إعلم اخي هداك الله في العقل صفتان :
الاولى هي الادراك او ان صح التعبير التصديق فهذه موجودة في عقول البشر بلا استثناء ما خلا المجانين و الاطفال ..... وبها تدرك ما حولك و تصدقه و تؤمن به كإيمانك بالله جل و علا و التعرف عليه من خلال خلقه مثلا .......
والاخرى هي الاحاطة وهذه تتفاوت من عقل لاخر و قد تصير مستحيلة في بعض الاحيان فأنت تؤمن بالله و تصدق به لكن عقلك يعجز عن الاحاطة بذاته الجليلة وهذا محل الاشكال و هو ما اردى ببعض الناس في هاوية الالحاد .....
فيقول لك الملحد:- كيف هو الله , و من اين اتى , او ما يصنع الاان , و كيف يخلق , الى اخره من امور , العقل قاصر عن الاحاطة بها لكن يصدقها .......
و مثال ذلك أن مهندس جينات حاصل على درجة الدكتوراه في ابحاثة و تجاربه وما إلى ذلك.
هو مبدع في تخصصه و يسميه الناس عالم لكن إن سألته كيف تعمل الطائرة و كيف يتم حرق الوقود فيها و بأي طريقة تطير مثلا ...فيجيبك بلا اعلم فهل يصح ان نقول انه جاهل ....بالطبع لا هو عالم وهو يؤمن ان الطائرة تطير و يؤمن ان هنالك عملية حرق للوقود دقيقة جدا تحصل في محركاتها يؤمن بذلك لكن لا يعرف كيف انما امن لانه راى اثر الوقود و استخدامه بأن جعل الطائرة تحلق في الاجواء فهنا نقول ان عقله عجز عن الاحاطة بكل تفاصيل الطائرة و هذا لا عيب فيه بل العيب ان يقول انا لا اؤمن بوجود الوقود في الطائرة ولا اؤمن بوجود محركات و لا اؤمن بأي من هذه الخرافات التي تقولون فنسأله اذا كيف تطير الطائرة فيقول بكل ثقة بالنفس "صدفة"!!!!!!!!!
و المثل الاعلى لله نحن نؤمن به عز و جل من خلال المشاهدات الحسية لهذاالكون الدقيق و الاتقان في الخلق و الصنع (هذا من الجانب المادي فقط) لكن عقولنا عجزت عن الاحاطة بذاته العظيمة فسبحنه اسمى نفسه المحيط و والله إنّ هذا الاسم من اسمائه المبجلة فيه ما فيه من عظيم القدر و الهيبة التي تغشي القلوب و و تثير عاطفة الايمان و تشعرك بعجزك كمخلوق ضعيف امام هذا الرب العظيم . فلا تلتفت اخي المؤمن لتراهات الملاحدة و ضربهم لك بالرجعية و التخلف لانه و للاسف رأيت من الؤمنين من هو مبهور بعلم الملحد و أسئلته العجيبة و قدرة عقله على التفكير و غفل ان هذا المسكين قد وقع طريدة بين انياب المادية البحته فهو يسعى جاهدا لملئ الفراغ الذي خلفه الالحاد في قلبه ويضع مكانه كومة من النظريات و الفلسفات علها ترقى بقلبه لمستوى الايمان الذي كان يعيشه مع فطرته السليمة .