صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 18

الموضوع: فوائد ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي فوائد ..

    ( الصبر على الاذى وتكلف المشاق في بذل النصح )

    نقل السفاريني في "غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" 164, عن بن عقيل في "الفنون " أنه قال [ من أعظم منافع الإسلام وآكد قواعد الأديان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح , فهذا أشق ما يحمله المكلف لأنه مقام الرسل حيث ينقل صاحبه عن الطباع , وتنفر منه نفوس أهل اللذات , وتمقته أهل الخلاعة وهو إحياء للسنن وإماتة للبدع , إلى أن قال : لو سكت المحقون ونطق المبطلون لتعود النشء ما شاهدوا , وأنكروا ما لم يشاهدوا , فمتى رام المتدين إحياء سنة أنكرها الناس فظنوها بدعة , وقد رأينا ذلك , فالقائم بها يعد مبتدعا ومبدعا , كمن بنى مسجدا ساذجا , أو كتب مصحفا بلا زخرف أو صعد منبرا فلم يتسود ولم يدق سيف مراقي المنبر , ولم يصعد على علم ولا منارة , ولا ينشر علما .فالويل له من مبتدع عندهم , أو أخرج ميتا له بغير صراخ ولا تخريق , ولا قرأ ولا ذكر صحابة على النعش ولا قرابة ] ا.ه.
    فالبدعة صارت مألوفة , والسنن منكرة غير معروفة , فيحتاج الآمر الناهي إلى مزيد صبر وتسليم , واستعانة بالعزيز الحليم ,قال الإمام أحمد رضي الله عنه في رواية جماعة : إذا أمرت أو نهيت فلم ينته فلا ترفعه إلى السلطان ليعدى عليه ,فقد نهى عن ذلك ...

    قال الإمام شيخ الإسلام قدس الله روحه : الصبر على أذى الخلق عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , إن لم يستعمل لزم أحد أمرين , إما تعطيل الأمر والنهي , وإما حصول فتنة ومفسدة أعظم من مفسدة ترك الأمر والنهي أو مثلها أو قريبا منها , وكلاهما معصية وفساد .
    قال تعالى "وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " فمن أمر ولم يصبر , أو صبر ولم يأمر , أو لم يأمر ولم يصبر , حصل من هذه الأقسام الثلاثة مفسدة , وإنما الصلاح في أن يأمر ويصبر .وفي الصحيحين عن عبادة رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على السمع والطاعة في يسرنا وعسرنا , ومنشطنا ومكرهنا , وأثرة علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله , وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا , لا نخاف في الله لومة لائم .
    التعديل الأخير تم 03-16-2013 الساعة 02:34 PM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    1,715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    6

    افتراضي

    فوائد طيبة جدا
    بارك الله فيكم
    ليس فى تلك الحياة كلها شيء اغلى من الدين
    فهو من أجله خُلقت ومن أجله تموت ومن أجله تُبعث


    فإ ن المتتبع للفتن العظيمة التي ألمت
    بأمة الإسلام على مدار تاريَخها؛ لا يكاد
    يجد فتنة منها إلا وقد قيض الله لها )إمام
    هدًى( يلي الأمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر حقًا، ويسلك سبيل أئمة الهدى
    قبله في الأخذ بيد )العامة والخاصة( على
    طريق النجاة من الفتنة، لا بشيء سوى
    بالدلالة على )الوحي( و)معنى الوحي(
    و)مقتضى الوحي(


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumd...aysprune=&f=27

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    جزاك الله خيراً على حسن الاختيار
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكر الله لكم , وبارك فيكم .
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )

    يقول بن القيم في إعلام الموقعين [ ان النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله ؛ فإنه لا يسوغ إنكاره وان كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وقالوا أفلا نقاتلهم فقال: " لا ما أقاموا الصلاة " وقال: "من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعته" ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو اكبر منه ! فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر .

    ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء فإنكار المنكر أربع درجات الأولى" أن يزول ويخلفه ضده الثانية أن يقل وإن لم يزل بجملته الثالثة: أن يخلفه ما هو مثله الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه فالدرجتان الأوليان مشروعتان والثالثة موضع اجتهاد والرابعة محرمة فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله كرمي النشاب وسباق الخيل ونحو ذلك وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد وإلا كان تركهم على ذلك خيرا من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك وكما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر فدعه وكتبه الأولى وهذا باب واسع.

    وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول : مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبئ الذرية وأخذ الأموال فدعهم ]
    التعديل الأخير تم 03-17-2013 الساعة 01:48 PM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( فقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )

    يقول شيخ الاسلام في اقتضاء الصراط المستقيم [ واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير، لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضاً شر، من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل خيراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من أنواع المشروع وشراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من الإعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين. وهذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين:
    أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً، في خاصتك وخاصة من يطيعك. وأعرف المعروف وأنكر المنكر.
    الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه، ولكن إذا كان في البدعة من الخير، فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان، إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه، فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروهاً، فالتاركون أيضاً للسنن مذمومون، فإن منها ما يكون واجباً على الإطلاق، ومنها ما يكون واجباً على التقييد، كما أن الصلاة النافلة لا تجب. ولكن من أراد أن يصليها يجب عليه أن يأتي بأركانها، وكما يجب على من أتى الذنوب من الكفارات والقضاء والتوبة والحسنات الماحية، وما يجب على من كان إماماً، أو قاضياً، أو مفتياً، أو والياً من الحقوق، وما يجب على طالبي العلم، أو نوافل العبادة من الحقوق.

    ومنها : ما يكره تركه أو يجب فعله على الأئمة دون غيرهم وعامتها يجب تعليمها والحض عليها والدعاء إليها.
    كثيرين من المنكرين لبدع العبادات مقصرين في فعل السنة , وكثير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم مقصرين في فعل السنن من ذلك، أو الأمر به. ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العبادات المشتملة على نوع من الكراهة. بل الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه، فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه كما يؤمر بعبادة الله سبحانه، وينهى عن عبادة ما سواه، إذ رأس الأمر شهادة أن لا إله إلا الله، والنفوس خلقت لتعمل، لا لتترك، وإنما الترك مقصود لغيره، فإن لم يشتغل بعمل صالح، وإلا لم يترك العلم السيء، أو الناقص، لكن لما كان من الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل الصالح، نهيت عنه حفظاً للعمل الصالح.

    فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد. ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: أنه أنفق على مصحف ألف دينار، أو نحو ذلك فقال: دعهم، فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب، أو كما قال. مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة. وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق والخط. وليس مقصود أحمد هذا، إنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضاً مفسدة كره لأجلها. فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا بفساد لا صلاح يه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور: من كتب الأسمار أو الأشعار، أو حكمة فارس والروم.
    فتفطن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية، والمفاسد، بحيث تعرف ما مراتب المعروف، ومراتب المنكر، حتى تقدم أهمها عند الازدحام، فإن هذا حقيقة العلم بما جاءت به الرسل، فإن التمييز بين جنس المعروف، وجنس المنكر، أو جنس الدليل، وغير الدليل، يتيسر كثيراً.
    مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل , فأما مراتب المعروف والمنكر، ومراتب الدليل، بحيث يقدم عند التزاحم أعرف المعروفين، وينكر أنكر المنكرين، ويرجح أقوى الدليلين، فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين.]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( عواقب المعاصي )

    ينبغي لكلِ ذي لبٍّ و فطنةٍ أن يحذر عواقب المعاصي !, فإنه ليس بين الآدمي و بين الله تعالى قرابة و لا رحم ! ، و إنما هو قائمٌ بالقسط ، حاكمٌ بالعدل .
    و إن كان حلمه يسع الذنوب ؛ إلا أنه إذا شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب ، و إذا شاء أخذ و أخذ باليسير ، فالحذر الحذر !
    و لقد رأيتُ أقواماً من المترفين كانوا يتقلّبون في الظلم و المعاصي باطنة و ظاهرة, فتُعبِوا من حيث لم يحتسبوا ,فقُلعَت أصولهم , ونُقِضَ ما بَنوا من قواعد أحكموها لذراريهم ! .
    و ما كان ذلك إلا لأنهم أهملوا جانب الحق -عز وجل- ، و ظنوا أن ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍ ، فمالت سفينة ظنونهم! , فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم !.
    و رأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق -عز وجل- إليهم في الخلوات , فمحا محاسنَ ذِكرهم في الخلوات , فكانوا موجودين كالمعدومين ! ، لا حلاوة لرؤيتهم ، و لا قلب يحن إلى لقائهم .!, فالله الله في مراقبة الحق عز وجل !. فإن ميزان عدله تبين فيه الذرة ، و جزاؤه مراصد للمخطئ و لو بعد حين ,و ربما ظن أنه العفو و إنما هو إمهال و للذنوب عواقب سيئة! ,فالله الله الخلوات الخلوات! ,البواطن البواطن !؛ النيات النيات !
    فإن عليكم من الله عيناً ناظرة .
    و إياكم و الاغترار بحلمه و كرمه ، فكم قد استدرج !
    و كونوا على مراقبة الخطايا ، مجتهدين في محوها .
    و ما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا ، فلعلّه ...
    و هذا فصل إذا تأمله المعامل لله تعالى نفعه .
    و لقد قال بعض المراقبين لله تعالى : قدرت على لذة و ليست بكبيرة.
    فنازعني نفسي إليه ، اعتماداً على صغرها ، و عظم فضل الله تعالى و كرمه .
    فقلت لنفسي : إن غلبت هذه فأنت أنت ، و إذا أتيت هذه فمن أنت ؟
    و ذكرتها حالة أقوام كانوا يفسحون لأنفسهم في مسامحة كيف انطوت أذكارهم ، و تمكن الإعراض عنهم .
    فارعوت ، و رجعت عما همت به
    و الله الموفق .


    [ ابن الجوزي - صيد الخاطر (98)]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( خَبِيئَةُ العَملِ ! )

    [ إِنَّ لِلخَلْوَةِ تَأْثِيرَاتٌ , تَبينُ في الجَلوةِ ! كم من مؤمنٍ بالله -عز وجل- يحترمه عند الخلوات فيَترك ما يَشتهي حذراً من عقابه!, أو رجاءاً لثوابه!, أو إجلالاً له! ؛ فيكونُ بذلك الفعل كأنه طرحَ عُوداً هِنديّاً على مجمرٍ, فيفوحُ طِيبه فيَسْتَنْشِقُه الخَلائِقُ ولا يَدرون أينَ هو ؟!. وعلى قدرِ المُجاهدةِ في تركِ ما يَهوى ,تَتَقْوَى محَبَّتُهُ ! أو على مِقدار زيادةِ دَفعِ ذلك المحبوبِ ,المتروكِ يزيدُ الطّيبُ ، ويتفاوتُ تَفَاوُت العُود ، فَترى عُيونَ الخلق تُعظّمُ هذا الشخصَ , وألسنتُهم تَمدحه ولا يعرفون لم؟! ؛ ولا يَقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته . وقد تَمتَدُ هذه الأرايِيْحُ بعد الموت على قدرها ! , فمنهم من يُذكر بالخيرِ مدّةً مديدةً ثم يُنسى ،ومنهم مَن يُذكر مائة سنة ثم يُخفي ذكره وقبره ! ومنهم أعلام يَبقى ذِكرهم أبداً ! . وعلى عكسِ هذا من هَابَ الخلقَ، ولم يَحترم خَلوته بالحقِ ! ؛ فإنه على قدرِ مُبارزته بالذنوبِ ,وعلى مقاديرِ تلكَ الذنوبِ يَفوح منه ريحُ الكراهةِ ؛فتَمقتُه القُلوبُ !! ، فإن قلّ مقدارُ ما جنى ؛ قلّ ذِكر الألسنِ له بالخيرِ !، وبقيَ مجرّد تَعظِيمِه ! وإن كَثُرَ , كَانَ قُصَارى الأمرِ سكوتُ الناسِ عنه ,لا يَمدحونه ولا يَذمونه ! ]

    [ بن الجوزي -صيد الخاطر 127 ]
    التعديل الأخير تم 03-24-2013 الساعة 01:34 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  9. #9


  10. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أبو حب : أكرمك الله , وحفظك .
    زاد المعاد: شكر الله لك, وبارك فيك.
    وفقكم الله .
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  11. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )

    [ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا فِي اللَّذَّاتِ يَتَقَلَّبُونَ ، وَيَتَجَبَّرُونَ عَلَى الْخَلْقِ وَلا يُغْلَبُونَ ؟! مُزِجَتْ لَهُمْ كُئُوسُ الْمَنَايَا فَبَاتُوا يَتَجَرَّعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ).مَدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْحَرَامِ ، وَأَكْثَرُوا مِنَ الزَّلَلِ وَالآثَامِ ، وَكَمْ وُعِظُوا بِمَنْثُورٍ وَمَنْظُومٍ مِنَ الْكَلامِ ، لَوْ أَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) .
    حُمِلَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي كَفَنٍ ، إِلَى بَيْتِ الْبِلَى وَالْعَفَنِ ، وَمَا صَحِبَهُمْ غَيْرُهُ مِنَ الْوَطَنِ ، مِنْ كُلِّ مَا كَانُوا يَجْمَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ).
    ضَمَّهُمْ - وَاللَّهِ - التُّرَابُ ، وَسُدَّ عَلَيْهِمْ فِي ثَرَاهِمُ الْبَابُ ، وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ، وَالأَحْبَابُ يَرْجِعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) .أَيْنَ أَمْوَالُهُمْ وَالذَّخَائِرُ ، أَيْنَ أَصْحَابُهُمْ وَالْعَشَائِرُ ، دَارَتْ عَلَى الْقَوْمِ الدَّوَائِرُ !، فَفِيمَ أَنْتُمْ تَطْمَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) .شُغِلُوا عَنِ الأَهْلِ وَالأَوْلادِ ، وَافْتَقَرُوا إِلَى يَسِيرٍ مِنَ الزَّادِ ، وَبَاتُوا مِنَ النَّدَمِ عَلَى أَخَسِّ مِهَادِ ، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْ حَصَادِ مَا كَانُوا يَزْرَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ).
    أَيْنَ الْجُنُودُ وَالْخَدَمُ ، أَيْنَ الْحِرَمُ وَالْحَرَمُ ، أَيْنَ النِّعَمُ وَالنَّعَمُ ، بَعْدَمَا كَانُوا يَرْبَعُونَ فِيمَا يَرْتَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) .
    لَوْ رَأَيْتَهُمْ فِي حُلَلِ النَّدَامَةِ ، إِذَا بَرَزُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَيْهِمْ لِلْعِقَابِ عَلامَةٌ ، يُسَاقُونَ بِالذُّلِّ لا بِالْكَرَامَةِ ، إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَّعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) .
    يَا مَعْشَرَ الْعَاصِينَ قَدْ بَقِيَ الْقَلِيلُ ، وَالأَيَّامُ تُنَادِي : قَدْ دَنَا الرَّحِيلُ ، وَقَدْ صَاحَ بِكُمْ إِلَى الْهُدَى الدَّلِيلُ إِنْ كُنْتُمْ تَسْمَعُونَ (مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) ]

    [ ابن الجوزي- التبصرة 279 ]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  12. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [ بَين الغيبةِ والنصحية ! ]

    النصيحة يكون القصد فيها تحذير المسلم من مبتدع أو فتان أو غاش أو مفسد فتذكر ما فيه إذا استشارك في صحبته ومعاملته والتعلق به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس وقد استشارته في نكاح معاوية وأبي جهم فقال " أما معاوية فصعلوك لا مال له , وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه " وقال بعض أصحابه لمن سافر معه إذا هبطت عن بلاد قومه فأحذروه ! . فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات ! وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه والتفكه بلحمه والغض منه لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال! ,ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب !

    [ ابن القيم - الروح 240 ]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  13. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [ بَيْنَ النَّصَحِيَّةِ وَالتَّأْنِيبَ ! ]

    النصيحة: إحسانٌ إلى من تنصحه بصورة الرحمة له, والشفقة عليه, والغيرة له وعليه ,فهو إحسانٌ محضٌ يَصدرُ عن رحمةٍ ورقةٍ , ومراد الناصحِ بها وجه الله ورضاه , والإحسانُ إلى خلقه ؛ فيتلطّفً في بذلها غايةَ التلطُّفِ ,ويحتملً أذى المنصوحِ ولائمته , ويعامله معاملةَ الطبيبِ العالمِ المُشفقِ المريض المُشبَعِ مرضاً ؛ وهو يحتمل سوءَ خُلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح ! . وأما المؤنب : فهو رجلٌ قصده التعيير والإهانة ,وذم من أنّبه وشتمه !في صورةِ النصحِ , فهو يقول له: يا فاعلَ كذا وكذا !يا مستحقَ الذم والإهانة ؛ في صورةِ ناصحٍ مشفقٍ ! وعلامةُ هذا أن لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شرٍ منه لم يعرض له , ولم يقل له شيئاً! ويطلب له وجوه المعاذير , فإن غُلِبَ قال: وإنى ضُمِنت له العصمة ! ؛ والإنسانُ عرضةً للخطأِ ! ؛ ومحاسنه أكثر من مساويه , والله غفور رحيم !ونحو ذلك .. فيا عجباً ! كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه ؟ وكيف كان ذلك منك التأنيب في صورة النصح ,وحظ هذا منك رجاء العفو والمغفرة وطلب وجوه المعاذير ؟!

    * ومن الفروق بين الناصح والمؤنب : أن الناصِحَ لا يعاديكَ إذا لم تقبل نصيحته! وقال قد وقع أجري على الله ! قبلتَ أو لم تقبل , ويدعو لك بظهر الغيبِ ,ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس والمؤنب بضّدِ ذلك .!

    [ ابن القيم - الروح 257 ]
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  14. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    [ حِفْظُ اللِّسَانِ ]

    وَمِنْ الْعَجَبِ ! أن الإنسانَ يَهونُ عليه التَحفظ والإحتراز من أكل الحرامِ , والظُلمِ , والزِنا , والسَرقة ,وشُربِ الخمرِ , ومِن النظرِ المحرمِ , وغير ذلك .. ويصعبُ عليه التحفظ من حركة لسانه ! ؛ حتى يُرى الرجل يُشار إليه بالدينِ والزهدِ والعبادةِ ,وهو يتكلمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ لا يُلقي لها بالاً يَنزِلُ بالكلمةِ الواحدةِ منها أبعد ما بين المشرقِ والمغربِ . وكم ترى من رجلٍ متورعٍ عن الفواحشِ والظُلمِ ولسانه يَفري في أعراضِ الأحياءِ والأمواتِ ولا يُبالي مايقول ..!

    [ ابن القيم-الداء والدواء 203]
    التعديل الأخير تم 04-02-2013 الساعة 10:37 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء