جزاك الله خيراً أستاذنا السرداب على التوضيح .. مع تحفظي على بقاء نقاط الخلاف.
== الأستاذ "السرداب" يسرد العديد من العبارات دون علامات اقتباس ، ثم يعقبها بذكر سطر من قصة الحضارة أو غيره ..
المشكلة هنا أن هناك العديد من السطور مكتوب بنفس نصراني .. أعني أنها لا يصح أن تصدر من مسلم .. فيها مدح للوثر والبروتستانت على أنهم عادوا بالمسيحية لبساطتها الأولى ! .. وفيها مدح لهم على أمور كثيرة .. لا أدري كيف تصدر من مسلم ..
ولا أملك الوقت اللازم للتفرقة بين ما قاله الاستاذ السرداب وما قاله غيره ..
والأخ السرداب ترك القارئ في حيص بيص إذ ساق الكلام على عواهنه .. فلا يدري القارئ ماذا قال هو بالتحديد وماذا قال غيره ..
== المشكلة الأخرى في المقال هي التلميع الزائد للبروتستانت ، وتصويرهم في صورة الثائرين على الباطل .. وهذا باطل !
فمن ناحية : البروتستانت لم يثوروا على الباطل لأجل الحق ، بل ثاروا على الباطل لأجل الباطل .. فلم يثوروا على الباباوات والقساوسة لأنهم يطلبون الحق ويستحسنون التوحيد .. كلا .. بل ثاروا عليهم كما يثور أي فرد في عصابة إجرامية على أكابر عصابته !! .. بالضبط كما "يثور" العلمانيون على الحكام الظلمة كمبارك وعصابته أو غيرهم .. لا لأنهم يطلبون الحق ، ولكن لأنهم يرون أن أكابر العصابة المجرمة استأثروا بقطعة أكبر من الكعكعة ، فلم يعطوهم حقهم من السرقة والنهب !
ومن ناحية أخرى : فالبروتستانت عندهم من الضلال والغي في بعض الجوانب أكثر من الأرثوذكس بكثير .
== لو سلمنا جدلاً أن البروتستانت أقرب إلى الحق من الأرثوذكس ، فلا يلزم من هذا "نصرتهم" ، والقرآن لم "يناصر" أهل الكتاب كما عبر الأخ السرداب .. كلا .. فالقرآن لم يمدحهم ولم يلمعهم ، والرسول عليه الصلاة والسلام ما دعا لهم بالنصر ، ولا أرسل إليهم تعزيزات .. ولا شيء من هذا كله .. غاية الأمر استبشار بانتصار المسلمين لا أكثر .. فلا داعي لتحميل الأمور أكثر مما تحتمل.
وكذلك الحال مع دعوة الأرثوذكس للدخول في البروتستانتية .. فالأستاذ السرداب عنون مقاله باستئخاره لهذا التحول .. وفي طيات كلامه طلب هذا التحول إن لم يكن التحول إلى الإسلام ..
أقولها صريحة : إن لم يكن التحول إلى الإسلام فلا فائدة لنا ولا للمتحولين ..
والقرآن لم يدعُ المشركين إلى التنصر إذا لم يريدوا الدخول في الإسلام !
ولن يستفيد المتحول شيئاً إن كان في الدرك الخامس من النار وأخو ملته في الدرك السادس !!
فما بالنا وكلا الطائفتين في درك واحد !!
يا جماعة الخير !
على مدار قرون الإسلام لم يقل أحد من السلف ولا من بعدهم لأحد الضالين : خفف ضلالك !
بل قالوا جميعهم : هلم إلى الحق كاملاً .. { ادخلوا في السلم كافة } ..
== مدح البروتستانت بأنهم دعوا إلى الاقتصار على الكتاب المقدس .. فيه نظر ..
الأخ السرداب يعلل هذا بأنه قد نجا من تمسكات الأرثوذكس بتفسيرات قساوستهم .. وأصبح في سعة في الاستدلال والاحتجاج ..
أقول : قد هربت من محاربة بضعة تفسيرات أرثوذكسية .. إلى محاربة عشرات التفسيرات البروتستانتية التي لا ضابط لها !!
دعك من سهولة "زنق" الأرثوذكسي بقول لبعض آبائه الأولين .. في مقابل سهولة مراوغة البروتستانتي لك برفضه لعشرات الأقوال من هؤلاء الآباء فضلاً عن غيرهم.
== هناك بعض التفاصيل الصغيرة الأخرى .. مثل التشنيع على الأرثوذكس بالقول بعصمة البابا .. وهم لا يقولون بها .. وأمور أخرى قيست الأرثوذكسية فيها على الكاثوليك مع أنهم لا يقولون بها .
بسبب ضيق الوقت لم أستطع تعزيز كلامي بالاقتباسات ..
والحق أن المشكلة في طريقة سوق الموضوع أكثر من الموضوع نفسه .. الطريقة لا يستريح لها المسلم ألبتة .
ولو جهل القارئ كاتب المقال لظن - للوهلة الأولى - أن كاتب المقال بروتستانتي .
التعديل الأخير تم 02-13-2013 الساعة 02:10 PM
هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب
Bookmarks