صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 18 من 18

الموضوع: فوائد ..

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [ وَاجِبُ المَرءِ اِتِّجَاه دِينه ]

    [ وكلما كان - العبدُ - أفقه في دينِ اللهِ ,كانَ شُهوده للواجبِ عليه أتمَّ ! وشُهوده لتقصيره أعظَمُ ! وليسَ الدينُ بمجردِ تركِ المُحرماتِ الظاهرةِ ! , بل بالقيامُ مع ذلك بالأوامرِ المحبوبةِ للهِ ! , وأكثرُ الديّانين لا يعبأون منها الا بما شاركهم فيه عموم الناس , وأما الجهادُ والأمرُ بالمعروفِ والنُهي عن المنكرِ والنصيحةُ لله ورسوله وعباده ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه فهذه الواجبات لا تَخطُرُ ببالهم ؛ فضلاً عن أن يريدوا فِعلها وفضلاً عن أن يفعلوها !! . وأقلُ الناسِ ديناً وأمقَتُهم إلى الله من تَرَكَ هذه الواجباتِ وإن زَهَدَ في الدُنيا جميعها !وقلّ أن ترى منهم مِنْ يُحَمّرُ وَجْهُهُ ويُمعّرِه لِلِهُ !؛ ويَغضبُ لحرماته ويبذل عِرضه في نُصرةِ دِينه !. وأصحابُ الكبائرِ أحسنُ حالاً عِندَ اللهِ مِن هؤلاءِ ![1] وقد ذَكر أبو عمر وغيره أن الله تعالى أمر ملكاً من الملائكة أن يخسف بقريه فقال: يا ربّ ان فيهم فلاناً العابدُ الزاهدُ ! قال : به فابدأ وأسمعني صوته انه لم يتمعر وجهه في يوم قط ![2] ]

    [1] سبب تفضيله على العالم -والعلم عند الله -ان بصلاح العالِم صلاح العَالم, ولا يكون الا بالامر والنهي والبيان , فبتقصيره وتهاونه في بعض الامر ما يلبس به على العامة من التهاون في حدود الله وان الامر هيّن , فيهون عليهم الدين والعلم !, وقد قال بعض السلف ويل للجاهل مرة , وويل للعالم سبع مرات.
    [2] اسناده ضعيف .

    [ابن القيم -عدة الصابرين]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [اقتضاء الصراط المستقيم ومخالفة أصحاب الجحيم ]

    [ قد بعث الله عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه و سلم بالحكمة التي هي سنته ؛ وهي الشِرعة والمِنهاج الذي شرعه له !
    فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين ! , وأمر بمخالفتهم في الهديِ الظاهرِ , وإن لم يظهر لكثيرٍ من الخلقِ في ذلك مفسدة !
    لأمور منها : أن المشاركة في الهديِ الظاهرِ تورثُ تناسُباً وتشاكلاً بين المتشابهين !
    يَقودُ إلى الموافقةِ في الأخلاقِ والأعمالِ !, وهذا أمرٌ محسوس , فإنّ اللابسَ لثيابِ أهلِ العلمِ مثلاً , يَجدُ من نفسه نوعَ انضمامٍ إليهم ! , واللابسُ لثيابِ الجُندِ المقاتلةِ مثلاً , يَجِدُ في نفسه نوع تخلقٍ بأخلاقهم ! , ويصير طبعه مقتضياً لذلك إلا أن يمنعه من ذلك مانع . !
    ومنها : أن المخالفة في الهديِّ الظاهرِ تُوجِبُ مباينةً و مفارقةً ؛ توجبُ الانقطاعَ عن موجبات الغضبِ , وأسبابِ الضلالِ , والانعطافِ إلى أهل الهُدى والرضوانِ , وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين , وأعدائه الخاسرين !
    وكلما كان القلبُ أتمَّ حياةً وأعرفَ بالإسلامِ الذي هو الإسلام - لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً أو باطناً, بمجرد الاعتقادات التقليدية من حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقةِ اليهودِ والنصارى باطناً و ظاهراً أتم ! , وبعده عن أخلاقِهم الموجودة في بعض المسلمين أشدُّ ! .
    ومنها : أن مشاركتهم في الهديّ الظاهرِ , توجب الاختلاط الظاهر !, حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين , وبين المغضوب عليهم والضالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية . !
    هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحاً محضاً , لو تجرد عن مشابهتهم , فأما إن كان من موجبات كفرهم فإنه يكون شعبةً من شعبِ الكفرِ ! فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم , فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له والله أعلم ]


    [ ابن تيمية-اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم ]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [ اقتضاء الصراط المستقيم ومخالفة أصحاب الجحيم ]

    ’’ فالعبدُ إذا أخذ من غيرِ الأعمالِ المشروعةِ بعضَ حاجته ؛ قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدرِ ما اعتاضَ من غيره ! بخلاف من صرفَ نُهمتَه وهِمَته إلى المشروعِ ! , فإنه تَعظُم مَحبته له , ومنفعته به , ويتم دينه به , ويكملُ إسلامه ! , ولهذا تَجِدُ من أكثرَ من سماعِ القصائدِ لطلبِ صلاحِ قلبه ؛ تنقصُ رغبته في سماع القرآن ! , حتى ربما يكرهه ! . ومن أكثرَ من السفرِ إلى زيارةِ المشاهدِ ونحوها , لا يبقى لحجِ البيتِ المُحرمِ في قلبه من المحبةِ والتعظيمِ ما يكون في قلبِ من وسعته السنّةُ ! . ومن أدمنَ على أخذِ الحِكمةِ والآداب من كلامِ حُكماءِ فارسِ والرومِ ؛ لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قَلبِه ذاك الموقع ! . ومن أدمَن على قِصصِ الملوكِ وسِيرهم ؛ لا يَبقى لقصصِ الأنبياءِ وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ! , ونظائر هذه كثيرة ..! ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها رواه الإمام أحمد ‘‘

    [217]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء