الله المستعان و عليه التكلان،
انتم تعتقدون اذن انه يمكن ان يوجد كائن عاقل واعي عالم حكيم من دون ان يخلقه احد
و لا ترون في هذا اي شيء غريب او مضحك، بل هو عندكم بديهي جدا!
فلماذا تضحكون على الملحد اذن؟
او لنعرض الموضوع من زاوية اخرى.
انتم تقولون: من المستحيل ان يوجد الانسان و هو كائن عاقل واعي من دون سبب
و الملحد ايضا يقول نفس الشيء، و لكنه يستخدم نفس المنطق و نفس الفكرة لكي يقول: من المستحيل ان يكون المسبب الاول هو كائن عاقل واعي حكيم وجد من دون سبب!
الملحد التطوري يقول بتراكم الاسباب و لا يقول بالعشوائية.
فكل شيء معقد هو في الحقيقة مركب من اشياء ابسط،
ما نقوله هو استحالة استمرار سلسلة الاسباب الى مالانهاية، فبالنهاية سيكون هناك خالق ابدي ازلي هو المبدأ الاول... تسلسل الأسباب لا يمكن ان يستمر الى المالانهاية، لذلك انت لا تستطيع ان ترد بضاعتنا علينا فتقول الانسان هو الكائن الواعي من غير مسبب لان الفلاسفة حينما قالوا هذا لم يقصدوا ان الانسان (!!) هو المبدأ الاول! لانه:
1- مخلوق، انت لك تاريخ ولادة و المبدأ الاول ازلي.
2- سيموت، سيكون لك تاريخ وفاة و المبدأ الاول ابدي.
3- هو من خلق الكون و كل ماهو موجود، و الانسان لم يخلقه طبعًا!!
4- هم يتحدثون عن مبدأ اول ازلي ابدي خالق، و انت تقول الانسان و انت تقصد بها مليارات البشر!!
- لا اصدق اني اثبت ان الانسان ليس هو المبدأ الاول!! -
و لو غضضنا الطرف عن مسألة وجود الانسان لوهلة، فمن اين اتت كل تلك النجوم و المجرات و الحيوانات و الكواكب و كل ماهو حولك؟ هل هي اولية ايضًا؟ و الانسان حسب قولك انه نتيجة تراكمات عشوائية لها غاية (!!) فاذًا ليس هو من وُجد بلا موجد، و قبل ان تظهر الخلية الاعجوبة الاولى و قبل ان يوجد اول انسان...الكون ما كان حاله و من بدأه؟ ارأيت كم التناقضات و المشاكل؟
الفلاسفة الملاحدة كانوا اشطر منك، قالوا ان الكون ازلي و لم يقولوا ان الانسان كذلك و رد عليهم فلاسفة اخرون ان الكون حادث بأدلة ليس هذا محل بسطها، لكن العلم قال كلمته و اتى بالبج بانج التي اثبت ان للكون عمرًا اي انه ليس حادثًا و له نقطة بدء، و بالتالي نظريتهم تهاوت ولم يعد احدٌ يقولها،فاذًا, ما تقوله انت ناتج عن سوء فهم لما يقوله المؤمنون.
و لنترك الكون الايماني قليلاً و ندخل الكون الافتراضي الالحادي، انس ما يقوله المؤمنون و كلٌ كلامهم... نحن في كون لم تخبرنا بعد كيف وُجد، الانسان نتيجة تراكمات عشوائية و كل ماهو موجود هو المادة وحدها، لكن الانسان واعي و المادة غير واعية.. الانسان له ارادة و عالم المادة و العلم عالم الجبر.. فمن اين اتت الارادة و الوعي؟ كيف وُجِدت تلك الامور التي هو فوق المادة و لا يمكن تفسيرها تفسيرًا ماديًا بحتًا، تكلمت عن هذا هنا .
_
جزى الله الاستاذ ابو القاسم كلَ خير.
Bookmarks