صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 22

الموضوع: دعاة الديمقراطية يريدون الاصلاح أم تجريد المسلمين من دينهم ؟

  1. Arrow دعاة الديمقراطية يريدون الاصلاح أم تجريد المسلمين من دينهم ؟

    بالأمس البعيد، شن الكافر المستعمر حربا فكرية على الاسلام، حاول من خلالها مهاجمة أفكار الاسلام مباشرة، متهما إياها بأنها السبب في انحطاط المسلمين وتأخرهم، ومحاولا إضعاف ثقة المسلمين بصحتها. فأحل روابط الوطنية والقومية مكان رابطة الأخوة في العقيدة، واستحدث مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان ليحيا المؤمنون متفرقين على أساسها: ن.
    وهاجم مفهوم تعدد الزوجات، وحكم الاسلام في التأمين، والجهاد، وقال أن نظام الخلافة نظام استبداد لأنه يضع الحكم في يد شخص واحد، وغير ذلك واضعا الاسلام في قفص الاتهام، ولكنه إذ فشل أيما فشل في هزيمة الاسلام، ترك المسلمين ضعيفي الثقة بدينهم.
    فلم تغير حربه من تشبث المسلمين بالاعتقاد بأن دينهم هو الحق الذي لا يأتيه الباطل شيئا، لكنه زاد المسلمين ضعفا على ضعف في فهم الاسلام وإنزاله على الواقع.
    ثم إنه عمد إلى أن يلقن بعض المستغربين من أبناء هذه الأمة ثقافته، مستعملا معهم أسلوب الضبع، حتى ضبعهم ببهرج مدنيته، ليعودوا أبواقا له يصرفون الناس عن حضارتهم الاسلامية إلى حضارة الغرب.
    ثم إنه نحا في هجومه منحى آخر، بإلباسه الكفر لباس الاسلام، حتى يخلط على المسلمين أمر دينهم فلا يفرقوا بين ما هو اسلام وما هو كفر، فنجح في ذلك زمنا، سمعنا فيه من يقول: الاسلام دين الاشتراكية، والدين لله والوطن للجميع، ولا فرق بين الشورى والديمقراطية، وما إلى ذلك.
    ثم إنه عمد إلى المفاهيم الاسلامية محاولا تفريغها من معناها الشرعي، ليسهل عليه بعد ذلك صرف المسلمين عن هذه المفاهيم إلى بدائلها التي يضعها لهم من خلال تطبيق الكفر عليهم في الواقع، فلا يعود أمامهم من معنى لهذه الأفكار غير ما يرونه في واقعهم.
    فمثلا جاء إلى مفهوم الربا، وفرغه من طاقته اللغوية التي يحملها هذا المفهوم، مرتبطة بالطاقة الشرعية لحرمة الربا، وكونه مؤذنا بحرب الله ورسوله، وما تحدثه من رهبة في نفس آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، ووضع مكانه مصطلح الفائدة، بما يحمله ظاهر هذا المفهوم من طاقة تلعب في نفس المهزوم لعبتها لتجرأه على الحرام، ومن ثم أقام واقعا بالغ الشقاء يحياه المسلمون حتى استفحل الفقر فيهم وجعل بعضهم يلجأ إلى التعامل بالربا بحجج واهية كالاضطرار وفقه الأقليات وفقه الموازنات، وما شاكله من خناجر يغرسها الكافر المستعمر في جنب الاسلام بمعونة متفيقهين عملاء تابعين له.
    وجاء إلى مفهوم الجهاد، وجرده من كل آيات السيف ، وشطب بجرة قلم من أبواقه من المرتزقة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، كل أحاديث الرسول عليه السلام التي تحض عليه، فأصبح الجهاد جهاد النفس، ومجاهدتها عن الشهوات!
    وأما الولاء والبراء فأدخل معمل تنقية المصطلحات الاسلامية من الاسلام ليخرج منه خلوا من الاسلام، فلم يجدوا معه حلا!!
    فعملوا العمل الجاد على إلغائه من قاموس المسلمين لأنه لا بديل لديهم يحمل هذا الاسم بمضمون يوافق أهواءهم.
    لذا سمعنا من بعض أبواقهم الخبيثة من يقول في قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، من يتجرأ ليقول أن الله يمدح اليهود والنصارى على ثباتهم على دينهم!!
    وقام إلى مصطلح الكفر ذلك المصطلح الذي ما انفك يغيظه ويحرك المسلمين للانتصار لدينهم والدفاع عن حرمه، فاستبدله بمصلح: غير المسلمين!! ومن ثم أبناء إبراهيم، والأخوة الانسانية! والكل مؤمنون!!
    وما زال الكافر المستعمر وأدواته من علماء سلطان وأبواق الاعلام يعملون على انتزاع المفاهيم الاسلامية من قلوب هذه الأمة بعد أن عقدت عليها، ليستبدلو بما لديهم من كفر وجاهلية مفاهيم الاسلام الصحيحة، حتى يصلوا إلى غاية غاياتهم وهي أن يصبح المسلمون مسلمين بالاسم فقط، لا يحملون من دينهم أكثر من الاسم، هذا إن لم يردونا عن ديننا إن استطاعوا.
    فبدلا من الشورى أصبح المفهوم السائد عند من لا يعي حقيقة هذه الحرب السافرة على الاسلام: أصبحت الديمقراطية هي البديل وهي المطلب، وما بقي عند من يطالب بالمصطلح الجديد، ليس ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) ولكن بقي لديهم: حرية إبداء الرأي وانتخاب الحاكم وصلاحياته المحدودة وما يسمى بالقيادة الجماعية، والرأي والرأي الآخر، والمعارضة لا المحاسبة.
    وبدلا من الوسطية بمعناها الشرعي الصحيح وهو العدالة، والخيرية، أي أن الأمة الاسلامية أمة الوسَط أي العدالة، أي الخيرية، لا الوسْط بمعنى البينية بين الشيئين ولا الظرفية، لأن الوسَطَ غير الوسْط بسكون السين، ولأن الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح فسر الوسطية في الآية بالعدالة، أخرج الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام في قوله:﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ﴾ قال: «عدلاً». قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. فيكون معنى "وسطاً" عدلاً أي أخياراً. قال الزجاج: وسطاً عدلاً وقال بعضهم أخياراً واللفظان مختلفان والمعنى واحد، لأن العدل خير والخير عدل، وقال البغوي: وسطاً أي عدلاً خياراً وقال القرطبي: وليس من الوسط الذي بين شيئين في شيء .
    من هنا فلا يوجد شيء اسمه إسلام الوسطية وإسلام التطرف والغلو، وما شاكلها من مصطلحات تتناقلها أبواق الاعلام لتفريغ مفهوم الوسطية الصحيح من محتواه >.وجاءوا إلى المشاعر الاسلامية المتجذرة في نفوس المسلمين، فقالوا عن الحمية التي تغضب لانتهاك حرمات الله، وبغض المسلمين للكفر والكفار، وولائهم لله ورسوله وسموا ذلك كله تعصبا دينيا، وأدخلوا علينا مفهوم التسامح، وقالوا أن الاسلام دين تسامح، لكن بفهمهم: أن يتجرد المسلمون من هذه المفاهيم أولا وأن يسمحوا بنقد القرآن والتشكيك بالسنة، والطعن في الصحابة، وإلغاء كل الثوابت بحجة البحث العلمي وحوار الحضارات ليسموه بعدها دين تسامح.

