:

    «ومن أعظم علاماته الباهرة، جري السُفُن على الماء، كالأبنية العظيمة، إن يرد هبوب الريح تجري بها، وإن يرد سكون الريح فتركد على ظهره، أو يرد إهلاكها بالإغراق بالماء فيهلكهم بسيئات أعمالهم. وفي ذلك آيات للمؤمنين».

    فانظر الفرق بين الأُسلوبين، والإختلاف في السبكين، مضافاً إلى افتقاد الثانية بعض النكات الموجودة في الآية

  6. #6

    افتراضي

    من كبير أقسام الفصاحة: حسن التصرف .
    وهذا الباب أيضا لا يمكن بالتعمل ، ولا يستجيب للمتكلف ، بل لا بد ل‍ه من العلوم الضرورية المعبَّر عنها بالطبع . وبهذا تفاضل الخطباء والشعراء وأصحاب الرسائل .
    وإذا تأملت تصرف القرءان في المعاني المقصودة ، عرفت أنه زائد في الحسن على تصرف جميع أقسام الكلام وأنواعه ، وشهد لك قلبك أنه ليس من كلام البشر ، لمجاوزته في الحسن جميع كلامهم ، لأنك تجد عامة كلام الناس إذا أخذوا في الاقتصاص والتصرف في المعاني المختلفة
    والأغراض المتباينة ، والمقاصد المتغايرة ، يضعف بناؤه ، ويَهِي نسجه ، ويظهر عليه الاختلال ، وحال القرءان بخلاف ذلك .
    ألا ترى إلى قوله عز وجل: { وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) } [الرعد] .
    ومعنى هذه الآية: معنى كلمي ، فإذا أردت أن تعرف حال هذا التصرف ، وشريف موقعه ، فتأمل كلام المتكلمين . هل تجد لشيء منها هذا الجنس الرابع ؟لأنه جمع فيها بين حسن المعنى وشرف الوضوح ، وجزالة اللفظ وعذوبته ، مع جمع المقاصد الكثيرة في ألفاظ يسيرة ، بحيث ربط بعضها ببعض ، وحسم عنها مطاعن المعترضين . من ذلك قوله عز وجل بعد هذه الآية: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) } [الرعد] ، فتأمل ما جمعت هذه الآية من المعاني ، بأن ذكر جهل القوم باستعجالهم السيئة قبل الحسنة ، ثم بيَّن عز وجل أنه أنزل العذاب بمن كان قبلهم من المنحرفين عن طاعته ، المسرعين إلى معصيته ، زاجراً لهم عما هم فيه ، ومحذراً لهم عواقب مَن قبلهم .
    ثم بَيَّن لهم أنه عز وجل يغفر لعباده وإن كانوا ظالمين ، إذا تابوا وأنابوا ، وأنه عز وجل شديد العقاب ، لمن أصرَّ وأقام على ما نهي عنه . فجمع هذه المعاني وكساها حسن اللفظ ، إذ فيه ما يسميه أهل الصنعة: المطابق . لأنه ذكر الحسنة والسيئة ، والمغفرة والعقاب ، مع الجزالة والعذوبة . فهل يكون في التصرف أحسن من هذا ؟!!
    ثم تأمل من هذه السورة قوله عز وجل: { اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) . . .
    إلى قوله: وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ (14) } [الرعد] ، وتأمل عامة هذه السورة وما في آياتها من حسن التصرف ، وضرب الأمثال .
    وتأمل قول الله عز وجل: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء } [النساء: 1] ، ثم تأمل آية المواريث ، فإن معناها معنى فقهي
    فانظر هل تجد ما يقارب ذلك في شيء من ألفاظ الفقهاء ؟ وإذا أردت ذلك فتأمل أقاصيص القرءان وأحكامه ، لترى من ذلك ما يبهر عقلك ، ويكشف لك أنه كلام مرتفع عن كلام البشر أجمع ، وعلى هذا تجد ما يتضمن الوعد والوعيد ، وأدلة العدل والتوحيد .
    وإذا تأملت ذلك ، فتأمل أشعار العرب من جاهلي ، أو مخضرمي ، أو إسلامي ، وتأمل أشعار المحدثين ، وتأمل الخطب المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن أمير المؤمنين ، وسائر الصحابة ، ومن بعدهم أو قبلهم من الفصحاء ، تجد القرءان مبايناً لها ،
    مميزا بمزايا أقسام الفصاحة عليها ، فيتضح عندك أنه على ما ادعيناه في أعلى طبقات الفصاحة ، وأن من ذهب من العلماء إلى أن الاعجاز راجع إلى مجرد الفصاحة لم يبعد عن الصواب كل البعد ، وإن كان الأصح عندي على ما قدمت أنه راجع إلى النظم والفصاحة معاً .
    ومما يبين بلوغ القرءان غاية الفصاحة ، أن الشاعر ربما ضمَّن لفظة من القرءان بيتا من الشعر ، أو حشا الخطيب بها فصلا من الخطب ، أو وشَّح الكاتب بها موضعا من الرسالة ، فيتميز بحسنها عن غيرها ، ويتبين ببهجتها على ما سواها ، ويصير الموضع الذي تضمنها غرة من سائره ، وبحسنه الذي اكتسبه من تلك اللفظة ، وزبرجه الذي استعاره منها .
    ومما يبين ذلك: أن كثيرا من الفصحاء ، وُجِدَ في كلامهم كلمات فصيحة رائعة ، صارت لبلاغتها أمثالاً سائرة ، ووُجِدَ معناها في القرءان ، إلا أنك إذا تأملتها وجدت التفاهم بينها كثيرا ، وظهر لك فضل ألفاظ القرءان على تلك الألفاظ ظهوراً تاماً . فمنها ثلاث كلمات تذكر عن أمير المؤمنين إحداها : (( مَن جهل شيئا عاداه )) ، ومثله قول الله عز وجل: { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) } [الأحقاف] ، وقوله: { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } [يونس: 39] .
    والثانية: (( أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )) وفي قريب من معناه قوله عز وجل: { عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً } [الممتحنة] .
    والثالثة: (( المرء مخبوء تحت لسانه )) ، وفي قريب من معناه قوله عز وجل: { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } [محمد: 30] . فتأمل التفاوت الذي بين تلك الكلمات الثلاث ، وبين ألفاظ الآيات التي ذكرناها ، يَبِنْ لك صحة ما ادعيناه .
    ومن ذلك قول الله عز وجل: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } [النمل: 88] ، فانظر كم بينه وبين قول الشاعر:
    بأرعن مثل الطود تحسب أنهم ... وقوف لحاج والركاب تهملج(النابغة )
    :

