صفحة 18 من 26 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 256 إلى 270 من 384

الموضوع: أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه

  1. #256

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************



    < 59 >


    يقع الشرك في النوع الثاني؛
    دعاء المسألة والطلب،
    إذا كان المدعو ميتا،

    أو كان السؤال في شيء
    لا يقدر عليه إلا الله عز وجل؛

    فلو "كان المدعو حيا قادرا
    على ذلك فليس بشرك؛
    كقولك:

    اسقني ماء لمن يستطيع ذلك ( 1 ).


    أما إن كان المدعو ميتا،
    فإن دعاءه شرك مخرج عن الملة ( 2 ).



    ```````````````````
    1 - فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص398.

    2 - المرجع نفسه ص399.


  2. #257

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 60 ]


    على هذا يقال:
    ليس دعاء المسألة والطلب كله شركا؛
    بل دعاء الإنسان لغيره
    ينقسم إلى ثلاثة أقسام
    ( 1 ):

    الأول:

    أن يدعو مخلوقا بأمر من الأمور
    التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة؛
    كسؤال الفقير.
    فهذا جائز.



    والثاني:

    أن تدعو مخلوقًا مطلقا
    -سواء كان حيا أو ميتا-
    فيما لا يقدر عليه إلا الله؛

    مثل:
    يا فلان! اجعل ما في بطن امرأتي ذكرا؛
    فهذا شرك أكبر؛

    لأن هذا من
    فعل الله عز وجل
    الذي لا يستطيعه البشر،
    ولا يقدرون عليه.



    والثالث:

    أن تدعو مخلوقًا
    لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة؛
    كدعاء الأموات؛
    فهذا شرك أكبر أيضا؛
    لأن هذا لا يقدر عليه المدعو.

    ولا يقع مثل هذا النوع من الدعاء
    إلا إذا اعتقد الداعي في المدعو شيئا سريا
    يدبر به الأمور.



    ```````````````````
    1- فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص393.

  3. #258

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 61 ]






    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:
    ثانيا:
    شرك الشفاعة


    هذا اللون من الشرك
    نتيجة لازمة لشرك العبادة
    -أحد نوعي شرك الدعاء؛

    فمن صرف شيئا من العبادة لغير الله عز وجل؛
    فهو إنما يفعل ذلك
    كي يشفع له هذا الغير عند الله عز وجل،
    في التجاوز عن الذنوب والسيئات،
    أو في تحقيق الآمال، ونيل الرغبات،
    ظنًا منه أن الأصنام،
    أو الأولياء،
    أو غيرهم يملكون الشفاعة.



    كيف يقع شرك الشفاعة ؟

    يقع هذا الشرك
    إذا اتخذ العبد من دون الله أندادًا،
    فصرف لهم نوعا من أنواع العبادة،
    أو كلها،

    وتوجه بهم، وتقرَّب بعبادتهم إلى الله،
    زاعمًا أن معبوداته هذه
    تشفع له عند الله،
    وتقرّبه منه زلفى.



  4. #259

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 62 ]




    من أدلة شرك الشفاعة:

    1- قول الله عز وجل:
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
    وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ

    قُلْ أَتُنَبّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ
    وَلا فِي الْأَرْضِ
    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
    عَمَّا يُشْرِكُونَ}

    [يونس: 18] ؛

    فحَكَمَ الله عز وجل بالشرك
    على من عَبَد الشفعاء،
    أو دعاهم بقصد الشفاعة ( 1 ).


    2- قول الله عز وجل:

    { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
    قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا
    وَلا يَعْقِلُونَ،

    قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا
    لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

    [الزمر: 43-44] ؛

    فنفى سبحانه وتعالى
    أن تشفع لهم هذه الأنداد عند الله،
    وأخبر أن الشفاعة لله وحده؛
    فلا يشفع أحد عنده
    إلا بإذنه.


    3- قول الله عز وجل:

    { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ

    لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ

    وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ

    وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ }

    [سبأ: 22] ؛

    فقطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون قطعا؛

    لأن المشرك إنما يتخذ معبوده
    لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع.