    ونظر الكافر المستعمر في كل من يعارضون أي انحراف عن الدين، وقرر عزلهم عن مجموع الأمة الاسلامية، فوسمهم كما توسم الأنعام، بسمات تنفر الناس منهم، من ذلك نعتهم بالاسلاميين تمييزا لهم عن المسلمين، والأصوليين رميا لهم بالتحجر والتخلف وقيادة الأمة خمسمائة عام للوراء، وهو بذلك يهدف أيضا إلى التعمية على الأصول التي من خلالها يستنبط المجتهد الحكم الشرعي، وأصول الدين التي يقوم عليها، إذ بذا تصبح الكلمة منبوذة مكروهة، هي ومن يتصف بها.

    وجاءونا بمصطلحات لا واقع لها في نظامهم ولا في حياتهم لنرفعها شعارات لا ندري محتواها لأن مرادهم أن نأخذها منهم لا بالبحث عن حكم الاسلام فيها ومن ثم التزامه، وإن أخذناها منهم فهي عندهم بغير واقع يضع المرء إصبعه عليه ليعي مدلوله مثل المساواة والعدل والمحاسبة ، والتي من الواقع المشاهد لا تشكل إلا إطارا نظريا ولا واقع لها. ويكفي أن يَنظر المرء لأميركا زعيمة العالم الديموقراطي، ليجد أن المساواة والعدل والمحاسبة كلها انتقائية، يتمتع بها ويمارسها من لهم لون معيَّن، أو دين معيَّن، أو منابت معيَّنة، أو قدرة مالية معيَّنة. وما عاناه ويعانيه السود والهنود الحمر، ومَن هم من أصول لاتينية أو آسيوية ومَن هم من غير البروتوستنت، أو ليسوا منحدرين من أصول أوروبية غربية، يكفي وحده للدلالة على أن ما يقال عن الديموقراطية نظري فقط، حتى وإنْ حصلت حالات شاذة بخلاف ذلك.

    وأخيرا جاءنا الكافر المستعمر بمصطلح جديد: الاصلاح!!

    وأما الطامة الكبرى فكانت بإدخال مصطلح المصلحة أساسا في الدين!!

    جاءتنا أمريكا مؤخرا بفكرة الاصلاح، واستعملت هذا المصطلح الذي ورد في القرآن في عشرات المواضع، بكل تصريفاته، الصالحين، والمصلحين، والاصلاح، وأصلحوا، والصالحات، وغيرها ليسلبوه من كل هذه المعاني: المرتبطة بالمحافظة التامة على الحكم الشرعي سائدا حياة المسلمين ليحيوا حياة إسلامية، مرتبطا ارتباطا عضويا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليفرغوه من كل ذلك ويضعوا بدلا منه: الاصلاح الديمقراطي!!

