النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: من يساعدني في الرد على هذه الشبهة

  1. افتراضي من يساعدني في الرد على هذه الشبهة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواي و مثواكم

    اعضاء منتدى التوحيد أمرنا شيخنا في الكلية بأن نرذ على هذه الشبهة من قالةا يناقض الايتين فهلا ساعدتموني

    في قصة موسى
    حين فجر الله 12 عينا

    ذكرت اية
    قال الله تعالى

    (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ; وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه:أن اضرب بعصاك الحجر , فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً . قد علم كل أناس مشربهم . وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى . كلوا من طيبات ما رزقناكم . وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).

    وقوله عز وجل
    ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 60 ) )

    انبجس بمعنى التدفق الغزير
    انفجر بمعنى السيلان اليسير
    او العكس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    357
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فقط سأطرح الأيات بصورة سليمة وسيقوم الأخوة إن شاء الله بالرد عليك
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) سورة الأعراف

    الأية الثانية
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) سورة البقرة

  3. افتراضي

    جزاك الله خيرا
    في انتظار الاخوة لمساعدتي
    بارك الرحمن فيكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    !!! هل يكون التعليم بالشبهات ؟!

  5. افتراضي

    شيخنا في العقيدة
    يذكر لنا الشبهات ويرد عليها
    وامرنا كواجب بالرد عن هذه الشبهة

  6. #6

    افتراضي

    أجاب عليها الدكتور فاضل السامرائي بما فتح الله عليه , حين سُئِل هو انفجر أم انبجس؟
    د. فاضل: كلاهما، انفجر أولاً ثم قلّت بمعاصيهم فيما بعد، العيون والآبار قد تكون أول مرة عندما تنفجر بماء كثير العيون ثم تقلّ فيما بعد، والآبار كذلك، فهذه هي مرحلة لكن ذكر كل مرحلة في محلها، إذن هو الانفجار الماء الغزير والانبجاس الماء القليل هذا من حيث المعنى العام.
    كيف وظّفهما القرآن الكريم في آيه؟
    د.فاضل: وظّفهما بأن وضع كل واحدة في سياقها وفي مقامها، الانفجار ذكره في سورة البقرة (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ) في مقام التكريم لبني إسرائيل، في الأعراف في مقام الذمّ لهم عندما عبدوا العجل. السياق في البقرة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) البقرة) إلى أن يقول (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة)، في الأعراف (وََأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(161) الأعراف)، هذا هو.
    لكن الانفجار والانبجاس في موقف واحد حينما طلب قومه منه أن يستسقي لهم؟
    د.فاضل: لاحظ في البقرة فيها أكثر من موطن تكريم:
    - قال (فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) لم يذكر الرغد في الأعراف قال (وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ) لم يقل رغداً.
    - قال (نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) والخطايا جمع كثرة، في الأعراف قال (نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) خطيئات جمع قِلّة.
    - في البقرة موسى هو الذي استسقى (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ)، في الأعراف قومه (وََأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ) ليس موسى هو الذي استسقى .
    - في البقرة (فَقُلْنَا اضْرِب) أمر مباشر، في الأعراف (وََأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى) وحي.
    - (فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) في البقرة، في الأعراف (فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا).
    - لما قال (فَانفَجَرَتْ) ماء غزير قال (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ)، في الأعراف هناك لم يذكر أصلاً كلوا واشربوا، قال (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ .. وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) لاحظ المناسبة.
    ليس بالتحديد والتخصيص كما ذكر في البقرة
    د. فاضل: هناك ماء كثير قال (كلوا واشربوا) في الأعراف لم يقل (كلوا واشربوا) وإنما قال (قد علم كل أناس مشربهم)
    أذن أختي (فانبجست) جاءت في مقام التقريع قلّ الماء بمعاصيهم فناسب ذكر حالة قلّة الماء مع تقريعهم. ... (فانفجرت) جاءت هنا في مقام التكريم والتفضّل وهي دلالة على أن الماء بدأ بالإنفجار بالماء الشديد فجاء بحالة الكثرة مع التنعيم...
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  7. #7

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في الواقع لقد أخذني هذا السؤال إلى رحلة ايمانية رائعه في هذا القرآن العظيم تلمس قلبي فيها عظمة ورونق ونظام الإحكام في كتاب رب الانام

    فسبحان الذي يعلم السر واخفى توكلت على الحي القيوم العظيم الرحيم.

    ووالله إنه يأتي كمثال عظيم على فصاحة وبلاغة الصياغه في مفردات هذا القران العجيب الكريم.

    فلا توجد به كلمة الاوهي في مكانها السليم ولاآية الا وهي في قوامها القويم تبارك الله العليم الحكيم.

    لقد ظهر للناظر في الأيتين الكريمتين مدى التشابه فيهما فاستشكل عليه فهمه فيما اختلف منهما حول المعنى ذاته وسر اختلاف اللفظ للكلمة هنا وهناك .

    وأقول وبالله التوفيق إن الكل مجمع على أن للقرآن الكريم نظام محكم ولايمكن لنا أن نفهم مدلول الايات الا في سياقها وكل ما اتسع منظورنا للسياق
    ازداد فهمنا لمعنى الايات عمقا والذي حصل من اشتباه في مثلنا الماثل امامنا مرده لنفس السبب .

    وقبل تبيين التفاصيل في سر السياق الذي انعكس تاثيره على اللفظة المنتقاه لابد ان نعلم او نتمعن في الحقيقة الدلاليه للحدث نفسه وهو خروج الماء من الحجر.

    إننا اذا نظرنا للحدث سنجد ان دلالته المعنوية قد أتت على وجهين فهو من وجهه الأول رحمة رحيم وكرم كريم لاشك في ذلك وهو من الوجه الثاني آية بحد ذاته .
    أي انه حدث له دلالتين فهو رحمة وآية عظيمة في نفس الوقت .

    وإن نظرنا للدلالة الحركيه للحدث نفسه فلها كذلك وجهان الأول هو خروج الماء من حيث طريقه للظهور وشدة قوته في شق الصخره والثاني جريانه وتسربه بعد ذلك بيسر وهدوء.

    ونجد ان لفظ التفجير يعبر فعلا عن الدلالة المعنويه التي تظهر الحدث كآية عظيمه ويعبر كذلك عن الظهور للماء اول مايكون في دلالته الحركيه فهو بلا أدنى شك يماثل ويمثل هاتين الدلالتين ويمزج بينهما بشكل مذهل.قال تعالى ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعاالاسراء )(آية:90)

    فظهور الشيء من بعد انعدامه أشد وطأة على النفوس من وفرته بعد قلته أو من زيادته بعد نقصانه . فتفجير الماء تعبير لايخص الماء من ناحية حجم الماء نفسه ولا الإنبجاس يعني قلته بعد زيادته , قال تعالى (واذا البحار فجرت) الانفطار (آية:3):
    وليست قلة الماء أو زياته على علاقة برحمة الله وعقابه فقد تكون زيادته شرا محض ونقصانه خير وفلاح .
    ونستطيع أن نؤكد ان الانبجاس لم يأتي للتقريع أبدا في الآية الكريم بمجرد النظر لآخرها . فكيف يكون للتقريع اذا كان الماء يكفي للشراب والطعام
    فلازيادة الماء ولاقلته تعني شيئا إذا حصل الإكتفاء والإنتفاع به على أكمل وجه بصريح قوله تعالى.
    قال تعالى (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

    فكيف يتفق التقريع مع المن والسلوى والطيبات؟

    ومنه فالإنبجاس حقا هو اللفظ الأنسب لإظهار الحدث على معنى الدلالة المعنويه التي تشير إلى فعل يخص الرحمة الإلهية بصرف النظره عن الحدث كآيه عظمى .
    وأيضا يتسق المعنى الحركي للحدث من جريان الماء مع لفظ الانبجاس الذي يشير الى تسرب الماء وجريانه لنفس الغرض وهو الرحمه ,
    فوافق معنى الانبجاس الرحمه فعلا ودلالة لفظية أيضا .

