< 28 >
الناقض الخامس [ من نواقض الإسلام ]
من أبغض شيئا مما جاء به الرسول
صلى الله عليه وسلم.
المراد بهذا الناقض:
بغض وكراهية الحق من صفات الكفار،
كما قال تعالى:
{بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقّ
وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقّ كَارِهُون}
[المؤمنون: من الآية70] ،
وهو أيضا من صفات المنافقين
الذين قال الله عز وجل عنهم:
{وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون}
[التوبة: من الآية 54] .
فمن أبغض وكره ما شرعه الله عز وجل،
أو أبغض وكره التكاليف الشرعية
-من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها-
وتمنى أن الله لم يكلف بها؛
فهذا لا شك في كفره؛
لأن في صنيعه تركا للقبول والانقياد والتسليم
التي تقدم الحديث عن أنها
من شروط لا إله إلا الله ( 1 ).
ولذلك كفَّر العلماء من اتصف بهذه الصفة،
وقالوا:
"تكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام،
والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع" ( 2 ).
من الأدلة على هذا الناقض:
1- قول الله عز وجل:
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}
[محمد: 9] ؛
فهؤلاء، كرهوا ما أنزل الله من القرآن
-وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم-
فلم يقبلوه،
بل أبغضوه، ورفضوه
فأحبط الله أعمالهم،
والأعمال لا تحبط إلا بالكفر الذي يناقض الإيمان.
2- قول الله عز وجل:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[النور: من الآية63] .
ولا ريب أن من أبغض ما جاء به رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مخالف لأمره عليه الصلاة والسلام.
3- قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما:
"من ترك السنة كفر" ( 3 )،
وقوله
محمول على الترك مع البغض والجحود،
أو على ترك منهج النبي صلى الله عليه وسلم
وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها ( 4 ).
```````````````````
1 - انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام للقحطاني ص69.
2 - الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص522.
3 - ذكره ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص123.
4 - انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص68-69.
Bookmarks