    فإذا ما طبقت الديمقراطية أصبحت من الذين يعملون الصالحات، والداعية إلى الديمقراطية هو المصلح، والمناهض للديمقراطية هو المفسد، حتى وأمريكا ترينا بأم العين الديمقراطية على الحقيقة في أبو غريب ورفح وتورا بورا، لم يرتدع أبواق الدعوة إلى الاصلاح على الطريقة الأمريكية وما زالوا في حربهم السافرة على الاسلام لتجريده من مفاهيمه ووضع مفاهيم أمريكا مكانها يحياها المسلمون!!


    منقول
    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  2. افتراضي

    يظن بعض الناس أن لفظ " الديمقراطية " يعادل " الشورى " في الإسلام ! وهذا ظن فاسد من وجوه كثيرة ، منها :

    1. أن الشورى تكون في الأمور المستحدثة ، أو النازلة ، وفي الشؤون التي لا يفصل فيها نص من القرآن أو السنَّة ، وأما " حكم الشعب " فهو يناقش قطعيات الدين ، فيرفض تحريم الحرام ، ويحرِّم ما أباحه الله أو أوجبه ، فالخمور أبيح بيعها بتلك القوانين ، والزنا والربا كذلك ، وضيِّق على المؤسسات الإسلامية وعلى عمل الدعاة إلى الله بتلك القوانين ، وهذا فيه مضادة للشريعة ، وأين هذا من الشورى ؟!

    2. مجلس الشورى يتكون من أناسٍ على درجة من الفقه والعلم والفهم والوعي والأخلاق ، فلا يُشاور مفسد ولا أحمق ، فضلاً عن كافر أو ملحد ، وأما مجالس النيابة الديمقراطية : فإنه لا اعتبار لكل ما سبق ، فقد يتولى النيابة كافر ، أو مفسد ، أو أحمق ، وأين هذا من الشورى في الإسلام ؟! .

    3. الشورى غير ملزمة للحاكم ، فقد يقدِّم الحاكم رأي واحدٍ من المجلس قويت حجته ، ورأى سداد رأيه على باقي رأي أهل المجلس ، بينما في الديمقراطية النيابية يصبح اتفاق الأغلبية قانوناً ملزماً للناس .

    إذا عُلم هذا فالواجب على المسلمين الاعتزاز بدينهم ، والثقة بأحكام ربهم أنها تُصلح لهم دنياهم وأخراهم ، والتبرؤ من النظم التي تخالف شرع الله .
    وعلى جميع المسلمين – حكَّاماً ومحكومين – أن يلتزموا بشرع الله تعالى في جميع شؤونهم ، ولا يحل لأحدٍ أن يتبنى نظاماً أو منهجاً غير الإسلام ، ومن مقتضى رضاهم بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً أن يلتزم المسلمون بالإسلام ظاهراً وباطناً ، وأن يعظموا شرع الله ، وأن يتبعوا سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم .
    نسأل الله أن يعزنا بالإسلام ، وأن يرد كيد الخائنين .
    والله أعلم

    http://islamqa.info/ar/ref/98134/%D8...B7%D9%8A%D8%A9
    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  3. افتراضي

    يتصورُ البعضُ أنّ مسايرةَ الغرب في فكرة الديمقراطية أمرٌ ضروري وأن مسألة التوافق مع الديمقراطية هي أمرٌ شكلي ومجرد وسيلة لارتقاء سلم الصعود إلى السلطة، ويتساءل ما الضير في استعمال أهداف الغرب لتحقيق مآرب نبيلة؟ هؤلاء يغفلون حقيقة أنّ الغرب ليس بساذجٍ ليخدعوه بمثل تلك الانحناءات.

    ميدل ايست اونلاين
    " بوش: يجب على سكان العالم الإسلامي أن يختاروا الديموقراطية."

    "Bush: People of Islamic World Must Choose Democracy".


    هكذا لخصت كاثلين رم Kathleen T. Rhem من وزارة الدفاع الأميركية كلمة الرئيس بوش التي ألقاها في جامعة غالطة سراي في استنبول في 2004-06-29، والتي تناول فيها الحديث عن أهمية نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير.

    ويُستخلصُ من كلمة بوش أنّ القضية ليست هي البحث عمّا يناسب العالم الإسلامي، أو ما يحبذه وينشده المسلمون لهم من منهجٍ للحياة عن رضىً وطواعيةٍ منهم، إنّما هي إملاءات يجب عليهم تنفيذها بغض النظر عن مدى موافقة الديمقراطية لعقيدتهم من عدمها، وبغض النظر عما إذا كان المسلمون بحاجة لهذه الديموقراطية أم لا. إنّما الواضح أنّ المطلوب أميركياً هو وجوب انصياع المسلمين لها رغم انفهم، وبغض النظر عن قناعاتهم، مع الخضوع التّام لها ولحلفائها في العالم الغربي.

    وتحت هذه السياسة المعلنة تندرج تلك النداءات من بعض المبهورين بالغرب وبضاعته الفاسدة الداعية إلى دمج الديمقراطية بالإسلام، والحوار أو التوافق حتى التلاحم بين الحضارات، بالطبع لصالح الحضارة الغربية وسيادتها في العالم.

