شغب: كسمات مطعوجة * يوسف غيشان

يحكى ان رجلا معه قطعة قماش ذهب الى خيّاط (هامل) ليفصّل منها بذلة، وبعد (اخذ القياس) سأل الرجل الخياط، متى يعود من اجل البروفة، فقال له الخياط:
- تعال بكره وخذ بذلتك جاهزة، هذول الخياطين الهردبشت الذي بوخذوا بروفة لانهم ما بعرفوا إيخيطوا شوال بدون بروفه.
عاد الرجل صباح اليوم التالي، واذا بذلته جاهزة، فارتداها للتجربة، ويا ليته ما فعل، فقد كان (الكم) الايمن اطول من الايسر بنصف متر، وعدد الازرار لا يتناسب مع عدد الفتحات، البنطلون مفتول، والسحّاب يكاد يكون افقيا، وفتحات البنطلون غير متقاربة والجيوب مفتوحة على بعضها.
نظر الرجل بيأس وخيبة الى الخياط، فما كان من الخياط الا ان حمل المقص و(جَحَرهُ) بنظرة صارمة وقال:
- ما فيه عندك مشكلة!! دخّل ايدك هاي شوي، و(مد) ايدك الثانية شوي، افكح رجلك اليمين واحجل على رجلك اليسار، اطعج رقبتك بتصير البذلة على قياسك تمام.
غُلِبَ الرجل على امره امام هذا الخياط المتشنج، وخرج الى الشارع على هذه الشاكلة، شاهده اثنان يمشيان في الشارع فقال الاول للثاني:
- شوف يا صاحبي كيف الزلمة ماشي مطعوج، غريب كيف ماشي بها الشكل؟!
فقال الثاني:
- معك حق، بس فعلا انه الخياط اللي فصّل هالبذلة على كسماته عبقري، كيف قدر يستوعب قيافته المطعوجة.
هكذا فعل الخياط الاميركي بالعراقيين المتعاملين معه!!!