بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا أأمن ...!!!؟؟؟
هذا سؤال خاطئ ومعكوس مع اننا نسمعه كثيراً وربما راود افكار بعضنا خاصّة في مرحلة العنفوان والغرور . وقد تحدّثتُ مع بعض الشباب القريبين لي حول هذا السؤال , في زمنٍ تغيّر فيه الحال وتبدّلت فيه المفاهيم , فأصبح الإلحادُ موضة والكفر اضحى يُتفاخُر به والعياذ بالله . وسوف ابدأ بهذه القصّة كمثال وهي .
أن رجلاً بدويّاً متنقّلاً في الصحراء أجتمع يوما بكل افراد الأسرة وتبادل معهم الحديث حتى وصل إلى ان يسأل أولاده عن ماذا يتمنّى كل واحد منهم ولماذا .!!
فالأبناء الذّكور منهم من تمنّى خيلاً ومنهم من تمنّى سلاحاً ومنهم من تمنّى إبِلاً كثيرة وكلهم قال سبب أمنيته , أما إحدى بناته فقد تمنّتْ ذهباً وملابس لما تراه من حُسْن وجمال فيما تمنّته , بينما إحدى البنات بقيت صامتة فقال لها ابوها
ماذا تتمنين .؟ فقالت أتمنّى الزّواج ...!!
استشاط الإخوة غضباً وصاحت الأم غيظا .!! وقام الإخوة وكل ممتشق سيفه ليقتلها لكن الأب كان واعياً فنهر أبناءه وهدأ الوضع ثم سأل ابنته عن السبب الذي جعلها تتمنّى الزواج وهي لا تعرف عنه شيئا ...!! فأجابت بقولها .
والله الذي ينزل الغيث وينبت العشب أنّي ما تمنّيتُ الزّواج إلاّ لما شاهدته من حال أمّي فأنا أراها وهي تعاني الكثير من تعب الحمل واسمعها وهي تصرخ حين الولادة وتبقى مريضة في الفراش بسبب مشاق الولادة . فأظن ان أمي لن تنجب بعد تلك المعاناة . ولكن ومع كل تلك المتاعب والمشاكل والصراخ أجدها تعيد الكرة بعد الأخرى في الحمل والولادة وتعاني وتعيد الحمل والولادة , فعرفتُ انها لم تُكرر هذا إلاّ لأمر جميل جداً يجعلها تقوم بهذا وتتناسى كل المتاعب الأخرى. وقالت : نعم أنا لا اعرفه ولكني متأكّدة من أنه جميل جدا.
ولأني لا يمكن لي ان أعرفه إلاّ إذا فعلته بنفسي فلذا تمنّته ...!!
إن تلك البنت البدوية لهي أعرف من كثير من الدكاترة واعلم بكثير من بعض المثقفين اليوم . انها بعقلها البسيط استنتجت شيئا جميلا من خلال ملاحظاتها .

واعتذر اذا كان في القصّة شيء يخل بالادب أو يؤوّل الى ذلك .


وعودا للسؤال وهو لماذا نؤمن ..!!؟؟
أقول ان هذا السؤال خاطئ ومعكوس , فالسؤال الصحيح هو لماذا نكفر ..!!؟؟
تماما مثل قولنا لذا نمرض هذا هو السؤال اما لماذا نكون صحيحين فهذا الخطأ .

ولكي نعرف الجواب على سؤالنا علينا الرّصد والمشاهدة لما حولنا , وطرح أسئلة على أنفسنا من مثل : لماذا هؤلاء يضحّون براحتهم ..!!؟؟ من اجل ماذا يقوم المؤمنون فجراً ليوأدّوا صلاة الفجر ...!!؟؟ ما الذي يجعل المؤمن يدفع حياته كلها مقابل إيمانه ..؟؟ ما لشيء الجميل الذي يجدونه في داخلهم حتى يقوموا بكل هذه التضحيات , يمتنعون كلهم شهرا كاملا عن الطعام , والبعض يبكي حين ينتهي رمضان !! لا يريده ان ينتهي ... كيف يصومون كل خميس وكل اثنين وثلاثة ايام في كل شهر .؟ أليسوا بشرا مثلي ..؟ ما الذي يجعلهم يزكّون ويذهبون للحج ..؟ ما هي القوة التي تدفعهم لفعل ذلك وماذا يجنون من وراء تلك الأفعال المتعبة . ؟؟ ويفعلونها بطيب خاطر ويفرحون بفعلها , ويوصون ابناءهم بفعلها ويؤكّدون جمالها وحسنها ..... الخ

فالبشر كلهم سواء في الاحاسيس والمشاعر فكيف يوجد هناك من البشر حين تأتيه الوفاة فيجدونه يبكي فقيل لهم ما يبكيك فيقول ما ابكي إلاّ على ظمأ الهواجر وظمأ الهواجر هو ما يشعر به الصائم بعد صلاة العصر . فما الحلاوة التي كان يجدها في مثل ذلك التصرف .؟؟ ما الذي يجعل شخصاً يقول لو أن اهل الجنّة يشعرون بمثل ما نشعر به إذاً فهم في نعيم حقاً .؟ بماذا يشعر ذلك الرجل حتى يظن ان ما هو فيه ربما يكون احسن من نعيم الجنّة . والأمثلة في هذا كثيرة جدا .
وهنا ارجو ان تركز بحثك على الأشياء التي تعني من يقوم بها مباشرة .ولها مردود دنيوي حالي أو آني مثل راحة البال والطمأنينة والسكينة والسعادة .

استحث نفسك أنت واخرج منها مثل هذه الأسئلة وستجد الجواب قريبا منك .إن شاء الله .

ستجده مثل ما وجدته تلك البدويّة .

طبعاً لا اريد أن أذكر جوابا فالإيمان عندي مثله مثل الأكل والشرب والتنفس أنا أراه عنصرا ضروريا من ضروريات الحياة بل اهم عناصر الحياة .. ولكني اريد من كل شخص ضعيف إيمان او به شكوك حول الدين اريده هو ان يبحث بنفسه , وحين يجد الجواب سيعرف ان هناك اشياء جميلة جعلت المؤمن يكون مؤمنا ويحب الإيمان من كل قلبه ويتعلّق به صادقاً . فحين تجد الشيء بنفسك تجد ان لاكتشافك ذاك حلاوة ما مثلها حلاوة , قد تجعلك تلوم الآخرين لانهم لم يخبروك بتلك الحلاوة وذلك الاستقرار وكيف ان العالم كله سيتغيّر بصورة لا يمكن ان يشرحها أو يقولها لك احد ... الا شخص واحد .......... ألا وهو انت .