    من هنا كانت تلك الجهود الضخمة والمنصبة على إلغاء كل الفوارق والفواصل والتعارض القائم بين الديمقراطية والإسلام، لِيُزَالَ التناقض الموجود حتما بينهما فيتحولا إلى توأمين، ذلك لأنَّ الإسلام يقف كالطود الشامخ أمام الفكرة الديموقراطية الرأسمالية، وهو الذي يمنع استتباب السيطرة لها على العالم الإسلامي، رغم ضعف المسلمين الحالي بسبب غياب الإسلام عن حياتهم ومكر حكامهم به وبهم، لذلك كان لا بدّ لهم من العمل على إزالته من الطريق، ولاستحالة ذلك، تمّ تبني تسوية تلك العوائق من خلال تأويل الإسلام ليقرّ بقبول الديموقراطية ويعترف بشرعيتها، وهو أمرٌ لن يشعر الغرب بالطمأنينة والسكينة والاستقرار وتحقق النصر الكامل له، قبل أن يجسد ذلك في العالم الإسلامي، حيث يراد تحويله إلى ما يشبه أميركا اللاتينية إن لم يكن أسوأ.

    وعليه كان لا بدّ من استعراض بعض الأمور التي ينبغي تسليط الضوء عليها لبلورة أبعاد نشر الديمقراطية في العالم الإسلامي.


    1. إنّ الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات كما يتوهم ويدندن لها البعض، بل هي وجهة نظرٍ في الحياة، تشتمل على ثقافةٍ وقيم ومفاهيم خاصة بها، تتناول الفرد والدولة والمجتمع. وأساس ما تقوم عليه وجهة النظر تلك، تقديس رغبات الإنسان وجعله السيد الأوحد في هذا الكون، وهذه هي القاعدة الفكرية للديموقراطية، والتي ينبغي أن تبنى كافة الأنظمة والقوانين على أساسها.


    2. ليس الهدف من دمقرطة العالم الإسلامي استبدال الاستبداد والظلم والطغم الحاكمة فيه بالعدل والحق والخير (مع نسبية كثيرٍ من هذه المفاهيم)، إنما المقصود منها هو تغيير ثقافة الأمة وقيمها وتصورها للحياة، وبالتالي إتمام عملية ضم الأمة الإسلامية إلى حظيرة العالم الرأسمالي الغربي حضارياً بعد أن تمّ سياسياً.


    3. إنّ غالب الأنظمة الطاغوتية الاستبدادية المتوحشة القائمة في العالم الإسلامي إنما هي أذرع الأخطبوط الأميركي الذي طالما وما يزال يستعملها لتحقيق مصالحه. وما تَفلّتَ من تلك الأنظمة من أميركا فليس بريئا بحال، إذ هو من بقايا المد الاستعماري القديم الإنجلو-فرنسي. ولو كان الغرب بريئا في دعوته إلى شعاراته لتخلى عن تلك الأنظمة المتعفنة، بدلاً من مدها بآلات القمع والتعذيب وأدوات التجسس على المواطنين وتغطية جرائمها طوال استمرار خدمة تلك الأنظمة لها.


    4. إنّ انتصار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بمشروعهم الهادف إلى دمقرطة العالم الإسلامي، يعني إلغاء آخر الحضارات الممتنعة عليهم، والتي تشكل تهديداً حقيقياً لهم على المدى البعيد، والذي يبدأ مع بداية ظهور نقطة ارتكاز للأمة، تتمثل بدولة الخلافة التي تجسد مفهوم دار الإسلام. تلك الدولة التي تعني تقديم نظم اقتصادية وسياسية واجتماعية بديلة لما عليه الغرب، وتحدّياً لأطماعه ووقفاً لنهب ثروات الأمةالإسلامية وغيرها من دول العالم المغلوب على أمرها.


    5. إنّ العالم الحالي وبطبيعة سيطرة المبدأ الرأسمالي الديمقراطي عليه، يتحكم فيه معياران هما: القوة والمنفعة. وبما أن العالم الغربي هو من يتحكم بمفاتيح القوة وبمقدرات وثروات البشرية، فإنه الأقدر على الهيمنة والانتصار في ميادين الصراع في مختلف أنحاء العالم، وهو يفعل ذلك لتأمين استمرار استئثاره واستيلائه على مقدرات الأمم بغية تحقيق أعلى درجةٍ من المكاسب له، مما يعني نهاية التاريخ فعلاً لصالحه حضارياً ومادياً، كما تعني أيضا استقرار البشرية على الفكرة الرأسمالية الديمقراطية الليبرالية الفردية الجشعة النهمة التي تنذر بسيادة شريعة الغاب في أبشع صورها على العالم.


    إنّ ما سبق وليس تأويلات اللاهثين وراء تطويع الإسلام للديمقراطية، هو ما يفسر ذلك الإصرار من قبل الغرب عموماً على إكراه العالم الإسلامي على احتضان قيمه ومثله ونظرته إلى الحياة، بل وإلزامه بجعل الديمقراطية ومقتضياتها هي المعيار الأساس للحكم على مدى نهوض الأمة أو انحطاطها، بعد أن كان الإسلام وحده هو العامل الحاسم في تحديد ذلك.

    واستناداً إلى ذلك يتم إدراك معنى دمقرطة العالم الإسلامي، الذي يسوسه الغرب بحسب قاعدة إما وإلا، بمعنى إما أن تقرّ الأمة الإسلامية بفكرة فصل الدين عن الحياة وإطلاق الحريات على النمط الليبرالي ومنح المرأة الحقوق الكاملة من منظور الفكر الغربي الديمقراطي الذي يجعل المساواة والتماثل في الحقوق والواجبات بين الذكر والأنثى هو الأساس، إضافة إلى بناء كل القوانين والتشريعات على أساس تلك القواعد الفكرية، وإلا فمنطق الإكراه المستند إلى قوة مطرقة الغرب هو من سيتكفل بمعالجة استعصاء العالم الإسلامي عليه، وهو ما سيمنح الغرب القدرة على التحكم بمناهج الأمة التعليمية وخطابها الإعلامي والسياسي والديني والثقافي عموماً، ليصيغها بحسب فلسفته هو لما ينبغي أن تكون عليه الحياة.

    ومن أجل ذلك تمّ بناء مراكز فكرية وثقافية وأكاديمية وإطلاق محطات فضائية لتسويق الديمقراطية ونشرها في العالم العربي والإسلامي، كما قامت مراكز قرارٍ غربية بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر، بتمويل حركاتٍ سياسيةٍ ودينيةٍ ودعم مفكرين ومثقفين وإبرازهم، بعد أن ارتضى هؤلاء تطويع الإسلام ودمج الديمقراطية فيه، بل وجعلها جوهر الإسلام وقلبه. وبغض النظر عن نوايا أصحاب تلك الحملة، فإن ذلك يصب مباشرة في جعبة الحملة لتغريب الإسلام وتفريغه من محتواه وجعله شكلاً بمكوناتٍ تنقضه عروة عروة.

    وليس من قبيل الصدفة إطلاق صفة الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل المنفتح المتنور والمتطورعلى من يتبنى الترويج للديمقراطية ويعتبرها قضيته الأولى، فيما يعتبر من يفترض التضاد بين الديمقراطية والإسلام ويدعو إلى تطبيق الإسلام وجعله قضيته المصيرية الأولى متشدداَ متطرفاً وأصولياً متزمتاً.


    ولذلك وجد أصحاب ما يطلق عليه التيار المعتدل الغطاء الإعلامي والسياسي والمالي وفسحة رحبة واضحة من المنابر التي انبرى من خلالها هؤلاء بالذبّ عن الديمقراطية وبتجميلها في أعين الناس، وذلك من أجل التأثير على شرائح واسعة من المسلمين، بخاصةٍ مع تطور وسائل الإعلام وسيطرتها على أذهان الناس وقدرتها الواسعة على التأثير في أفهامهم.

    أخيراً، يتصورُ البعضُ أنّ مسايرةَ الغرب في فكرة الديمقراطية في هذا الوقت هو أمرٌ ضروري لازمٌ، إذ أن التغيير من داخل العالم الإسلامي أمرٌ ميؤوس منه، وأن مسألة التوافق مع الديمقراطية هي أمرٌ شكلي وأنها مجرد وسيلة لارتقاء سلم الصعود إلى السلطة، ويتساءل هؤلاء، ما الضير في استعمال أهداف الغرب لتحقيق مآرب نبيلة؟

    يغفل هؤلاء حقيقة أنّ الغرب ليس بساذجٍ ليخدعوه بمثل تلك الانحناءات، بل إن الغرب يستعملهم وهو يعي نواياهم تماماً، وهو إنما يريد منهم إنفاذ مهمات محددة، وينتهي دورهم فور إنجازهم إياها، ولذلك فإنهم على رغم ادعائهم عدم مصادمتهم للغرب وقبولهم بقيمه وتسليمهم بديمقراطيته فإنه لا يثق بهم، وإنما يمتطيهم طالما أنهم يخدمون أهدافه الثقافية والفكرية بما لهم من وزنٍ لدى عامة الناس، هو نفسه الذي منح أكثرهم إياه، لإدراكه براغمياتهم وطريقة تفكيرهم، التي هو أكثر خبرة ودهاء في استعمالها، لأنها صنعته الخالصة.

    والمستيقن حتماً هو أن الغرب لن يدع أحداً يصل إلى السلطة إلا إذا استوثق من أنه مؤمن فعلاً بقيمه محافظاً له على مصالحه، ضمن آليات يحرص على أن تكون مقاليدها الحقيقية بيديه، حتى يمنع من أن يعبث أحدٌ بمصالحه فضلاً عن أن ينقلب عليه.

    لذلك فإنّ القضية ليست بتلك السذاجة التي يتوقعها البعض، فضلاً عن أن المراد هو تحرير الأمة جذرياً من التبعية للغرب وعتقها من ربقة استعباده لها، ولا يكون ذلك بشد وثاقها بحجج واهية إلى حضارته، وتمكين خصومها وأعدائها فكرياً وثقافياً منها بعد أن تمكنوا منها سياسياً، بل وعن رغبة وطواعية ودعوة مؤصلةٍ إلى تبني ثقافته وفكره ورؤاه!

    من هنا أتت أهمية الحذر من الوقوع في فخ استدراج الغرب لتضليل الأمة من خلال شخصيات مرموقة لها وقعها على أسماع الناس. ولذلك كان لا بد من التنبه دائماً إلى ما يقال لا إلى من يقول.

    وخلاصة القول إن الدعوة إلى الديموقراطية في العالم الإسلامي هي مشروعٌ استعماريٌ صرفٌ يدفع الأمة إلى الاستغناء عن هويتها الثقافية والحضارية وقيمها الخاصة بها، ودفعها نحو الذوبان في الغرب والانصهار فيه إلى درجة الانسحاق. بينما يكمن الحل الحقيقي الذي ينهض العالم الإسلامي في العودة إلى تعاليم الإسلام بنقائها وصفائها، وفي العمل من أجل تحقيق تغيير جذريٍ في الأمة الإسلامية بغية تحريرها من براثن الغرب وعتقها من الطواغيت والظلاميين ومن طواقم المستبدين، ودفع كل المجرمين الذين رهنوا مقدرات الأمة وماضيها وحاضرها لإعدائها إلى محاكم عادلة لينالوا ما يستحقونه جراء أفعالهم المشينة وجرائمهم الشنيعة بحق أمتهم ودينهم.
    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  4. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  5. افتراضي

    مبادئ وأسس الديمقراطية


    ------

    أولا
    مبدأ سيادة الشعب
    -----------------
    تقوم الديمقراطية على مبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات بما في ذلك السلطة التشريعية, ويتم ذلك عن طريق اختيار ممثلين عن الشعب ينوبون عنه في مهمة التشريع وسن القوانين, وبعبارة أخرى فإن المشرع المطاع في الديمقراطية هو الإنسان وليس الله ...!
    ======

    ثانيا
    -----
    مبدأ حرية التدين والاعتقاد
    -------------------------
    تقوم الديمقراطية على حرية التدين والاعتقاد فالمرء- في ظل الأنظمة الديمقراطية – له الحق في أن يعتقد ما يشاء, وإلا يتدين بآي دين أو يتدين بالدين الذي يشاء, ويرتد إلى أي دين وقت يشاء, وإن كان هذا الارتداد مؤداه إلى الارتداد عن دين الله تعالى إلى الإلحاد وعبادة غير الله عز وجل..!.
    ========


    ثالثا
    ------
    المرجعية للشعب عند الاختلاف
    -----------------
    الشعب هو المرجعية عند الاختلاف واليه ترد النزاعات والخصومات ليفصل فيها فاذا حدث نزاع بين الحاكم والمحكوم او بين القيادة والقاعدة نجد ان كلا الطرفين يهدد الاخر بالرجوع الي الشعب ليفصل الشعب بينهما فيما حدث من نزاع او اختلاف.
    =========

    رابعا
    ------
    مبدأ حرية التعبير والإفصاح
    ----------------------------
    من أسس الديمقراطية حق حرية التعبير أيا كان هذا التعبير فلا يوجد في الديمقراطية شيء مقدس يحرم الخوض فيه او التطاول عليه حتي لو كانت الذات الإلهية وأي إنكار علي حرية التعبير هو في حد ذاته إنكار علي الديمقراطية نفسها.
    =======


    خامسا
    -------
    مبدأ فصل الدين عن الدولة
    -------------------------
    من اهم الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية مبدأ فصل الدين عن الدولة فالدين لا دخل له في حياتنا ولا مكان له الا فيما يسمي دور العبادة وليس للدين اي اثر في مناحي الحياة الاجتماعية او السياسية او الثقافية ويعبرون عن ذلك بالمقولة الشهيرة عندهم "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" اي ان قيصر وهو الحاكم يحكم بارادة الشعب ولا سلطان لله .
    ========


    سادسا
    ------
    مبدأ الحرية الشخصية المطلقة
    ----------------------------
    من أسس الديمقراطية مبدأ الحرية الشخصية المطلقة بدون اي حدود بشرط واحد الا تصطدم مع القوانين الوضعية التي اختارها الشعب عن طريق نوابه في البرلمان وما عدا القانون الوضعي فان للمرء في الديمقراطية ان يفعل ما يشاء ولا مانع عنده من دين او عادات او تقاليد اة عرف طالما لم يصطدم بالقانون الوضعي.
    =========


    سابعا
    -------
    مبدأ حرية تشكيل الأحزاب والتجمعات السياسية
    --------------------------------------------
    من أسس الديمقراطية حرية تشكيل الأحزاب والتجمعات السياسية أيا كانت عقيدة وأفكار وأخلاقيات هذه الأحزاب والجماعات.
    ==========


    ثامنا:
    --------
    مبدأ الأكثرية المطلقة :
    ---------------------
    يقوم هذا المبدأ علي اعتبار موقف الأكثرية المطلقة فالعبرة بالأكثرية حتى ولو كانت علي باطل وحتى لو اجتمعت علي الكفر والباطل والضلال فلا اعتبار لكل هذا طالما ان الأكثرية اقرت هذا الأمر.
    ========


    تاسعا
    ------
    المساواة بين الإبرار والفجار
    ----------
    تقوم الديمقراطية علي مبدأ المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين جميع شرائح وأفراد المجتمع بغض النظر عن العقيدة والسيرة الذاتية والأخلاقيات فيجوز أن يحكم أسوأ الإفراد وافجر العباد طالما ان الشعب اختاره.
    ==========


    عاشرا
    -------
    المالك الحقيقي للمال هو الشعب
    -----------
    مبدأ ان المالك الحقيقي للمال هو الشعب ولذلك فللإنسان أن يمتلك المال بأي طريقة وان ينفقه كيف يشاء ولا حق في هذا المال سوي الضرائب فقط .
    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  6. افتراضي

    الديمقراطية دين


    يُنكر علينا المخالفون من الإسلاميين البرلمانيين الديمقراطيين تسميتنا للديمقراطية بأنها دين، وأن من اعتقدها وتبناها من المسلمين، ودعا إليها هو في دين الديمقراطية وليس في دين الإسلام، فلزمنا البيان، وأن نرد القوم إلى مفهوم الدين في نظر الإسلام، ليدركوا في أي دين هم، وهل الديمقراطية تستحق هذا الإطلاق ولوصف أم لا ..؟

    جاء في لسان العرب معنى كلمة الدين: الديَّان من أسماء الله -عز وجل- ، معناه الحكم القاضي .. والديان القهار؛ وهو فعَّال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة . يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا ..

    وفي حديث أبي طالب قال له -عليه السلام- :" أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب " أي تطيعهم وتخضع لهم .
    والدين: الجزاء والمكافأة .. ويوم الدين: يوم الجزاء .
    والدين: الطاعة، وقد دنته، ودنت له أي أطعته ..
    والدين: العادة والشأن .. وفي الحديث:" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله "، قال أبو عبيد: قوله " دان نفسه " أي أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها ..

    والدين لله من هذا إنما هو طاعته والتعبد له، ودانه ديناً أي أذله واستعبده، يقال: دِنتُه فدان ..
    وفي التنزيل العزيز:{ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}، قال قتادة:في قضاء الملك . والدين: الحال . والدين: ما يتدين به الرجل . والدين: السلطان . والدين: الورع. والدين: القهر . والدين: المعصية . والدين: الطاعة .

    وفي حديث الحج:" كانت قريش ومن دان بدينهم " أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه .
    قال تعالى:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} الأنفال:39.
    قال ابن تيمية رحمه الله: والدين هو الطاعة، فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله، وجب القتال حتى يكون الدين كله لله .

    وقال: الدين مصدر، والمصدر يُضاف إلى الفاعل والمفعول، يقال دان فلان فلاناً، إذا عبده وأطاعه، كما يقال دانه إذا أذله، فالعبد يدين لله أي يعبده ويطيعه، فإذا أُضيف الدين إلى العبد فلأنه العابد المطيع، وإذا أضيف إلى الله فلأنه المعبود المطاع .
    وقال تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} الشورى:21. وقال تعالى:{لكم دينكم ولي دين} الكافرون:6 .

    قال المودودي: المراد بالدين في جميع هذه الآيات هو القانون والحدود، والشرع والطريقة، والنظام الفكري والعملي الذي يتقيد به الإنسان، فإن كانت السلطة التي يستند إليها المرء لاتباعه قانوناً من القوانين، أو نظاماً من النظم سلطة الله تعالى، فالمرء لا شك في دين الله -عز وجل- ، وأما إن كانت تلك السلطة سلطة ملك من الملوك، فالمرء في دين الملك، وإن كانت سلطة المشايخ والقسوس فهو في دينهم . وكذلك إن كانت تلك السلطة سلطة العائلة أو العشيرة، أو جماهير الأمة، لا جرم هو في دين هؤلاء .

    وفي قوله تعالى:{وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} غافر:26.

    قال رحمه الله: وبملاحظة جميع ما ورد في القرآن من تفاصيل لقصة موسى -عليه السلام- وفرعون، لا يبقى من شك في أن كلمة الدين لم ترد في تلك الآيات بمعنى النحلة والديانة فحسب، أريد بها الدولة ونظام المدينة أيضاً، فكان مما يخشاه فرعون ويعلنه: أنه إن نجح موسى -عليه السلام- في دعوته، فإن الدولة ستزول وإن نظام الحياة القائم على حاكمية الفراعنة والقوانين والتقاليد الرائجة سيقتلع من أصله .

    وعليه ومن خلال ما تقدم من ذكر للمبادئ والأسس التي تقوم عليها الديمقراطية، فإننا ندرك يقيناً بأن الديمقراطية دين قائم بذاته، تدخل في معنى ومسمى الدين بكل ما تعني كلمة الدين من معنى؛ إذ هي طريقة في الحكم والحياة، لها تفسيرها وتصورها الخاص عن الوجود، تخضع لنظم وقوانين وأحكام لا بد لمعتقديها ومتبنيها من الدخول فيها، والتزامها وتنفيذها .

    فالديمقراطية لها طرقها وأنظمتها الخاصة والمتباينة كل التباين عن هدي الإسلام؛ فهي طريقة خاصة في الحياة، وفي التعامل والتعايش، وفي علاقة الجنسين بعضهما مع بعض، وفي الحكم والسياسة، وفي القانون والقضاء، وفي الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وفي التربية والتعليم، حتى ممارسة الشعائر التعبدية لها نظرتها الخاصة بذلك ..وهذا هو الدين، وإذا لم يكن هذا دين فأي شيء يُسمى دين ؟!

    وعليه فإننا نقول: الديمقراطية تدخل في معنى الدين لغة واصطلاحاً، ومن يتدين بدين الديمقراطية مثله مثل من يتدين باليهودية، أو النصرانية، أو المجوسية أو غيرها من النحل والأديان، ولا فرق بينها حيث كلها تجتمع على تقرير عبادة العباد للعباد – وإن اختلفت الصور والأشكال – وعلى دخول العباد في دين العباد وجور الأديان، وليس في دين الله تعالى .
    وهؤلاء الذين ينكرون علينا تسميتنا للديمقراطية بالدين، عليهم أن يقرؤوا القرآن من جديد، ويتفقهوا في التوحيد، ويراجعوا المفاهيم والمبادئ الأساسية لدين الله تعالى، هو خير لهم وأحسن ..

    ومما يؤكد أن الديمقراطية دين، أن الغرب الصليبي الديمقراطي لم يعد يريد من المسلمين – على طريقة المبشرين الأوائل – أن يدخلوا في الديانة النصرانية، فهي غاية وجدوها صعبة المنال والتحقيق، وإنما يريد منهم أن يدخلوا في دينه الجديد؛ وهو دين الديمقراطية، لما يتحقق لهم – عن طريقه – من المكاسب والمغانم ما لم يتحقق لهم عن طريق التدين بدين الكنيسة، لذا نراهم يوالون ويعادون، ويُسالمون ويحاربون على الديمقراطية وأنظمتها، فمن دخل في دينهم الديمقراطية والوه وسالموه وأكرموه أيما إكرام، ورضوا عنه، ومن أبى وعصى عادوه، وحاربوه، وقاطعوه ..!

    صدق الله العظيم:{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} البقرة:120.
    وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين . بل الله مولاكم وهو خير الناصرين} 149-150 .
    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  7. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  8. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  9. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري




  10. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  11. افتراضي

    الشيخ شافي العجمي: نعم.. سنتشتري السلاح للشعب السوري


  12. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فكرة الديموقراطية لا يمكن أبداً أن تنفذ حرفياً . فمهما خدعوا الناس بأن القرار بيدهم فلا فائدة . كل مرة يصعد أحدهم و يعد الناس بوعود لا تسمن و لا تغني من جوع فيلعب على الأوتار الحساسة و يستثير مشاعر المستمعين ، حتى إذا انتخبوه نسي ما كان يدعيه . و عندها ترى فرقاً منهم تخرج فتعترض و تتظاهر مثيرة صخباً . حتى إذا كلت و ملت تخلت عن هذا .

    ثانياً ، لو أن القرار بيد الشعب فعلاً لهلكت الأمة ! و شعوب أوروبا و الشرق الأقصى كاليابان و الصين في طريقها للهلاك بسبب تطبيق شيء من هذه الديموقراطية . فللشعب حرية فعل أي شيء يريد حتى و لو كان يريد إهلاك نفسه ! إن أرادوا الشذوذ تركوهم ، إن أرادوا التعري تركوهم ، إن أرادوا الكحول و شيئاً ( يسيراً ) من المخدرات تركوهم ، و إن أرادوا الانتحار الجماعي تركوهم !

    فالديموقراطية و الليبرالية طريق نحو زوال الأمم .

  13. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    357
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اخى الكريم على هذه الموضوعات الطيبة
    فما اجمل هذا التجميع الطيب من الموضوعات ذات الصلة ببعضها
    واشك فى ان هناك فى اى دولة فى العالم ما يسمى بالديمقراطية
    نسأل الله الأمن والأمان لمصرنا ولجميع بلاد المسلمين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاصلاح أم تجريد المسلمين من دينهم؟!!
    بواسطة ابو شفاء في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-02-2017, 07:32 PM
  2. أنهم لا يريدون حرية المرأه انهم يريدون حرية الوصول للمراه حرية الغرب
    بواسطة ( محمد الباحث ) في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 83
    آخر مشاركة: 10-28-2014, 05:15 PM
  3. هم لا يريدون الصحابة .. وإنما يريدون ما نقله الصحابة !
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-23-2009, 12:09 PM
  4. هل يملك المسلمين الأسباب العلمية لرفض الديمقراطية ؟؟؟
    بواسطة أماندا في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 02-16-2007, 05:39 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء