المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
**************
[ 118 ]
التوسل المشروع:
ما كان بدعائه
صلى الله عليه وسلم حال حياته،
لا كما فهم
من خالف قوله الكتاب والسنة:
أنه توسل بالشخص أو الذات أو الجاه،
لا بالدعاء،
فأحدثوا عبادة
لم ترد في النصوص الشرعية،
فسُمي ما أحدثوه بدعة،
وأُطلق على التوسل الذي أحدثوه:
"التوسل البدعي".
وقد تمسك هؤلاء بأدلة
من تأملها وجد أنها حجة عليهم، لا لهم.
ومن هذه:
حديث استسقاء عمر بالعباس،
وقد تقدم أنه نص في أن التوسل بدعاء الشخص،
يكون حال حياته، لا بعد مماته،
بدليل عدول الصحابة رضي الله عنه،
وهم أفضل الأمة
عن التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته
إلى التوسل بعمه العباس رضي الله عنه ( 1 ).
``````````````````ومنها
حديث الأعمى الذي سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن يدعو الله له أن يعافيه،
فعلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به
بعد أن يتوضأ ويصلي ركعتين
-كوسيلة بين يدي الدعاء ( 2 ).
وهذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي
صلى الله عليه وسلم،
ودلائل نبوته، ودعائه المستجاب،
وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق؛
فإنه صلى الله عليه وسلم بدعائه لهذا الأعمى،
رد الله عز وجل عليه بصره،
لا بتوسل الأعمى بذاته صلى الله عليه وسلم وجاهه.
ولو كان السر في دعاء الأعمى وحده وتوسله
بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه دون دعائه؛
لكان كل من دعا بهذا الدعاء من العميان مخلصا،
يعافى من وقته أو بعد حين.
1- انظر ما تقدم في هذه الصفحة والتي قبلها.
وانظر كتاب التوسل حكمه وأقسامه ص45-57.
2- أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 138.
والترمذي في جامعه، كتاب الدعوات، باب 119، وقال: حسن صحيح غريب،
والحاكم في المستدرك 1/ 519، وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
Bookmarks