أهل الحديث يقدمون الحديث للناس من غير أي تأسيس علمي ( قرءان أو وحي ) ولا حتى تأسيس عقلي ، بل يتقدم إلينا الحديث عبر رجاله الأوائل وتلامذته المتسلسلون من غير تزكية جذرية من الله ورسوله ، بل يحصل لدينا العكس ، فالتلاميذ والمتأخرون يزكون الأولون ،
ومن غير تكليف من الله ورسوله ، فلا يحمل المحدثون أي تكليف من الله أو رسوله بالحديث عن الله ورسوله ،
فلم يحصل لدينا كما حصل مع القرءان ، إذ زكى الله رسوله حصريا ، وبحفظ تام ، حتى من الجن ، وقال عنه لايمسه إلا المطهرون ، بسبب أنه وحي إلهي ، ولم يكلف حتى رسوله بحفظه وجمعه وكتابته فقال ؛ ( لاتحرك به لسانك ، إن علينا جمعه وقرءانه ، ثم إن علينا بيانه ) ،
ولكن الحديث أخذه قوم على مسؤوليتهم وعاتقهم ، وزعموا إن هذا ما قاله رسول الله ، بل وما قاله الله على لسان رسوله ( كونه وحيا ، أو كونه حديثا قدسيا )
ولنضرب مثلا :
مؤسسة أو أو سوق مركزي ، جاء رجل وجلس الى كرسي أمانة الصندوق لذلك السوق ، من غير أن يوظفه أحد أو يزكيه أحد ، ولم يطلب صاحب المتجر منه ذلك ، لابل لايعرفه ، فهل يحق لمعارف هذا الرجل أن يقولوا لصاحب المتجر ؛ لابد لك من هذا الأمين ، فنحن نشهد له بالأمانة والصدق والتزكية ، ماذا سيقال عن هذا الرجل ؟ هل جاء ليؤدي الأمانة ؟
Bookmarks