السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
xxxxxxx
فعندما خلق الله الجنة والنار وبعث جبريل ليراهما ورأى الجنة وما فيها من نعيم للوهلة الأولى قال: (والله يارب لم يسمع بها أحد قط إلا دخلها)! فلما أن رآها بعد ذلك قد حفت بالمكاره، قال: (والله يارب خشيت أن لا يدخلها أحد)!
فالطريق الذي أراده الله أن يوصل إلى الجنة ليس مزروعا بالورود والرياحين... كلا بل هو محفوف بالمكاره والابتلاءات والأذى والدماء.
ولو كان أحد يدخل الجنة دون سلوك هذه الطريق، لكان أولى الناس به رسل الله وأنبيائه الذين اصطفاهم الله من خيرة خلقه... فقد أوذوا وشوهوا وكذبوا... فصبروا على ما كذبوا حتى أتاهم نصر الله ولا مبدل لكلمات الله.
وهذه الحقيقة يعرفها كل عاقل درس منهج الانبياء وتاريخ الدعوات... ولذلك فأول كلمات سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن نبيء من ورقة بن نوفل - وكان قد قرأ الكتب السابقة - كانت: (لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي).
فالذين يحلمون أن يكونوا من ورثة الأنبياء، ثم يبحثون عن رضى الناس أو الحكومات؛ لم يفقهوا حقيقة هذا المنهاج.
إن الأنبياء جاؤوا ليقلبوا أوضاع أقوامهم المنكوسة رأسا على عقب، لا لينخرطوا فيها ويرقعوها بدعاوى الإصلاح،ودعوى محاربة الملاحدة والأعجاز العلمي والإقناع بخضوع وإمتهان فإن داء الشرك لا يصلحه إلا الاستئصال من الجذور... ولذلك عودوا وأوذوا هم وأتباعهم.
ولو أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت دعوة إصلاحية مجردة لبعض مشكلات المجتمع وانخرط في برامج عمل لمحاربة الفقر والفساد والتخلف والتبعية! وغير ذلك مما يدندن حوله دعاة العقلانية، أصحاب الفكر المستنير، دون أن يعلن براءته من المشركين وشركياتهم، ودون أن يتميز ويقف هو ومن معه من المؤمنين في الصف المقابل والعدوة المفارقة لعدوة الكفار، فيقول لهم: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون...}؛ لما ناله ما ناله هو وأصحابه من الأذى، ولما احتاجوا إلى الهجرة والخروج من أحب بقاع الأرض إليهم، ولبقوا في ديارهم وأوطانهم آمنين.فلذالك أقول أن مايجعل زغلول وغيره من العلماء الحديثين علماء المهادنة مع الكفار والمشركين والصهاينة وكما قال الله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وفي النهايه أقول لكم يا أخوة أعرفوا الطريق الصحيح طريق العلماء والأنبياء وأولياء الله فهم لم ينعموا بالمخمل من القول والمعاملة من العالم المحيط بل عانوا الامرين من الكفارو الجهّال فأنظر ياأخي الى العالم فإن رأيته ينعم برضى الطغات الكفار واليهود فعّلم أنه منهم أو أنه يواليهم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
فإن السكوت عنهم في حد ذاته موالاة ولا يكون التستر بالأمور الظاهرية وغير ذلك من أمر المحبة والتسامح والأسلام المرغوب من الصهاينة وهو اسلام المحبة والاعجاز العلمي والامور السلمي دون النظر الى امور الجهاد وأعمار الارض والتسلح لمجابهتهم بالعقيدة والسلاح بل يريدون منا ان نكون غنما كيفما يريدوم نذهب ونموت ونحن ظالمين أنفسنا {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97
xxxxxxxx
مشرف 1
Bookmarks