    اما التفجير فليس له علاقة البته بالخير المطلق وليس له علاقة لوفرة وزيادة حجم الماء فقد يكون التفجير لأعين صغيره تزهر جنات وتثمر
    من الخيرات مالله به عليم قال تعالى (او تكون لك جنه من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا) (الاسراء (آية:91):
    وقال تعالى في سورة القمر عن طوفان نبي الله نوح عليه السلام( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)
    ومن هاتين الآيتين نتيقن بأن التفجير هو عملية إظهار الماء من باطن الشيء فلاعلاقة له بالحجم كبير كان ام صغير أو بالخير والشر.

    وبعد أن تعرفنا وأدركنا الجوانب والغايات من اللفظين صار الوقت ملائما لفهم المناسبة التي قرنت بين اللفظين في الآيتين الكريمتين .
    وكان لزاما علينا من أجل ذلك النظر في سياق الآيتين وما أدراك مالسياق.

    نبدأ بلفظ التفجير وسر مقارنته بآيته الكريمه والذي قلنا أنه لفظ يخص اظهار الحدث من ناحية كونه آية عظيمه تم فيها إظهار الماء
    بعد أن كان معدوما ومبهما. فهل السياق ينم عن الإتفاق الدلالي أم لا لنرى سويا.

    قال تعالى (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
    ملاحظاتنا على السياق
    السياق يوحي بالشده في التوبيخ والتقريع بل والعذاب العظيم ويوحي بمقت عظيم للسلوكيات التي يتبعها بنو اسرائيل بالمجمل.
    ايضا السياق يظهر به علاقة وطيده بالآيات العظمى فأول آيه تبين أن بني اسرايل يلحون في طلبهم لأعظم آيه وهي رؤيته سبحانه وتتسلسل بعد ذلك الايات الكريمه في عرض المواقف التي تعرض لها بني اسرائيل والتي تؤكد مرورهم بآيات عظيمه تباعا ولكنهم قوم لايفقهون.

    ومما سبق نكتشف فعلا السر الكامن خلف اختيار لفظ التفجير لاظهار الحدث كآيه عظمى ولكن بني اسرائيل مازالوا في غيهم وكفرهم وعمائم الذي لاينفك عنهم. فسبحان الله كيف جائت هذه اللفظه في مكانها وعنوانها المناسب والدقيق جدا.

    ومن الطبيعي أن يأتي لفظ الانبجاس على سياقه المغاير في دلالته العامه عن سابقه كما سنرى في الايات الكريم الاتيه
    قال تعالى ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161))

    السياق بالمجمل يشي بالنواحي والفضائل التي أنعم بها سبحانه على بني اسرائيل فلاق أن تظهر الاية الكريمه الحدث في سياقه وهو الاخبار عن الرحمات والفضل الالهي على هؤلاء القوم ولم يحتاج السياق ابدان الى الدلالة على الناحية الاعجازيه في الحدث فليس ذلك من أغراض العرض المنشوده فأتى لفظ الانبجاس في الاية الكريمه مناسبا جدا حتى في جرسه الصوتي
    لنقل الصوره الحية التي تصورها الايات الكريمه عن حال القوم فسبحان العلي العظيم.

    والأعجب أن الشبه لم تنفرد به الآياتين الكريمتين التي نتدارسها بل إن السياقين يتظمنان وحده وشبه تقشعر لها الجلود فعلا والأمر لايقتصر على التشابه بل وحتى الترتيب فواحدة تسبق آية مشابهة لاية تلحق الثانيه فسبحان اللطيف الخبير ولا أجد أفضل مانختم به سوى قوله عز من قائل ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23))
    والحمدلله رب العالمين..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    انبجس بمعنى التدفق الغزير
    انفجر بمعنى السيلان اليسير
    أو لعلّهما بمعنى واحد أو بمعنيين متقاربين جدا فلا يرقى الإشكال إلى أن يصير شبهة أخي الكريم!!

