بسم الله الرحمن الرحيم
قولوا لى...
إذا أنا أردت أن أخدع قومى بادّعاء النبوّة -حاشا لله- ووضعت منهجاً دينياً أعلم جيداً أنه ليس من عند الله... فنجحت فى ذلك بالفعل إلى أن آمنوا بى...
فهل يُعقل أن أُلزمهم بالتمسّك بهذا المنهج دائماً وأبداً ؟؟؟
لا طبعاً.
سأخبرهم بالطبع أن المستقبل سوف يشهد تغيرات عديدة على أساليب الحياة ومجريات الأمور: تستلزم منهم أن يعدّلوا ما يرونه مناسباً فى منهجى هذا بما يتوافق مع محيطهم !
تأمّلت مليّاً فى هذه الفقرة منذ بضعة أيام:
إن النصارى محقّين بلا شك فى أن كفلوا لأنفسهم حرية التعديل والتغيير والحذف والإضافة إلى شريعتهم !
فالنصرانية لم يؤسّسها المسيح كما يعتقد عامة الناس... بل أسّسها قديسهم "بولس" فيما بين عامىّ 51 و 55 من الميلاد !
فكيف لهذا الرجل "بولس" الذى عاش فى هذا الزمن الغابر أن يتفتّق ذهنه -مهما بلغ من عبقرية وذكاء- عن تشريع يصلح للعمل به فى عصرنا الحالى ؟!!
أمر مستحيل بالطبع !
فبالتالى: ترك "بولس" لخلفاؤه من بعده حرية التغيير والتعديل على شريعته التى وضعها بنفسه... وهذا لذكاءه !
حتى يضمن أن شريعته ستظل مناسبة حتى اليوم.
يجب الإعتراف بأنها ولا شك خدعة ذكية.
وليست النصرانية فقط كذلك... بل جميع النحل التى نراها اليوم:
إما قد كفلت حق التشريع لرجال الدين، وإما قد انتهت صلاحيتها للاستخدام الآدمى منذ قرون !
والآن تعالوا معى نقارن هذا بشريعة الله التى أتانا بها نبيّنا محمد
قال رسول الله :
- {من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}
- {إن أفضل الهدى: هدى محمد ، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة}
- {كل محدثة: بدعة، وكل بدعة: ضلالة، وكل ضلالة: فى النار}
- {إياكم وكثرة الحديث عنى... فمن قال علىّ فليقل حقاً أو صدقاً، ومن تقول علىّ ما لم أقل: فليتبوأ مقعده من النار}
- {من كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}
- {قد رأيتمونى وسمعتم منى وستسألون عنى، فمن كذب علىّ فليتبوأ مقعده من النار}
- {أوصيكم بتقوى الله... والسمع والطاعة وإن أمر عليكم عبد حبشى، فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً... فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين...عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور... فإن كل بدعة ضلالة}
(يُلاحظ أن 1-الأدلّة الشرعية فى النهى عن الابتداع فى الدين أكثر جداً من أن تُكتب كلها فى بضعة أسطر، 2-تعمّدت عدم الإتيان بأدلّة من القرآن لكى تُقام الحجة على الزملاء منكرى السنة بوجه خاص)
إن هذا لشىءٌ عجاب !
أيها الموحّد بالله...
أريدك الآن أن تذهب إلى أقرب رجل منك مخالف للإسلام واسأله:
هل كان النبىّ "محمد" رجلاً ذكياً أم لا؟
سيؤكّد لك على الفور: بل كان عبقرياً !
فاسأله مرة أخرى:
فكيف برجل فى مثل ذكاؤه... عاش فى مثل بيئته الصحراوية المقفرة... أن يضع من عنده منهجاً متكاملاً لحياة بنى آدم...
ثم تراه يأمرهم بالتمسّك بهذا المنهج وينهاهم نهياً عن العدول عنه أو تزويره مهما امتدّت العصور ؟!!
Bookmarks