المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم و تقوى
و ما رأيك إن قلت أن عكس هذه الجملة هو ما حصل معي ...عنذما قرأت القرآن شككت خصوصا (و أن في قلبي شبهات مسبقة أسمي هذه الفترة عصر الظلمات و الجاهلية و إني لأرى ذاك الملحد لازال فيها و الإشكال أنه مزهو مفتون بأولى نشاطات عقله التسخينية ) و لكن بفضل رحمة الله عنذما بدأت أتدبره و أفهمه و أنضج فكريا أيقنت و رضخت فما هذا إلا قول العلي القدير !
بالنسبة لي أنا هذه الآية قمة الروعة و الله و العمق أيضا !!
لأنها دقيقة في وصف خبايا النفس البشرية و مراتبها و أحوالها و تدرجها في رحلة نيلها للإيمان و اليقين و العلم الحق.....فقلب النبي إبراهيم مشبع بالإيمان بل اليقين و ليس هنا المشكلة و قد أورد ربنا في كتابه العزيز سؤاله للنبي و جوابه أيضا مبينا لهذه الحقيقة موضحا و منبها لها ثم أشار للنزعة العقلية عنذ الإنسان التي تفرغت أخيرا و ركزت إنتباهها على من تعبده و تُوحده ! للسؤال عن الحيثيات و تفاصيل أفعاله تحيرا من غرابتها و تعجبا من هول قدرته تعالى ! هذه الحيرة التي تعتري نفس كل من تدبر بعمق خلق الله و دقته و هو حي فقط ( فما بالك بكيفية إحيائه من عدم ! ) ...في لحظات من التدبر يحس أنه سيقول هذا مستحيل لكن كيف ؟!! فيتشوق أن يكشف له الصانع العظيم عن بديع صنعه فيما خفي عنه و مزيدا من الآيات ليقع في نفسه إمتزاج بين الحيرة و رغبة الفهم و العلم ..ثم الخوف و التعظيم و التقديس للخالق المتعال سبحانه ...فيسكن عقله الطالب للعلم المُعزز بقلبه المؤمن أصلا ..و أنظر إلى دقة البيان القرآني في نهاية الآية حينما إستجاب الله لطلب إبراهيم ثم قاله فاعلم !! و لم يقل فآمن ! لأن الإيمان حاصل كما أجاب النبي إبراهيم عليه السلام لكن العقل هو من طلب ...لذلك أجابه العلي بأمر إعلم ! أنه ماذا ؟ و ركز في صفات الخالق التي ذكرهما : العزيز و الحكيم أي إعلم كما تؤمن أن لله منتهى القدرة و العزة و الحكمة و العلم ! في أمر خلقه الذي أتقنه و إحيائه و إماته له
عن الصديق رضي الله عنه : عدم الإدراك إدراك ..
و الله أعلم
Bookmarks