كلامك أختنا الكريمة يؤكد كلامي بقوة .. فقد ركزت أنت على أن الإسلاميين في الحلقة قالوا كلاماً مفيداً ، وأهملت تماماً ضرر تلميع الأوساخ .. وهذا بالضبط ما عنيته من أن المسألة في حس أكثر الإسلاميين هي الظهور وفقط مع إهمالهم أنهم بهذا الظهور يخدمون أعداء الدين ولو بتلميعهم.
ثم انها حسنت صورة السلفيين و الاسلاميين او الستيروتايب المعتاد عنهم من كونهم جهلة اغبياء يحفظون و لا يفهمون
أي تحسين يتوهم والأوساخ قبل هذه الحلقة وبعدها يعقدون مئات الحلقات ليشيعوا فيها أن الإسلاميين جهلة أغبياء ؟!
بل إن هذه الحلقة - عند العقلاء - هي من مسلسل إثبات جهل الإسلاميين وغبائهم ! .. وإلا فأين العقل في أن تتباكى آناء الليل وأطراف النهار على قتلى الإسلاميين ثم تجلس مع أكبر المحرضين على قتلهم لتحدثه عن نظريات دوركاييم ؟!
أين العقل في أن تشكو مر الشكوى من كيد الأوساخ واجتهادهم في محاربة الهدى وأهله ، ثم تجلس مع أكابر هؤلاء الأوساخ للحديث عن قضايا أخرى متجاهلاً نتانة الرائحة التي تفوح من يده ؟!
إن العاقل ليخرج من أمثال هذه الحلقات بقلة عقل الإسلاميين ، الذين يجلسون مع عدوهم متحاورين في أمور متجاهلين جرائمه.
الطريف في الأمر أن الحلقة معقودة للهجوم على الإلحاد ، والعلمانية خير قنطرة لهذا الإلحاد ، والمذيع المحترم من أكابر المروجين للعلمانية ومهاجمة الدين !!
وأكثر العوام إذا رأوا مثل هذا قالوا : لا تصدعوا أدمغتنا بعد هذا عن وساخة هؤلاء المذيعين .. وإلا فلا نراكم إلا مسارعين فيهم تلهثون بمجرد أن يبصبص لكم أحدهم بذيله !!
عمرواديب ليس سوى مهرج علماني منافق
فهل خرج المشاهدون من هذه الحلقة بأن هذا الوسخ ليس سوى مهرج علماني منافق ؟! ..
هل حاول الإسلاميون أصلاً بلوغ هذا الهدف ؟!
إنهم - من الذلة - لا يجرءون ! وإلا طردهم "ولي النعمة" شر طردة !!
ولسان حاله يقول لهم : أنتم أدواتي ، تلعبون بقواعدي .. تسكتون عن أوساخي ، وأتيح لكم دقائق تحاوروني فيها كأني محترم نظيف اليد طاهر الذيل !!
وانت القائل ان الرسول صلى الله عليه و سلم جلس مع ائمة الكفر
ليرجع حقاً ، أو يهدي ضالاً ، أو يفحم معانداً ..
فخبرينا أختنا الكريم بالحق الذي استرجعه الإسلاميون في تلك الحلقة من أيدي الوسخ والأوساخ ..
أو خبرينا كيف حاولوا هداية الأوساخ الذين جالسوهم .. وبأي خطاب وجهوه لهم ليهتدوا ..
أو خبرينا كيف أفحموهم بالحجة الباهرة ..
المسألة ليست مجرد جلوس معهم وقول "كلمتين حلوين" والسلام !! ..
دعك طبعاً من إضفاء شيء من الاحترام على الأوساخ يلمعهم لدى العوام على الأقل ..
دعك طبعاً من الإشادة بتاريخ الوسخ النضالي ضد المفضوح (بطرس) .. كأنه تعدى الجعجعة إلى فعل !!
إن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) لم يكن يجالس الكفار ليقول كلاماً "مفيداً" والسلام !! ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معهم ليدعوهم ويرد ضالهم ..
كان يجلس معهم ليطالبهم بحقوق المسلمين ..
كان يجلس معهم ليناظرهم ..
لم يكن "يتسامر" معهم بكلام حلو والسلام !! .. حاشاه صلى الله عليه وسلم !!
فهل باركك الله شققت عن صدر من ظهروا بالحلقة
ليس كلامي على أنهم أرادوا الظهور للشهرة .. أبعدت النجعة أختنا الكريمة !
إنما كلامي عن أنهم يحسبون المسألة كما حسبتيها : (ظهور + كلام مفيد = لا بأس) وانتهت المسألة !!
لم يدخلوا في المعادلة تلميع صورة الأوساخ ، ولا شر التغاضي عن جرائمهم ، ولا ضبط هدف الجلسة بالضوابط الشرعية.
هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب
Bookmarks