تمهيد :
في البداية احب ان انوه اني في بداية الحادي قرات كتبا للفلسفة الماركسيه وخصوصا مجلد موريس كافيين الماركسي الفرنسي والذي كان اسمه (اصول الفلسفة الماركسيه ) واحب ان اعترف انها اثرت علي بعض الشيء في بداية الحادي ولكن بعد تخصصي في الهندسة النووية وقرائتي لكتب عديده في مجال تاريخ الحضارات الذي كانت مكتبت ابي عامره بها اكتشفت بطلان الاسس التي قامت عليها تلك الفلسفه وهو السبب الذي جعلني اغير توجهي بشكل عام
ارجو ان يكون هذا الموضوع نافعا ونقدا بسيطا وعاما لاصول تلك الفلسفه
ما هيه الفلسفة الماركسية :
الفلسفه الماركسيه تقوم باصولها على فلسفة هيكل في الاساس والتي اشتقها كارل ماركس فلسفة هيكل كانت تقوم على اساس دراسة الديناميكيه الفيزيائيه اي الاجسام في حالة الحركه ولكن كارل ماركس طورها ليطبقها على المجتمع علما ان كارل اركس كان متخصص في الفلسفه وليس في مجال المجتمعات والاقتصاد وهو ما يتوهمه الجميع على الرغم من انه قراء الكثير من الكتب في ذلك الوقت .
الفلسفة الماركسيه كاي فلسفة وضعيه يجب ان تدرس في اطار نشئتها الاولى ففي بدايات القرن التاسع عشر ونهاياته كانت الفيزياء قد وصلت الى مرحلة ما نسميه اليوم بالنظرية الكهرومغناطيسيه لجيمس كلارك ماكسويل وكانت تعتبر اكبر نظرية في مجال الحركه الديناميكيه والتي كانت المجتمع العلمي منشغل بها في ذلك الوقت كما ان حالة المجتمعات الاوروبيه في ذلك الوقت وخصوصا بعد ظهور المجتمع الصناعي وظهور نتيجة ذلك طبقة من العمال مظدهة وبشكل سافر في ذلك الوقت مما شجع على انتشار الماركسيه بين افراد المجتمعات الاوروبيه في ذلك الوقت وساعد في صياغة تلك النظرية .
تقوم الفلسفة الماركسيه على عدة اسس يمكن تلخيصها في النقاط الاتية :
1- التغيير مستمر ولا مكان للسكون فما نراه ساكنا هو يتغير بمرور الوقت
2- صراع الاظداد كل شيء في هذا الكون له ضده ونتيجه لهذا الصراع بين الضدين يؤدي الى حصول حالة التغير تلك
3- ان نتيجة صراع الاضداد والتغير ان يتغير الشيء الى الافضل
هنا فرض هيكل في فلسفته ان من اوجد صراع الاضداد هو الله اي ان الله هو من خلق الاضداد ولكن كارل ماركس الغى الله من فلسفة هيكل واعتبر ان الاضداد هيه الاساس الذي استحدث الوجود ولكن يبقى السؤال القائم لما وهو من اوجد تلك الاضداد لما كانت تلك الاضداد اساسا وهذا هو اول نقد لتلك الفلسفه واول مغالطة منطقيه بحيث ان كارل ماركس لم يستطع الرد على هذا السؤال واجاب بطريقه ملتويه بقوله (كما فرضت ان الله من دون موجد انا فرضت ان الاضداد جائت من دون موجد وبالتالي انت فقط اضفت خطوة اخرى لاحاجة لنا بها بينما انا اختصرت تلك الخطوة لان تلك الخطوة التي فرضتها انت بحاجه ان تثبت وجودها )
وكنقد لكلام ماركس نعم ربما كلامك فيه شيء من الصحه ولكنك لم تفسر ايضا مجيء تلك الاضداد وبلتالي كتفكير منطقي من اي شخص لابد ان يفسر مصدر تلك الاضداد سواء فرض وجود اله او قوى اخرى معينه وبالتالي الخطوة الثانيه لابد ان تكون موجودة اساسا ولايمكن اختزال العمليه بوضع نقطه ليبداء سطر جديد
4- المطلق موجود وعلى الرغم من ان كل شيء في هذا الكون يثبت بانه نسبي ومتغير ولكن هنلك حقيقه ملطقه تقبع خلف هذا التغير
هذه النقطه بالذات لم استوعبها على الرغم من كثرة قرائتي لكتب الماركسيين فلقد تهرب اغلب الماركسيين من اجابة هذه النقطه والشخص الوحيد بينهم الذي حاول التطرق لها هو كل من فريدريك انكلز ولينيين ولكنت من قراء لكليهما سوف يصاب بارتباك شديد حول معنى تلك النقطه فلنرى قول كل منهما
فريدريك انكلز :
اعتبر المطلق هو النتيجه النهائيه التي سوف يصل اليها التطور الكوني الكلي فعلى سبيل المثال في حالة المجتمع فان المجتمع الشيوعي الكامل هو الحقيقه المطلقه التي سوف يصل اليها التاريخ التطوري للبشريه اذا فالحقيقه المطلقه بالنسبه لانكلز فهيه حقيقه ستكون مستحدثه
لينيين :
افترض لينييين ان الحقيقه المطلق هيه حقيقة الاشياء فلقد ارجع الاضداد الى مصدر واحد تنبثق منه واعتبر هذا المصدر مادي كلي وهنا يمكننا ان نفهم ان المطلق هو في نظر لينيين قديم
ويال الهول كبار المفكرين الماركسيين يصطدمان بهذه النقطه والتي يبدوا ان ماركس ادرجها واقتبسها من هيكل نفسه دون ان يفهم معناها وكان يقصد بالمطلق هو الله اثناء تتبعي لافكار هيكل ,فهيكل اعتبر ان مصدر التناقض والاضداد هو شيء مطلق وهنا اعتبر ان هذا المصدر هو الله وحاول انكلز القول ان المطلق هو النتيجة النهائيه للتطور المادي سواء كان للتاريخ او الطبيعه بينما لينيين ذهب مذهب هيكل ولكنه اعتبر ان الاصل في ذلك هو مادي والسبب في هذا الفرض هو المبداء القادم في تلك الفلسفة
5- الاضداد تتحول بعضها الى بعض اي ان الضد يتحول الى ضده والعكس بالعكس
وهذا يفيد ان اصل الاضداد شيء واحد نبعت منه تلك الاضداد وهو السبب في ايراد فكرة المطلق في المذهب الماركسي كعقيدة
وهنا نسال الماركسيين يا ترى هل المطلق قديم ام حديث وانا اتصور ان طريقة خروجهم من هذه العقدة هيه فرض انه قديم حديث اي ان الاشياء ستعود الى اصلها وهذا ما لمسته من بعيد من خلال كتب الماركسيين فهم يقولون ان المجتمع الاول ياتي من الشيوعيه وينتهي بها وما الراسماليه الا مجرد مرحله ولكن في نفس الوقت وكنقد لهذه الفكره فان لينييين يقول ان التطور مثل البرغي يدورو بحيث يعيد ويكرر نفيه وصولا الى مرحلة الرقي النهائي وهيه بلتالي لايمكن ان تكون الحقيقه المطلقه بل سيكون لدينا حقيقتين نتيجة اسلوب التفكير هذا وفي الحقيقه هذا يظهر تخبط الفلاسفة الماركسيين في هذه النقطه بالذات
6- يمكن تطبيق القوانين السابقه على المجتمع البشري بما يعرف بالدايتاليك التاريخي
وهنا سوف ناخذ كل نقطه بالفحص ونراها هلى تنطبق على الواقع وكيف ساعدتني الفيزياء النوويه على اثبات خطاء تلك الفلسفه وهذه النظريه
يتبع
Bookmarks