هذه ليست قوانين طبيعية يمكن تغييرها. هذه حقائق بديهية. أنت تسأل عن تحويل الممتنع بنفسه إلى ممكن، وهذا لا يمكن لأنه هو نفسه ممتنع بنفسه. أما الممتنع بغيره، فهذا أمر آخر. الخالق عز وجل وجوده لازم له واجب له، فهل يمكن جعل وجوده ممكنًا بعد أن كان واجبًا؟ لا يمكن. لأن كونه واجبًا يمنع أن يكون غير واجب بعدها. والممتنع بنفسه هو ممتنع في نفسه، فعند تقدير ممتنع في نفسه في الذهن، فطالما هو ممتنع في نفسه ولذاته؛ فلا يمكن تغيير هذا عنه لأنه لازم له أنه ممتنع، ولكن يمكن تغييره نفسه بأن يُؤتى بشيء غير ممتنع لذاته.
تعالَ نأخذ السؤال وننظر إليه جيدًا.. بما أنك تقول إنقاذ نفس من النار. السؤال يحتمل معنى من إثنين:
1- الإحتمال الأول: هل يمكن أن يجعل الله الممتنع لذاته ممكنًا مع بقائه ممتنعًا بذاته - في نفس الوقت -؟
الإجابة: هذا تناقض صريح. كيف يكون ممتنعًا بذاته ويكون ممكنًا في نفس الوقت؟ لا يمكن. وامتناع هذا التناقض ليس قانونًا مخلوقًا موجودًا خارج الذهن حتى يتغير! بل هو حقيقة نعلمها وهي ثابتة. وليست شيئًا موجودًا معيّنًا في حد ذاته. فهذا الشيء الممتنع لذاته - كما يظهر إسمه - هو ممتنع بسبب إشكال في ذاته؛ فلا يقبل الوجود بسبب هذا الإشكال.
2- الإحتمال الثاني: هل يمكن أن يجعل الله الممتنع لذاته ممكنًا بعد أن كان ممتنعًا لذاته؟
الإجابة: الممتنع لذاته يكون مثل ماذا؟
1- إما شيء يناقض نفسه: كأن يكون إنسانًا موجودًا وغير موجود في نفس الوقت! وهذا تناقض صريح لا يمكن بحالٍ.
2- وإما شيء يناقض واجبًا: كأن يقول أحد أن يجعل الله نفسه غير موجود - والعياذ بالله -، فهذا في هذه الحالة يناقض واجبًا لازمًا لله عز وجل وهي صفة الوجود، وحينئذ فلا يمكن أن يصير هذا الممتنع ممكنًا إلا بإزالة الواجب، وما كان واجبًا لا يمكن إزالته. فإن عدم وجوده مع أنه واجب تناقض صريح أيضًا.
3- لا أذكر إذا كان هناك نوع آخر ممتنع لذاته، لكن إن وجد فلا أظن الرد عليه يكون مختلفًا.
فهكذا الأمر. ولو كان الموضوع لغيرك وكان مهمًا فعلًا وكان في حد ذاته مسألة إيمان وكفر فعلًا - وأنا أستبعد هذا -؛ فأخبرنا لعل أحد الإخوة يخلص لك ما ورد في الردود بنظام وأسلوب حسن - بالإضافة لنقاط أخرى من مواضيع أخرى إن شاء الله -، لعله يفيد. والحمد لله رب العالمين.
Bookmarks