أرجو ألا يكون الدعوة من الناس وطلبة العلم والعلماء للتصويت بنعم على طريقة أن الدستور نفسه جيد وما أشبه ذلك ومحاولة بيان أنه يحقق التوافق مع الشريعة وأن الأمر لا يعدو أن يكون خلافا سائغا أو أن بعض البنود فيها خفاء وما أشبه ذلك ، فهذا أمر خطير جدا ..ولهذا فإني أكرر ما قلت وأؤكد عليه وأعجب من سكوت طائفة من الشيوخ عن إيضاحه:
1-التصويت بنعم ليس المراد به عين الدستور بل حقيقة (نعم ) التي نريد ومدلولها الذي نعني: أن نقول: ( لا ) في وجه الكفر الأشد والشر الأعظم فيما لو لم يقر الدستور الحالي مادام أن الشواهد تدل على ذلك في عين أهل الخبرة ..ومن ذلك مثلا اجتماع عزم الكفرة والمنافقين على قول : لا ..(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ، ومعلوم أنه إذا انحصرت القسمة في كفرين أو شرين أحدهما أشد بحسب تقدير المجتهد المطالع للأحداث ، فلابد من دفع الأعظم منهما..ولايكون هذا إقرارا للأدنى منهما ..
2-وهذا يعني أنه يجب حتمًا لازمًا أن تكون الخطوة التالية : السعي حثيثا من كل مسلم قادر بكل الادوات المتاحة بعد الاستعانة بالله عز وجل إلى استبدال القوانين الشرعية بالقوانين الجاهلية الحالية ..وهذا أمر مهم جلل ..خطير جدا ، لابد أن يراعى لأن إقرار الدستور بكل ما فيه : دون عقد العزم على تغييره هو من إقرار الكفر والرضا به فيكون كفرًا ! لاشتماله على بعض القوانين الكفرية في ظاهرها
3-ولعله سوغ ما سبق أن الإسلاميين في الحكم أدركوا من أنفسهم ضعفا بالغا جعل الحد الأدنى للمطلوب الشرعي خارجا عن دائرة قدراتهم ..لكون الرئيس وفقه الله تعالى وسدده محاطا بعقبات وعراقيل ومؤامرات في الداخل والخارج ومكبل بأذرع الدولة العميقة..فكان التكليف على قدر الوسع ، وفق اجتهاد أهل الشأن
Bookmarks