  7. #7

    افتراضي

    ومن ذلك قوله عز وجل: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ } [البقرة: 179] ، وفي معناه قيل ما قدمنا ذكره: (( بعض القتل أحيا للجميع )) ، وقيل: (( القتل أفلُّ للقتل )) ، فلم تلحق واحدة من الكلمتين بشأوِ قوله عز وجل: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } .
    ومما افتخر به النابغة قوله :
    فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

    فانظر أين يقع ذلك من قوله عز وجل: { واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) } [البقرة] ، ومن قوله: { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } [الأنعام: 13] .
    وقد ذكرنا فيما مضى ما قيل في معنى قول الله تعالى: { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } [المنافقون: 4] .
    وقد عُدَّ من فصيح الكلام ما حكي عن بعض المتقدمين من قوله: (( سل الأرض من شق أنهارك ، وغرس أشجارك ، فأخرج ثمارك ، فإن لم تجبك حوارا ، أجابتك اعتبارا )) . فانظر أين يقع ذلك من قول الله عز وجل: { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) } [النمل] ؟! بل أين يقع ذلك من قوله: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِزْقًا لِّلْعِبَادِ } [ق] ؟!
    ومن الكلام الفصيح قول الشاعر:
    بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل (حسان بن ثابت )

    لكن أين يقع ذلك من قول الله عز وجل ، حاكيا عن أهل النار: { سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) } [إبراهيم] ؟!! وتتبُّعُ هذا مما يطول لكثرته . وفيما ذكرناه كفاية

  8. #8

    افتراضي

    اخيرا يقول الدكتور عبد الصبور شاهين في (عربية القرآن /84-87)

    ( تفسير النصوص الادبية يتم عبر الاجيال بطريقة واحدة هي دراسة دلالات الالفاظ ومتابعة المعنى التركيبى المتالف من معاني المفردات في سياقاتها، وتعتبر المعاجم القديمة مصادر لمعرفة المعانى القديمة وليس من المنطق تفسير بيت قديم شعرى بحمل الفاظه على معان محدثة

