بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف المسلمين ،

قال تعالى:

﴿٨٩﴾ وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا ﴿٩٠﴾ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿٩١﴾ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴿٩٢﴾ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ#ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ﴿٩٣﴾

لن تجد مبتدعاً ييتدع في فهم آيات كتاب الله ويأتي بفهم خاطىء من عنده إلّا وتجد الرد على فهمه الخاطيء في نفس الآية الكريمة التي يبتدع فهمها.

يأتي بعض المبتدعة السذّج فتأتي الشبهة التي يلقونها على النحو التالى:

١- التجرّء على حادثة الإسراء والمعراج فيقول المبتدع الناقل من شبهات النصارى يقول أن حادثة المعراج هي محض خرافات ولايمكن أن تحدث لبشر، ويستدل بالآية الكريمة

أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ#ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا – فيقول أن القرآن ينفى إمكانية رقى الرسول صلّ الله عليه وسلّم

للسماء، ويقول أن المعراج مجرّد رؤية مناميّة ويستدل المدلّس بالآية الكريمة - وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ -


٢- يأتي القاديانيين القمّامين (جامعي القمامة) فيجمعوا الشبهات من كل حدبٍ وصوب ويوظفوها لخدمة معتقدهم فيقول منظريهم لم يحصل أن صعد أحد إلى السماء ولن يحصل واستدلوا بقوله تعالى " أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ#ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ". فقالوا : تدل هذه الآية على إستحالة رفع وصعود بشر إلى السماء ولو كان الصعود ممكنا لصعد النبي صلى الله عليه وسلم .

وينكروا الإسراء والمعراج ويقولوا أن الإسراء والمعراج كان رؤيا ومناما مستدلين بقوله تعالى :" وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ". الإسراء 60 ليثبتوا عدم صعود أحد إلى السماء.

والرد:

أكرر أنّك لن تجد مبتدعاً ييتدع في فهم آيات كتاب الله ويأتي بفهم خاطىء من عنده إلّا وتجد الرد على فهمه الخاطيء في نفس الآية الكريمة التي يبتدع فهمها.

ستجد دوماً أن هؤلاء لا ينقلون الآية الكريمة من بدايتها، انظر إلى الآية كاملة في قوله تعالى: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ#ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا

الجزء الأوّل من الآية أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ - فهل مستحيل أن يكون للنبي صلّ الله عليه وسلّم بيتاً من زخرف؟ هل لم يحدث أن كان لنبيٍ قبلاً بيتاً من زخرف؟
الآية الكريمة تكذّبكم ليس مستحيلاً أن يرقى النبي في السماء كما أنّه ليس مستحيلاً أن يكون له بيتاً من زخرف، ألم يكن لسيدنا سليمان بيتاً من زخرف؟؟؟
وبطريقة القاديانية الساذجة أقول: هل نبي الله سليمان يمكن أن يكون له بيت من زخرف والرسول صلّ الله عليه وسلّم يستحيل عليه ذلك؟؟؟ وكذلك الجزء الثاني من الآية ليس مستحيلاً.

ولأن ردّ الرسول صلّ الله عليه وسلّم كان على الطلبين كما أمره الله تعالى أن يرد في الآية والآيات التي قبلها ، وفي الآية الطلب الأوّل أن يكون له بيت من زخرف والطلب الثاني أن يرقى في السماء. شبهتكم باطلة والرد عليها من نفس الآية.

أمّا الآية الكريمة وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ - فهل يتكون الرؤية المنامية فتنة لأي أحد؟؟؟؟ يمكنني أن أرى في منامي أنّى أمشي على القمر ولا يفتن بكلامي أحد، والفتنة هي الإمتحان والإختبار الشديدين فكيف يكون الحلم إختباراً للنّاس، بل كانت رؤية عين كما قال ابن عبّاس، وكما تقر الآية الكريمة فحين أرى نفسى في الحلم أعبر الفضاء فهذا ليس فيه فتنة لأحد .


والحمد لله ربّ العالمين.