مشروع دعوي

[عــابر سبيــل]

السلام عليكم ،،

أنا أحاور الملحدين منذ فترة ، وقد لاحظتُ أنهم ثلاثة أصناف :
1- صنف مريض أو مُختلّ أو مسحور أو مُنهك نفسياً ، وهؤلاء هم الساخطون .
2- صنف على علم ويتناقش بجدية واحترام ، وهؤلاء هم المثقفون .
3- صنف جاهل يحارب دين الله ورسوله ويستهزيء به بمنتهى الحقارة ، وهؤلاء هم المُحاربون .

الصنف الأول يحتاج لرعاية واحتواء وحسن معاملة ، والصنف الثاني يحتاج لعلم وثقافة واسعة وصبر في الحوار .. وأحسبُ أنّ الله سبحانه وفقني مع هذيْن الصنفيْن ، ولله الحمد والمنة ..
المشكلة تبقى في الصنف الثالث الذي لا يتحاور بجدية ولا يمتلك علماً أصلاً ، بل كل مداخلاته تعتمد فقط على إلقاء الخطب العنترية ووضع الأوصاف المستفزة والكاريكاتيرات الساخرة .

ونحن نحتاج لكثير من المهارة في مجاراة هذا الصنف الوضيع ، للأسف معظمنا لا يمتلكها ، فالمؤمن يتصف دائماً بالحياء وحسن الخُلُق ، لذا من الصعب أن يجاري هؤلاء البهائم في وضاعتهم !

لكن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال :
((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))
رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم .

ونحن مُطالبون بأنْ نتعلم أي تقنية تساعدنا في هذا الجهاد ، ومن ضمن هذه التقنيات برنامج "الفوتوشوب" وغيره من برامج الجرافيك ، فعن طريق هذه البرامج يمكننا تصميم كاريكاتيرات أو فيديوهات ساخرة تفضح عقائد وأخلاق هؤلاء البهائم ..
فليس من المقبول أنْ يهاجموننا باستمرار بهذه الطريقة ، ونحن فقط ندافع !

لابد أن نهاجم ، فالهجوم هو موقف القوي ..

تراودني أفكار رائعة لبعض الكاريكاتيرات التي يمكن أن نرسمها سخريةً منهم ، لكني لا أفهم في الفوتوشوب ..

مَنْ يساعدني في بدء مشروع دعوي (هجومي) بخصوص ذلك ؟؟

[ماكـولا]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم وسددكم واعانكم

أود أن أعلق على أمرين من بعد اذنكم , حيث في النقطة الاولى تقول

1- صنف مريض أو مُختلّ أو مسحور أو مُنهك نفسياً ، وهؤلاء هم الساخطون .

فسواءاً ما اذا كان مريضاً او مختلاً , فلا بُدّ أن يعالج وأن يحجر عليه , ولا يشفع له مرضه و اختلاله في نشر مرضه , بل يُجَابَه في كفره, والمنهجية بحسب اطروحته , ولا يشفع له كونه مسحوراً او منهكاً في إثارة الأفكار الكفرية ,حتى لا ترهق و تمرض بل ولا تسحر غيره ! , كما ولا تشفع له هذه الامراض عن كونه كافراً , فيعامل معاملة الكفار , لانه ليس ثمة الا مسلم وكافر ! ولمعاملة الكفار احكام عندنا , من النهي عن ابتداءاً بالسلام , او نعته بالاخ , لانه ليس ثمة الا اخوة الدين او النسب ! والى غير ذلك من الاحكام المترتبة على ذلك .

الامر الاخر في قولك

لكن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال :
((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))
رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم .
ونحن مُطالبون بأنْ نتعلم أي تقنية تساعدنا في هذا الجهاد ، ومن ضمن هذه التقنيات برنامج "الفوتوشوب" وغيره من برامج الجرافيك ، فعن طريق هذه البرامج يمكننا تصميم كاريكاتيرات أو فيديوهات ساخرة تفضح عقائد وأخلاق هؤلاء البهائم ..

قد تقرر أن الامر الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته , وكان بالوسع القيام به وقد تركوه , فتركه سنه , والقيام به بدعة ! , فحتى على القول بأن الوسائل الدعوية اجتهادية فهم يطلبون لها ضوابط شرعية لا تقوم على مخالفتها ! وذلك اننا لم نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم قام بمقابلة من ألقى سلى جزور عليه , بالقائها على من ألقاها , بل ولم يطئ رقبة ابا جهل لما وطئ رقبته ! ولم ينعت أحدهم بما ليس فيه اذ نعتوه بما ليس فيه , فقد أثنى الله عليه لذلك " فقال وانك لعلى خلقٌ عظيم " بل لما اشتد كفر قريش دعا عليهم وقنت ! حتى استجاب الله له فيهم , واهلكهم ! . ومن تتبع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عرف سنته في مواجهة الكفار في دعوته والصبر على اذاهم في مواطن الضعف وانه لم فاحشاً ولا متفحشاً ولا مخالفاً لاوامر الله في دعوته , مما دفع كثير من المنصفين الى دخول الاسلام لاجل صحة دعوته , وعظيم خلقه , وعفوه عمن ظلمه

فلم يكن ذلك من هدي المرسلين , وكيف يرسم رسوماً كارتيريه وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسم في غيرما حديث صحيح ؟ ولم يفعله مرة لتصوير مدى جهالة ابي جهل والسخرية منه ! , بل كان هدي العُلماء الربانيون تقريرهم أن " بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين " فقد قال الله " وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
ولم يكن ذلك من هديّ المرسلين , وقد بين الله في غيرما آية حال المؤمنين من المستهزئين فقال "زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة .." وقد اشار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لذلك فقال " ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون" واشار له بعلاج هذه الظاهرة من هدي المرسلين فقال الله سبحانه " فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير" وقال "ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين" ! وقال الله "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون " بل وفي آية صرحت بما يجب على المؤمن التقي حيال ذلك فقال الله "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً" ! فجازاهم الله على صبرهم في الاخرة بقوله "إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون"

قال الشنقيطي " إذا كان هذا حال بعض الذين أجرموا مع بعض ضعفة المؤمنين وكذلك حال بعض الأمم مع رسلها فإن الداعية إلى الله تعالى يجب عليه ألا يتأثر بسخرية أحد منه ويعلم أنه على سنن غيره من الدعاة إلى الله تعالى وأن الله تعالى سينتصر له إما عاجلا وإما آجلا كما في نهاية كل سياق من هذه الآيات."

ولم نرى أية اشارة لمقابلة السخرية بالسخرية ! , بل كانت الربانية في الصبر واليقين والبيان والبرهان , وتعرية باطلهم , ونقضه , فكان ذلك لحكمة هي ان لا تصير ساحة للاستهزاء والسخرية بالشعائر, قال الله " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم " وان كانت الاية تدل على ابتدائهم بذلك , فان كانت للمسلمين قوة وترجحت المصلحة وتضائلت المفسدة , جاز سب آلتهم وكبارئهم لكونهم لا حرمة لهم ! اما وان كان الامر خلافه فما ينبغي ! لئلا يُتخذ دين الله هزواً ! " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون" وهذا رد على سخرية المشركين منه في الدنيا وهو كما قال تعالى "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة"
إذ أن السخرية لا منظومة لها , ولا اس لها لتقابل في مجال البحث العلمي لتقابل به , فضلاً لان تكون محوراً للنقاش !

اما في اخبار الرحمن عن حال نوح وقومه حيث قال " ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم" فليس فيه دليل ! لانه لم يقابلهم بالسخرية , بل ردوا عليهم بما يضمرونه من السخرية بهم وباعتقادهم ! , وانه عند وقت اهلاكهم سيتبين لهم ذلك !

ومع ذلك فلا تمنع الشدة معهم في الحوار واذلالهم , وتعرية باطلهم مطلقاً ذلك بأنه لا حرمة لهم ولا احترام ولا توقير , ولا يكون هذا الاذلال في التماس طرق مخالفة للشريعة ,كمقابلتهم في التصوير ورسومات ومجسمات او انشاء اغاني تذمهم او مسلسلات وافلام! لان ديننا يحكمنا ولا دين يحكمهم ! يقول المنجد " إذا عرف أن أصله تعظيم شرع الله ، واتباع رسوله ، ظاهرا وباطنا ، فإنه يوزن قوله وعمله بميزان الكتاب والسنة ، وموازنة حسناته وسيئاته ..

يقول شيخ الإسلام ، رحمه الله : " وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد ، والحسنات والسيئات ، أو تزاحمت ؛ فإنه يجب ترجيح الراجح منها ، فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد ، وتعارضت المصالح والمفاسد ؛ فإن الأمر والنهى وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة ، فينظر في المعارض له ؛ فإن كان الذي يفوت من المصالح ، أو يحصل من المفاسد أكثر ، لم يكن مأمورا به ؛ بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته . "

فمن أراد السخرية بهم فلينئى عن السخرية المباشرة , ولا تكون في الخِلقة , أو حتى الفرية والكذب عليه, ولتكون في آثار هذا الكفر ولوازمه وما يؤول اليه كفرهم , كما قال ابراهيم عليه السلام " بل فعلهم كبيرهم هذا فأسألوهم إن كانوا ينطقون " , مع مراعاة المفسدة والمصلحة المترتبة على ذلك بالنسبة للكفرة ,وللمؤلفة , وللمتشككة ! يقول المنجد "فخلاصة الجواب أنه يجوز السخرية بأولئك المحادين لله ورسوله ودينه ، والكمال في ترك ذلك ، والاكتفاء بالردود العلمية الرصينة ، خاصة إذا لم تكن مصلحة شرعية من تلك السخرية " قلتُ: قد تستخدم السخرية والسباب في بعض الاحيان كرش الماء البارد على النائم ليفيق من غفلته , والكي للمريض ان تعذر الدواء المناسب , فاستخدامها لعارض في مكانه المناسب في الشخص المناسب في الحالة المناسبة, فلا يتخذ ذلك أصالة في الاستدواء !

هذا ونسأل الله العليّ القدير أن يبصرنا بديننا ويعيننا على من عادانا , وان يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين .
بالتوفيق

[عــابر سبيــل]

أخي العزيز ماكولا .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. ردّك كافي ووافي وأضاف لي فوائد جليلة وعظيمة .. سأحاول العمل بنصيحتك بإذن الله ..

جزاكَ الله خيراً أستاذي وأخي في الله .