كلمة الملك عبد العزيز عن الاختلاط ..
الإخوة الكرام ..
كنت قد قرأت عن كلمة الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة عن مسألة (المرأة والاختلاط) ..
وذلك في مقال في مجلة الزاخر الأدبية .. للكاتب : سهيل عمر سهيل الشريف ..
فبحثت عن أصل نص الكلمة : حتى وجدته والحمد لله في أحد مواضيع صيد الفوائد ..
وسوف أعرض عليكم المقال القصير أولا من مجلة الزاخر الأدبية ..
ثم سأتبعه بنص كلمة الملك عبد العزيز رحمه الله ..
--------
1...
الملك عبدالعزيز آل سعود ... الاختلاط ...
الحمد للهِ وكفى , والصلاة والسلام على النبيِّ المُصطفى ,,,, وبعد:
* يعلُم الكثير مِنَّا حنكة الملك عبدالعزيز " رحمه الله " , وأنّه رجل دولةٍ لَهُ مواقِفَ سياسيّة , تُظهِرُ لَنا حبَّهُ للدِّين و فِطنتَه وشجاعتَه وذكاءَه .
* ولكنْ يجهَل الكثير أنَّ الملك عبدالعزيز مِثلَما كان رجُل دولة فهو رجلُ دينٍ وعِلْم , وكانوا يدعو إلى التوحيد والتمسُّك بالمنهَج السلفي النقيِّ مِن شوائِب الشِرك والبِدع والضلال , وكانَ يحثُّ أبناءَه على السيْر على هذا المنهَجْ العِلمي الشرعي .
* ومِن صُورْ ذلِك الاهتمام العِلمي الشرعي , يقول الأستاذ / عبدالرحمن الرويشد , في كتابه / قصر الحكم في الرياض أصالة الماضي وروعة الحاضِر :
" أحيا الملك عبدالعزيز تقليداً قديماً في بلاط آل سعود , وهو حلقة الدرس التي تُقام بحضور الملِك . ذلكِ التقليد يقوم على قراءة بعض الكُتب في تفسير القرآن الكريم , وشرح السُنّة النبويّة وسيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكُتب التاريخ والأخبار أمام الملك وحاشيتَه في المجلس العام " .
* وكانْ يُعلِن أنّه سلفي , وذلِك كما وردَ في جريدة أمَّ القرى مِن خطابه في مِنى , العدد : 1132 , في : 15/12/1356هـ , وذلِك بقولِه :
" والحقيقَة أنَّنا سلفيُّون مُحافِظون على دِيننا نتبِعُ كتاب الله وسُنّة رسولِه , وليس بيننا وبين المُسلمِين إلَّا كِتابَ الله وسُنّة رسوله " .
* وقدْ عَجِبتُ كلَّ العَجَبِ مِنْ بعضِ أبناء هذه البلد , الذين عَقَّوا الدِّين ثمَّ بلد الإسلام ومَهدَ الرسالة , بأفكارٍ مُنحرِفة , وأخذوا يُشوِّهون صورة المنهجْ السلفي ويَنالونَ مِنه , وحاولوا حجبَهُ وحَصرَه , جهلاً مِنهُم أنَّ حقيقة هذا المنهج هي : اتّباع الكتاب والسُنّة على فِهم السلف الصالح , وجهلاً مِنهُم أنَّ حقيقة قيام الدولة السعوديّة هي : حماية دينِ الله ودعوة التوحيد السلفيّة المُباركَة , وتعميمِها, ومُحاربَة الشِرك والبدع والضلال, وتطبيقِ دعوةِ التوحيد السلفيّة على أرجاء البلاد , وأنَّ أبناء الملك عبدالعزيز تشرَّبوا هذا المنهَج السلفي المُبارك , وما زالوا يُحافظون على هذا المنهج رُغم المشاقِّ التي يتعرَّضون لَها والفِتن , ما استطاعوا إلى ذلك _ نحسبهُم والله حسيبهُم _.
* ولِما ثبتَ سابقاً أنَّ الملك عبدالعزيز , كانَ رجلَ دينٍ وعِلمْ وجِهاد , علاوةٌ على أنَّه مؤسِّس الدولة السعوديّة التي نعيشُ فِيها , أردتُ استعراض رأيهِ في موضوع ( الاختلاط ) , والذي أثارَ ضجَّة إعلاميّة وصِدامات عَدِيدَة , وأخذ حَيِّزاً ليس بالبسيط تداولاً ونِقاشاً وخِلافاً , فأحببتُ أنْ يكون مِنْ ضِمن مُشاركتي فيه , طرحُ رأي الملك عبدالعزيز في جانِب (الاختلاط) و الذي قال فيه , كما وردَ في كتاب : المُصحَف والسيْف , في معرِض حديثِه ردّاً على دُعاة التمدُّن المذموم :
" وأقبحُ مِن ذلكَ في الأخلاق ما حصل مِن الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهنّ وترقيتهنّ وفتحِ المجال لهنَّ في أعمال لمْ يُخلَقنَ لها حتّى نبذنَ وظائفهنّ الأساسيّة مِنْ تدبير المنزل , وتربية الأطفال وتوجيه الناشئة التي هي فلذة أكبادهُنّ , وأمل المُستقبَل إلى ما فيهِ حبُّ الدّين والوطن ومكارِم الأخلاق , ونَسيَنَ واجباتهنَّ الخُلُقيّة مِنْ حبِّ العائلة التي عليها قَوام الأُمم وإبدالُ ذلِك بالتبرُّجِ والخلاعة , ودُخولِهنَّ في بؤرات الفساد والرذائِل , وادِّعاء أنَّ ذلكَ مِنْ عملِ التقدُّم والتمدُّن , فلا واللهِ ليسَ هذا التمدُّن مِنْ شرفنا وعُرفنا وعادتِنا , ولا يرضى أحدٌ في قلبهِ مثقال حبّة خردلٍ من إيمان وإسلام ومروءة أنْ يرى زوجَتَه أو أحداً مِنْ عائلتِه أو مِن المُنتسبين إليه في هذا الموقِف المُخزي , هذه طريقٌ شائكةٌ تدفَعُ بالأمّةِ إلى هوّة الدمار ".
* صَدقَ القسمْ أيُّها المِلِكُ الغيور الداعي إلى الخيْر , والله ليس هذا التمدُّن بمفهومِه المحمود, ولا نرضى بذلِك لتَعارُضِه مع ديننا ثمَّ شرفِنا وعُرفِنا وعادتنا الحميدة .
* يَندُرُ أنْ نجِدَ في غير دولة الإسلام ( مملكتُنا السعوديّة) , وعيَ مُلوكٍ شَرعيٍ كهذا الوعي , وكهذا الفِقه في سَدِّ الذرائِع , وكهذا الإدراك العميق لأمورٍ ظاهرَها يُخالِف باطِنها , وكهذا السير على القواعِد الشرعيّة , وكهذا الحثَّ على مكارِم الأخلاق , وفضائِلِ الأعمال, وكهذا التَفطُّنْ لما يُحاكُ لَنا مِن خُططٍ لهدم ديننا الذي هو عِصمَةُ أمرنا , وهدمُ أخلاقنا التي هي صُورة هذا الدِّينِ الحنيف على أهلِهِ الصادقين .
* إنَّ التناغُم الوثيق بينَ دِيننا وهذا الدولةِ السلفيَّة المُباركة , يُقرِّرُ في أنفسِنا أعمقَ وأكبرَ معاني الولاء لهذا الدولة , التي حَرِصَ وُلاةُ أُمورِها على الانتهاج بكتاب الله وهَديِ رسولِه على فِهم السلف _ نحسبُهم والله حسيبهُم _ فهي ليسَت مُجرَّد دولة وإنما هي " حاميةٌ إسلاميّة " مِنْ أقوى حاميات الإسلام , إنْ لم تكُنْ أقواها على الإطلاق.
وأخيراً لم يبقى إلّا أنْ أقول :
رحمَ الله الملك عبدالعزيز رحمةً واسعة وأسكنَه فِردوسَهُ الأعلى , وسدَّدَ أبناءه على العمل بكتاب الله وبسنّة نبيّهم _ صلّى الله عليه وسلّم_ وعلى فِهم سَلَفِ هذه الأمّة.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينْ .
---------------------
2...
نص كلمة الملك عبد العزيز عن الاختلاط ..
من مجلة الحسبة العدد (38) .. نقلا عن كتاب : المصحف والسيف - جمع وإعداد محيي الدين القابسي
في سياق ما اعتاد الملك عبد العزيز توجيهه من بيانات للشعب حول مختلف الأمور ، ومن باب أن (الدين نصيحة) هذا البيان الذي أعلنه عام 1356 هـ - 1937 م وأوضح فيه رأيه في موضوع المرأة المسلمة من واقع الشريعة الإسلامية ومن واقع ما تباحث فيه مع بعض زواره الأجانب الغربيين حول الموضوع نفسه وما يراه تجاه المرأة المسلمة ووظائفها الأساسية فيقول :
" أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نبذن وظائفهن الأساسية من تدبير المنزل وتربية الأطفال وتوجيه الناشئة الذين هم فلذات أكبادهن وأمل المستقبل إلى ما فيه حب الدين والوطن ومكارم الأخلاق ، ونسين واجباتهن الخلقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ، فلا - والله - ليس هذا التمدن في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة أن يرى زوجته أو أحدا من عائلته أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .
هذه طريق شائكة تدفع بالأمة إلى هوّة الدمار ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه خارج من عقله خارج من تربيته .
فالعائلة هي الركن الركين في بناء الأمم وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
إننا لا نريد من كلامنا هذا التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقا يتمتعن بها لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب فلا تجد في تقاليدنا الإسلامية وشرعنا السامي ما يؤخذ علينا ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين من أرباب الحصانة والإنصاف .
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين ، وسمعناهم يشكون مر الشكوى من تفكك الأخلاق وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى وساحل السلامة ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها وتنذر ملكهم بالخراب والدمار والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتؤون في تنبيه شعوبهم بالكتب والنشرات والجرائد على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .
إنني لأعجب أكبر العجب ممن يدعي النور والعلم وحب الرقي لبلاده من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لا ترعوي عن ذلك وتتبارى في طغيانها وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي فخور بدينه معتز بعربيته ألا يخالف مبادئه الدينية وما أمر به الله تعالى بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة والعلم الصحيح والسير على الأخلاق الكريمة ، والانصراف عن الرذيلة وكل ما من شأنه أن يمس الدين والسمت العربي والمروءة والتقليد الأعمى ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة التي تحث على عبادة الله وحده وإخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه ومعنى الإسلام وعظمته وما جاء به نبينا ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تسعد الإنسان في الدارين ، وتعلمه أن العزة لله وللمؤمنين ، وأن يقوم بأود عائلته ويصلح من شأنها ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل فقد قام بواجبه وخدم وطنه وبلاده " ...
--------------
أقول :
ليت كل أولاد هذا الرجل مثله ...!
فما قاله لم يزد حرفا عما اعترف به عقلاء الغرب نفسه وأوروبا وأمريكا من حال المرأة المتدهور هناك ...
وإني لأحزن لما أراه من تقهقر في حال المرأة المسلمة في الإعلام وما يزينونه لها بالتدريج ..
ومن تقهقر الوعي الديني بشكل عام حتى صار ما يُرى خارج البيوت غير داخلها - إلا مَن رحم الله وهم ليسوا بالقليل ..
فكيف وقد ظهر في خارجها ما لا يُرضي الله ورسوله من أفعال بعض المغيبين والمُغيبات عن الدين والفضيلة ؟..
نسأل الله السلامة والحفظ للملتزمين والملتزمات .. والهداية للتائهين والمخدوعين .. ونسأله النكال بأعداء الدين ..
ونسأله لهذه البلاد أمر رشد ..
يُعز فيه أهل طاعته .. ويُذل فيه أهل معصيته ..
إنه على كل شيء قدير ..
Bookmarks