بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله أجمعين
أما بعد
سأتناول موضوع الديمقراطية في تسع محاور
المحور الأول:-علاقة الديمقراطية بالحرية الفردية
كثير من الناس يعتقد ان الديمقراطية تؤدي إلى الحرية و أنه لا حرية بلا ديمقراطية و لكن في الحقيقة هذا الأمر غير صحيح فالحرية و الديمقراطية ليست نفس الشئ "فلا وجود للتطابق بين الطابع الديمقراطي لنظام ما مع درجة تمتع المواطنين داخله بالحُرية الفردية و معظم المفكرين كانوا يخشون من ما يسمى بإستبدادية الأغلبيه الناتج من العملية الديمقراطية ، كما ان الديمقراطية يمكن أن تكون إستبدادية و يمكن للملكية الدستورية ان تحترم الحرية الفردية ، لهذا كان بعض الليبراليين كما سأذكرهم كان حريصا على تقييد الديمقراطية لئلا تتعارض مع ليبراليته .فالحرية التي تعتبر المكون المقدس لليبراليين لا يريدون ان يقيدوها أو يخدشوها بأي شكل من الأشكال و إن كان يقتضي رفض الديمقراطية.لهذا قيدوها بالليبرالية فأسموها الديمقراطية الليبرالية.
و من الأدلة الواقعية كذلك و كما يقول الليبرالي الإنسي "الحقيقي" باسكال سالان "هى انه في بلد كفرنسا الذي يوصف بالبلد الديمقراطي الذي للا يتوفر مواطنوه إلا على قدر من الحرية الفردية و يمكن القول عن سويسرا أنها بلد أكثر ديمقراطية و أكثر إحتراما للحرية الفردية.بينما نجد بلدانا أخرى كهونغ كونغ و شيلي عرفت أنظمة غير ديمقراطية و مع ذلك وجد فيها قدر مرتفع نسبيا من الحرية الفردية،و عكس هذا نجد أن روسيا كانت بدون شك بلدا استبداديا "
و سأختم المحور الأول بذكر أقوال بعض المفكرين :
(1)يقول الليبرالي الانسي الحقيقي باسكال سالان "و يتضح من خلال ملاحظة بسيطة انه لا وجود فعلا لعلاقة "تلقائية" بين الديمقراطية و الحرية ".
المصدر: الليبرالية،باسكال سالان
(2)يقول الأب الروحي لليبراليين جون إستيوارت مل "مشكلة الحرية تطرح بإلحاح داخل الدولة الديمقراطية ،بقدر ما تزداد الحكومة ديمقراطية بقدر ما ينقص ضمان الحرية الفردية".
المصدر: عن الحرية،جون استيوارت مل.
(3)يقول ألكسى دو توكفيل الذي يعتبره البعض المرشد إلى الديمقراطية و الذي يعتبر كتابه هذا مرجع أساسي للديمقراطية " اني أُحب بكل شعوري الحرية و إحترام القانون و لكني لاأُحب الديمقراطية".
المصدر: الديمقراطية في أمريكا،ألكسى دو توكفيل.
(4)و يقول أخيرا الديمقراطي الشهير صامويل هنتنجتون"يمكن للديمقراطية أن تنتهك حرية الفرد و هو ما يحدث بالفعل"
المصدر : الموجة الثالثة التحول الديمقراطي في أواخر القرن العشرين،صامويل هنتنجتون.
Bookmarks