قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عملك عندك؟
قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي.
فجاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان، إني قد هويتك، وأنا أسألك بالله أن تتزوجني!
فأحضرت أباها - وكان فقيراً - فزوّجني منها وفرح بذلك.
فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء عرجاء مشوهة!!
وكانت لمحبّتها لي تمنعني من الخروج، فأقعد حِفظاً لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئاً وكأنّي على جمر الغضا من بغضها.
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها.
صيد الخاطر ص 132
Bookmarks