لا اعرف ان كان هناك قانون يمنع اللادينيين من فتح المواضيع او سرد اسباب تركهم للاسلام.
بداية الامر في لبه هو كما قال اسامة درة عن نفسه: ان التنافر المعرفي بين ما اعتبره الحق و العدل و بين الاسلام وصل حدا لا يمكن معه التوفيق بينهما بأي شكل من الاشكال.
الموضوع اكبر من مجرد حد الردة - فقد وصلت الى مرحلة انكار السنة و لكن ذلك لم ينهي المشاكل، لأن المشكلة الكبرى هي في النص القرآني نفسه: عذاب النار.
الامر الثاني هو انني لم اعد اجد سببا يقنعني بعدم ترك الاسلام، فالسبب الوحيد لاسلامي هو ولادتي على الاسلام، و انا في الواقع غير مقتنع باكثر الافكار فيه، لا من ناحية التشريع و لا من ناحية العقيدة اللتي تطالبك بالايمان بشيء تحوم حوله الشكوك و الشبهات .. و الا واجهك العذاب الشديد! يبدو الامر و كأن هذا العذاب هو مجرد فزاعة لتخويف الناس لا اكثر.
كنت في السابق اقنع نفسي بالاعجاز العلمي و لكن ادعائات الاعجاز بدأت تسقط شيئا فشيئا حتى ايقنت ان العملية برمتها دجل.
كما ان القرآن نفسه لا يخلو من الاخطاء العلمية،
فالارض بحسب القرآن خلقت قبل السماء
و التفكير بحسب القرآن يحدث في القلب اللذي في الصدر! و ليس في الدماغ اللذي في الرأس.
و كل التصويرات الكونية في القرآن لا تخرج عن تصورات قوم بدائيين لا يعرفون شيئا عن حقيقة الوجود.
اما الاعجاز البلاغي فلم اكن مقتنعا به أبداً، حتى حين كنت مسلما.
و حين اقرأ القرآن استغرب من محتواه و اتسائل: هل هذا حقا كلام الله؟ ام انني افتري على الله؟
احدى المراحل اللتي مررت بها كانت شعورا عميقا بأن النص غير صالح للتطبيق في الواقع المعاش، و انه كلما حاول البعض تطبيقه نخرج بنتائج كارثية.
من اسباب ذلك ما حصل في العراق مثلا، فإن الحل الوحيد بحسب ما رأيت لمشكلة العراق هو ان يتفق الناس على مبادئ عامة: الحرية و العدالة و المساواة. للجميع و ليس لفئة دون اخرى! يعني لا يأتي واحد و يقول ان الطائفة الفلانية طائفة شريرة و يجب ان نحاربها! ولا ياتي واحد و يقول الطائفة الفلانية ليس لها الحق في كذا او كذا!
و فيما يبدو ان الدين يقف حجر عثرة امام تنفيذ حل كهذا، لان هذا الحل هو العلمانية بعينها، و اللتي يرفضها الدين.
هذه مجمل الاسباب باختصار سريع.
Bookmarks