يقول الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال :- ( إذا وقع لك الشك في شخص معين أنه نبي أم لا ؟ فلا يحصل اليقين إلا بمعرفة أحواله إما بالمشاهدة والتواتر والتسامع فإنك إذا عرفت الطب والفقه يمكنك أن تعرف الفقهاء والأطباء بمشاهدة أحوالهم وسماع أقوالهم وإن لم تشاهدهم ولا تعجز أيضا عن معرفة كون الشافعي فقيها وكون جالينوس طبيبا بأن تتعلم شيئا من الطب والفقه . وتطالع كتبهما وتصانيفهما . فيحصل لك علم ضروري بحالهما فكذلك إذا فهمت معنى النبوة فأكثرت النظر في القرآن يحصل لك العلم الضروري بكونه صلى الله عليه وسلم على أعلى درجات النبوة .)
هناك معارف لا تُدرك إلا بالرواية وأخرى لا تُدرك إلا بالإستنتاج العقلي وثالثة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الرسل فالعاقل هو الذي يستفيد من كل هذه الوسائل بحسب نوع المعرفة التي يريدهـا ومن لا عقل له يحصر نفسه في بعضهـا وينكر غيرها.
لشده تعلق الناس بالمعارف الجوهرية والتي لا يوصلهم العلم الطبيعي إليهـا يفضلون التعلق بأي دين ولو كان وثنيـا ولو رأوا فيه كل الأباطيل لأنه يلبي شيئا من حاجاتهم إلى تلك المعارف ... وهذه المعارف تشمل الأسئلة الجوهرية في حياة الإنسان !! والعلم لا يستطيع أمام هذه الأسئلة الجوهرية إلا أن يلزم الصمت التام والركوع لأي إجابة ولو كانت من دين وثني فالعلم لا يملك التصديق أو التكذيب وهذه الأسئلة الجوهرية مرتبطة بالإنسـان ارتباطا جذريا لا فكاك له عنها بل والعلم الحديث الذي قام على المنهج التجريبي الذي وضعه فرانسيس بيكون لم يقم إلا للإجابة عن تلك الأسئلة الجوهرية يرى فرانسيس بيكون أنه :- ( لابد أننا بحاجة لاستخدام المنهج التجريبي للإجابة عن الأسئلة الجوهرية في الكون لأن الفلسفة لا تسعفنـا ) فالعلم نفسه لم يقم إلا للإجابة عن الأسئلة الجوهرية .
هناك دائما باب لكن الناس يقفزون من الشباك .جوجارد
ينقل تيلر عن عالم الأحياء البريطاني ميداور وهو ملحد مثله قوله :- ( إن الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالبدايات والنهايات أمر خارج منطقيا عن مقدرة العلم الطبيعي .) عندما دقت الساعة صقرا جون تيلر ص5
كتب العالم النفساني الشهير كارل يونج قائلا :- ( كل مرضاي يبحثون عن نظرة دينية إلى الحياة .) عندما دقت الساعة صقرا جون تيلر
في مؤتمر تكسون Tucson الذي عُقد في اريزونا سنة 1996 في تظاهرة علمية ضمت ما يزيد على 20 ألف عالم في علم الأبحاث العصبية والدماغ واللسانيات والفلسفة وبعد نهاية المؤتمر ظل سؤال من يكون الإنسان بدون اجابة فالعلم يقول لا أعلم والفلسفة تقول لعل والدين يقول إليكم الاجوبة القاطعة .
عقيدة اليوم الآخر وحدها كفيلة بإيجاد إطار أخلاقي أفضل للمجتمع. ولو أن هذه العقيدة زالت فلن نجد دافعا للعمل الطيب ، وسيترتب علي ذلك انهيار النظام الاجتماعي.. فولتير
Windelband, History of Philosophy, p.496
وراء هذا العالم لابد من وجود عالم مستقر مطلق العدل والقيمة وهذا العالم الماورائي هو الذي يعطي لعالمنا قيما ويعطي للأخلاق زحما وقواما وإلا فكل نداءات الشرفاء لرفع الظلم عن الناس هي عبث في عبث ولا قيمة لكومة الفضائل .
ما لم يكن هناك مُثل مُطلقة فلا يمكن أن توجد أخلاق ... أفلاطون
إن المشكلة الفلسفية الأساسية هي وجود شيء وليس عدم وجود شيء ... سارتر
لا يوجد أي معنى لنقطة محددة ما لم توجد له نقطة مرجعية تقارن بها ... سارتر
وراء الظلال حقائق .
Bookmarks