سؤال عن سنن النبي صلى الله عليه و سلم

[مسلم أسود]

السلام عليكم

يقول الحق جل في علاه

(( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ))

و نحن طبعاً نتبع سنة أشرف المرسلين عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم . لكن مما أتساءل عنه :

هل نتبع النبي صلى الله عليه و سلم في كل و أي شيء مهما كان ؟ فعلى سبيل المثال ، إن كان النبي صلى الله عليه و سلم يأكل نوعاً من الطعام فهل يعتبر من السنة تناول مثله حتى و لو لم يعجبنا ؟ أنا لا آتي بشبهة . بل أستفسر و أسأل للتعلم . كخلاصة : كيف نفرق حسب القرآن و الأحاديث بين ما يعتبر سنة نتبعها و بين ما لا يعتبر سنة ؟

جزاكم الله خيراً .

[مشرف 9]

تنقسم سنة النبي إلى أنواع عدة , منها القولية والفعلية والتقريرية والجبلية أو الطبع الخاص به كإنسان , وتلك الأخيرة هي التي ليس فيها لزوم اتباعه لمن يشق عليه لاختلاف الجبلة والطبع , مثل لون معين من اللباس أو نوع معين من القماش أو نوع طعام معين إلخ , واللازم في ذلك فقط هو اجتناب ما نهى عنه مثل نهيه عن لبس الحرير وأكل الحُمر الأهلية , فإذا اجتنبت ما نهى عنه فلك التنوع في الأخذ من سنته الجبلية حسب ما يوافقك أو حسب ما تريد - مع اعترافنا أن هديه وسنته الجبلية هي خير ما يكون عليه إنسان ولكن لا نحمل عليها أحد كما لم يحمل النبي عليها أحد - ومن ذلك ما جاء في كلام النبي عن أكل الضب (وهو حيوان زاحف) فقال:- لا آكله , ولا أحرمه . فامتناعه عن أكل حيوان الضب هنا هو لشيء في طبع النبي وجبلته , ولكنه قد بين لنا مع ذلك أنه ليس حراما

[مسلم أسود]

جزاك الله خيراً . و لكن هل من دليل من القرآن أو السنة ؟

[إلى حب الله]

من بعد إذن الإشراف :
أنقل للأخ الكريم النقولات المختصرة التالية :
---------------

تنقسم السنة إلى أربعة أنواع :
قولية :، وفعلية ، وتقريرية ، ووصفية ، وذلك على النحو التالي :

أ - السنة القولية :
وهي كلام صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظه ، مثل حديث :
[ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ] ، وحديث ،
[ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] ، وحديث
[ الدين النصيحة ] وحديث
[ بني الإسلام على خمس ] .
ومن السنة القولية الحديث القدسي ، وهو ما أسنده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل ، ومثاله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى :
[ أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ] .

ب - السنة الفعلية :
وهي تشمل جميع ما نقل إلينا من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله على قدر المستطاع ومما ليس خاصا به جبلة ًأو شرعا ً..
أما الجبلة :
فهي مثل نوع لبس معين أو طعام معين يحبه أو طهام معين لا يأكله أو لا يشتهيه مثل لحم الضب
وأما الخاص به شرعا :
فمثل صومه المتواصل وقيامه وتهجده وزواجه بأكثر من أربع إلخ
وأما ما عدا خصائصه الجبلية والشرعية وكما قلنا : فقد أمرنا الله عز وجل بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعه في جميع أحواله : في السلم والحرب ، والسفر والإقامة ، وفي معاملة الأزواج ، والأولاد ، والأصحاب ، وفي الرحمة بالضعيف ، وفي العدل في الحكم ، وفي الشورى ، وفي رد الحقوق لأصحابها ، وفي موالاة المؤمنين والبراء من الكافرين ، والرغبة في هداية الآخرين وحب الخير لهم ، وبذل المعروف وكف الأذى ، وكفالة اليتيم وسد حاجة الأرمل ، وغير ذلك من خصاله الكريمة وأفعاله السامية النبيلة ، قال تعالى :
[ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ] ( الأحزاب : 21) .
وقد أدى النبي صلى الله عليه وسلم الشعائر الإسلامية ، وأمرنا أن نلتزم هديه ونحذو حذوه ، فقال في شأن الصلاة :
[ صلوا كما رأيتموني أصلي ] وقال في شأن الحج :
[ خذوا عني مناسككم ]
ومن السنن الفعلية التي يغفل عنها كثير من الناس عمل القلب من محبة الله وأوليائه ، وخشية الله ، ورجاء ثوابه ، وترك الكبر والجبن والشح والهلع ..

