جزا الله خيرا ًالأخوة والأخوات على إضافتهم المنوعة -
خاصة ًتلك التي من المغرب والجزائر - ..
ووالله هذا الموضوع هنا أعده لأن يكون
واحة ًلي أو لغيري عندما يريد أن
يغسل أذنيه وفؤاده من تعب الحياة
والروح والجسد :
أن يأتي إلى هنا
لينعم ببعض السكينة والطمأنينة بذكر الله : ليشحن نفسه من جديد لعناء الحياة ..
وعن نفسي :
فسيمكنني سماع القرآن أثناء تلويني للمواضيع وخصوصا ًالكبيرة ...
حيث ساعتها : لا يتطلب مني التلوين أي تفكير -
أو قليل تفكير - :
بعكس ما لو كنت أكتب مثلا ً: فلا أستطيع التركيز في شيئين في وقت واحد ...
وإني لأتعجب ممَن يسمعون القرآن ولا يركزون معه ...!
فلا أستطيع النوم مثلا ًإذا كان بجواري صوت قرآن في إذاعة أو كمبيوتر إلخ ...
لأني لا أستطيع إلا أن أركز معه ومع معاني كلماته ... سبحان الله ..!
وشكر خاص للأخ
حسام الصقر على ما أتحفنا به من لطائف ما شاء الله ...
ويا ريت لو يضع -
أو يضع الأخوة - هنا مثل هذه المواضيع أو حتى روابطها في المواقع الأخرى :
لتصير مرجعا ًيمكن تجميعه والرجوع إليه فيما بعد لمَن يريد ...
ولي تجربة سابقة أنا أيضا ًفي نفس الصدد ..
حيث قمت بتجميع موضوع مثل هذا من قبل .. هنا :
هل تذوقت بلاغة القرآن من قبل ؟ :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...-%DE%C8%E1-%BF
كما وجدت الآن أحد المواضيع أيضا ًوالذي نقل صاحبه عددا ًمن
النقولات المفيدة من كتاب :
من بلاغة القرآن .. تأليف
أحمد أحمد بدوي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DE%D1%C2%E4
والحقيقة إخواني ...
الكلام في الإعجاز البلاغي والبياني في القرآن كثير ما شاء الله ...
ولكن هناك
إعجاز آخر مرتبط به قلما ينتبه إليه أحد -
رغم ظهور بعض الأبحاث القليلة فيه في السنوات الأخيرة - ألا وهو :
إعجاز الرسم المصحفي !!!!..
مثال :
"
سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " .. "
ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ً" ..
"
فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " ..
"
وداود ذا الأيد إنه أواب " .. "
والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون " ..
-------------
وأما آخر مثال عجيب في إعجاز الرسم المصحفي (
وهو أوضحهم في ذلك النوع من الإعجاز في رأيي) :
فهو أنك إذا تأملت في كلمة (
إبراهيم) في المصحف :
تجدها وقد تمت كتابتها في سورة البقرة لوحدها هكذا : (
إبراهم) بغير ياء ..
وأما في باقي مواضعها من سور القرآن الكريم : فتمت كتابتها هكذا : (
إبراهيم) بياء ...!
وأرجو الحذر هنا من نسخ القرآن التي خرجت عن الرسم المصحفي (
بعض نسخ مواقع القرآن والبحث) : حيث اختاروا رسم الكلمات القرآنية كما يتم نطقها
ليسهل البحث عنها بالكمبيوتر .. أقول : أرجو البحث
في المصحف نفسه : أو مصدر إنترنتي موثوق في
الإلتزام بالرسم المصحفي مثل القرآن فلاش أو غيره ..
المهم ....
ما السر في كتابة اسم (
إبراهيم) عليه السلام في كل سور القرآن بالياء : وفي سورة البقرة بمفردها بغير ياء هكذا (
إبراهم) ؟؟!!..
إن الباحث في العهد القديم (
ما يمثل التوراة) عند اليهود والنصارى ..
يجد بالفعل أن إبراهيم عليه السلام كان اسمه : (
إبرام) !!!!..
ثم لما امتحنه الله تعالى بسائر الامتحانات والابتلاءات الإيمانية العالية (
وعلى رأسها أمره بقتل ولده الوحيد إسماعيل عليه السلام الذي أنجبه على كبر) : لما امتحنه الله تعالى بكل ذلك :
فأتم إبرام الإجابة والامتثال والتسليم : بشره بأنه سيكون أمة كبيرة من البشر والمؤمنين ...
ولذلك سيُغير الله تعالى اسمه إلى : إبراهيم !!!!.. (
حيث النهاية أو اللاحقة " يم " هي للتكثير والتعظيم) ..
ولنقرأ معا ًهذا الموقف من العهد القديم : ومن سفر التكوين :
------------
تك 16: 15 فولدت هاجر
لابرام ابنا.ودعا
ابرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر اسماعيل.
تك 16: 16 وكان
ابرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر اسماعيل
لابرام
تك 17: 1 ولما كان
ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب
لابرام وقال له انا الله القدير.سر امامي وكن كاملا.
تك 17: 3 فسقط
ابرام على وجهه.وتكلم الله معه قائلا.
تك 17: 5
فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم.لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم.
وفي مواضع أخرى من العهد القديم أيضا ًنقرأ :
1 اخ 1: 27
ابرام وهو
ابراهيم.
نح 9: 7 انت هو الرب الاله الذي اخترت
ابرام واخرجته من اور الكلدانيين
وجعلت اسمه ابراهيم.
---------------
والسؤال هنا :
لماذا سورة البقرة بالذات التي جاء فيها (
إبراهم) دونا ًعن باقي القرآن ؟!!!..
فلو قلنا مثلا ًأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤلف القرآن كما يدعي المبطلون لقلنا :
أنه سمع الاسم مثلا ًمن اليهود لما هاجر إلى المدينة : فاستخدمه ؟!!!..
ولكن :
وهل سورة البقرة هي الوحيدة التي نزلت في المدينة وفيها اسم إبراهيم عليه السلام ؟!!..
الجواب : لا !!!..
بل
آل عمران والنساء والأنعام إلخ ... !
وقارنوا إذا شئتم من المصحف ورود اسم إبراهيم عليه السلام في :
سورة
البقرة : 124 - 125 - 126 - 127 - 130 - 132 - 133 - 135 - 136 - 140 - 258 - 260
سورة
آل عمران : 33 - 65 - 67 - 68 - 84 - 95 - 97 -
سورة
النساء : 54 - 125 - 163
وهنا ....
يستوقفنا في سورة البقرة : قص الله تعالى لنفس الموقف الذي من أجله غير اسم إبرام إلى إبراهيم عليه السلام !!!..
يقول عز وجل في
أول آية في المصحف فيها ذكر سيدنا إبراهيم : الآية 124 :
"
وإذ ابتلى إبراهمَ ربه ُبكلمات ٍفأتمهن (وهي الامتحانات المتتاليات له عليه السلام)
.. قال : إني جاعلك للناس إماما ً.. قال ومن ذريتي (أي وكل ذريتي ونسلي سيكونوا مؤمنين وتشملهم برحمتك ؟ وهو ما يظنه اليهود والنصارى)
.. قال : لا ينال عهدي الظالمين " ..!
أي يخرج الظالمون من هذا العهد الذي جعله الله تعالى في إبراهيم عليه السلام الذي جدد الله تعالى به الفطرة والحنيفية السمحة للناس في زمنه ومن بعده ...
فسبحان الله العظيم !!!..
وقد فطن عدد من العلماء الأجلاء قديما ً-
ومنهم الإمام مالك على ما أذكر - أنه
لا يجوز تغيير حروف الرسم المصحفي كما تمت كتابته في عهد رسول الله ..
والحمد لله رب العالمين ...
Bookmarks