بيان هام :: مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس :: وقفات ما بعد العدوان الأخير ::
بسم الله الرحمن الرحيم




مَجلِسُ شُورَى المُجَاهِدِين
- أَكنَافُ بَيتِ المَقدِس-



بيــــــــان هــــــام





وقفـــــــــــــــــــــــــــــات
مـــا بعــــد العــــــدوان الأخـــــــــير




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم لقاء الله؛ وبعد:

أمتنا الإسلامية الغالية: لقد أقدم أعداء الله اليهود على خوض حرب على المسلمين الآمنين في أكناف بيت المقدس، فما سلم من شرهم بشر ولا شجر ولا حجر، سفكوا الدماء ومثَّلوا بالأبرياء وهدموا البيوت فوق رؤوس ساكنيها، بحجة السعي لإنهاء كابوس الصواريخ المستمر على مدنهم المغتصبة من قِبل المجاهدين البواسل في قطاع غزة منذ أمد، فوثب لهم أسود الشرى وقارعوهم بالصواريخ حتى ردُّوهم خزايا ندامى بفضل الله عز وجل وصدق الله تعالى إذ يقول: "وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ". فالحمد الله أن رد كيدهم وكبتهم ومَنّ علينا وعليكم بدفع بأسهم، وجزى الله كل المجاهدين في سبيله خير الجزاء، ونسأله تعالى أن يربط على قلوبنا وعلى قلوب الأيامى والأرامل واليتامى، ويرزق الجميع صبرًا وثباتا، وأن يتقبل كل من قُتل شهيداً عنده ويشفي الجرحى ويعوّض ذويهم خيرا، ويجعل ذلك في موازين حسناتهم.

أيها المسلمون: في خِضم الفرح بنصر الله؛ يجب على المسلمين ألا يتناسوا مكر اليهود وما أرادوا تحقيقه من مكاسب سياسية، وأن يكونوا أكثر وعياً لما يراد بالمنطقة ككل، فهذه الحرب جاءت بعد أن مهَّد الجيش المصري لها عبر التوغل في سيناء برضى اليهود لملاحقة وقتل المجاهدين هناك، كي يُؤمِّن اليهود جبهتهم من جهة سيناء ويمهّدوا لضرب القطاع، فبدأت الحرب ثم تداعت الوفود من الغرب والشرق تريد وقفاً لإطلاق النار، فجامعة الخيانة العربية بوفودها، وأمين ما يسمى بالأمم المتحدة، ووزيرة الخارجية الأمريكية، لم يأتوا لكي نأمن أو لإنقاذ أطفالنا، ولا لكفكفة دموع ثكلانا وأراملنا، وإلا فأين هم من أطفال سوريا وبورما ووغيرها من بلدان المسلمين؟ إنهم جاؤوا لأنهم أرادوا أن تنقلب هزيمة اليهود العسكرية إلى مكاسب سياسية واستراتيجية، عبر تأمين جبهة الجنوب ليكونوا على استعداد لانفتاح جبهات أخرى، كجبهة الشمال التي بدأت تتململ من جهة الجولان؛ منذرة إياهم بأيام سود بإذن الله، فهم أضعف من أن يستطيعوا نشر قواتهم على حدود سيناء ولبنان والجولان والقطاع والأردن - قريبا بعون الله- في وقت واحد، كما وأرادوا من وراء هذه الحرب وما تبعها من اتفاق أن ينفصل القطاع عن الضفة الغربية وأراضينا المحتلة عام 48، بحيث يستمر مسلسل الاستيطان وتهويد القدس وأسر المسلمين دون أن يكون لغزة – مركز القوة العسكرية في فلسطين- أي دور في النصرة أو الدعم والضغط على اليهود، وأرادوا أيضا أن ينزعوا أهم ورقة بأيدي المسلمين لتحرير أسراهم من سجون اليهود ألا وهي خطف الجنود، فقطاع غزة هو الجهة الأفضل في فلسطين لخطف الجنود وتأمينهم فيها، كل هذا وغيره من مكرٍ يصدق فيه قول الله تعالى: "وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" يوجب على المسلمين أن يكونوا على وعي به وحذر منه، بل على الجميع إدراك أن اليهود سيسعون لجعل هذه التهدئة من طرف واحد، بحيث يعملون على تهيئة الأجواء لهذا تدريجيًا من خلال اعتداءات تتصاعد إلى أن تصل لمرحلة اغتيال المجاهدين دون أن يجدوا أي رد، ويؤكد ذلك ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية من أن اليهود كانوا قد حاولوا وضع شرطٍ في التهدئة يجعل عناصر السلفية الجهادية التي يسمونها "بالجهاد العالمي" خارج هذه التهدئة، لتكون أيديهم طليقة لتصفيتهم متى سنحت الفرصة، ونحن هنا ننذرهم أن دماء أبنائنا ليست رخيصة، ودونها رجال يُحسنون الثأر لها ولدماء المسلمين وحرماتهم بإذن الله، لاسيما وأننا فعليًا لسنا طرفًا في توقيع هذه التهدئة بين الفصائل الفلسطينية واليهود، لكن ذلك لا يؤثر في كون أفعالنا منضبطة دائمًا بالمصالح الشرعية المعتبرة، سواءً مع وجود تهدئة أو عدمها، ونسأل الله التوفيق والسداد.

ورسالتنا إلى فصائل المقاومة الوطنية في القطاع هي: لقد أثبت العدوان الأخير مدى ضعف اليهود ووهنهم، وأن دولتهم المسخ أوهن من بيت العنكبوت، وأظهرت مدى قوة المسلمين متى أصروا على الجهاد في سبيل الله وصبروا عليه، فنقول لكم: لابد لكم من التمسك بالسلاح وألا تضيعوا جهدكم وإعدادكم عبر جره نحو ألاعيب السياسة العقيمة، فالسياسة الشرعية منطلقة من الكتاب والسنة عمادها الجهاد في سبيل الله وحده لا شريك له، لا وطنية ولا قومية ولا غيرها وهذا ما يجب أن يكون وهو الجهاد المقبول عند الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن ما يجنيه المسلمون من الجهاد في أيام؛ هو أضعاف ما يجنونه عبر سنين العبث السياسي والاحتجاجات ولقاءات الوفود والمفاوضات؛ هذا إن جنوا شيئاً غير زيادة تمادي الظالمين في ظلمهم واستمرار تسلطهم وتجرؤهم على المسلمين، واعلموا أن الجهاد في سبيل الله هو الطريق الذي يجمع الله عز وجل به القلوب، فلقد رأينا كيف التف المسلمون خلف أبناءهم المجاهدين في هذه الأيام القليلة، فبالجهاد تكون الوحدة تحت كلمة التوحيد، وعليكم أن تكثروا من شكر الله، ومن أظهرِ وجوهِ شكره الاحتكام لشرعه وموالاة أولياءه والبراءة من أعداءه، ولقد أظهرت هذه الحرب أن في القطاع من القدرة والقوة ما يجب أن يتم توظيفه لأجل خدمة دين الله جل وعلا، وتحكيم شرعه، وهذه رسالة إلى من آل إليه الحكم في القطاع أن اعتبروا يا أولى الأبصار وأقيموا شرع الله، فهو سائلكم يوم تلقونه لماذا لم تحكموا بشرعه فأعدوا للسؤال جواباً، كما ونطالب حكومة غزة بإغلاق ملف الصدام مع المجاهدين السلفيين ووقف متابعتهم وملاحقتهم والتضييق عليهم، فلقد أثبتت هذه الحرب صدقهم وثباتهم حيث كانوا جنباً إلى جنب مع أبناء المسلمين في قتال يهود، يشهد لذلك كل من كان معهم في ساحات الوغى، فكل همّهم هو الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله وتحكيم شرعه ونبذ ما عداه، وهم أقرب لكم من الكثير ممن تودونهم وتتقربون لهم.

ونُذكر المسلمين بأن التفافهم حول أبنائهم المجاهدين من السلفية الجهادية واحتضانهم لهم سيكون له أبلغ الأثر في دفع أذى اليهود وحلفائهم ورد عاديتهم عن المقدسات والأعراض والدماء، ولا ننسى في هذا المقام أن نبارك تحرك إخواننا المسلمين في الضفة الغربية وهبتهم الشجاعة في وجه اليهود وأذنابهم، ونسأل الله أن تكون العملية المباركة الأخيرة في تل الربيع هي البداية، ونحثهم على الاستمرار والصبر والثبات في وجه اليهود وحلفائهم، وأن يجعلوا ضفتنا المحتلة نارًا على أعداء الله، وأن يعيدوا فتح باب العمليات الجهادية على مصراعيه، فهو سلاح ناجع مؤلم بإذن الله.

وأخيرا فإننا في مجلس شورى المجاهدين لنحمد الله أن شرَّفنا بإعانة إخواننا المسلمين على الكافرين ومشاركتهم جهادهم وقتالهم وآلامهم، ونحمده أن أنعم علينا بجنود أخفياء أتقياء كانوا على أهبة الاستعداد ينتظرون التوجيهات والأوامر على أحر من الجمر، ولقد أسعدنا تدافع الكثير من اخواننا طلبا للتسلح والمشاركة في صد هذا العدوان، ويصدق فيهم قوله تعالى: "وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ"، والملحوظ أن هذا التدافع الطيب جاء على الرغم من الظروف التي مر بها التيار السلفي من تضييق ومنع وملاحقة ومصادرة للسلاح وغيرها من أمور نسأل الله أن تنتهي بعد هذه الحرب، التي كان لنا بفضل الله شرفُ الحفاظ على جذوة الجهاد مشتعلة خلال الفترة التي سبقتها، وكنا سبباً في تسعيرها عبر الحملات الصاروخية التي سبقت هذه الحرب مثل حملة "رد الأسود على اعتداءات اليهود" وحملة "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم" التي استمرت حتى الساعات الأخيرة من العدوان بفضل الله وحده، ولا ننسى من قدمناهم يومها من خيرة مجاهدينا وقادتنا كالشيخين المجاهدين أبي الوليد هشام السعيدني وأبي البراء أشرف صبَّاح تقبلهما الله، وسنبقى بإذن الله على هذا الدرب؛ درب التوحيد والسنة والدعوة والجهاد حتى تكون كلمة الله هي العليا وتُحكم الأرض بشريعته أو نهلك دون ذلك.




{واللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
السبت 10 محرم 1434 / الموافق24-11- 2012






لتحميل البيان

http://www.gulfup.com/?KTUie3
http://www.gulfup.com/?tERxNk
http://www.gulfup.com/?2ELYIi
http://www.gulfup.com/?rewxM9






مجلس شورى المجاهدين
في أكناف بيت المقدس


السبت 10 محرم 1434 / الموافق24-11- 2012
ــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــ


المصدر: مركز ابن تيميّة للإعلام





منقول