الحَمدُ للهِ ربّ العالمين , والصلاةُ والسلامُ على المبعُوثِ رحمةً للعالمين , وعلى آله وصحبه , وإخوانه , إلى يومِ الدين , أما بعدُ :
فلا زلنا يا " محمود الحساني " في مُقدمةِ النقاشِ !, فلا يَحسُنُ منكَ هذا ! , فلم ندخل في الموضوعُ أصلاً ! جلُّ ما نثرته بين يديّك بعضُ التوجيهات التي أوردتها -مشكوراً - إلا أنها لا محل لها من الاعرابِ ! , فجاء بياني توجيهاً لقلمك ليصب في مجرى الحوار ! . فإن كنتَ ترى أن ردي كان مشبعاً بالتنقُصِ والاهانة , وقد قمتَ بمقابلتي بضده , فأنت الكريم اذ استغنيتَ عن الكرام ! , بيد أني وجدتك قد غمزتي في مشاركتك بالدعاوى ! , وأني واصل ليلى , وليلى لا علم لها بي ! . , وقد أحجمت عن التثريب , رجاء تلسيط البيان على ما يفيدُ . وأما يتلعق بشخصي , فإني أفرشه بين يديك لتتربع عليه وتسمع مني ! .

خاصةً وسرعان ما تقعد أمراً ثم تنفيه أو تُنسيه ! فقولك
فانا لم أقس أفعال الخالق على أفعال المخلوقين والمخلوق لا فعل له على الحقيقة .. بل الأفعال كلها لله (والله خلقكم وما تعملون) .. والكلام في أن أفعال الله تعالى هي أفعال وليست صفات .. فإن الله تعالى لا يحل في ذاته حادث لأسباب عديدة اهمها ان الحادث ناقص.
وسؤال : هل هذا مذهب أهل السُنة ؟! أم أنه قول الاشاعرة ؟ , بعيداً عن كسب الاشعري الذي يُعدُ من المحالات ! وقد قيل بأن محالات الكلام ثلاثة – :
1. كسب الأشعري. ( ملخص قولهم الجبر ! ), وهذا ظاهر في قول الحساني : والمخلوق لا فعل له على الحقيقة !.
2. أحوال أبي هاشم.
3. طفرة النّظّام. !

وقولك :
والكلام في أن أفعال الله تعالى هي أفعال وليست صفات
هذه عجيبة ! فهل الصفة الا فعل !؟ سواءاً ما كان منها صفةً لازمةً أو مُتعديّةً ! والصفة تدل على موصوفها , والله قادرٌ عليها , ولا يمنعه مانعٌ من فعلها ! , فأفعاله صفة له , فله الاسماء الحُسنى والصفات العُلى ! .. وكنت قد كتبت شيئاً بعد هذه الاسطر , الا ان الله قدّر أنه مُحيّ واندرس ! فلعلي أقوم على اعادته واضافة اللازم لدحض ما جاء من بقايا كلامك , مع بيان لمذهب السلف في الجملة ومفارقته للاشاعرة بعيداً عن كمدِ البكاءِ الذي يدفع صاحبه لان يكون َفي الخِصامِ غير مبين ! , وأعيذك بالله من ذلك .
والله الهادي .