بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله تعالى وبركاته،
كنت قد علقت على إحدى المشاركات فيما يخص شقاوة آدم مبينا رأيي في ذلك ذلك، لكن بدا لي أن ذلك غير كاف فأردت أن أوضح أكثر خاصة وأن المفسرون يذكرون ما ذكرت المشاركة. أولا إن الكثيرات تظن أن الشقاوة ارتبطت بآدم وهذا في نظري جهل فادح كما ذكرت سابقا، صحيح أن القوامة في الإسلام بيد الرجل لكن هذا لا يعني أن الرجل يشقى لأجل المرأة إذ كيف جعل الله عز وجل المرأة وسيلة شقاء للرجل وهو الذي يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم21، كما يقول أيضا: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } الأعراف189، فواضح من خلال الآيتين أن الزوجة جعلت للسكينة وليس للشقاء، في حين أن الآية المحتج بها وهي: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }طه117، تتناول قضية العداوة بين آدم وإبليس ومن هنا أتت الشقاوة أي من طاعة آدم لإبليس ومعصيته لله وهذا شيء بديهي فأي إنسان يعصي الله لابد يشقى سواء كان آدم أم حواء أم أبناءهما وهذا كما ذكر الله عز وجل إذ يقول: يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108} هود، إذ الشقاوة قرينة المعصية والسعادة قرينة الطاعة.
ثانيا يظن الكثير أن آدم هو من أخرجنا من الجنة بمعصيته وهذا خطأ فادح فآدم لم يخلق من أجل أن يعيش في الجنة بل خلق للأرض وهذا ما صرح به الله عز وجل قبل خلق آدم إذ يقول: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } البقرة 30 فلا ينبغي للإنسان أن يتهجم على آدم عليه السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Bookmarks