    لكن القرآن يخرج تماما عن هذه القاعدة، حيث تتسع الفاظه للمعانى المحدثة في حالات كثيرة ولا سيما " الالفاظ المفاتيح " والتي تتصل بمعانى الصفات الالهية، والغيب، والعلم الالهى، والموجودات الكونية التي اثبت القرآن وجودها، بل وكثير من الالفاظ الأخرى

    و من امثلة ذلك كل صفات الله في القرآن، ومن امثلته الفاظ الملك والجن والسماء والعرش والكرسي واللوح والقلم

    و من امثلته الفاظ الجنة والنار، والحساب والصراط والكتاب والقيامة

    فكلها الفاظ عربية دات مدلول لغوى محدد، ولكن مدلوها القرآني غير محدد

    اى اننا نعرف مبتداها ولكنا لا نعرف منتهاها

    و نرى ان اللفظ يبدا في لسان العرب قبل الاسلام محدود الدلالة، فاذا هو معنى متراحب لا يطيق العقل ان يدركه أو يحدد دلالته في لغة القرآن

    و كمثال لفظ " القلم "

    قد كانت لاهل الجاهلية اقلام يستخدمونها في الكتابة ويتخذونها من اعواد النبات، لا يتعدى لفظ القلم هذا المدلول المادى الضئيل

    و مع ذلك نجد ان القرآن في الآيات الاولى يذكر " القلم " مرتين، مرة في سورة العلق " الذي علم بالقلم "، وبعدها مباشرة في سورة القلم :"ن والقلم وما يسطرون "

    و المقصود بالكلمة في الآية الثانية هو المعنى الاصلى الحقيقى، نظرا لارتباطه بما يستخدم فيه على أيديهم " وما يسطرون "

    و لكن المقصود في الآية الاولى متصل بعلم الله الذي يفيضه على الإنسان

    فالقلم هنا هو ذلك الوجود المخلوق الذي يسجل كل شيء، والذي علم الله به الإنسان ما لم يعلم

    و بين المعنى الاصلى والمعنى القرآني مسافة تنتهى إلى المجهول

    فهو بلا شك البعد الالهى في الدلالة، وهو بعد لا نهائى، على شكل المخروط الذي يبدا بنقطة وينتهى إلى علم الله اللامحدود ....


    هذا هو الاعجاز القرانى الذى منح اللفظ امتدادا فى المدلول فاحدث ثورة لغوية لم تعرفها لغة من لغات البشر ...
    اولا - انه قد احدث بتاثير كتاب فى لغة و هو امر لم يحدث فى تاريخ الانسان منذ عرف اللغة و استخدم اللسان فالعهد بها ان تتطور عبر القرون
    و ثانيا- ان اساس التحدى فى الاعجاز هو الكلمة
    و ثالثا – قابلية اللفظ القرانى لتحمل المزيد من الدلالة
    و هو بذلك يمنح العربية مرونة فى الاداء و مواكبة لتطور العم
    و قدرةعلى استيعاب حقائقه فى كل جيل " بتصرف

    ثم يشير الى لفظ السماء قائلا /

    فهو يحتمل معناه العربى التقليدى اى كل ما علاك
    فهو سماء , لكنه يحتمل ايضا ان يكن بمعنى الكون كله " و السماء بنيناها بايد و انا لموسعون " -الصحيح فى نظر الفقير ان السماء الدنيا هى هذا الكون – المهم ان اللفظ القرانى احتمل معنى الفضاء الكونى و انه كروى لاحاطته بكرتنا الارضية , يقول تعالى "عرضها كعرض السماء و الارض "فاقتصر على ذكر العرض
    و هو دليل على هذه الكروية الكونية اذ لا طول للكرة و كما يقول رحمه الله : انما هو بعد قطرى عبر عنه القران بالعرض فى هذه الاشارة المعجزة التى طالما غفل عنها المتحدثون فى النص الكريم فتسائلوا من باب التعظيم هذا العرض فما بال الطول انتهى

