إلي كل منكري التصميم الذكي بلى صدقتم لكن بشرط واحد فقط !
لم أصادف في حياتي أناساً يحملون من الأفكار المتناقضة بالقدر الذي يحمله الملاحدة أبدا ، يدعون أنهم القمة في بلوغ المنطق و التفكير المجرد و الملاحظة الدقيقة المُحيطة لا المُحاطة ومع ذلك تجدهم أول من لا يستطيع مفارقة حدود حواسه عنذ صياغة أية فكرة ! أتحداك أن لا تجد أحد أبعاد كونه الصغير محشور فيها ليس إلا لغلبة العادة على تفكيره و صعوبة التصور عنذه فحوّلهما لبديهية " منطقية " بقدرة قادر ! فكم هو سهل مستساغ عنذهم القول بهذه الجملة الشهيرة في نقاشات في عقائد المؤمنين (هذا لا يقبله العقل !) و كأنه فعلا برهنه رياضيا ! أو أحقق تناقضا مستحيلا بهدمه لقانون عقلي من الضروريات ! إنك لن تجد مُفكرا متبجحا بالمنطق المجرد المتمرغِ في المادة المتجسدة في نفس الوقت بالقدر الذي عنذ الملحد ! و هي شيزوفرينيا لا تنحصر في طريقة تفكيره فقط بل هي سمة تُميزه تتغلغل في كل جوانب حياته و لك في قصته مع الأخلاق و القيم بالبنط العريض أفضل برهان !
أما إن شاكس كالمعتاد و قال أين هو منطقك المجرد العقل نفسه مادة ! سألناه و هل كل الرياضيات يستوعبها كوننا و أحدثه ؟ أضف مفاهيم ذهنية عدة لا تقبل التجسيد من أساسه ... ثم هل الوعي ممكن أن يكون مادة هل ممكن أي يقبل التجسد ؟ ألم تُلاحظ بعد كل سنين حياتك هاته أن ركيزة الوعي هي الإحاطة ؟ أي إستحالة التجسيد أصلا و نقيضه تماما ؟ فقط نظرة تدبرية يعني و إن قلت أعصاب ما أعصاب أهلا و سهلا نضع لك درس نوروفزيولوجيا كله لندرسه إن صبرت عليه فقرة بفقرة و أتحداك أن تجد العلم التجريبي يفصل لك عنه ببيان محيط..!
فهل هي العادة و القياس على المؤلوف و حب " تبسيط" الحقائق إنسلالا من المسؤولية فلا رب و لا رسالة -> هي من تورث حقيقة : تلك البلادة التي تسمّى عن نفسها قمة المنطقية فتُحاكم قضايا الدين و الإيمان ؟
أم هو فقط نوع من حب الظهور "المفقود" ومحاولة إثبات الذات عنكبوتيا و هواية الجدل بمروغات يسميها "عقلية" تنتهي به لحد السفسطة فكانت الثوابت و الأديان و ما اتفقت عليهم العقول و الفطر السليمة بالإجماع على مدار التاريخ المادة الدسمة لإحقاق هذه المتعة الخبيثة بامتياز؟
عودا لعنوان الموضوع و الذي ما كتبته الآن إلا بعد أن إدعى أحدهم أنه ليس هناك تصميم ذكي بالمخلوقات و أن بها عيوبا كثيرة هكذا بكل تبجح و هو ليس بينه و بين دراسة أجسادها غير الخير و الإحسان إن طلبت منه كتابة أبسط معادلة تحول ثاني أكسيد الكربون لنشا في عملية التركيب الضوئي التي لم يستطع العلم مجرد محكاتها للآن! سيضل يحملق أكيد .....بل و يضيفك منتفشاً أن هناك عددا من الوظائف المفقودة و الأعضاء الضامرة و الإختلالات المريبة في جسد الإنسان الذي " تقولون عليه كرمه الله بهذه الخلقة " فيذكر ما عفى عليه زمن العلم دحضا ! كالذيل أو الزائدة الدودية أو junkDNA / pseudogene ! هذا فضلا على أنه خاطئ علميا هو مغالطة أيضا لأنه بعد أن لم يستطع ردّ ما يوجد بين يديه من دلائل شتى على التصميم المتنوع المذهل راح يستغيث بما يسحبه هو بلا هدف أو بقايا وظيفة ...فيخال أنه بحججه التي لا يفقه عن حقيقة أمرها شيئا قهر دليل التصميم الحاضر و أفحمه بجواب كامل ينسفه فنفض عليه يديه ( ! ) فهل هذا من قبيل المقارعة الحجاجية أم مجرد "هجوم مضاد" سخيف ؟ على فرض رقيناه لمستوى "هجوم" يعتد به في قضيتنا هاته .. لذلك فمن الأولى عدم مجاراته أو بذل طاقة أصلا لردّ إدعاء اته و إرشاده للبينات الحديثة و الإكتشفات التي تهدم كل حججه المهلهلة التي ستنقلب عليه كما حصل منذ زمن مع أسياده الذين يأخذ منهم بالغرب و إستقال من أجلهم مهنة التفكير كي لا يزاحمهم أو يشوش عليهم أولا شفقة و سخطا عليه لأنه جاهل بنفس ما يتبجح به و فوقها مغرور يهرف بما لا يعرف لذلك فالزهد في تنوير أبو الأنوار هذا فضيلة! و رحم الله من قال " لا تضعوا الذّر في أعناق الخنازير ! " و ربي يشهد أني لا أحب أو أقصد الإهانة لمن قد يهتدي و لكنها ضريبة قول الحق ! ثانيا و فيها يتلخصّ الشرط : من الإنصاف يا أصحاب الفكر و العقلنة إن أردتم نسف دليل التصميم الذكي عن كيانكم البيولوجي أن تضيفوا لتلك العيوب في أجسادنا التي تتعطشون لإيجادها و كل اللاوظائف الضامرة وظيفة العقل نفسه و أن تشككوا في فعاليته و بالتالي كل أحكامهم !
باعترافكم بهذا الشرط وحده نقول لكم بملئ الفاه نعم صدقتم اللهم بارك نقرّكم عليه ! بل نتسائل لماذا وظيفة العقل و نتاجها وحدها من تُستثنى عندكم من مقصلة العشوائية و اللامعنى و اللاغائية في كون كله عبثي ؟ هذا أول تساؤل مشروع حق لنا كمؤمنين أن نسألكم عنه ( ! ) و هو شرط صحيح و معقول ثمنا لإنكار التصميم الذكي ! سيفرض عليكم تبعاته علميا و منطقيا كما سنرى !
بيولوجيا
1- من يضمن لنا أن العقل الآن في مرحلة تطورية كاملة و ذو فعالية مثالية أم أن أحكامه قيد التطور و سيتطور الحق ليصبح باطلا في وقت ما بطفرة مُفاجأة مثلا ؟ و كل أحكامنا الآن قد تنقلب هراءً ؟ أم عجلة التطور وقفت فجأة وفي الوقت الصحيح ففَقِه الغباء أنه أوْصَل الذكاء للحد المطلوب طبقا للآلية الداروينية العمياء 2- العقل الموجود الآن بالتأكيد ليس تصميما ذكيا أو وظيفة مثالية كاملة كما ندعي نحن الخلقيون المثاليون و نثرثر في كل مناسبة إذن فهو أكيد ناقص من جهة ما بل الصحيح ناقص كله فما أهلية كل عملية تفكير ينتجها من أساسه ؟ و ما مدى مطابقته للحقائق التي يحاول إستيعابها ؟ أكيد مشكوك به صفروي الإنتاج و لايجب أن يصدقنا عن أدنى حقيقة فجسمنا مكتظ بالعيوب و لا مصمم له و قس على الركب كله العقل أيضا ! و لا يمكن بحال أن يوصف بالوظيفة الكاملة أبدا فوجود الكمال و الحكمة و الضبط مجرد وهم جميل ينفع الدينيين فقط و لا يثرثر به سوى حفنة سُدّج --> ( فقط مع كل مثال على اللاتصميم ضدنا كمكان الشبكية في العين أو العصب الحنجري كما أتحفكم دوكاينز أو أو إلخ من كل ما يحلوا لكم عن ما تجهلون وظيفته أو تصفونه بالنقص ولابد -> أن تُضيفوا العقل لرزمة العيوب هاته فقط من باب الإنصاف و الأمانة "العلمية" و إلا ما حجة جلالة الإستثناء ؟)
منطقيا :
بعيدا عن ما جنته الداروينية على العقل أليس من حقنا أن نسألكم في غياب خالق أزلي عليم حق يهب النعم عن علم و قصد ... من أين يستمد العقل مشروعيته في البث في قضايا بأحكام مطلقة ؟ لماذا وصل لعقلي بديهيات "أثق فيها" و لا أشك ؟ لماذا و كيف ؟ من أوصل للعقل بديهيات مطلقة أزلية ثابتة كما هي تماما تتصدّر للحكم و البث في حقيقة كل قضية وجودية من أتفهها لأهمها دون تدخل أية عشوائية قد تزعزع مشروعيتها ؟ بل السؤال ليس في أننا نملك أداة حُكم لإكتساب المعرفة الحقة بل لماذا فُطرنا إجباريا على الثقة بها غريزيا كترتيب ثانٍ بَعد نعمة البديهيات الدقيقة التي نفكر نحكم و نقيس بها..... من الممكن أن تُفكر صحّ بحُكم صح دون حصول أي تأثر نفسي بعده ! أي دون أن تستفيد و تحس ذاتك إكتسبت معرفة ما نفعتك فما سر هذا الرابط المهم يا ترى ؟ سؤال أخير بصدق كيف تعيش في راحة يا من تدعي أنه كله عبث في عبث و لا دقة و لا ضبط إلا "قُدرة عقلك" في الحكم و البيان الفصل ؟ دعني أخبرك لماذا -> لأنك تستفيد من نعمة العقل تتنعم بها فقط ثم تتولي غير مبالٍ و تشهد في قرارة نفسك على كمالها أنت فعلا لا تستطيع إلا ذلك حقيقة فتتبجح بها لجليل قدرها لدرجة أنها سحَرتك بعظمتها التي لا تدلّ إلا على عظمة خالقها فتأمّل ! فإن لم تؤمن بأن لعقلك الرائع ذاك مرجعية حق مطلق خالقا عليما أعطاه لك عن علم فلا يوجد سبب واحد يجعلك تؤمن بصحة كل أحكامه و تقر عينا به و لو ولج الجمل سم الخياط! الشك هو الرفيق والجهل هو الثمن ...! فأَعِر لعقلِك عقلَك أولا قبل العقلنة في أي شيء سواه !
و هذا برئيي ببساطة أبسط نتيجة لإنكار الخالق و صنعته و إني أرى أن دُعاة هذا المذهب الهاري أولى بوقت للخلوة مع النفس مصالحة مع الذات فكريا و إستيعابا عميقاً لحجم تطبيقات ما يؤمنون به بدلا من كمّ الإهدار الذي نراه في جدالهم " التمنطقي " معنا في الفرعيات ...
و إن تسرّع "لاإدري" مضروب مخه أكثر مما يجب ظنّا منه أن المقال لا يضرّه في شيء بل سيدعم مذهبه التشككي قفزا من التشكيك في العقل للتشكيك في وجود الحقيقة نفسها تحقيقا لهوى نفسه الكفري ليس إلا عليه أن ينتبه أن هذا نفسه إقرار و لا يحق له أصلا أن ينبس بكلمة عن أي شيء حتى لا يتناقض بين مقدمته و نتيجته !
و يبقى المؤمن في منأى بحمد ربه منسجما مع عقله و فطرته و في كل جوانب حياته عن كل هذا الخبل و مشارف الجنون الذي أنتجته تطبيقات العقائد الضالة للكافرين المنكرين للخالق الذين فكروا في كل شيء إلا في ذاك ! و لن يحيق إلا بهم كما لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ! فتربت أيديهم بهذه العقول مع كل ما تحمله من فصام و هدم ذاتي .. و إلى متى ستُعدّ "البطولة الفكرية" هي إنكار الغيبيات و التفلسف فيها ؟
يقول العالم الفلكي و الفزيائي و المسوؤل السابق في مؤسسة النازا Robert Just Row في كتابه God And The Astronomers:
"العالم الذي يمضي حياته مؤمناً بقوة المنطق حكايته تنتهي ككابوس حيت يتسلّق فيه جبل المعرفة و عنذ إقترابه من القمة يصعد الحجر الأخير ليجد اللا هوتيين" أي الدينيين " قد سبقوه إلى القمة بقرون ! "
==============================
For the scientist who has lived by his faith in the power of reason, the story ends like a bad dream. He has scaled the mountain of ignorance; he is about to conquer the highest peak; as he pulls himself over the final rock, he is greeted by a band of theologians who have been sitting there for centuries
أعتذر لركاكة اللغة ما كتبت هذا المقال إلا كردة فعل بعد قرائتي لأحد الكافرين ... اللهم إغفر الزلات يا مقيل العثرات و الحمد لله رب العالمين .
Bookmarks