    والنفع لا يكون إلا ممن فيه
    خصلة من هذه الأربع:

    إما مالك لما يريد عابده منه؛

    فإن لم يكن مالكا،
    كان شريكا للمالك،

    فإن لم يكن شريكا له،
    كان معينا له وظهيرا،

    فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا،
    كان شفيعا عنده؛

    فنفى سبحانه المراتب الأربع
    نفيا مرتبا منتقلا من الأعلى إلى ما دونه؛

    فنفى الملك،
    والشركة،
    والمظاهرة،
    والشفاعة التي يظنها المشرك،

    وأثبت شفاعة
    لا نصيب فيها لمشرك
    ،

    وهي الشفاعة بإذنه ( 2 )

    ``````````````````
    1- انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص276.

    2- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 372.
    وانظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص285.


  5. #260

    افتراضي


    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 63 ]




    ما هي الشفاعة التي يقبلها الله عز وجل؟

    الشفاعة التي تقدمت هي الشفاعة الشركية
    التي في قلوب المشركين
    المتخذين من دون الله شفعاء،
    وهي التي نفاها الله عز وجل.

    ولكنه سبحانه لم ينف الشفاعة مطلقا؛
    بل أخبر ان هناك شفاعة مقبولة عنده؛
    وهي الشفاعة الصادرة
    عن إذنه، لمن وحدّه؛

    فالشفاعة التي يقبلها عز وجل
    هي التي جمعت شرطين:

    أحدهما:
    إذنه سبحانه وتعالى بالشفاعة؛
    لأن الشفاعة كلها له وحده،

    كما قال:
    {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}

    [الزمر: 44] ،

    وقال:
    {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
    إِلَّا بِإِذْنِهِ}

    [البقرة: 255] ؛

    فلا يشفع أحد؛
    لا ملك مقرب،
    ولا نبي مرسل
    إلا بإذنه عز وجل.



    والشرط الثاني:

    أن يرضى سبحانه وتعالى عن المشفوع فيه.
    وهذا يتطلب أن يكون من أهل التوحيد
    الذين لم يتخذوا من دون الله شفعاء،

    كما قال سبحانه:
    {ولا يشفعون الا لمن ارتضى}

    [الأنبياء: 28] ،

    وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "أسعد الناس بشفاعتي
    من قال لا إله إلا الله
    خالصا من قلبه" ( 1 )؛

    فشفاعته صلى الله عليه وسلم
    -بعد إذن الله عز وجل له بها-
    لا ينالها إلا
    أهل التوحيد الخالص،

    وهذا عكس ما عند المشركين
    الذين زعموا أن الشفاعة تنال
    باتخاذهم أولياءهم شفعاء،
    وعبادتهم وموالاتهم من دون الله ( 2 ).

    ```````````````````
    1 - تقدم تخريجه ص74 من هذا الكتاب.

    2 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 396-370.


  6. #261

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 64 ]




    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    ثالثا:
    شرك النية والإرادة والقصد

    أولا:
    المراد بهذا النوع

    هو أن ينوي العبد ويريد ويقصد بعمله
    جملة وتفصيلا غير الله عز وجل.

    أو هو العمل الصالح للدنيا فقط.
    أو هو الذي يعمل العمل من غير إيمان،
    أو كان غرضه وهدفه الحياة الدنيا فقط ( 1 )؛

    فمن كان غرضه الدنيا لا غير،
    لا يريد إلا إياها،
    ولا يحب ولا يبغض إلا من أجلها،
    ولا يوالي ولا يعادي إلا عليها؛
    فليس له في الدنيا إلا ما قُدّر له
    وهو في الآخرة من أهل النار.




    ثانيا:
    دليل هذا النوع

    يدل على هذا النوع قول الله عز وجل:

    {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
    نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
    وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ،
    أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
    إِلَّا النَّارُ
    وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
    وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

    [هود: 15-16] ؛

    فهؤلاء لم يعملوا إلا للحياة الدنيا وزينتها فقط؛
    فليس لهم في الآخرة ثواب؛
    لأنهم لم يريدوا بعملهم الآخرة،
    وإنما أرادوا الدنيا ( 2 ).


    ```````````````````````
    1- انظر: تجريد التوحيد للمقريزي ص67.
    وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص537.



    2- انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
    للشيخ سليمان بن عبد الله ص535.

    وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص540.



  7. #262

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 65 ]






    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    ثالثا:
    شرك النية والإرادة والقصد

    أولا:
    المراد بهذا النوع

    هو أن ينوي العبد ويريد ويقصد بعمله
    جملة وتفصيلا غير الله عز وجل.