    ان القران كما اقر بعض الخصوم ابتدع معجمه هذا امر عظيم و خلق التجريد
    المفاهيمى فى لغة لم تعرف الا الحسى كما فى الشعر
    و عادة ما يكون تحول معجمى فى لغة ما تعبيرا عن تطورفىبنى الحضارة كما لدى اليونان و غيرهم
    فهل كان كل هذا من افراز عقل واحد ؟!
    و لمالك بن نبى بحث رائع فى الاعجاز اللغوى فى كتابه الظاهرة القرانية ادعو الجميع لقراءته
    و الله الموفق

  9. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رااااائع ..
    بصدق الموضوع رائع اخى ..
    استمعت وانا بقرأ فيه ..
    لى عودة ان شاء الله للقراءة بتمعن اكثر..
    شكرا الك يا اخى ..
    جزاك ربنا كل خير..

  10. #10

    افتراضي

    شكرا محبة الاسلام

  11. #11

    افتراضي

    يشكل البعض على ما فى الكتاب العزيز من تكرار كما يقولون , و الواقع اننا لو سلمنا بوجود التكرار فى كتاب الله فان هذا التكرار من معالم اعجازه
    و هذا هو ما شهد به واحد من اعتى خصوم الاسلام اعنى معروف الرصافى حيث قال فى كتابه " الشخصية المحمدية "
    صفحة 554:
    ( و من العجيب الذى ما فوقه عجيب : ان القران بتاثيره على نفوس قارئيه و سامعيه مدين لهذا التكرار
    فليس من السهل , و لا المتعارف عند اولى البيان : ان يكرر كتاب هذا التكرار , فيخرج منه سليما غير معيب الا القران )

    و الواقع انه ليس تكرارا بل كما يقول الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله :

    ( نهاية التشابه و نهاية التمايز :
    يكتب الكاتب فى المعنى الذى يعجبه و بلالقدر الذى يستطيعه من الاجادة , فاذا سئل ان يكتب فيه مرة اخرى تسابقت الفاظه الاولى و معانيها الى خياله فلم يستطع ان يغير منها الا القليل , فان استطاع ان يغير شيئا من الفاظه و ان يزيد او ينقص شيئا من اجزاء معناه لم يستطع ان يغير اسلوبه و منهاجه فى تاليف الكلام
    فان اسلوبه صورة من روحه و قطعة من شرحه
    فان استطاع ذلك مرة ام يستطعه مرارا , و ان استطاع ذلك فى المعانى الواسعة التى لها على النفس و الحس كل يوم اثر جديد
    كان ذلك المحال فى المعانى الضيقة التى تشعر النفس بها شعورا مجملا

    و انت قد تقرا السورة من القران فترى بينهما التشابه فى المقصد و الجوهر بل ربما رايت بينهما تمام التطابق فى المبتدا و الخبر
    فاذا اختتمت احداهما و افتتحت اخراهما خيل اليك انك رجعت عودا على بدء
    و هكذا ترى كما قال تعالى ( كتابا متشابها مثانى )
    و لكنك لا تلبث ان تجد نفسك امام شىء جديد من وسائل التاثير و مسالك الاقناع ,و الوان العبر, و طرق الاداء بالاثبات و النفى و الاجمال و التفصيل و ما الى ذلك
    و هكذا ترى من تصريف السور فى الغرض الواحد انك فى استمرار و فى تجدد معا بينما انت قد رايت مثلها : (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً)
    غير ان اللون واحد و الطعم مختلف "

  12. #12

    افتراضي

    من أقسام الفصاحة: الاختصار الذي يكون بالحذف ، وذلك يتنوع أنواعا كثيرة .
    فمن ذلك أن يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه ، كقوله عز وجل: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) } [يوسف] ، أراد: أصحاب العير ، وأهل القرية
    وكقوله: { إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ } [الإسراء: 75] ، أي: ضعف عذاب الحياة ، وضعف عذاب الممات .
    وهذا مذهب للعرب مشهور ، وهو في القرءان كثير .
    وقد يكون بحذف اسم أو فعل أو جواب ، كقوله عز وجل: { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى } [الرعد: 31] ، وتقديره: لكان هذا القرءان ، فحذفه .
    وكقوله: { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ } [التوبة] ، تقديره: لكان ذلك خيراً لهم ، فحذفه .
    ومثله قوله عز وجل: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) } [النور] ، ومثل ذلك: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } [الزمر: 9] ، وتقديره: أيساويه من لا يكون كذلك ؟! فحذفه .
    ومثله في الشعر كثير ، فمن ذلك قول الشاعر:
    فأقسم لو شيٍ أتانا رسوله ... سواك ولكن لم نجد لك مدفعا(امرؤ القيس )
    معناه: أردناه ولم نقبل منه .
    ومثله قول الشاعر:
    عصاني إليها القلب إني لأمره ... سميع فما أدري أرشد طلابها
    معناه
    عصيت إليها القلب إني لأمرها
    معناه: فما أدري أرشد هو أم غي ؟ فحذف .
    ومثله قول النابغة:
    أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما يزل برحالنا وكأن قد

    يريد: كأن قد زالت ، فحذف .
    ومن ذلك أن يضمر أحد المذكورين ويظهر فعل الآخر لهما ، وذلك كقوله عز وجل: { وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ } [البقرة: 6] - إذا قرئ بكسر اللام - المراد: وألحقوا الغسل بأرجلكم .
    وكقوله عز وجل: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) } [الواقعة] ، ثم قال: { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) } [الواقعة] ، والمراد: ويؤتون بفاكهة ولحم طير ، لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما .
    وكذلك تأويل من قرأ: { وَحُورٌ عِينٌ (22) } [الواقعة] - بالجر - تقديره: ويتزوجون بحور عين ، فحذف ذلك أجمع .
    ومن الحذف قوله عز وجل: { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) } [الصافات] ، يعني: ذكرا حسنا ، وثناء جميلا .

  13. #13

    افتراضي

    ومن أقسام الفصاحة: التجنيس ، وهو أن يجمع بين كلمتين التقتا من حروف متجانسة ، وذلك مثل قوله عز وجل ، حاكيا عن صاحبة سليمان صلى الله عليه: { وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) } [النمل] .
    ومن ذلك قوله عز وجل:{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى }[ يونس:26] .
    وكذلك قوله:{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى}[الروم: 1] .
    وقوله عز وجل حاكيا عن يعقوب صلى الله عليه: { يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } [يوسف: 84] .
    وكذلك قوله عز وجل: { يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) } [النور] .
    وكذلك قوله عز وجل: { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) } [الليل] .
    وقوله: { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم } [التوبة: 38] ، ولم يكثر هذا الباب في القرءان لما نذكره ، وكذلك في أشعار المتقدمين
    والجمع بين الحروف المتجانسة يوجب للكلام ضربا من التنافر . ألا ترى إلى قول الأعشى:
    وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول

    كيف يظهر عليه التنافر ؟
    وكذلك قول الشاعر:
    وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر

    فأما إذا وقع ذلك في الكلام لُمعاً ، فإنه يزيده حسنا وبهجة ،فلذلك - والله أعلم - وجد في القرءان قليلا ولم يكثر

  14. #14

    افتراضي

    ومن أقسام الفصاحة: التلاؤم ، وهو نقيض التنافر ، وهذا الباب هو من أكثر أبواب الفصاحة ،وهو العمدة .
    وذلك أن عامة ما ذكرنا من أقسام الفصاحة بل كلها غير هذا القسم ، للتكلف والتعمل فيها مجال ومسرح . ويمكن التوصل إليها باحتذاء آثار من تقدم فيها ، بأن يُتعلم طرائقها ، ويستفاد مناهجها ، وهذا القسم الذي هو التلاؤم يتعذر ، إلا أن يسمح به طبع مخصوص ، يعرف ذلك كل من ل‍ه أدنى حظ من الأدب والمعرفة بنقد الكلام .
    وذلك أن التلاؤم به تكون العذوبة والحلاوة ، وعنه تكون حسن ديباجة الكلام ، ولهذا تجد الكلام المنظوم المنثور جيد السبك ، رصين النظم ، صحيح الوضع ، متسق المعنى . ومع ذلك تجده نابيا عن السمع ، نافرا عن الطبع ، إذا لم تحصل ل‍ه العذوبة التي يكون سببها التلاؤم .
    واعلم أن التلاؤم يكون بتلاؤم الحروف ، وتلاؤم الحركات والسكنات ، وتلاؤم المعنى ، فإذا اجتمعت هذه الوجوه ، خرج الكلام غاية في العذوبة ، وفي حصول بعضها انحطاط درجة العذوبة عن الغاية
    ، وسائر أقسام الفصاحة مع عدم التلاؤم يُعد تكلفاً ، وكلما ظهرت الصنعة أكثر ، كان الكلام أقرب إلى أن يكون تعسفاً ، وإذا حسن التلاؤم ، وحسن معه يسير الصنعة أشرق تأليف الكلام ووضعه .
    ألا ترى إلى قول الشاعر:
    تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
    ألا يا حبذا نفحات نجد ... وريَّا روضه بعد القطار
    شهور ينقضين وما شعرنا ... بأنصاف لهن ولا سرار

    لما حصل التلاؤم حصل في النفس القبول التام مع قلة الصنعة فيه .
    ومن ذلك قول القائل:
    ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسَّح ركن البيت من هو ماسح
    نزعنا بأطراف الأحاديث بيننا ... ومالت بأعناق المطي الأباطح (لكعب بن زهير )

    ألا ترى إلى ديباجته كيف حسنت ؟ وإلى عذوبته كيف ظهرت ؟ وإلى سلامته كيف استمرت ؟ مع خلوه من الصنعة ، ووقوعه بالبعد عن التعمل .
    وهذا باب تأملته في الأشعار والخطب ، والرسائل والمحاورات ، في الجد والهزل . وصح لك بيانه ، وقام عندك برهانه . وهذا القسم من الفصاحة موجود في القرءان من أوله إلى آخره ، وأهل هذا الشأن يختلفون في أجناس ذلك والتبين ل‍ه .
    ومن كان منهم أعرف بنقد الكلام ، كان إلى تبيين ما ذكرناه أقرب ، فإن ساعده على ذلك الطبعُ الجيد ، كان في طريق تصوره أذهب ، وقد يكون في أهل كل صناعة من الشعر والخطب والرسائل مَن إذا سمع كلام غيره عرف صاحبه ، وميَّز بين طبعه وطبع غيره ، كما حكي أن جريرا رأى ذا الرمة ، وهو ينشد قصيدة أولها:
    نبت عيناك عن طلل بحدوى ... .
    فقال ل‍ه: ألا آمرك بأبيات تلحقها بشعرك ؟ فقال: بلى .
    فقال:
    يعد الناسبون إلى تميم ... بيوت المجد أربعة كبارا
    يعدون الرباب لهم وعمرا ... وسعدا ثم حنظلة الخيارا
    يعد الناسبون بني تميم ... كما ألغيت في الدية الحوارا
    ويهلك بيتها المرئي لغوا

    ثم أنشد ذو الرمة هذه القصيدة الفرزدق مع هذه الأبيات ، فلما انتهى إليها قال ل‍ه: مه ، فإن هذه الأبيات لأكلها أشد لحيين منك .
    فميَّزَ بطبعه بين شعره وشعر جرير ، وهذا ظاهر بين أهله ، وإنما أردت أن أبين بهذا أن غباوة من يغضي عن هذه الحالة التي وصفناها في القرءان لا يؤثر فيها ، لشهرتها وظهورها عند أهله .
    والذي أحوجنا إلى هذا التنبيه على هذا القسم ، أنه لا يظهر لكل من يفهم العربية ، ولا يمكن كما أمكن سائر أقسام الفصاحة ، لأن استدراكه يفتقر إلى العلوم الضرورية المعبَّر عنها بالطبع ، كما أن الاتيان به مفتقر إليه ، ولأن القرءان كله من هذا النمط .
    والأَوجَهُ ذكر آيات منه ، لأنا نريد تنبيه المبتدئ والشادي عليه .
    فمن ذلك قول الله عز وجل: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) } [النجم] وما بعدها .
    وقوله عز وجل: { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى
    يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) } [القصص] . . . إلى آخر القصة .
    فتأمل هذه الألفاظ ووقوعها مواقعها ، لتعلم شرف هذا الكلام ، وهل تجد لفظة لسوء أبدل مكانها غيرها ، فنابت منابها حسنا وعذوبة ورونقا ؟! ألا ترى أنه عز وجل لو قال: (( والكوكب إذا سقط )) ، أو (( إذا غرب )) ، أو قال: (( إذا أفل )) ، لم يَنُب في الحسن مناب قوله تعالى: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) } .
    ورأيت في كلام الجهال أنه لو قال: (( والنجم إذا علا )) ، كان أولى . ولن يكون ذلك ، فمن ل‍ه حاسة في هذا الباب . فبين اللفظتين في هذا الموضوع في باب الحلاوة والعذوبة ما لا يخفى على بصير .
    ولو قال: (( ما زاغ نبيكم عن الهدى )) ، أو (( ما أخطأ رسولكم )) ، أو قال: (( ما حاد عن الرشد والهدى )) ، وما أشبه ذلك ، لم يغن غناء قوله عز وجل: { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) } .
    ولو قال: (( فهرب منها مذعورا )) ، أو قال: (( مرعوبا )) ، أو غير ذلك من الألفاظ التي تؤدي معناها ، لم يسد مسد قوله عز وجل: { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } [القصص: 21] ، حلاوة وعذوبة .
    ولو قيل: (( ولما أخذ على سمت مدين )) ، أو (( مضى حذاء مدين )) ، أو (( جهة مدين )) ، لم يقع موقع قوله عز وجل: { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ } [القصص: 22] . وكذلك عامة ألفاظ هذه الآيات ، فتأملها تجدها على ما أقول .
    واعلم أن كثيراً من الألفاظ تكون ل‍ه حلاوة وعذوبة ، إذا وقع في بعض المواقع دون بعض ، وإنما حصلت لهذه الآيات العذوبة التامة ، لما حصل لحروفها من التلاؤم ، ولحركاتها وسكناتها من الاعتدال ، ولمعانيها من حسن الاطراد والمقاصد ، لأن الحروف لو لم تتلاءم لكان يحصل للكلام بعض التنافر .
    والحركات والسكنات لو لم تعتدل لم يتم حسن النظم ، لأن كثرة الحركات توجب للكلام بعض الثقل .
    ألا ترى إلى ما روى أهل العروض في جنس البسيط ، وزعموا: أنهم لقيهم رجل فأخذوا ماله وضربوا عنقه ، كيف حصل الثقل لما كثرت حركاته ؟!
    وكثرة السكنات توجب لنسج الكلام بعض الضعف والسخافة . ولهذا صار الكلام موزونا باعتدال الحركات والسكنات ، ويتكسر البيت بخروج الحركات أو السكنات عن الاعتدال .
    وأما حسن أطوار المعاني والمقاصد فلا بد منه ، لأن موضوع العبارة إنما هو للمعنى ، فإذا لم يحسن المعنى ، كان بمنزلة تعليق الحلي على المرأة الشوهاء .
    ومن ذلك قوله عز وجل: { أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) } [النمل] ، وقوله عز وجل في أول السورة: { إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) } [النمل] . . . إلى آخر القصة .
    وعلى نحو من هذا عامة هذه السورة ، وكذلك عامة السورة التي يذكر فيها القصص بعد هذا .
    ومن ذلك قوله عز وجل: { حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) . . . إلى قوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) . . . إلى قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) } [غافر] (1) .
    وقوله عز وجل بعد هذه الآيات: { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) } [غافر] . . . إلى آخر القصة .
    ولو تتبعنا الآيات الجارية هذا المجرى في العذوبة ، وحسن الديباجة ، لاحتجنا أن نذكر عامة آيات القرءان ، ولكن نبهنا بما ذكرنا على ما سواه ، فتأمل - رحمك الله - مواقع هذه الألفاظ ، وحسن نظامها ، وخِفَّتها على السمع ، وقبول النفس لها ، واهتزازك لسماعها ، لتعلم حقيقة ما ذكرناه . وأنت إذا راعيت هذا الباب في عامة القرءان إذا تلوته ، تبينت صحة ما قلناه ، وظهر لك شواهده ، ووضحت دلائله .

  15. #15

    افتراضي

    " إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ"{يوسف:2}

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاعجاز اللغوى والبيانى فى سورة الكافرون
    بواسطة محب الله ورسوله في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-27-2013, 12:55 PM
  2. من الاعجاز اللغوى
    بواسطة ابن السنة في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-27-2010, 11:35 PM
  3. الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم
    بواسطة أسد العقيدة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-11-2006, 07:30 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-09-2005, 01:29 PM
  5. شبهات حول مصدر القرآن .. و الاعجاز اللغوى ...
    بواسطة حسام مجدي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-19-2005, 08:50 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء