صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20

الموضوع: شكوك تراودني

  1. #1

    افتراضي شكوك تراودني

    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
    كيف حال الاخوة؟
    لجأت إلى هذا المنتدى سعيا مني لإسكات شكوك لم أستطع إيجاد أي شيء يسكتها في مجتمعي.
    المهم أنا مسلم و لله الحمد و الشبهات التي خطرت ببالي محدودة،المهم أن قضية الخلق واحدة منها و هنا لا أقصد أني أؤمن بالتطور او هذا الهراء بل ما حصل معي أني كنت أتكلم مع ملحد و عندما كنا نتناقش عن تطور الإنسان قال لي أنه لا يؤمن بالتطور لكنه لا يجد دليلا منطقيا على الخلق أي ان تعقيد الكون لا يهمه بقدر ما يهمه ما الدليل العلمي على الخلق المباشر.
    و المهم أيضا هي قضية صفات الله سبحانه و تعالى نستطيع إثبات صفة القدرة المطلقة و الإبداع اللامتناهي و ما إلى ذلك، لكن كيف يمكننا إثبات الصفات الباقية منطقيا من رحمة و عدالة و غفران الخ.....؟و خصوصًا أن الدنيا نفسها تفتقر لهذه الصفات
    أخيرا كيف نقنع شخصا بالإيمان بالغيبات؟يعني لو قلت لملحد تعال و آمن بالإسلام و رفض لأنه غير مستعد للإيمان بأي شيء غيبي فما الذي يجب أن اقوله له؟
    و شكرا مسبقًا

  2. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً.
    هو لا يرى الابداع ولايجد سوى الضنك كيف يمكن أن يؤمن ولم ينشرح صدره
    للهم إهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت ولا تخزنا يوم الدين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لكنه لا يجد دليلا منطقيا على الخلق أي ان تعقيد الكون لا يهمه بقدر ما يهمه ما الدليل العلمي على الخلق المباشر.
    كل الأدلة المنطقية و العلمية تدل على الخلق المباشر فالإنسان و كثير من الكائنات الحية ظهرت فجأة في أزمنة مختلفة حتى أن العلماء يسمون الظهور المفاجئ و الغريب لهذه الكائنات بالإنفجار الكمبري حيث ظهرت كل شعب الحيوانات المعروفة اليوم في نفس الوقت، في منتصف الحقبة الجيولوجية المعروفة باسم العصر الكمبري. والعصر الكمبري عبارة عن حقبة جيولوجية يُقدر أنها استمرت لنحو 65 مليون سنة، أي ما بين نحو 570 إلى 505 مليون سنة ماضية. ولكن الظهور المفاجئ لمجموعات الحيوانات الرئيسية قد استغرق فترة زمنية قصيرة من العصر الكمبري، وتعرف هذه الفترة غالبا باسم "الانفجار الكمبري". وقد ذكر ستيفان سي. مِيِر Stephen C. Meyer، وبي. إيه. نِلسون P. A. Nelson، وبول شين Paul Chien، في مقالة تستند إلى دراسة مفصلة للأدبيات في هذا المجال بتاريخ 2001، ذكروا أن "الانفجار الكمبري حدث خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من الزمن الجيولوجي، لم تدم لأكثر من 5 ملايين سنة".
    وقبل ذلك، لم يكن هناك أي أثر في سجل الحفريات لأي شيء باستثناء الكائنات وحيدة الخلية وبضع كائنات بدائية للغاية من متعددات الخلايا. ونشأت كل الشعب الحيوانية في أكمل شكل وعلى نحو فجائي خلال فترة زمنية قصيرة للغاية تعرف بالانفجار الكمبري. (خمسة ملايين سنة فترة قصيرة للغاية من الناحية الجيولوجية!).
    وترجع الحفريات المكتشفة في الصخور الكمبرية لكائنات شديدة التنوع مثل القواقع، وثلاثيات الفصوص، والإسفنجيات، وقناديل البحر، ونجوم البحر، والمحار، إلخ. وتتميز معظم الكائنات الموجودة في تلك الطبقة بأجهزة معقدة وتراكيب متقدمة، مثل الأعين، والخياشيم، وأجهزة دوران الدم، تماما مثل تلك الموجودة في النماذج العصرية. وتتميز هذه التراكيب في ذات الوقت بقدر عال من التقدم والاختلاف.
    وفي هذا الصدد، قدم ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky، الكاتب في جريدة ساينس نيوز Science News journal، التصريح التالي حول الانفجار الكمبري، الذي يشكل مأزقا خطيرا بالنسبة لنظرية التطور:
    "قبل نصف بليون سنة... ظهرت فجأة أشكال الحيوانات شديدة التعقيد التي نراها اليوم. وترمز تلك اللحظة، في بداية العصر الكمبري للأرض، أي قبل نحو 550 مليون سنة، إلى الانفجار التطوري الذي ملأ البحار بأولى الكائنات المعقدة في العالم".

    لكن كيف يمكننا إثبات الصفات الباقية منطقيا من رحمة و عدالة و غفران الخ.....؟و خصوصًا أن الدنيا نفسها تفتقر لهذه الصفات
    قول صاحبك أن الدنيا تفتقر للرحمة و العدالة و الغفران قول غير صحيح بل مظاهر الرحمة و العدالة و الغفران كثيرة جدا لكنها فقط ليست دائمة فمظاهر الرحمة عند الحيوانات كثيرة جدا حتى وصل الأمر برحمة الحيوان المفترس بالحيوان الضعيف و الفيديوهات اليوم كثيرة جدا بل من أبسط مظاهر الرحمة الأمومة و أما العدالة فتظهر في أن البشرية كلها تعرف بأن عاقبة الظلم وخيمة و عاقبة الخير طيبة و من زرع شرا حصد شرا و من زرع خيرا حصد خيرا حتى أصبحت هذه المفاهيم من البديهيات عند البشر ..
    و أما الغفران فلا أدل عليه من صبر الله عز وجل على عباده رغم كفرهم به و جحودهم لنعمه و فضائله ..

    أخيرا كيف نقنع شخصا بالإيمان بالغيبات؟
    لو كان صادقا مع نفسه لكفته الأحلام التنبؤية و لكفاه الحدس و الإلهام و التخاطر و القدرات العجيبة لبعض البشر أما إذا أنكر كل هذا مع تواتره عند البشر فلن ينفعه شيء..
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مجرد توجّهك إلى أهل العلم بالسؤال وعزيمتك فى محاربة الفتن والشبهات: هو بادرة خير بإذن الله تعالى
    وأنصحك قبل كل شىء بـ:
    1- إخلاص النيّة لله...
    أى تتعلّم لوجه الله الواحد القهّار فقط... لا تتعلّم بنيّة أن تناظر ملحداً فتغلبه، ولا تتعلّم بنيّة أن تنال لقب "عالم" مثلاً، وهكذا
    2- أن تفتح موضوعاً بقسم الحوارات الخاصة، تركّز فيه مع محاور واحد فقط من المنتدى، فتسأل عن كل شىء من الألف إلى الياء... بداية من الأصول وحتى الفروع

    وإن شاء الله تكتب لك الهداية والخير من هنا، وتصير أحد فرسان المنتدى
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم.
    فاحذر أخي الكريم من مناقشة الملاحدة أن يضلوك. وبالنسبة للرحمة وغيرها؛ فهي بنفس الطريقة بالضبط وهي جزء رئيسي من فطرة البشر، أنهم يعرفون أن خالقهم فوقهم في كل شيء. فانظر: وجود الكون الذي له بداية أي المحدود ببداية، يستلزم وجود الأول - عز وجل - الذي ليست له بداية. فمهما تقدم خلق الكون، سيكون بعد الأزل بعدد لا نهائي من السنين، وسيكون الله قبله - سبحانه -. وكذلك وجود المخلوق الفقير المحتاج لربه، يستلزم وجود الله الغني عن خلقه، الغير محتاج لهم. ووجود الكون بالحدود التي خلقها الله عليه، يعني أن الله كان موجودا قبل هذه الحدود وليس محدودا بها. فالذي يعطي الكمال للمخلوقات التي خلقها من عدم ووضع عليها حدودا وقيودا؛ هو - سبحانه - أعظم منهم وأولى منهم بهذا الكمال؛ وبهذا يثبت له الكمال المطلق. فمهما تقدم خلق المخلوق، سيكون الله قبله. ومهما ارتفع، سيكون الله فوقه. وهكذا.

    وأما كلامك عن افتقار الدنيا للعدل وغير ذلك؛ فلم يصب الملحد في كلامه. فما تراه من تفاوت بين الناس في الأرزاق وغير ذلك كله بحكمة من الله ونحن هنا لاختبارنا وابتلاءنا، ولا تنس بأن كون المخلوق محتاج لغيره؛ لا يعني أن الخالق - سبحانه عن ذلك - محتاج لغيره. وكذلك كون المخلوق متصف بالشر؛ لا يعني بحال ما يظنه هؤلاء - سبحان الله عن كل نقص -.

    قال تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ))

    ولا تنس أن وجود الآخرة له علاقة بهذا الأمر، فلا يستوي حينئذ الصالح والطالح، وأعتذر فلا أملك الوقت للاستفاضة.

    وبارك الله فيك. والحمد لله رب العالمين.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
    أهلا أخي وحبيبي برايد ..
    أخي تنبيه قبل كل شيء :
    هذي الوساوس لست أنت الوحيد المصاب بها .. بل حتى أصاب بعض الصحب الكرام شيء منها فكانوا يستعظمون النطق بها فكان الرد النبوي صلى الله و سلم على صاحبه "ذلك صريح الإيمان" .. و لذلك إن استعظمتها في نفسك أي وجدتها عظيمة و لم تستقر في قبلك فنبشرك بالخير أخي في الله ..
    أما عن جدالك للملاحدة فإن كنت من أهل العلم فجزاك الله خيرا على دعوتهم .. أما إن لم تكن فمالك و للجدال ؟
    أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم ألا نتعرض للدجال حينما يخرج بسبب الشبهات التي يلقيها ..
    و لربما يا أخي تعلق شبهة واهية في قلبك تفسد علي حياتك و ربما آخرتك .
    أما عن الأسئلة فهي كالآتي :
    1) مالدليل العلمي على الخلق المباشر ؟
    2) كيف نستدل على صفات الله الكاملة في دنيا ناقصة ؟
    3) كيف نقنع ملحدا بالإيمان بالغيب؟


    أما الأجوبة :
    أولا :
    هذا السؤال ينبني على تعريف الدليل العلمي و اختزاله في أمور محددة .
    سل صاحبك أي دليل يقصد ؟
    هل يقصد المشاهدة ؟
    هذا محال و لذلك فنحن نعرف تفسيرات كثيرة لأمور متعددة متعلقة بأكثر من مجال كنشوء الكون و الأرض و غيرها دونما مشاهدة .
    إن الدليل العلمي يمكن القول فيه أنه معطيات علمية أي متعلقة بالعلوم الطبيعية تستلزم عقلا وجود ما لا نحس به ..
    و لذلك تجد العلوم بتجمعها تنبني في غالبيتها على هذا التعريف .
    مثلا : مندليف عندما وضع جدوله الدوري كان عدد العناصر الكيميائية في زمنه أقل مما هو عليه الآن ، قام بوضع خانات أكثر من عدد العناصر آنذاك لعناصر توقع اكتشافها فيما بعد ، بل كان يضع الخانات بطريقة ذكية حيث يضع كل خانة لم يكتسف عنصرها أسفل خانة العنصر الموجود والمشابه له في بعض الخواص ، ولذلك تراه وضع خانة تحت عنصر الألمونيوم و أسماه شبيه الألمونيوم ، ليكتشف فيما بعد عنصر الجاليوم و هو ما كان معروفا عند مندليف بشبيه الألمونيوم .

    نلاحظ من هذا المثال الاستدلال بشيء معلوم على شيء مجهول بسبب معطيات علمية و استلزام عقلي .
    و هكذا بالنسبة لعملية الخلق :
    فالمعطيات العلمية و منها الحفريات على مدار 150 عاما الماضية تؤكد على حقيقة خروج الكائنات الحية من طور العدم إلى طور الحياة في وقت واحد وهذا يشير إلى استحالة التطور سواء بأي مفهوم كان و لابد من وجود إرادة و قوة أخرجت المعدوم إلى موجود و هذا هو ما يسمة عندنا الخلق .
    و يمكن الاستدلال بطريقة أخرى وهي بتلاستدلال بالخالق أي بإثبات وجود الخالق ثم الرجوع إلى كلامه
    قال تعالى " ... الله خالق كل شيء ... "

    ثانيا : فإن هذا يشبه طريقة الأشاعرة الذين يثبتون سبعا من الصفات و يؤولون الباقي و للخروج من هذه المسألة سليما معافى اتبع ما أسلفت و هو بالاستدلال بكلام الخالق
    عن الرحمة مثلا " الرحمن الرحيم "
    عن العدالة " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال ذرة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين "
    عن المغفرة " غافر الذنب و قابل التوب شديد العقا

    ثالثا :
    إن صح الأصل صح الفرع و للمقدمة السليمة تؤدي إلى نتيجة سليمة فإن سار معك في إثبات وجود الخالق كان ما بعده مبنيا عليه.. و يمكن الاستدلال بالغيب من كلام الخالق جل و علا " الذين يؤمنون بالغيب "


    أخي أؤجو أن وفقت في الإجابة عليك و أسأل الله العظيم أن يرزقني و إياك الإيمان و اليقين الكاملين بقوة و برهان
    التعديل الأخير تم 12-31-2012 الساعة 09:09 PM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تصحيح " ... غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ..."

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    بلاد الله الواسعة
    المشاركات
    97
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Pride مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
    كيف حال الاخوة؟
    لجأت إلى هذا المنتدى سعيا مني لإسكات شكوك لم أستطع إيجاد أي شيء يسكتها في مجتمعي.
    المهم أنا مسلم و لله الحمد و الشبهات التي خطرت ببالي محدودة،المهم أن قضية الخلق واحدة منها و هنا لا أقصد أني أؤمن بالتطور او هذا الهراء بل ما حصل معي أني كنت أتكلم مع ملحد و عندما كنا نتناقش عن تطور الإنسان قال لي أنه لا يؤمن بالتطور لكنه لا يجد دليلا منطقيا على الخلق أي ان تعقيد الكون لا يهمه بقدر ما يهمه ما الدليل العلمي على الخلق المباشر.
    يا إما أن ملحد الانترنت هذا يستعمل التقية يا إما أنه غبي بشكل . إلى الآن لم أر ملحدا حقيقيا واحدا لا يؤمن بالتطور ، إذا لم يكن إمعة ، فهو يقول أنه لا يؤمن فقط حتى يجعل أي انتقاد للتطور يتحول إلى انتقاد للخلق .

    أسئلتك تحتاج فعلا إلى فتح مواضيع جديدة ، كما أني أتفق مع عمر لا تحاورهم فتضل لديهم أساليب مراوغة فظيعة لا تستطيع حتى الحية مجاراتها .

  9. #9

    افتراضي

    الزميل العزيز Pride

    اتمنى ان اساهم ولو بشيء قليل في الرد على الاسئلة التي طرحتها، عسى الله ان يجعل في اجابتي فائدة

    ما الدليل العلمي على الخلق المباشر
    لو انك دخلت غرفتك فوجدت ان سريرك ومكتبك مرتبين وفي احسن صورة، بعد ان تركتهم في الصباح غير مرتبين، هل تحتاج لدليل على ان احدا من اسرتك قد دخل غرفتك وقام بترتيبها على النحو الذي رأيته، صحيح انه يوجد احتمال انه قد دخل بعض الهواء من النافذة وبصدفة غريبة عجيبة مريبة قام الهواء بترتيب الغرفة، او انه قد حدث زلزال في منطقة البيت والاهتزازات الناتجة عنه ادت بنفس الصدفة اللولبية الى ترتيب البيت، و العديد من الاحتمالات الاخرى، و (لكن) لدينا عقل لا نستطيع تجاهله ولا تجاهل البديهيات والمسلمات التي يفرضها علينا (لانه بهدم هذه البديهيات ينهدم الحد الفاصل بين العقل والجنون) وعقلنا يشير الى ان الاحتمال المقبول الوحيد هو ان احداً ما قد قام بترتيب الغرفة حتى بدون ان تعرف من هذا الشخص، حتى وان افترضت انك تعيش وحدك في هذا البيت او حتى انك تعيش وحدك في المدينة، فلن تشك للحظة في ان احداً قد قام بترتيب الغرفة، بدون ان تعرف من هو؟ او كيف دخل؟ ولماذا قام بذلك؟ مع كل هذه الأسئلة وبدون اي اجابة لها يبقى الدليل الأول والأقوى هو انه لا يوجد احتمال اخر غير ان احداً ما قد رتب الغرفة، وقد قال الله سبحانه وتعالى { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} (الطور : 35).
    ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ترابا﴾

    وكيف يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل (شيخ الإسلام ابن تيمية)
    إني لم أخلق ذاتي بنفسي، وإلا فقد كنت أعطيها سائر صفات الكمال التي أدركها. إذن أنا مخلوق بذات أخرى، وتلك الذات يجب أن تكون حائزة جميع صفات الكمال، وإلا اضطررت أن أطبق عليها التعليل الذي طبقته على نفسي. (ديكارت)

  10. #10

    افتراضي

    انقل اليك ايضا هذا النص للكاتب هارون يحي

    لنتفكر في حبة الأسبرين برهة من الوقت، العلامة الموجودة في منتصف الحبة هي أول ما سيخطر في بالنا. صممت هذه العلامة لمساعدة أولئك الذين يتناولون نصف جرعة. إن كل منتج موجود حولنا، حتى ولو لم يكن ببساطة حبة الأسبرين، له تصميم مميز، بدءاً من المركبات التي نخرج بها إلى العمل وانتهاء بجهاز التحكم عن بعد.
    باختصار، التصميم هو تجميع متناغم لعدة أجزاء مختلفة بشكل منتظم لتحقيق هدف معين. ومع هذا التعريف لا يصعب على أحدنا أن يفكر في أن السيارة نوع من أنواع التصاميم، ذلك لأن الهدف من تصنيعها هو نقل الأشخاص والشحنات، وحسب هذا الهدف يتم تصميم الأجزاء المختلفة مثل المحرك والإطارات وجسم السيارة، وتجميعها في المصنع.
    ولكن ماذا عن الكائنات الحية؟ هل يكون الطائر وديناميكية الطيران لديه نوعٌ من التصميم أيضاً؟ لنطبق قبل الإجابة على هذا السؤال، التقييم الذي أجريناه على مثال السيارة: الهدف هنا هو الطيران، لهذا السبب تستخدم العظام الجوفاء الخفيفة مع عضلات الصدر القوية التي تحرك هذه العظام مع الريش لتحقيق التوازن في الهواء. فقد تشكلت الأجنحة بشكل متوافق مع الديناميكية الهوائية، كما انسجمت عملية الاستقلاب لدى الطائر مع حاجته إلى مقدار كبير من الطاقة، من الواضح أن الطائر هو منتج ذو تصميم خاص.
    إذا تركنا مثال الطائر جانباً وتناولنا أشكالاً أخرى من الحياة، فسنواجه الحقيقة نفسها. توجد أمثلة في كل مخلوق عن التصميم المتقن والمقنع. وإذا تابعنا في هذا البحث، فسنكتشف أننا نحن أنفسنا جزء من هذا النظام.
    إنَّ يديك اللتين تمسكان بهذه الصفحات تعملان بشكل لا يمكن لأي رجل آلي أن يعمل به، وعينيك اللتين تقرآن هذه الأسطر تنفذ عملية الرؤيا بطريقة لا يمكن لأفضل آلة تصوير في العالم أن تنفذها.
    وعندما يصل أحدنا إلى هذه النتيجة الهامة، يجد أن كل المخلوقات الموجودة على سطح الأرض، بما فيها نحن، هي في الحقيقة تصميم فريد، وكل تصميم لا بد له من مصمم، إذن: لا بد لهذه الخلائق من خالق خلقها وقت ما يشاء، وحفظ بقاءها بقوة وحكمة مطلقة.
    إلا أن هذه الحقيقة رفضت من قبل نظرية التطور التي تشكلت في منتصف القرن التاسع عشر. هذه النظرية وضعت أسسها في كتاب تشارلز داروين "أصل الأنواع" وهي تزعم أن جميع أنواع المخلوقات قد ظهرت إلى الوجود عبر سلسلة من الأحداث المتصادفة تطور كل منها عن الآخر.
    وحسب المقدمة الأساسية لهذه النظرية، فإن جميع أشكال الحياة تمر عبر تغيرات عشوائية. ولو كان لهذه التغيرات العشوائية دور في تطور شكل الحياة، لتميزت عن غيرها واستمرت في الأجيال التالية.
    وتواصل هذا السيناريو لمدة 140 عاماً وكأنه علمي جداً ومقنع، إلى أن وضعت نظرية داروين تحت مجهر كبير، وقورنت مع أمثلة التصميم عند المخلوقات. في هذه المرحلة تبين أن هذه النظرية ترسم صورة مختلفة جداً، بمعنى آخر: إنها لا تعدو أن تكون أكثر من دائرة فاسدة متناقضة مع نفسها.
    لنسلط الضوء أولاً على التغيرات العشوائية. لم يتمكن داروين من تقديم تعريف شامل لهذا المفهوم بسبب نقص المعرفة بعلم الجينات في ذلك الوقت، فقام التطوّريون الذين تبعوه بالواجب وقالوا "بالطفرة". والطفرة هي: مجموعة من الانفصالات أو الانحرافات غير المنتظمة في جينات الكائنات الحية. إلا أن الشيء الهام والمثير في هذا الموضوع هو أنه لم يظهر عبر التاريخ ولا طفرة واحدة أدت إلى تطوير المعلومات الجينية للكائن الحي. كل حالات الطفرات التي عرفتها البشرية تقريباً كانت تضعف أو تضر بالكائنات الحية التي تطرأ عليها، وفي أفضل الحالات تكون ذات تأثير حيادي. لذلك فإن التفكير بأن المخلوقات يمكن أن تتطور من خلال الطفرة يشبه إطلاق الرصاص على حشد من الناس على أمل أن تسفر الإصابات عن أشخاص أوفر صحة وأحسن حالاً. بالطبع هذا نوع من الهراء! حتى وإن ادعى أحدهم أن طفرة معينة يمكن أن تؤدي إلى تطور حالة من الحالات البشرية، وعلى نقيض كل المعلومات العلمية، فإن الداروينية مازالت هدفاً لانهيار محتوم.
    السبب وراء ذلك هو المفهوم الذي يطلق عليه "البنية المعقدة التي لا يمكن تجزئتها". ينطوي هذا المفهوم على مضمون يقول بأن غالبية الأنظمة والأعضاء في الكائنات الحية تعمل نتيجة لوجود أجزاء مستقلة تعمل بشكل متزامن، ويكفي إلغاء أو تعطيل أحدها للتسبب بتعطيل العضوية أو النظام بأكمله.
    على سبيل المثال: تتحسس الآذان الأصوات فقط إذا مرت عبر سلسلة من الأعضاء الصغيرة. انزع أو عطّل أياً منها، ولتكن على سبيل المثال إحدى عظيمات الأذن الوسطى، النتيجة تعطيل حاسة السمع بشكل تام.
    لكي تتفاعل الأذن مع الأصوات الخارجية، يجب أن تعمل كل أجزائها دون استثناء في وقت متزامن: القناة السمعية الخارجية، غشاء الطبل، عظيمات الأذن الوسطى وهي المطرقة والسندان وعظم الركاب، السائل الذي يملأ قوقعة الأذن، المستقبلات السمعية مثل الخلايا الشعرية والأهداب التي تساعد هذه الخلايا على تحسس الأصوات. شبكة الأعصاب المتصلة مع المركز السمعي في الدماغ. لا يمكن لهذا النظام السمعي أن يتطور بشكل أجزاء منفصلة، لأنه لا يمكن لأي جزء أن يعمل بمعزل عن باقي أجزاء النظام.
    وبما أن هذه البنية المعقدة التي لا يمكن تجزئتها تدحض نظرية التطور، فقد كان داروين قلقاً من هذه الدلائل الظاهرة، فكتب في كتابه "أصل الأنواع":
    "إذا تمت البرهنة على وجود أي عضو معقد تشكل عبر تعديلات ضخمة ومتتالية، فإن نظريتي ستنسف من أساسها"
    لم يكن باستطاعة داروين أو لم يكن يريد أن يجد مثل هذا العضو المعقد مع إمكانيات القرن التاسع عشر العلمية البسيطة. إلا أن البحث العلمي الدقيق الذي تميز به القرن العشرون، والذي تناول أدق التفاصيل، برهن على أن غالبية الأنظمة الحيوية هي بنية معقدة لا يمكن تجزئتها، وهكذا "نسفت نظرية داروين من أساسها" كما كان يخشى.
    نستعرض في هذا الكتاب أمثلة متعددة عن الأنظمة الحيوية التي تدحض نظرية داروين. هذه الأنظمة يمكن أن نجدها في أي مكان بَدءاً من أجنحة الطيور وحتى جمجمة الوطواط، ومن خلال دراستنا لها لن نتوصل إلى دحض نظرية داروين فحسب، بل سنستشعر عظمة خالق هذه الأحياء وحكمته البالغة.
    هنا سنجد الدليل الذي لا يقبل الجدل على الخلق الإلهي المتقن. الله هو الخالق:
    {هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكِيمُ } الحشر: 24


