الزوجية في سورة الذاريات... والرد على منكري الآيات

[أحمد عبدالله.]

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

ذكرني أستاذي الحبيب أبو الحب بفقرة قرأتها الصيف الماضي. ذكرتني مشاركته في أحد المواضيع بالشبهة المثارة حول الزوجية في القرآن :
وذبلت شجرة داروين...
لذلك احببت ان أشارككم ما قرأت في كتاب "هيمنة الاعجاز... لا أسرار ولا ألغاز" الذي جاء ردا على كتاب "سر الاعجاز القرآني" لاحمد القابنجي حيث حاول فيه انكار اعجاز القرآن "الموروث" كالاعجاز اللغوي والغيبي والعلمي وغير ذلك... مع العلم ان القابنجي هو رجل دين شيعي عنده شطحات كثيرة- شيخ Over Modern- واحسب ذلك سعيا إلى الشهرة...

[أحمد عبدالله.]

الفصل الرابع: اعجاز القرآن في الحديث عن الزوجية في المخلوقات

قال الله تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

من الخطأ البواح ان يظن أحدهم ان معنى الزوجية يقتصر على اختلاف جنس الإنسان أو الحيوان أو حتى النبات . بل هو يشمل دائرة اوسع من ذلك بكثير. والزوجية بحسب القرآن انما تدل على وحدانية الله, فكل ما سوى الله له مقابل. وهذا ما تبينه الآيات: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(51)) الذاريات

ذهب ابن كثير إلى التفسير التالي :
"{ومن كل شيء خلقنا زوجين} أي جميع المخلوقات أزواج سماء وأرض وليل ونهار, وشمس وقمر وبر وبحر وضياء وظلام, وإيمان وكفر وموت وحياة وشقاء وسعادة وجنة ونار, حتى الحيوانات والنباتات, ولهذا قال تعالى: {لعلكم تذكرون} أي لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له {ففروا إلى الله} أي الجأوا إليه واعتمدوا في أموركم عليه {إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر} أي لا تشركوا به شيئاً {إني لكم منه نذير مبين}."

ويلفتنا في قوله أن الليل والنهار من الازواج, وكذا البر والبحر, فاين الذكر من الأنثى في ذلك؟
ولسنا في صدد الحديث عما اذا كان وصف القرآن النبات بأنهم أزواج يصح بالاستشهاد به كاعجاز علمي. ولكن ثمة آية اخرى تحمل اعجازا يأخذ بالالباب:

(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) يس36

مما تنبت الأرض: وهي الذكورة والانوثة في عالم النبات.
من انفسهم: وهي أيضًا الذكورة والانوثة في عالم الانسان.
ومما لا يعلمون: وما هو يا ترى الذي كان يخفى على الانسان؟

اكتشف العلم الحديث أن الزوجية تطال غير عالم الاحياء, فـهـا هي الذرة نجد فيها الشحنة السالبة والموجبة, بل حتى إن كانت بعض الجزيئييات لا تحمل شحنة نسمع أن لها نقيض كال neutrino وال anti- neutrino , وما إلى هناك من تصنيفات. كما كشف العلم النقاب عن زوجية في عالم البكتيريا منها ما هو GRAM(-) أو GRAM (+) , هذا تصنيف. ومنها الCOCCI أي الدائرية أو ال BACILLA أي المستطيلة و غير ذلك. وهذا تصنيف. اضف إلى ذلك في عالم الفيروس منها ماهو ذات DNA الحامض النووي واخرى ذات RNAالحامض النووي المنقوص الأكسجين. وهذا تصنيف. ومنها ذات غلاف وغيرها دونه. وعدد اكثر من ذلك.

لذلك لم يفلح " القابنجي" في هذه النقطة أيضًا ويريبنا عدم تطرقه للآية التي ذكرت فيها عبارة "ومما لا يعلمون". فهذه العبارة تحمل معنى يؤكد حقيقة الاعجاز العلمي, اذ أنه ثمة
معلومات مخفية في زمان البعثة ظهرت اليوم, أليس هذا هو عنوان الاعجاز العلمي؟! وتلفتنا العبارة ذاتها في موضع آخر تحمل بدورها اعجازا غيبيا. وهذا ما سأنقله من كتابي " مختصر كتاب رحلة إلى الايمان":

"فلنضرب هذا المثل لعل الصورة تتضح اكثر. لو قدر لأحدنا ان يعود بالزمن إلى عصر سابق لعصر المسيح (عليه السلام) و إجتمع بقوم هناك وأراد ان يعدد ما يسمى بـالفنون المتعارف عليها اليوم، فقال: "الموسيقى و الأدب و الرقص و الغناء و الرسم والنحت..." ثم جاء دور السينما فصمت ثم قال: " و فن سابع لا تعلمونه". أليس هذا المثل مثلا واقعيا و مقبولا؟".

قال الله: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ( (النحل)

ما هو الغرض الرئيس من الخيل والبغال والحمير؟ ركوبها اي النقليات طبعا. ثم ماذا؟ للتزين بها.هذا ما اشارت اليه الآية.
)وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الا تنطبق هذه العبارة على السيارات في عصرنا؟ اليست معدة للنقل؟ الا يتزين الناس بالسيارات الفخمة؟! " انتهى بتصرف

الا ليت "القابنجي" يحدثنا عن لفظة "ويخلق ما لا تعلمون" . اذ إن المخاطب الاول في هذه الآية هم اهل ذلك الزمان وتقول لهم صراحة أن الله يخلق من بعدكم ما لا تعلمون, أليس هذا من اعجاز القرآن.

وقال " القابنجي":
"ثم إنه لم يثبت هذا القانون علمياً في جميع الكائنات، أي لم يستطع العلم اكتشاف أن هذا القانون سار في جميع الكائنات على مستوى الاستقراء التام، بل اكتشف البعض منها مما لا يحقق صفة الشمولية لهذا القانون بصورة جازمة، بل أن موارد كثيرة ثبت عدم صحة هذا القانون فيها، من قبيل انواع البكتريا الاحادية الخلية التي تتكاثر بوسيلة الانشطار وبعض الديدان التي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان (الدودة الشريطية) أو عالم النجوم والكواكب والمجرات السابحة في الفضاء اللامتناهي"

وقد أثبتنا بطلان هذا الكلام أعلاه. فحتى للديدان تصنيف. والنجوم مصنفة فلكل نوع مصير مختلف عن الآخر كما تبين معنا في المطارق الكونية أي الPULSARS و غير ذلك.

وقوله:
" فاين الذكر منها وأين الانثى،"

وهذا قصور واضح في فهم الآية كما بينا أعلاه.

ثم اضاف:
"وكذلك الكلام على مستوى الملائكة التي ورد أنّها من جنس واحد، فلا هي مذكر ولا مؤنث، وغير ذلك."

صحيح انا هذا لا يدخل ضمن " ومما لا تعلمون" لان ذلك كان معلوما, ولكن نورد التالي لمن يدعي أن القرآن ناقض نفسه بحديثه عن الزوجية ثم ينفيها عن الملائكة.
اذ ان القرآن ذاته صنف الملائكة, يقول الله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)فاطر 1
وليس الجن عن ذلك ببعيد,فمنهم الذكر والأنثى. هذا تصنيف. و منهم العفاريت الصغار والمردة الكبار وهذا تصنيف آخر.

[hamzaD]

اخي الكريم...الطاقة و ما ادراك ما الطاقة...التي جعلها الله اصلا لكل وجودنا المادي لا نجد فيها الا (+) او (-)....لعل هذه المعلومة تبدو عادية و لكن من يتفكر فيها يعرف معنى الزوجية المذكور في الاية