ج - السنة التقريرية :
وهي أن يحدث أمر أو يقال قول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في حضرته ومشاهدته أو في غيبته ثم ينقل إليه فيقره النبي صلى الله عليه وسلم إما بالسكوت وعدم الإنكار أو بالموافقة والاستحسان ، ومن ذلك :
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب :
[ لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : " لا نصلي حتى نأتيا " ، وقال بعضهم : " بل نصلي ، لم يرد منا ذلك " فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم ] .
- حديث أنس رضي الله عنه :
[ كان يلبي الملبي لا ينكر عليه ، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه ] .
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيباً ، فصليا ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولوم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد :
[ أصبت السنة ] ، وقال للآخر :
[ لك الأجر مرتين ] .

[مسلم أسود]

كفيت و وفيت جزاك ربي خيراً يا أبا حب الله

للتأكيد على عدم وجود لبس ، فهناك أمور من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم لا تعتبر من السنن الدينية - كالنوافل و مثلها - و لا تستوجب القيام بها . فهل أصبت ؟

[إلى حب الله]

للتأكيد على عدم وجود لبس ، فهناك أمور من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم لا تعتبر من السنن الدينية - كالنوافل و مثلها - و لا تستوجب القيام بها . فهل أصبت ؟

لا ..
لم تصب أخي الكريم ..
بل سائر النوافل : هي أيضا ًمن سنن النبي الفعلية صلى الله عليه وسلم ..
فالسنة في اللغة : هي الطريقة والمنهج إلخ ..
مثل صلاة ركعتين قبل الصبح وبعد العشاء ..
ومثل صيام الاثنين والخميس .. وأشياء كثيرة جدا ً...

وإنما سؤالك يذهب لجهة أخرى من المفترض وهي :
فرق الواجب عن المستحب ...
فنعم .. هناك سنن للنبي ليست واجبة وجوبا ًيتعلق به عقابا ًإن لم تفعلها ..
وهي المستحبات ...

وإن كانت كل سنة للنبي صلى الله عليه وسلم أمر بها أو نهى عنها :
حري ٌبالمسلم فعلها إذا كان قادرا ً.. ومهما بلغت في الضآلة في عينيك ؟؟
مثل السواك مثلا ًقبل الصلاة وعند الاستيقاظ لصلاة الليل .. إلخ

والله الموفق ..

[مسلم أسود]

لا ..
لم تصب أخي الكريم ..
بل سائر النوافل : هي أيضا ًمن سنن النبي الفعلية صلى الله عليه وسلم ..

لحظة لحظة يا أبا حب الله ! يبدو أنني لم أكن واضحاً في كلامي . حين قلت

فهناك أمور من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم لا تعتبر من السنن الدينية - كالنوافل و مثلها - و لا تستوجب القيام بها .

كنت أعني أن النوافل هي بالفعل من السنن التي يستحب للمسلم فعلها و هي مؤكدة .

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك . و لكني تذكرت شيئاً حدث منذ فترة . ففي حوار لمسلم مع نصراني عن زواج النبي صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة ( أي و الله ! ما زال هناك حمقى يعترضون عليه ! ) خنس عدو الله و تراجع حين أثبت له ان زواج النبي لم يكن فيه أي ضرر جسدي أو نفسي أو اجتماعي أو أي نوع كان . فليحفظ ماء وجهه ذهب فقال

و هل ستتبعون سنة نبيكم كما يأمركم القرآن و تتزوجون بنات التسع سنين ؟ إن قلتم نعم فأنتم تفعلون شيئاً يضر المجتمع و تثبتون خطأكم . و إن قلتم لا أثبتم أن نبيكم ليس إنساناً كاملاً كما تدعون . فأنتم لا تستطيعون تطبيق شرعه في كل زمان و مكان .

و شخصياً ، أعرف جزءاً من الرد على افترائه . فأولاً ، لا يمكن إقامة مثل هذا الزواج في هذه الحقبة لاختلاف الأحوال و عدم إمكانية بلوغ أحد في سن التاسعة - إلا الحالات النادرة - فانتهى الجزء الأول من الرد . أما مسألة عدم صلاحية الشرع لكل زمان و مكان فهذا خبث منه و محاولة لإلزامنا بإجابتين كلاهما خاطئة - كما فعل نيوتن في موضوع الأخلاق - فنريد منه أن يأتينا بآية أو حديث يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيه أن نتزوج من الصغيرات و لن يجد . كما أن النبي صلى الله عليه و سلم تزوج من امرأة بالغة شهد لها القوم أجمعون على حكمتها . حتى أنها كانت مخطوبة . و حين يريد الخبيث إلزامنا بقوله أن نتزوج الصغيرات فهذا مكر و خداع .

لكن لا أجد في رأسي إجابة دامغة تخرس المكابرين . هل لك رأي يا أستاذنا ؟

[إلى حب الله]

فهناك أمور من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم لا تعتبر من السنن الدينية - كالنوافل و مثلها - و لا تستوجب القيام بها .

نعم .. فهمت الآن قصدك أخي ..
ولكن أيضا ًزواج النبي من عائشة رضي الله عنها : هو سنة من سننه ..
ولكنها لا تدخل تحت الواجب المترتب عليه عقابا ًعلى تركه ..
بل ترجع لذوق كل إنسان وطبيعته ومجتمعه ..
وهي مثل ترك النبي كما قلت لأكل لحم الضب :
فلا يُعد مذنبا ًمَن أكله !!!..

وللعلم :
ما زال إلى الآن الزواج المبكر ينتشر في بعض البلدان مثل اليمن والسعودية وبع المناطق الأخرى من العالم - ومنها حتى غير إسلامي كالمكسيك إلخ -
وإنما الإسلام فقط : وضع ضوابط كل ذلك إذا تحققت شروطه من بلوغ الفتاة والتراضي واحتمالها الوطء ..
فشرع الله تعالى صالح لكل مكان وزمان : إذا فهمناه ..
ولكنه يصير شبهة في وجه مَن لا يفهمه ومَن يقتطع سياق العبارات منه والأحكام ...
ومَن لا يفهم الفرق بين الواجب والمستحب والمباح والمندوب والحرام والمكروه ..

وأما خلاصة الرد على هذا المشاغب : فهي أن تقول لك :
أنه حسب فهمك يا هذا للسنة عند المسلمين :
فكان ( يجب ) أيضا ًأن يتزوج المسلم من امرأة أرملة في سن 65 سنة : كما تزوج النبي من أمنا سودة ؟!

وفقك الله ...

[Almumen]

سبحان الله,
رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج امرأة إسمها خديجة رضي الله عنها هل هذا يعني أنني عندما أبحث عن زوجة يلزمني البحث عن امرأة اسمها خديجة لأقوم بسنة النبي صلى الله عليه و سلم.
و الحفاظ على نفس الترتيب في حال الزوجة الثانية و الثالثة ... ?
و الله بقليل من الفهم و استعمال العقل الذي فرقنا به الله عن كثير من خلقه يتبين الهدى من الضلال.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[مسلم أسود]

وأما خلاصة الرد على هذا المشاغب : فهي أن تقول لك :
أنه حسب فهمك يا هذا للسنة عند المسلمين :
فكان ( يجب ) أيضا ًأن يتزوج المسلم من امرأة أرملة في سن 65 سنة : كما تزوج النبي من أمنا سودة ؟!

يا الله ! كيف فاتني هذا ؟! دائماً ما تتحفنا بأفضل الردود ما شاء الله ! حقاً كفيت و وفيت جزاك الله خيراً و وفقنا لما يحبه و يرضاه .

رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج امرأة إسمها خديجة رضي الله عنها هل هذا يعني أنني عندما أبحث عن زوجة يلزمني البحث عن امرأة اسمها خديجة لأقوم بسنة النبي صلى الله عليه و سلم.
و الحفاظ على نفس الترتيب في حال الزوجة الثانية و الثالثة ... ?

أضحك الله سنك . إضافة جميلة

هذا و بالله التوفيق . و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . و صل اللهم و سلم و زد و بارك على سيدنا و حبيبنا و نور قلوبنا محمد خاتم النبيين