    المصدر : كتاب "التصميم في الطبيعة" ص: 8 للكاتب : هارون يحي
    ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ترابا﴾

    وكيف يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل (شيخ الإسلام ابن تيمية)
    إني لم أخلق ذاتي بنفسي، وإلا فقد كنت أعطيها سائر صفات الكمال التي أدركها. إذن أنا مخلوق بذات أخرى، وتلك الذات يجب أن تكون حائزة جميع صفات الكمال، وإلا اضطررت أن أطبق عليها التعليل الذي طبقته على نفسي. (ديكارت)

  11. #11

    افتراضي

    أخيرا كيف نقنع شخصا بالإيمان بالغيبات؟ يعني لو قلت لملحد تعال و آمن بالإسلام و رفض لأنه غير مستعد للإيمان بأي شيء غيبي فما الذي يجب أن اقوله له؟
    الايمان بالغيب هو من اساسيات الاعتقاد في اي دين سماوي، وبدونه لا يكون هناك اي معنى للدنيا كدار اختبار، فالحياة في الدنيا انما هي اختبار للانسان بين "غيب يؤكده العقل" وهو فيه التزام بأوامر وامتناع عن نواهي، وبين "هوى النفس" والحياة بدون اي قيود (وبدون هدف ايضا)، ولو فرضنا ان الله سبحانه وتعالى قد تجلى لنا لنراه عين اليقين، فلن يكون هناك اي معنى للاختبار وانما تكون الدنيا عبارة عن "اوامر" من قوي عظيم قادر سبحانه وتعالى، ولا مجال لعصيانها.

    لنناقش الامر من ناحية أخرى: ماهو الغيب ؟ دعنى اجيب وراجعني ان لم تجد اجابتى صحيحة، الغيب هو ما لا نحسه بحواسنا ولكنا ندعي اننا ندركه بعقولنا (اتحدث من منطلق اسلامي)، فـ الله غيب لا نراه بأعيننا ولا ندرك وجوده بأي حاسة من حواسنا ولكننا ندرك وجوده سبحانه وتعالى بعقولنا، من خلال اثاره التي نراها وندركها بحواسنا وهي تدل على وجوده سبحانه وتعالى.

    حسناً، لننقل الان الحديث عن بعض الامثلة في حياتنا، دعنا نأخذ مثلا الالكترون أو اي مكون من المكونات دون الذرية كالكوارك أو الميون او اي جسيم اخر، نعلم جيدا ان علم ميكانيكا الكم يقوم على دراسة هذه الجسيمات والعلاقة بينها، وبناء على ميكانيكا الكم تم تطوير الكثير من الأجهزة الحديثة التي افادت البشرية.
    الان، هل رأينا الالكترون، او اي من هذه الجسيمات الاخرى، هل ادركناها بأي حاسة من الحواس ؟ ؟ ؟
    كلا، لقد ادرك علماء الفيزياء وجود هذه الجسيمات من "أثارها"، فعند اجراء تجربة ويكون ناتجها لا يصح الا بوجود جسيم (س) في معادلات التجربة، عندئذ يدرك العلماء ان هذا الجسيم موجود، وان خواصه هي ما تلزم المعادلات لتكون صحيحة، ولكن أحدا ما لم ير اي من هذه الجسيمات.
    الخلاصة ان هناك الكثير لو بحثت حولك لا تدركة الا من اثاره.
    ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ترابا﴾

    وكيف يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل (شيخ الإسلام ابن تيمية)
    إني لم أخلق ذاتي بنفسي، وإلا فقد كنت أعطيها سائر صفات الكمال التي أدركها. إذن أنا مخلوق بذات أخرى، وتلك الذات يجب أن تكون حائزة جميع صفات الكمال، وإلا اضطررت أن أطبق عليها التعليل الذي طبقته على نفسي. (ديكارت)

  12. #12

    افتراضي

    كيف يمكن أن يؤمن ولم ينشرح صدره
    لا يهمني أن يؤمن بقدر أهمية رد شبهاته،أما إيمانه فأسأل له الهدى
    كل الأدلة المنطقية و العلمية تدل على الخلق المباشر
    اعذرني على جهلي لكن ماذا عن الاثار التي تدل على مراحل انتقالية،أرجو أن تتوسع في الموضوع بعد إذنك لأنه يهمني
    قول صاحبك أن الدنيا تفتقر للرحمة و العدالة و الغفران
    عزيزي أنا أخذت الرحمة و العدالة كمثال و لم أحصر الموضوع بهم هل باقي الصفات لله تعالى تعد من الغيبيات؟
    فما تراه من تفاوت بين الناس في الأرزاق وغير ذلك كله بحكمة من الله ونحن هنا لاختبارنا وابتلاءنا
    لا أستطيع قول هذا له لأنني يجب أن أثبت أن الدنيا دار اختبار أولا
    وإن شاء الله تكتب لك الهداية والخير من هنا، وتصير أحد فرسان المنتدى
    آمين و شكرا على اهتمامك أخي مارو
    سل صاحبك أي دليل يقصد ؟
    المهم أن تعطي النظرية كما كل النظريات تنبؤات يمكن التاكد من صحتها بالمشاهدة أو التجربة
    فإن هذا يشبه طريقة الأشاعرة الذين يثبتون سبعا من الصفات و يؤولون الباقي و للخروج من هذه المسألة سليما معافى اتبع ما أسلفت و هو بالاستدلال بكلام الخالق
    أخي الكريم كلام الله عزوجل أنا مقتنع به كمسلم لكن الملحد لا يعترف بالقران لأستدل به
    الغيب هو ما لا نحسه بحواسنا ولكنا ندعي اننا ندركه بعقولنا (اتحدث من منطلق اسلامي)
    صحيح،لكن الفرق بين المثال الذي طرحته و هو الإلكترون و الجن و الملائكة و الشياطين هو أني أثر الإلكترون أو الوتر أو الكوارك أما الجن فلا أستطيع رؤية أثره على العالم(أتحدث من منطلق شخص لا يؤمن بالغيب)
    أتمنى أن تعذروني على جهلي الكبير و شكرا على إعطائي بعضا من وقتكم

  13. #13

    افتراضي

    السلام عليكم، أخي الكريم. بالنسبة لكلامك أنه لا بد من إقناعه أن الدنيا دار اختبار، فلا يمكن إقناعه بها؛ ولكن أخبره أن الصورة مكتملة عند المسلم، فالله عادل رحيم وهذه الدنيا دار اختبار.

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Pride مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
    كيف حال الاخوة؟
    وعليْكُم السلام ورحمةُ اللهِ وبركاته ،
    حيَّاكَ الله وبيَّاك ، عساكَ بخيْرٍ وأسألُ اللهَ لكَ من كلِّ خيْر .


    لجأت إلى هذا المنتدى سعيا مني لإسكات شكوك لم أستطع إيجاد أي شيء يسكتها في مجتمعي.
    أحسَنتْ

    المهم أنا مسلم و لله الحمد و الشبهات التي خطرت ببالي محدودة،المهم أن قضية الخلق واحدة منها و هنا لا أقصد أني أؤمن بالتطور او هذا الهراء بل ما حصل معي أني كنت أتكلم مع ملحد و عندما كنا نتناقش عن تطور الإنسان قال لي أنه لا يؤمن بالتطور لكنه لا يجد دليلا منطقيا على الخلق أي ان تعقيد الكون لا يهمه بقدر ما يهمه ما الدليل العلمي على الخلق المباشر.
    يبدو أنَّ هذا الملحد قد شربَ جرعَة زائدة البلاهة!
    ليْسَ لعدم توافر دليل علمي على وجود الخالق! بل لأنَّهُ يُطالب بدليل علمي على الخلق المباشر .
    وثمَّة فرق بيِّنٌ بَيْنَ الإثنينْ ، فالأوَّل ممكِن إثباته وبسهولة لأنَّ الله في عقيدةِ العُقلاء هوَ " عليمٌ خبيرٌ " .. ومعرفتنا بهذه الصفات وسواها تجعلنا نتأكَّد منها عندَ النظر إلى الكوْن بكلِّ مافيهِ من قوانين فيزيائية ثابته وتُفاعلات كيميائية ثابته وقوانين ريّاضيَّة وحسابيَّة لا نتائجها أبدًا إنما مُتغيِّرها الوحيد هوَ قياس الإنسان وطريقة حسابه !؛ فقد بُنِيَ هذا الكوْن بقَدَر وعلى علمٍ ، وفي هذا أيْضًا تندُّر على نفرٌ من الملاحدة بعدَما تُثْبِتُ لهُ أنَّ للكوْنِ إله يسألُك : " طيب لماذا خلق الله الأرض في أطوار ولم يخلقها مرَّةً واحدة ؟ " هؤلاء بالضبط ينفع مهم المثل القائل " أنا أُشير إلى القمر والأحمق يَنْظُرُ إلى أصبعي!! " .


    إذْ أنَّ الله يخلقُ الكوْن كما أراد وكيفما شاء ، وشاءَ أن يكونَ هذا الكوْن " مقهور " تحتَ قوانين فيزيائية مُعيَّنة إلى أن يشاء الله ثمَّ { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) " وهذه حقيقةً نظرية مُعتبرة في علم الكونيَّات الماديَّة ، إذ أنَّ نهاية* هذا الكوْن حتميَّة علميَّة و فيزيائية كما هيَ حتميَّة دينية معروفَة باسم " يوم القيامة " ، يُعلَم أنَّ اليومُ الآخر في عُمِرِ الكوْن وُضعت على ثلاث سيناريوهات تختلف وتتقارب فمنها ما تُسمَّى بـ the big crunch theory والثانية the big rip theory أمَّا الثالثة فهي the big freeze theory .. وفي مجملها فهيَ فإنَّ التنبُّؤ بما سيحدُث مقارب جدًا لما أخبرنا الله به في مُحكَمِ تنزيله ، أوليْسَ هذا كَوْنهُ وهوَ أعلمُ به ؟

    إنَّ محاولة المُلحِد وإستمرارهُ في المكابرة والمُطالبة بدليل علمي على الخلقْ المباشر لهوَ بالحقِّ غباءٌ محض ومجازفة عظيمة يُمارسها في حياتهِ التي لا تتعدَّى الثُويْنات في عُمُر الكوْنِ وهو مشابهٌ إلى حدٍّ كبير لكفرةِ الأزمنة الغابرة في قولهم { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } !!!!!!، هذا بعدما أراهُم شقَّ لَهُم البحرَ مُعجزةً . ( قصَّة موسى عليهِ السلام وفرعوْن وبني اسرائيل ) .
    أمَّا في العصْر الحديث ، فقد أعطانا الله من الدلالات والمُعجزات مالم يُعطيها لأحدٍ منْ بني آدمَ من قبلنا ، فقدْ سخَّر لنا ماخلَق { سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } وعلَّمنا ما لا نعلم { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } وجعلنا نخترق جسد الإنسانِ بل وحدَة بناء الكائن الحيْ وهيَ الخليَّة لنرى فيها مكوِّناتٍ أنطقَتْ لما فيها من معجزاتٍ وإعجازِ وتركيبٍ وتصميم : أكثرَ ملاحدة العالم شراسةً فآمنوا بالخلق وخرجوا من وحل الإحراج الذي كفلهُ لهم التطوُّر وقذَفهُم فيهِ الإلحاد .




    الـ DNA عبارة عن حلقات متصلة ببعضها البعض في سِلسِلتْين ملفوفة ( مبرومة ) على بعضها كجديلة , ثم هذه الأخيرة ملفوفة بطريقة لا يتصورها عقل بشري مدفونة داخل نواة الخلية , علماً بأن قطر الخلية = جزء من مئة جزء من مليمتر .! ، والأمر المُعْجِزْ هو أن جديلة الدي إن إيه هذه يبلغ طولها مِتْرَيْن .**

    وإن كان كتابٌ على رفٍّ يُفيدُ بأنَّ هناكَ كاتِبٌ لَه ، فكَيْفَ إذَنْ بالـ DNA : لُغَةُ الحَيَاة، مكتَبَةُ الجَسِد ؛ والذي تحتوي على شيفرة مكوَّنة من أربعة أحرُف هي : A C G T ، تُكوِّن معًا مُترابطة كتابْ من 3000000000 ( ثلاث مليارات ) حرف ، لا يستطيع الإنسان قراءتها إلاَّ في 1000 عام إذا حسبنا أنَّ معدَّل قراتها هي ثانية واحدة لكل حرف ومن غيرِ إنقطاع !
    بل أنَّ تغيير حرفٌ واحد من هذه الحروف في (ب) من الناس يجعلْ منهُ شخص آخر تمامًا ، وهذا الإكتشاف المُبهر هوَ ما جعلَ أشْرَسَ ملاحدةِ الزمان Antony Flew*** يؤمن بوجود خالق فقال " لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي : ومع التعقيدات شبه المستحيلة المتعلقة بالترتيبات اللازمة لإيجاد (الحياة) : أثبتت أنه : لابد حتماً من وجود قوة خارقة وراءها . " .. والحمدُ لله .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Pride مشاهدة المشاركة
    و المهم أيضا هي قضية صفات الله سبحانه و تعالى نستطيع إثبات صفة القدرة المطلقة و الإبداع اللامتناهي و ما إلى ذلك، لكن كيف يمكننا إثبات الصفات الباقية منطقيا من رحمة و عدالة و غفران الخ.....؟و خصوصًا أن الدنيا نفسها تفتقر لهذه الصفات
    أمَّا إنكارُ وجودُ العدْلِ جُملةً وتفصيلاً فهذا كذِبٌ على الله وإفتراءٌ محض ، وإلاَّ قُلْ ليّ باللهِ عليْكَ كيْفَ انتقمَ الله من القذَّافي - كأقرب مثال - عندما قذَفَ شعبُهُ بمسبَّةِ الجرذان فكتبَ الله عليْهِ أن يخرُجَ من جُحْرٍ كالجِرْذ !! وأمثلةٌ كثيرة عندي وتجدها في حياة كلِّ إنسان ومن أشهرها التعجيل بعقوبَة الظالم في الدُنيا وتكونُ مصيبهُ أو نازلته موافقة تمامًا لجنْسِ عملهِ أوْ مادعَى المظلومُ به عليْه ، إنما أسوق هذا لأنني لو أخبُرُتكَ مثلاً بصورة من صورِ الإنتصار للعبيد أو من الحياة الخاصَّة لكانت أقربُ إلى التكذيب أمَّا هذا فمثالٌ عامٌ معروف !،

    وكذلكَ هوَ الأمرُ بالنسبة لباقِ الصفات كالرحمة وغيْرها ، بل هيَ وجودة حتَّى عندَ الحيوانات ومجبولةٌ عليْها بخلافِ الإنسان الذي يختارُ أحايينًا أشرُّ الشرور أو أقلُّ الخَيْرَيْن !! ، فإنْ كذبَ الملحد وقال أنها غير موجودة ، فإننا لسنا نرى عكسَ مايقول والعمَى إذن عندُهُ وفي قلبِه وفي مَنْ يأخذ بكلامه الأحمقِ هذا ، وإلاَّ مالِ الناسِ ينفقونَ الصدقات ، فقد يقولُ البعض بغرضِ التكذيب ونفِي شعورُ الرحمة والشفقة والإحسان : " إنما يفعلونَ هذا لتقربهم الصدقات إلى الله " ، فنقولُ لهم : " وعندما يتصدَّق اللاديني الكوري أو الملحد الألماني مثلاً أيفعل هذا ليتقرَّبَ إلى الإلحادِ زُلفًى ؟!! " .. عجبي!

    زيادة

    وثائقي عن " التضحية " عندَ الحيوانات .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Pride مشاهدة المشاركة
    أخيرا كيف نقنع شخصا بالإيمان بالغيبات؟يعني لو قلت لملحد تعال و آمن بالإسلام و رفض لأنه غير مستعد للإيمان بأي شيء غيبي فما الذي يجب أن اقوله له؟
    عليْكَ أن تَعْلَم وتُعْلِم أنَّهُ فيما أعلَم لا يوجد دينٌ ولا فِكرٌ إلاَّ والإيمانُ بالغيْب ركنٌ من أركانهِ أو حاجَة من حوائجِه ، وكأنَّما الله جعلَ هذا الأمر ليجعَلَ في الحُجَّةً على مَنْ يُعلِّق كُفْرُهِ على الغيبيات التي يدَّعي بهواهُ المحْض؛ أنَّها لا تُمَنطِقُهُ كفاية ليؤمن بها !!
    * فهذا الملحد الغارق في الماديَّة قد كفرَ بآدَمْ عليهِ السلام وآمَنَ بالخليَّة الأولى عليْها الصُدفة؛ فمنْ غيبٍ إلى غيبٍ !
    * وآخر رائيلي كفرَ بالجن والملائكة ثمَّ آمَنَ بالكائنات الفضائية؛ فمن غيبٍ إلى غيبٍ.
    * وثالثٌ لا دينَ لهُ ولا ملَّة على ما يدَّعي كفَرَ بالحياةِ من بعدِ الوتِ والخلود ولكنَّهُ لا يُمانِع الإيمانِ بتناسُخِ الأرواحِ؛ فمنْ غيبٍ إلى غيبٍ !
    أوليست هذه حُجَّة ظاهرة وواضحة على من يكفُرُ بغيبٍ فقط لأنَّهُ غيب ثمَّ ما يلبث إلاَّ أن تُلزمهُ عقيدته الجديدة بإيمان غيبي يُشابه الأوَّل في المكان ويُخالفهُ في المكانَة! ( الحُجِيَّه ) ؟!

    بل حتَّى مُدَّعي اللاأدرية يُمارس الإيمان بالغيْب وتصديقِ الخبر الصادق في حياته اليوميَّة كأنْ يسأل أحدهم عن الساعَة فيأخُذَ الجوابَ كيقين لا يشكُّ فِيه ، وما سعتُ أنَّ فلان ابنُ فلان ابنُ فلان ، قَدْ انقلبَ على عقِبَيْهِ يطلب تحليل الـ DNA ليتأكَّد أنَّهُ فلانٌ ابنُ فلان !! بل صدَّق الخَبَر ما صَدَرَ عن ثِقَة؛ شأنَهُ شأن المسلمينَ في شؤونِ الإعتقاداتِ الغيْبِيَّة من عصْرِ النبوَّة إلى يوْمنا هذا.****
    لذلكَ أقول أنَّ البشر كُلُّهم مُغرقونَ في الإيمان بالغيبيَّات أيًّا كانَ نوْعُها وتصديقها أكثَر ممَّا نتصوَّر بل وهم يُمارِسونها في حياتهم اليوميَّة وبصفة معتادة وَمستمرَّة ، فما لأحدٍ إذَنْ بعدَ هذا منْ عُذُر !



    و شكرا مسبقًا
    باركَ اللهُ فيك .
    ______________________
    (*) " نحنُ نعيش في اللَّحظاتِ الأخيرة؛ منْ عُمُرِ هذا الكوْن " د. علي منصور الكيلاني .
    (**) يعني بإجراء حسبة بسيطة : 2 م ( طول جديلة الـ DNA الواحدة في الخليَّة والحدة ) × 100 تريليون ( عدد خلايا جسم الإنسان ) = يبلغ طوله ضعف المسافة بين الأرض والشمس بألف وثلاثمئة وثلاثة وثلاثين مرّة. [ هل تشعُر بشيء كهذا في جسدك ؟ ] د. صبري الدمرداش .
    (***) أمضى أكثَر من خمسةَ عقود من عمرِهِ ينشُرُ الإلحاد ويُنادي في محاضراته للإيمان بنظرية التطوُّر والصدفة والعشوائيَّة، ثمَّ أعلنَ إيمانهُ بالخلقْ عن عمرٍ يُناهز الـ 80 عامًا ونُشِر هذا على جريدة Philosophia Christi .
    (****) وإن درسَ البعضُ القرآن أوَّلاً فعرفوا وتثبَّتوا فأيْقَنوا بأنّهُ كتابٌ من عندِ الله ، لا يأتيهِ الباطل من بيْنِ يديْهِ ولا مخلفِهِ ، وكلَّ مافيهِ حقّ ، فأمتثلوا وآمنوا وصاروا بنعمةِ اللهِ مُسلمينَ من بعدِ ضلال .
    التعديل الأخير تم 01-01-2013 الساعة 04:44 AM
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    ملاحظتان على الهامش:

    أولاً: الواجب المرحلي أوّلاً أن تهتمّ بخاصّة نفسك فتنقذها من الضلالات التي وجدت طريقها إلى قلبك...ودعك من مسألة هداية الآخر وإقناعه...ولن يعتدل الفرع إذا لم يعتدل الأصل...أليس كذلك؟؟

    ثانياً: لفت نظري قولك: "المهم أن تعطي النظرية كما كل النظريات تنبؤات يمكن التاكد من صحتها بالمشاهدة أو التجربة" ومن قال لك أن البراهين الصحيحة محصورةٌ بالمشاهدة والتجربة؟؟؟ فهذه مطبّةٌ أخرى ينبغي لك أن تتنبه إليها
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شكوك في الدين
    بواسطة BStranger في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-28-2012, 10:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء