سبحانك ربي ما أعظمك
من المعروف علميا أن بلايين البروتينات المعقدة التي تحويها أجساد الكائنات و البشر تعتمد على خصائص الكيمياء الحيوية و التي تعتمد بدورها على الخصائص الذرية للعناصر الثقيلة كالكربون و الآزوت و الأكسجين ...هذه العناصر الفريدة في تكوينها الفزيائي الخاص و في تفاعلها الكيميائي مع بعضها البعض و التي هي أساس بيولوجيا أجسادنا و ما يشكل قوانينها و أنظمتها تُنتج في قلب النجوم المتباعدة العظيمة التي تسبح في أقطار السماوات هذه العملية تسمى " تفاعلات الانصهار النجمي " ...
هذه التفاعلات النووية مضبوطة بالدقة الشديدة للقوانين الفزيائية منذ البداية ...
باختصار أيها الإنسان الصغير المستمع بحياته رئتاك تستنشق الأكسجين و جلدك يحس بالدفئ القادم من الشمس و بطنك التي تملأها بالأغذية الغنية بالكربوهيدرات ...--> كل هذا يتم بفضل هذه العملية الكونية العظيمة التي تسمى " الاندماج نووي" و التي تنتهي بصناعة كل العناصر الضرورية لحياتك و الطاقة المستمدة من نجم مجموعتنا الشمس و في نهاية النجوم الأخرى تطلق كل تلك العناصر في إنفجار هائل للمستعرّ الأعظم أو الطارف الأعظم سوبرنوفا ...
فعلميا على العكس تماما الإنسان و الحياة البيولوجية هي الأعقد بل الهدف من كل هذا الكون الشاسع و هذا ما يلخصه ما يسمى بالمبدأ الإنساني anthropic parincipe
أي لو لم تكن القوانين و القيم الفزيائية على ما هي عليه لما كان هناك كون من أساسه على الشكل الذي نراه و من هذه القيم سرعة التوسع الكوني و هي ما تحدد شساعة الكون الرهيب الذي نشاهد عظمته و لما كانت هناك مجرات و لا نجوم و بالتالي أيضا العناصر الكيميائية الضرورية للحياة ...
و صدقاً كلما أرى هذا أتذكر قول الرحمن : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً
لنتابع ماذا يحصل في الأجرام السماوية البعيدة عنا و علاقته بنا و بمنافعنا ...
أول عملية تسمى الإندماج النووي الذي يحدث في قلب النجوم و لنأخذ عنه هذا التعريف :
الاندماج النووي عملية تتجمع فيها نواتان ذريتان لتكوين نواة واحدة أثقل. ويلعب اندماج الأنوية الخفيفة مثل البروتون وهو نواة ذرة الهيدروجين والديوترون نواة الهيدروجين الثقيل والتريتيون وهو نواة التريتيوم دوراً هائلاً في العالم وفي الكون، حيث ينطلق خلال هذا الاندماج كمية هائلة من الطاقة تظهر على شكل حرارة وإشعاع كما يحدث في الشمس، فتمدنا بالحرارة والنور والحياة. فبدون هذا التفاعل ما وُجدت الشمس وما وُجدت النجوم، ولا حياة من دون تلك الطاقة المسماة طاقة الاندماج النووي. وتنتج تلك الطاقة الهائلة عن فقد في وزن النواة الناتجة عن الاندماج النووي، وهذا الفقد في الكتلة يتحول إلى طاقة طبقاً لمعادلة ألبرت أينشتاين التي تربط العلاقة بين الكتلة والطاقة.
هذا التفاعل هو الذي يغذي الشمس وباقي النجوم الأخرى في الكون، ويمدهم بالحرارة والضوء.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%...88%D9%88%D9%8A
هذه العملية المذهلة المنتجة للعناصر و الطاقة Stellar nucleosynthesis
و هكذا تنتج نوى كل العناصر الثقيلة في النجوم الحمراء العملاقة من حديد و أكسيجين ....إلخ فمن هنا أصل كل ما يحويه جسدك من ذرات و الذي خلق من تراب هذه الأرض الغنية بهذه العناصر و المعدة للحياة كما أوحى ربنا
ثم تلقى هذه العناصر و تمتلئ بها السدم أو المستعرّ الأعظم supernova
و بفضل هذه التفاعلات الكونية العظيمة و على غرارها تنتج الطاقة في شمسنا أساس الحياة و التي تستغلها النباتات في عملية التركيب الضوئي لصناعة الغذاء- النباتات أول مصنع غذاء للأحياء على الأرض بفضل طاقة الشمس و التي تنتج عن تفاعلات نووية بحرارة خيالية تبعد عنا سنوات ضوئية - ومن أيضا تفاعلاتها أيضا يصدر الضوء الذي به نبصر
و بفضل كل تلك العناصر الكيميائية الذرية التي تنتجها تفاعلات معقدة مهولة لن تسعها إلا أقطار سماوات و كون بحجم كوننا تستطيع أجسامنا أن تعمل و على أساسها تنسق و تنشط كل وظائفها و الأمثلة كثيرة ..... لنأخذ فقط تفاعلات دورة كريبس أو ظاهرة التنفس الخلوي و ناتج الميتوكندريا مصنعة كما سيأتي في الصور ..
و في الحقيقة هناك كون مضغوط صغير آخر لا تكشفه سوى عدسات الميكروسكوب فسبحان الخالق العظيم
الميتكوندريا و التي تستغل ذرات و عناصر C... O ..H رأينا مقر إنتاجها في السماوات لتُشكّل سلسلة مركبات عضوية متناسقة العمل مع بعضها لإنتاح وحدة الطاقة البشرية ATP
فنعم الكون و السماوات شاسعة تورث في قلب المنيب الخوف و الرهبة و التعظيم لصاحب الخلق و الأمر و برغم كل هذه المسافات و الحجم فهو مسخر لمنافعنا ...هناك سامفونية كونية عظيمة مترابطة من المجرة للخلية ! و أنصح بالقراءة عن المبدأ الإنساني the anthropic principle
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
Bookmarks