    -في لسان العرب: بجس (لسان العرب)
    البَجْسُ: انشقاق في قِرْبة أَو حجر أَو أَرض يَنْبُعُ منه الماءُ، فإِن لم يَنْبُعْ فليس بانْبِجاسٍ؛ وأَنشد: وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا وبَجَسْتُه أَبْجِسُه وأَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ وبَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ، وماء بَجِيسٌ: سائل؛ عن كراع. قال اللَّه تعالى: فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً.
    والسحابُ يَتَبَجَّسُ بالمطر، والانْبِجاسُ عامٌّ، والنُّبُوع للعين خاصة.
    وبَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فانفجر.
    وبَجَس الماءُ بنفسه يَبْجُسُ، يتعدّى ولا يتعدّى، وسحاب بُجْسٌ.
    وانْبَجَسَ الماءُ وتَبَجَّسَ أَي تفجر.
    وفي حديث حذيفة: ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن يعني عليّاً وعمر، رضي اللَّه عنهما. الآمّة: الشجة التي تبلغ أُمَّ الرأْس، ويَبجُسُها: يَفْجُرُها، وهو مَثَلٌ، أَرادَ أَنها نَغِلَة كثيرة الصديد، فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها ولم يحتج إِلى حديدة يشقها بها، أَراد ليس منا أَحد إِلا وفيه شيء غير هذين الرجلين.
    ومنه حديث ابن عباس: أَنه دخل على معاوية وكأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ أَي يتفجر.
    وجاءَنا بثريد يَتَبَجَّسُ أُدْماً.

    وبَجَّسَ المُخُّ: دخل في السُّلامى والعين فذهب، وهو آخر ما يبقى، والمعروف عند أَبي عبيد: بَخَّسَ.
    وبَجْسَةُ: اسم عين.
    بجس (الصّحّاح في اللغة)
    بَجَسْتُ الماء فانْبَجَسَ، أي فجَّرته فانفجر.
    وبَجَسَ الماءُ بنفسهُ يَبْجُسُ. يتعدَّى ولا يتعدَّى.
    وسحائب بُجْسٌ.
    وانْبَجَسَ الماء وتَبَجَّسَ، أي تفجَّر.

    -أنقل لك من بعض التفاسير:
    جاء في تفسير البغوي :( أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست ) انفجرت . وقال أبو عمرو بن العلاء : عرقت وهو الانبجاس ، ثم انفجرت .
    وفي التفسير الكبير المسمى البحر المحيط: قال يونس بن حبيب : التعزير هو الثناء والمدح . الانبجاس العرق . قال أبو عمرو بن العلاء : انبجست عرقت ، اوانفجرت سالت ، وقال الواحدي : الانبجاس الانفجار ، يقال : بجس وانبجس ،
    وفي فتح القديرللشوكاني رحمه الله: فانبجست عطف على مقدر يدل عليه السياق : أي فضرب فانبجست ، والانبجاس : الانفجار ، أي فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا
    وفي تفسير المنار: والانبجاس والانفجار واحد يقال : بجسه أي فتحه فانبجس وبجسه ( بالتشديد ) فتبجس ، كما يقال : فجره ( كنصره ) إذا شقه فانفجر وفجره ( بالتشديد ) فتفجر - وزعم الطبرسي أن الانبجاس خروج الماء بقلة ، والانفجار خروجه بكثرة ، وأنه عبر بهما ; لإفادة أنه خرج أولا قليلا ثم كثر . وأدق منه قول الراغب : الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق ، والانفجار يستعمل فيه ، وفيما يخرج من شيء واسع ، فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان - أي وهو حجر موسى . وقال : وفجرنا خلالهما نهرا وفجرنا الأرض عيونا ولم يقل بجسنا اهـ .أقول : ولكن رواة اللغة فسروا أحدهما بالآخر ، وذكروا من الشواهد عليه ما يدل على الكثرة . قال في اللسان : البجس انشقاق في قربة أو حجر أو أرض ينبع منه الماء فإن لم ينبع فليس بانبجاس وأنشد:
    وكيف غربي دالج تبجسا
    والسحاب يتبجس بالمطر والانبجاس عام ، والنبوع للعين خاصة ، وبجست الماء فانبجس أي فجرته فانفجر ، وبجس بنفسه يبجس ، يتعدى ولا يتعدى . وسحاب بجس ، وتبجس أي انفجر اهـ . وفي الأساس : انبجس الماء من السحاب والعين : انفجر وتبجس تفجر إلخ . . . وسحاب بجس وبجسها الله . قال ابن مقبل :
    له قائد دهم الرباب خلفه روايا يبجسن الغمام الكنهورا
    وحاصل المعنى : وأوحينا إلى موسى حين استسقاه قومه فاستسقى ربه لهم ( كما في آية البقرة ) بأن اضرب بعصاك الحجر فضربه فنبعت منه عقب ضربه إياه اثنتا عشرة عينا من الماء بعدد أسباطهم

    -وأورد الدكتورعبد الرحمن بن محمد القماش سؤالا وأجاب عليه في كتابه الحاوي في تفسير القرآن : السؤال الثاني: أنه تعالى ذكر هاهنا: {فانفجرت} وفي الأعراف: {فانبجست} [الأعراف: 16] وبينهما تناقض لأن الانفجار خروج الماء بكثرة والانبجاس خروجه قليلًا:
    الجواب من ثلاثة أوجه: أحدها: الفجر الشق في الأصل، والانفجار الانشقاق، ومنه الفاجر لأنه يشق عصا المسلمين بخروجه إلى الفسق، والانبجاس اسم للشق الضيق القليل، فهما مختلفان اختلاف العام والخاص، فلا يتناقضان، وثانيها: لعله انبجس أولًا، ثم انفجر ثانيًا، وكذا العيون: يظهر الماء منها قليلًا ثم يكثر لدوام خروجه.
    وثالثها: لا يمتنع أن حاجتهم كانت تشتد إلى الماء فينفجر، أي يخرج الماء كثيرًا ثم كانت تقل فكان الماء ينبجس أي يخرج قليلًا.


    -وفي مقال للشبكة الإسلامية ذو صلة بعنوان:’’ فانفجرت منه...فانبجست منه‘‘ الجواب الكافي إن شاء الله:


    لا شك أن سمو الجانب البلاغي في القرآن الكريم غاية في الوضوح، حتى إن المتخصصين ببيان أوجه الإعجاز القرآني، اعتبروا هذا الجانب من جوانب الإعجاز المتعددة التي جاء عليها القرآن، وهي تدل على عظمته، وأنه كتاب منـزل من رب العالمين؛ لهداية الناس أجمعين.

    ومن أوجه الإعجاز البلاغي ما قصه علينا سبحانه من نبأ موسى عليه السلام وقومه، قال تعالى: {وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} (البقرة:60)، وقوله سبحانه في موضع آخر: {وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا} (الأعراف:160) .

    والذي نريد أن نتوقف عنده من هاتين الآيتين، قوله تعالى: {فانفجرت منه}، وقوله سبحانه: {فانبجست منه}، من جهة مدلول هذين اللفظين لغة، ومن جهة الفروق الدلالية بينهما، وبالتالي الوقوف على شيء من أوجه البلاغة فيهما .

    تفيد معاجم العربية أن مادة (فجر) تدل على التفتح في الشيء، ومن ذلك سمي الفجر؛ لانفجار الظلمة عن الصبح. ومنه كذلك انفجار الماء: وهو تفتحه وخروجه من محبسه؛ والفُجْرَة: موضع تفتح الماء. ثم تُوسِّع في هذه المادة حتى سمي الانبعاث والتفتح في المعاصي: فجوراً. وسمي الكذب فجوراً. وكثر هذا الاستعمال حتى سمي كل مائل عن الحق: فاجراً، ثم خُص لفظ (الفجور) بالزنا واللواط وما أشبه ذلك من المعاصي.

    أما مادة (بجس) لغة فتدل على الانشقاق، قال الخليل: "البجس: انشقاق في قُربة، أو حجر، أو أرض ينبع منه الماء، فإن لم ينبع فليس بانبجاس"؛ وعليه قالوا: السحاب يتبجس بالمطر، أي: ينشق فيخرج منه الماء. ثم توسعت العرب في دلالة هذه المادة، فقالت: رجل منبجس، أي: كثير خيره.

    وقد ذكر الخليل أن مادة (بجس) لفظ عام، فيقال: انبجست عين الماء، وانبجس السحاب، وانبجس سَكْر النهر (ما يسد به النهر)، ونحو ذلك.

    ثم إن أغلب المفسرين لم يذكروا فرقاً بين هذين اللفظين، بل فسروا كلاً منهما بالآخر؛ قال البغوي: "قال المفسرون: انفجرت وانبجست: بمعنى واحد". وقال الآلوسي: والظاهر استعمالهما بمعنى واحد. وجعل ابن الجوزي هذين اللفظين من الألفاظ المُبْدَلة، بمعنى أن كل واحد من اللفظين يقوم مقام الآخر. هذا ما يفيده كلامه، حيث أدرج هذين اللفظين تحت عنوان: باب في الحروف المبدلات، ومراده من هذا العنوان: ذكر الألفاظ التي يقوم بعضها مقام بعض، وهذا ما يُعرف بالترادف.

    وقد ذكر الراغب الأصفهاني بهذا الصدد، أن "الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يُستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عز وجل: {فانبجست منه اثنتا عشرة عينا}، وقال في موضع آخر: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}، فاستعمل حيث ضاق المخرج (العين) اللفظين، وقال تعالى: {وفجرنا خلالهما نهرا} (الكهف:33)، وقال: {وفجرنا الأرض عيونا} (القمر:12)، ولم يقل بجسنا".

    ومراد الراغب هنا: أن لفظ (الانبجاس) أخص من لفظ (الانفجار)، فكل انفجار انبجاس، من غير عكس؛ فلما كان خروج الماء في آيتي البقرة والأعراف من مكان ضيق، وهو (العين) جاء باللفظين معاً: {فانبجست}، و{فانفجرت}؛ لاستعمال لفظ (الانبجاس) فيما يخرج من مكان ضيق، واستعمال لفظ (الانفجار) فيما يخرج من مكان ضيق وواسع معاً. ولما كان خروج الماء من مكان واسع، كالنهر والبحر، جاء بلفظ (الانفجار) فحسب، كما في قوله سبحانه: {وفجرنا خلالهما نهرا}، وقوله تعالى: {وفجرنا الأرض عيونا}؛ لاستعمال لفظ (الانفجار) فيما يخرج من مكان واسع .

    ثم إن البغوي ذكر فرقاً بين اللفظين قريباً مما ذكره الراغب، فقال: "انبجست، أي: عرقت. وانفجرت، أي: سالت". وعبر عن هذا الفرق ابن عطية، فقال: "الانبجاس: أخف من الانفجار"؛ وعبر عنه الآلوسي بقوله: "الانبجاس: أول خروج الماء؛ والانفجار: اتساعه وكثرته".

    وذكروا فرقاً ثالثاً، فقالوا: "الانبجاس خروجه من الصلب، والآخر خروجه من اللين"، يعني: أن الانبجاس يكون في شيء قاس، كالحجر والصخر؛ والانفجار يكون في شيء لين، كالأرض الرخوة.

    وتأسيساً على ما تقدم من فروق لغوية بين اللفظين، ذكر بعض أهل العلم وجهاً بلاغياً للآية، فقال: لما كان طلب السقيا في سورة الأعراف من بني إسرائيل، ناسبه الإتيان بلفظ يدل على الابتداء، فقال جواباً لطلبهم: {فانبجست}، الدال على ابتداء خروج الماء؛ ولما كان طلب السقيا في سورة البقرة من موسى عليه السلام غاية لطلبهم؛ لأنه واقع بعده ومرتب عليه، قال إجابة لطلبه: {فانفجرت}، الدال على الكثرة والاتساع، فناسب الابتداءُ الابتداءَ، وناسبت الغايةُ الغايةَ.

    وقريب من هذا، علل بعض أهل العلم المعاصرين اختلاف اللفظين في الآيتين، فقال: (الانفجار) أبلغ؛ لأنه يعني انصباب الماء بكثرة، أما (الانبجاس) فهو ظهور الماء، ولو كان قليلاً، وهو يسبق الانفجار؛ لأنه أوله، وقد أتى بـ (الانفجار) في سورة البقرة؛ لأنه استجابة لاستسقاء موسى عليه السلام: {وإذا استسقى موسى لقومه}، ولذلك أمرهم في آية البقرة بالأكل والشرب. وأتى بـ (الانبجاس) في سورة الأعراف؛ لأنه استجابة لطلب بني إسرائيل استسقاء موسى عليه السلام لهم: {وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه}؛ ولذلك أمرهم بالأكل فحسب.

    وقد أرجع السيوطي في "الإتقان" اختلاف اللفظين إلى سياق الآيتين، لا إلى دلالتهما اللغوية، فقال: "في البقرة: {فانفجرت}، وفي الأعراف: {فانبجست}؛ لأن (الانفجار) أبلغ في كثرة الماء، فناسب سياق ذكر النعم التعبير به"، يقصد بذلك: أن سياق الآية في البقرة، جاء فيه ذكر النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل، وذلك قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم} (البقرة57)، وقوله أيضاً: {فكلوا منها حيث شئتم رغدا} (البقرة58)، غير أن هذا التعليل منتقَض من جهة أن السياق الذي جاءت فيه آية الأعراف، فيه أيضاً ذكر للنعم، قال تعالى: {وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم}.

    بقي أن نشير هنا إلى لفتة بلاغية في الآيتين، وهي أن كلا اللفظين (الفعلين) في الآية دخل عليه حرف (الفاء). وقد توقف المفسرون عند هذه (الفاء)، وبينوا موقعها، والمراد منها، فقالوا: (الفاء) في الآيتين هي الفصيحة، سميت بذلك؛ لأنها تفصح عن فعل محذوف؛ إذ التقدير: فضرب {فانفجرت}، فضرب {فانبجست}؛ قال ابن جني: فاكتفى بالمسبَّب الذي هو (الانفجار) من السبب الذي هو (الضرب). وحَذْف الفعل في القرآن كثير، منه قوله سبحانه: {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة او نسك} (البقرة:196)، وتقديره: فحلق ففدية. ونحوه أيضاً قوله سبحانه: {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} (الشعراء:63)، أي: فضرب فانفلق.

    ختاما، فإن القول بعدم ترادف الألفاظ القرآنية، وأن كل لفظين مترادفين يحملان دلالة مشتركة، لا بد أن يكون وراءها وجه من الدلالة مغاير، أو زائد، نقول: إن القول بذلك هو الأليق بالنظم القرآني، وهو الأنسب للقول بالإعجاز البياني والبلاغي في القرآن الكريم.
    التعديل الأخير تم 12-13-2012 الساعة 11:46 PM
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    هل يكون التعليم بالشبهات
    أضحك الله سنك ياأخي ......فعلا شيء مضحك ان يطلب المعلم من تلاميذه شبهات كواجب مدرسي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ساعدونى فى الرد على هذه الشبهة ؟؟
    بواسطة ندى الحياة في المنتدى قسم الحوار عن القاديانية
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 11-23-2013, 02:32 AM
  2. المرجو الرد على هذه الشبهة
    بواسطة frozen-heart في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-14-2011, 11:17 PM
  3. طريقة الرد على الشبهة
    بواسطة Mahmoud Muhammad في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2009, 02:26 PM
  4. ما الرد على هذه الشبهة
    بواسطة yousouf_ibn_tachafin في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-10-2007, 01:50 AM
  5. اريد الرد على هذه الشبهة
    بواسطة muslimov في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-14-2006, 01:26 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء