بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين، ونصلّي ونسلّم على خاتم المرسلين وبعد،

قال تعالى: وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿غافر: ٢٨﴾

يدلّس القاديانيون كما علّمهم ميرزا غلام ملقون بكلامهم الباطل أن الكاذب على الله فإن عليه كذبه هو فقط دون أتباعه - وهم بذلك يدندنون حول خطيئتهم باتباعهم كذّاباً - وفي مصر نقول (اللّي على راسه بطحه بيحسسّ عليها)، وهؤلاء المدلّسون يدورون حول أكاذيبهم يزينونها فيقول هاني طاهر مثلاً لا مشكلة أن يتبع المرء متنبياً كذّاباً.

وقبل أن نبدأ المقال يجب أن نسرد حقيقة واقعة لا يختلف عليها أحد.
وهذه الحقيقة أن مسيلمة الكذّاب كان كاذباً وجاء كذبه عليه وعلى الذين اتبّعوه ولم يك كذبه عليه هو وحده فقط.
فقد قُتل مسيلمة الكذّاب لعنه الله هو وأتباعه في اليمامه بعد أن أرسل سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه جيشه بإمارة خالد بن الوليد.
فكان كذب مسيلمة وبالاً عليه ووبالاً على أتباعه.

وأيضاً في حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: قال سيف بن عمر عن طلحة ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة : كنت يوما عند النبي صلى الله عليه وسلم في رهط ، معنا الرجال بن عنفوة ، فقال : إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من أحد . فهلك القوم وبقيت أنا والرجال ، وكنت متخوفا لها ، حتى خرج الرجال مع مسيلمة وشهد له بالنبوة ، فكانت فتنة الرجال أعظم من فتنة مسيلمة ، ورواه ابن إسحاق عن شيخ ، عن أبي هريرة .

فهذا المدعو (الرجال بن عنفوة) شهد عليه الرسول صلّ الله عليه وسلّم أنّه في النّار بل أنّ ضرسه في النّار أعظم من أحد والعياذ بالله.
وهذا الرجل (الرجال بن عنفوة) اتّبع مسيلمة الكذّاب، فكان كذب مسيلمة على نفسه وعلى اتباعه واسكنهم النّار.

هنا يبطل كل استدلال يستدلون به خطأً بالآية الكريمة، فالكذّاب عليه كذبه وعلى من تبعه وليس عليه فقط.

وحين يخرج مدلّس قادياني آخر ليقول أنّا بذلك قد عكسنا الآية ولم نعمل بها.
فنقول له فهمك للآية هو الخطأ، إرجع لحادثة مسيلمة الكذّاب لعنه الله ومن سار علي دربه.

ماذا تعني الآية الكريمة؟

معنى : ( وإن يَكُ كَاذِباً فَعلَيه كَذِبُهُ )
يظن الناظر الى ظاهر هذه الآية أن عقيدة الظن أو الشك جائزة . وإن اتباع الأنبياء بدون أن تثبت وتيقن في صدقهم جائز شرعاً. ولكن المتمعن في المعنى حينما يراه يجد فيه اختلافاً كثيراً.
قال ابن عاشورإنما قصد استنزالهم للنظر ، أي فعليكم بالنظر في آياته ولا تعجلوا بقتله ولا باتباعه فإن تبين لكم كذبه فيما تحداكم به وما أنذركم به من مصائب فلم يقع شيء من ذلك لم يضركم ذلك شيئاً وعاد كذبه عليه بأن يوسم بالكاذب ، وإن تبين لكم صدقه يصبكم بعضُ ما تَوَعَّدكم به ، أي تصبكم بوارقه فتعلموا صدقه فتتبَعوه ، وهذا وجه التعبير ب ) بعض ( دون أن يقول : يصبكم الذي يعدكم به . والمراد بالوعْد هنا الوعد بالسوء وهو المسمى بالوعيد . أي فإن استمررتم على العناد يصبكم جميع ما توعَّدكم به بطريق الأوْلى .
وقد شابَه مقامُ أبي بكر الصديق مقامَ مؤمن آل فرعون إذ آمن بالنبي ( ) حين سمع دعوته ولم يكن من آله ، ويومَ جاء عقبة بن أبي مُعيط إلى النبي ( ) ( والنبي ( ) بفناء الكعبة ) يخنقه بثوبه فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكب عقبة ودفَعه وقال : ( أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ). قال علي بن أبي طالب : ( والله لَيَومُ أبي بكر خيرٌ من مؤمن آل فرعون ، إنَّ مؤمن آل فرعون رجل يكتم إيمانه وإن أبا بكر كان يُظهر إيمانه وبذل ماله ودمه )
والله أعلم.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir23450/#ixzz2LGLkY2C5


الآن نضع مقارنة بسيطة بين أي قادياني مخدوع وبين مؤمن آل فرعون.

١-(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) مؤمن آل فرعون شهد له القرآن بالإيمان.
٢- (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ) مسيلمه الكذّاب كان يقول أنّه نبي من عند الله مناصفة بينه وبين الرسول صلّ الله عليه وسلّم وينزل إيه الوحي أيضاً مثله مثل ميرزا غلام وقد قتله المسلمون.
٣- (وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ) استمات ميرزا غلام ليدلّس على المسلمين بعدم وجود بيّنات للأنبياء ثم حينما لم يصدّقوه أتى بأشياء أقل ما يقال عنها بالتفاهه والكذب.
٤- (مِن رَّبِّكُمْ) فالمتنبي الكذاب ميرزا غلام الذي سبّ الأنبياء وسرق مقام النبّوة وقال أنّه مثيل المصطفى صلّ الله عليه وسلّم جاء بهذا من عنده نفسه ومن عند الشيطان.
٥- (وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ) فالمتنبي الكذاب ميرزا غلام كذبه جاء عليه وإقرأ خاتمته كيف كانت.
٦- (وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) فالمتنبي الكذاب ميرزا غلام كان كاذباً في الكثير ممّا تنبأ به ولم يحدث والكثير ممّا أقسم عليه ولم يحدث.
٧- (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) صدق الله العظيم فما رأيت أكذب من مدّعي النبّوة عافانا الله وإياّكم من الكذب.

والحمد لله ربّ العالمين.