    أو هو العمل الصالح للدنيا فقط.
    أو هو الذي يعمل العمل من غير إيمان،
    أو كان غرضه وهدفه الحياة الدنيا فقط ( 1 )؛

    فمن كان غرضه الدنيا لا غير،
    لا يريد إلا إياها،
    ولا يحب ولا يبغض إلا من أجلها،
    ولا يوالي ولا يعادي إلا عليها؛
    فليس له في الدنيا إلا ما قُدّر له
    وهو في الآخرة من أهل النار.




    ثانيا:
    دليل هذا النوع

    يدل على هذا النوع قول الله عز وجل:

    {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
    نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
    وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ،
    أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
    إِلَّا النَّارُ
    وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
    وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

    [هود: 15-16] ؛

    فهؤلاء لم يعملوا إلا للحياة الدنيا وزينتها فقط؛
    فليس لهم في الآخرة ثواب؛
    لأنهم لم يريدوا بعملهم الآخرة،
    وإنما أرادوا الدنيا ( 2 ).




    ```````````````````````
    1- انظر: تجريد التوحيد للمقريزي ص67.
    وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص537.



    2- انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
    للشيخ سليمان بن عبد الله ص535.

    وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص540.





  8. #263

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 65 ]



    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    رابعا:

    شرك الطاعة

    تمهيد:

    سبق أن ذكرنا أن توحيد الألوهية يعني:
    إفراد الله عز وجل بالعبادة
    ( 1 ).

    ومن العبادة:
    الخضوع له عز وجل في الحكم ،
    وتنفيذ أوامره ظاهرا وباطنا
    ( 2 )،

    كما قال سبحانه:

    {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ
    أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ

    ذَلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ
    وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
    }

    [يوسف: 40] ؛

    فالحكم حق له.




    ولا يتم الإيمان
    إلا بتحكيم
    شرع الله سبحانه وتعالى،

    كما قال:

    {فَلا وَرَبّكَ لا يُؤْمِنُونَ
    حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
    ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
    وَيُسَلّمُوا تَسْلِيمًا}

    [النساء: 65] .


    ```````````````````````
    1- انظر ص59 من هذا الكتاب.
    2 - أضواء البيان للشنقيطي 1/ 396-397.


  9. #264

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 66 ]



    أولا:
    تعريفه

    يُعرَّف شرك الطاعة بأنه:

    مساواة غير الله بالله في التشريع والحكم ( 1 ).
    أو طاعة العلماء والأمراء في المعصية،
    مع استحلال ذلك ( 2 )؛

    فكل من أطاع مخلوقا في تحريم الحلال،
    أو تحليل الحرام؛
    فهو مشرك شرك طاعة.



    يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:

    إن الذين يتبعون القوانين الوضعية
    التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه
    مخالفة لما شرعه الله جل وعلا
    على ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم،
    أنه لا يشك في كفرهم وشركهم
    إلا من طمس الله بصيرته،
    وأعماه عن نور الوحي مثلهم ( 3 ).






    ````````````````````
    1 - انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص155.

    2 - انظر: فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص553.
    وبيان الشرك ووسائله عند علماء الحنابلة للخميس ص15.


    3 - أضواء البيان للشنقيطي 4/ 83-84.

  10. #265

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 67 ]





    ثانيا:
    من أدلة [
    شرك الطاعة ]
    يدل لهذا النوع أدلة كثيرة؛
    منها:

    1- قول الله عز وجل:

    {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

    وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ

    وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا

    لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
    سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
    }

    [التوبة: 31] ؛

    فهؤلاء اتخذوا علماءهم، ومشايخهم وقراءهم

    سادة لهم من دون الله،

    يطيعونهم في معاصي الله،

    فيحلون ما أحلوه لهم مما قد حرمه الله عليهم،

    ويحرمون ما يحرمونه عليهم، مما قد أحله الله لهم
    ( 1 ).




    2- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه
    أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقرأ هذه الآية:

    {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
    أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}

    [التوبة: 31] ؛

    فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
    إنا لسنا نعبدهم!

    قال صلى الله عليه وسلم:
    "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه،
    ويحلون ما حرم الله فتحلونه"؟

    قال عدي:
    بلى.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " فتلك عبادتهم " ( 2 ).



    3- قول الله عز وجل:

    {فَلا وَرَبّكَ لا يُؤْمِنُونَ
    حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
    ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
    وَيُسَلّمُوا تَسْلِيمًا}

    [النساء: 65] ؛

    فنفى عز وجل الإيمان
    عن المعرضين عن الاحتكام إلى شرعه،
    وأقسم بنفسه سبحانه وتعالى
    أنه لن يؤمن أحد حتى يحكم بما جاء به الرسول
    صلى الله عليه وسلم،
    وحتى ينتفي عن صدره الضيق والحرج من ذلك.
    ( 3 ).







    ```````````````````
    1 - انظر جامع البيان للطبري 6/ 354.



    2 - أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح، كتاب التفسير،
    باب: ومن سورة التوبة.
    وحسَّنه.




    3 - انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
    للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص567.

  11. #266

    افتراضي


    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 68 ]




    ثالثا:
    من الأمثلة على [ شرك الطاعة ]

    1- الطاعة في تحكيم القوانين الوضعية
    بدلا من الشريعة الإسلامية،
    والاحتكام إليها.

    2- الطاعة في تحليل ما عُلم تحريمه
    من دين الإسلام بالضرورة؛
    مثل الربا، والزنا، والتبرج، والسفور، والقمار،
    ونحو ذلك من سائر المعاملات المنصوص على تحريمها،
    ولا مجال للاجتهاد فيها.

    3- الطاعة في تحريم ما أحل الله وأباحه؛
    مثل أكل اللحوم، وتعدد الزوجات،
    والملكية الفردية،
    وغير ذلك.

    وعن هذه الأمثلة
    يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله:

    الحلال هو ما أحله الله،
    والحرام هو ما حرمه الله،
    والدين هو ما شرعه الله؛
    فكل تشريــع من غيره باطل،

    والعمل به بدل تشريع الله
    - عند من يعتقد أنه مثله، أو خير منه
    كفر بواح،
    لا نزاع فيه" ( 1 ).

    خاتمة لهذا النوع:

    علماء الأمة الإسلامية اتفقوا
    على أن
    الحكم لله عز وجل وحده ؛
    لأنه المالك للخلق وحده ؛
    فله الحكم والأمر فيهم بما شاء.

    يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله:

    "أما استحقاق نفوذ الحكم؛
    فليس إلا لمن له الخلق والأمر.
    فإنما النافذ حكم المالك على مملوكه،
    ولا مالك إلا الخالق عز وجل،
    فلا حكم ولا أمر إلا له.

    أما النبي صلى الله عليه وسلم، والسلطان،
    والسيد، والأب، والزوج،
    فإذا أمروا وأوجبوا، لم يجب شيء بإيجابهم،
    بل بإيجاب الله تعالى طاعتهم؛
    لولا ذلك لكان كل مخلوق أوجب على غيره شيئا،
    كان للموجب عليه أن يقلب عليه الإيجاب؛
    إذا ليس أحدهما أولى من الآخر.

    فإذًا:
    الواجب طاعة الله تعالى ،
    وطاعة من أوجب الله طاعته
    ( 2 ).





    ````````````````````
    1- أضواء البيان للشنقيطي 7/ 162.

    2- المستصفى لأبي حامد الغزالي 1/ 83.

  12. #267

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 69 ]



    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:

    خامسا:
    شرك المحبة
    تمهيد:

    سبق أن ذكرنا أن العبادة تقوم على ثلاثة أركان،
    أحدها المحبة
    ( 1 ).
    وهي محبة العبودية
    التي تستلزم الذل لله،
    والخضوع له،
    وتعظيمه،
    و طاعته،
    وإيثاره على غيره عز وجل.




    وهذه المحبة هي المحبة الواجبة؛
    إذ المحبة ثلاثة أنواع:

    أولا: أنواع المحبة:
    المحبة ثلاثة أنواع:

    1- محبة واجبة:

    وهي التي سبقت الإشارة إليها؛
    محبة طاعة الله، والانقياد له ( 2 )؛

    وهي محبة العبودية
    المستلزمة للذل والخضوع،
    وكمال الطاعة،
    وإيثار المحبوب على غيره؛
    فهذه المحبة خالصة لله،
    لا يجوز أن يُشرك معه فيها أحد
    ( 3 ).



    2- محبة محرمة، أو شركية:

    وهي صرف تلك المحبة الواجبة لله عز وجل،
    إلى غيره؛

    فمن أحب غير الله
    حب ذل وخضوع،
    فقدم طاعته على طاعة الله،
    وآثر محابه على محاب الله،
    فقد جعله ندا لله.

    وعنها يقول شيخ الإسلام
    محمد بن عبد الوهاب رحـمه الله:

    إن من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله،
    فهو الشرك الأكبر
    ( 4 ).

    وهذه المحبة: قليلها وكثيرها
    ينافي محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
    ( 5 ).



    3- محبة طبيعية، أو جِبلية:

    وهذه مباحة،
    ما لم تصل إلى تعظيم المحبوب إلى الحد
    الذي لا يليق إلا بالله عز وجل.

    ومن أمثلة هذه المحبة:
    حب الإنسان لوطنه، والوالد لولده،
    والزوج لزوجه، وذي المال لماله، وغير ذلك.

    وعنها يقول مولانا عز وجل:

    {زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
    وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
    وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ
    ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
    وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}

    [آل عمران: 14] .






    ````````````````````
    1- انظر ص97 من هذا الكتاب.

    2- انظر: الوسيط في تفسير القرآن للواحدي 1/ 136.
    والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للفوزان ص74.

    3 - الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان ص74.




    4- انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
    للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص487.

    5 - انظر المرجع نفسه ص478.




  13. #268

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 70 ]



    ثانيا:
    كيف يقع الشرك في المحبة؟


    تقدم أن الإنسان إذا صرف المحبة الواجبة لله سبحانه وتعالى،
    لغير الله عز وجل،
    فقد أشرك في المحبة.




    ثالثا:
    دليل هذا النوع:

    من الأدلة على هذا النوع:

    قول الله تعالى:

    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ اللَّهِ
    وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}

    [البقرة: من الآية 165] .

    وقد تقدم معناها ( 1 ).


    ``````````````````
    1 - انظر ص75 من هذا الكتاب.





  14. #269

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 71 ]



    شبهة والرد عليها:

    يعترض بعض الواقعين في هذا النوع من الشرك:
    بأنهم يحبون الله حبا شديدا،
    ربما أشد من حبهم لأندادهم ،
    فأين الشرك في ذلك؟.

    وعلى شبهتهم هذه
    رد العلامة ابن القيم رحـمه الله بقوله:

    وترى المشرك يكذّب حاله وعمله قوله؛

    فإنه يقول:

    لا نحبهم كحب الله، ولا نسويهم بالله،
    ثم يغضب لهم ولحرماتهم إذا انتهكت
    أعظم مما يغضب لله،
    ويستبشر بذكرهم، ويتبشبش به،
    سيما إذا ذكر عنهم
    ما ليس فيهم؛
    من إغاثة اللهفان،
    وكشف الكربات،
    وقضاء الحاجات،
    وأنهم الباب بين الله وبين عباده؛

    فإنك ترى المشرك يفرح ،
    ويُسر، ويحن قلبه،

    وتهيج منه لواعج
    التعظيم والخضوع لهم والموالاة،

    وإذا ذكرت له الله وحده،
    وجرّدت توحيده
    ،
    لحقته وحشة، وضيق، وحرج ،
    ورماك بنقص الإلهية التي له،
    وربما عاداك ( 1 ).

    `````````````````
    1- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 371.

  15. #270

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

    **************

    [ 72 ]



    من أنواع الشرك في الألوهية والتعبد:
    سادسًا:

    شرك الخوف

    تمهيد:

    سبق أن ذكرنا أن العبادة تقوم على ثلاثة أركان،
    أحدها الخوف ( 1 ).

    وهو عبودية القلب التي لا يجوز تعلقها
    بغير الله عز وجل؛

    فيخاف العبد مولاه سبحانه وتعالى
    أن يصيبه بما يشاء
    من العقوبات، والمصائب، والأوصاف؛

    ويخاف مما توعد به العصاة في الآخرة
    من النكال والعذاب.

    وهذا هو
    الخوف الواجب صرفه لله عز وجل،
    ولا يجوز أن يُصرف لكائن من كان
    سوى الله جل جلاله.

    ```````````````````
    1 - انظر ص97، 100 من هذا الكتاب.


صفحة 18 من 26 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الشيخ عبد الله العجيري يمدح منتدى التوحيد
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-28-2014, 10:26 PM
  2. لماذا يفرض الصوفية طاعة الشيخ؟!! / للشيخ لطف الله خوجه
    بواسطة أبو فراس السليماني في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-23-2014, 12:40 AM
  3. ما هو ابن عربي؟! / للشيخ لطف الله خوجه
    بواسطة أبو فراس السليماني في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-05-2013, 10:18 AM
  4. أشتاق الى الله ... بقلم الشيخ هانى حلمى
    بواسطة طالبه علم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-21-2008, 03:20 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء