أي عجلة تتكلم عنها غفر الله لك فالعالم الإسلام في سكون و دعة من قرون طويلة و السياسة الحكيمة اللينة الهادئة هي السائدة في معظم دول الإسلام و لم يتجرأ المتجرؤون إلا من سنوات قليلة فكيف تقلب الأمور و تجعل العجلة هي السبب بينما الحقيقة في انتشار الجهل و الفسق و الفجور بل و الكفر هو عدم الجهر بالحق ففي مصر من كثرة تسمية النصارى بإخواننا الأقباط أصبح الكثيرون فيها ينكرون كفر النصارى ؟؟؟؟
ثم أي أسلوب نعيد فهل جربتم في المغرب أسلوبا غير أسلوب الحنية و الطبطبة و هل هناك حنية و لين أكثر مما يمارسه سلفيو مصر و الأردن و المغرب و الجزائر و باقي الدول ؟؟؟
و أنت تتكلم عن الإرهاب الدعوي و العسكري يخيل لنا أن السلفيين يجاهرون بإنكار المنكر و الأمر بالمعروف فيا أخي لا أحد يفعل ذلك و العلمانيون و الفساق يفعلون ما يحلو لهم ولا أحد ينكر فعندنا في الجزائر قبل أيام قالت وزيرة الثقافة أن السجود لله إهانة للكرامة الإنسانية فهل تظن أن سلفيا جزائريا واحدا أنكر عليها و هل تظن أن أحدا شتمها أو سبها أو أغلظ عليها لا لم يحدث شيئا من ذلك مطلقا ولا كأنها قالت منكرا أو كفرا و ان شئت ذكرت لك من كل بلد طوامها فهذا كشغري يسب الله و رسوله في أرض الحرمين و هو الان حر طليق فأين هو العنف الذي تحذرنا منه ؟؟؟ وفي مصر تطبع الكتب في الانتقاص من الرسول و يسمى كتاب بالليالي الحمراء للنبي فهل تظن أن الكاتبة عوقبت أو هددت أو جرى لها مكروه ؟؟؟
أما أنني قلت أن دعوة الناس بالحسنى مدعاة للذل فهذا ليس كلامي بل قلت أن عدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهر بالحق هو الذي يوصل للذل و هذا مشاهد لا يحتاج إلى تدليل فكم قرنا و نحن تاركين للمنكر أما الجهاد فقد حذف من كتب الفقه ؟؟؟ فهل يوجد اليوم سلفي يدرس الجهاد عندما يدرس كتب الفقه فالقفز عليه أصبح سنة قارة في التدريس ؟؟؟؟
أما النبي صلى الله عليه وسلم فما كان يسكت عند انتهاك حدود الله و لم يكن يبالي بأحد عندها لكن في هذا الوقت أصبح سب الله عزو جل مثل التنفس فو الله إن الله يسب في بلاد المسلمين أكثر مما يسب في بلاد الكفر و هذا بسبب الحنية نسمع الكفر و نقول جاهل غضبان ربنا يهديه نرى الفسق و الفجور حتى أصبحت مدارسنا يمارس فيها الفسق و الفجور جهار ولا نملك إلا ربنا يهديهم فهل صلحت حالهم بهذه الحنية ؟؟؟؟
فحقيقة الدعوى بالحسنى التي تدعو إليها هي ترك المنكرات و التوقف عن صدع الناس بالحق و هذا خلاف للشرع فنحن لسنا بلاد كفار حتى نتلطف معهم نحن في بلاد إسلام الكل يعرف ضروريات الإسلام فالواجب هو تعريتهم أمام أنفسهم لا التهوين مما هم عليه فقضية الحكم بغير ما أنزل الله أصبحت بسبب هذه الحنية قضية مجهولة تماما للناس فلا فرق عندهم أطبق عليهم شرع الله أم طبق عليهم شرع فرعون كله سواء و أما من يجهر بالحق فهو ارهابي متشدد متطرف حاشاك ؟؟؟
أما الحليم االذي غضبته آتية فأقول له ألم تغضبك مجازر بانياس اليوم ؟؟؟؟؟
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟!
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
* ** **
ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى ؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
إذا سخطوا له ورضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم
لا غضبوا ولا نهضوا ؟!
* ** **
ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ ؟
وقالوا: الحرب كارثةٌ
تريد الحرب إعدادا
وأسلحةً وقواداً وأجنادا
وتأييد القوى العظمى
فتلك الحرب ، أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولادا ؟
نقول لهم: وما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطان في نهمٍ
جماعاتٍ وأفرادا ؟
حدوداً تحرس المحتل توقد بيننا
الأحقاد إيقادا
وما أعددتم للحرب من زمنٍ
أما تدعونه فنّـا ؟
أأفواجاً من اللاهين ممن غرّبوا عنّا ؟
أأسلحة ، ولا إذنا
بيانات مكررة بلا معنى ؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله ! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت سواريَ الأقصى لكالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
ويزحف نحوك الطاعون والجربُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ
سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا ؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
فلا تأبه بما خطبوا
ولا تأبه بما شجبوا
Bookmarks