حِوار أقل مايُوصف بهِ أنّهُ مؤسِف من طرفِك يادكتورة الفلسفة !!!
تناقُضاتِك وأُسلوبِك اللاحِواري مُزعِج صراحةً , أغاليط منطقيّة قد نصبِر عليها ونتقبّلها من قارئ في الفلسفة ( متل حكايتي ) إنّما من يدّعي أكاديميّة تصِل إلى " الدكتوراة " فهذا غير مقبول بِالمرّة !!!
تتحدّثين بِصيغة الإفحام ولاتُفرّقين بيننا وبينَ الأشاعِرة الذي قد يكون قولِك هذا في نوادِيهم مقبولاً نوعاً ما ومن ثمّ قابِل للحوار والنقض ! إنما إلزامنا بما ننقُضهُ أصلاً فهذا شيئ مُستهجن ممن ناظرَ كل الفِرق التي أشرتِ إليها !!!!
تغافلتِ عن إثبات العَرش قبلَ النقش وتحملينَ لقباً يحتاج إلى تبيان نواقِض ماجعلكِ تتسمينَ بهِ وهذا خطأ منهجي سيجعلكِ ومحاوركِ تدورون في دائِرة مغلقَة تختمين مغالطاتِك فيها كل مرّة بقولك ( أترك الحكم للقارئ ) !! نعم ياسيدتي القارئ حكمَ وانتهى الأمر بِالفعل !
ثمّ تلزميننا بما لانلتِزمهُ جهلاً منكِ بمقتضى أقوالنا واعتقاداتنا ولو سألتِ لعرفتِ يادكتورة , إمّا أنّكِ تعلمين وتلفين من ملفّات لاتنبغي فهذا ليسَ ظنّنا فيكِ عموماً فلتُثبتي العكس !
ونحنُ نقول أنّ الإرَادَة هيَ صِفة تخصص أمراً لِحصولهِ ووُجودِه , مستقين تعريفنَا من قوله تعالى ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) !الإرادة هي قصد إلى الشيء ولا تعرف إلا بمقصودها
لم نقُل , وليسَ لازِم كلامنا ولا أصل إعتقادنا أنّ أعيَان المخلوقات وأفرادها قديم ! لافي الذّهن يا " دكتورة " ولاخارِجه , إنما مالم تعيهِ ولم تُفرّقي فيه بيننا وبين غيرِنا وكأنّهُ كلام مَحفوظ يُلقى على عَواهِنهِ في كل حوار مع التغافُل عن إعتقاد من تُحاورين فوضعتِ البيض كلّه في سلّة واحدة وجعلتِ قولكِ عام للجميع وهذا خلط وتغافل مبني إمّا على جهل أو قَصد للتشويش بفرض أنّ طرحكِ هو ذات إعتقادنا ! مانقوله يادكتورة ليسَ كما تفضّلتِ ولايلزم أزليّة العَالم بِحال , بل نقول أنّ كل فرد مِن أَعيان المَخلوقات وأَفرداها هوَ مسبوق بفرد قبلُه إلى غيرِ بِداية يُمكن أن يحصُرها العَد والحِساب ، وأنّ كل فَرد منها حادِث , فَكُل فَرد مِنها مَلحوُق بِفرد آخر يأتي بَعدهُ بِلا نهاية ، والآحَاد كلُّها لها ابتِداء وانتِهاء ، سَواء السّابق منها أو اللّاحِق , ولفتُّ نظَرِك سَابِقاً لِلتفريق بينها وبينَ النّوع الذي هوَ مُستمِرٌ أزلاً وأبداً بلا ابتداء ولا انتهاء..!!فالقول بإرادة أزليه يعني بلا شك عالم أزلي
ومِنها بِالطبع " الزّمان " , وأجزاؤهُ يا " دكتورة !" فَهيَ بِذات الكَيفيّة تتَعاقَب في الوُجود شيئاً بعدَ شَيء لا إِلى نِهاية مع امتدادها كذلِك في جَانِب الأزل بِلاَ بِدايَة , هل تَعلمينَ شَيئاً عن زمن بلانك ..؟؟! فَقبلَ زمَن بلانك يا " دكتورة !" لم يكُن هناكَ زمان !..وَالزمان والمكَان مخلوقَان مِن مخلوقَاتِ الله ! فلازِم قولِكِ هذا الّلا عِلمي أنّكِ تعلمينَ يقيناً الأحداث والحَوادِث قبلَ بلانك وهذا مالم يستطِع العِلم الجزم بِما تقولينهُ فيما قبلَ بلانك ( وَهوَ اقصى حُدود العلم التجريبى ) !
فكيفَ تُعطّلينَ إستناداً على مجهول ..؟؟
بل أفضّل حالاتِك بهَذا المَنطِق أن تُغيّري لقبَك واعتقادِك إلى " لا أدريّة " فهذا أكثر إنصافاً , أمام من يَقرأ طرحك هذا , وأنسَب لِمن لايَعلم يقيناً حقيقة مايُجادِل فيه !!
سؤال أحمر آخر :
هل تتمتعينَ بإرادَة حرّة قادِرة أم لا..؟
إن قُلتِ " لا " , صحّ لنا كلامِك ! وإن قُلتِ نعَم _ وهوَ المعلوم _ فإلى من تنسبينهَا يا " دكتورة!"..؟
فَنِظام ميكانيكي مُتسلسل العِلل إلى مالانِهايَة , من المُستحيل منطقيّاً أن يظهَر وسطهُ _النِظام الحَتمي _كائِن يَتمتّع بإِرادة حرّه مثلَ الإِنسان , ولِكي تَبحثي عَن مَصدر هذِه الإرادة الحرة لديكِ وحرّيتك لا يُمكن أن تأتى إلاّ من ما هوَ حُر مِثلك ! أليسَ كذلِك يا " دكتورة " ..؟ والحُر كما تَعلمينَ مُختاراً , حُرّاً في إختِيار الفِعل أو إختِيار الإِمتناع عن الفعل , فالإمتناع عن الفِعل أيضاً إرادة يَادُكتورة !! أليسَ كذلِك ؟؟
والله سُبحانه وتعالى فعّال لِما يُريد ..لهُ الإرَادة الكامِله ..ولهُ الحريّة فى خلقِ ما يَشاء وقت ما يَشاء سبحانه وتعالى عن كل تخريف وَسفسطة !!!
Bookmarks