صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

  1. #1

    افتراضي (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

    أهلا بكم أيها الزملاء الأعزاء
    أود أن أسجل تقديري لكثير من أعضاء المنتدى غير أني في نفس الوقت أرى الكثير من أعضائه لديهم شدة في محاورة الأعضاء المخالفين لهم.
    أقدر لكم مجهوداتكم الجبارة في محاورة المخالفين ويا ليت الحوارات تكون في أسلوب مؤدب بعيد عن التجريح والشخصنة، فكلنا في النهاية إخوة في الإنسانية.
    سأبدأ حواري معكم عن هذه الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ما المقصود بالعبادة في الآية وما المقصود بالجن والإنس هل المقصود جميع الجن والإنس أم بعضهم؟

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اهلا زميلنا الفاضل ..
    ما بعرف بتطلب حوار فقط ورد على بعض الاسئلة ..ام مناظرة ..
    على العموم لحين اجابتك ..ولحين دخول المشرفين او الاخوة المحاورين اوالاعضاء المتميزين بالرد على كل الاسئلة والاكثر علما منى ..
    بقولك اتفضل اقرا ما بداخل هالمقالات .
    .


    هذه الآيات تكلمت عن العِلّة التي خلق الله تعالى الناس لأجلها وهي العبادة، العبودية.
    معنى العبودية لغة :
    أولاً ما معنى عبودية؟ عبودية من الفعل عبّد.
    يقال عُبّدت الطريق وتعبيدها أي تمهيدها وإعدادها لقطع المسافات عليها وهذ مسألة شاقة تحتاج إلى كسّارات وآلت نقل الأحجار وآلأ لتسوية الأرض وغيرها فالمسألة ليست يسيرة وتحتاج إلى مشقة. عُبِّدت الطريق أي أنها كانت غير ممهدة، وعرة، متعرجة لا تصلح للسير ثم مُهِّدت.
    إذن تعبيد الطريق مسألة في منتهى الصعوبة وتحتاج لمجهود ومشقة.
    من أجل ذلك كل أنواع الطاعات التي أمر الله تعالى بها إسمعها العبادات. سميت عبادة لأنه تمهد النفس لطاعة الله تبارك وتعالى.
    فكما أن هناك أرض معوجة هناك نفس معوجة.
    وحتى تسمى عبادة تحتاج لمشقة وقسوة في التعامل ومغالبة لأن طبيعة النفس ليست معتدلة ومستوية لكنها متعرجة وتحتاج إلى تدريب لذا لو نظرنا إلى أي نوع من العبادات نجد إسمها طاعات وسميت طاعات لأنه تطوع النفس. هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن. المؤمن يعرف ما سبب وجوده في الدنيا أما غير المؤمن فلا يعرف فيقول مثلاً: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت وغير هذا الكلام. المؤمن يعلم من أين جاء وإلى أين هو ذاهب من قوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون) كلمة راجعون تدل على أنه عاد إلى مكانه الأصلي بعد أن كان في مكان آخر.

    فمكاننا الأصلي عند الله تعالى وسنرجع إليه وهذه حقيقة يجب أن يعرفها كل الناس،ويجب أن تقال لكل مريض ليصبر على مرضه ولكل طائع ليصبر على طاعاته وعبادته لأن الطاعات تحتاج إلى تدريب. والمخلوق منتظر أوامر الله تعالى الذي أوجده للطاعة والعبادة لذا قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). أنت لك نقطة إبتداء ونقطة إنتهاء وسترجع إلى الله تبارك وتعالى وهذا معنى الآية (
    يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) الإنشقاق) كادح أي ذاهب ومقبل على ربك إقبالاً وساعٍ إليه سعياً فملاقيه.

    الناس لا تدري إلى أي الأمور هي مقبلة والدنيا فاتنة ولا قيمة لها. أنت مخلوق للعبادة. والبعض يقول العمل عبادة وهذا ليس حديثاً، صحيح العمل عبادة لكن في غير أوقات العبادة لكن إذا تعارض العمل مع العبادة فلا بد أن تقدّم العبادة على العمل لأنه تعالى (إلا ليعبدون) ولم يقل إلا ليعملون أو ليتنزهون أو يتاجرون أو غيرها. خلقنا الله تعالى للعبادة والعمل هو وسيلة للعبادة لذا جاء بعد قوله (إلا ليعبدون) قوله (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) لأن الله تعالى علم سبحانه بم سيحتج الناس ليتركوا العبادة، سيحتجون بالعمل ويتركون العبادة فقال تعالى لا تتوقع أنك ترزق بالعمل وإنما ترزق بطاعتك لله وبمشيئة الله (
    كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) الإسراء).

    ويقول الشافعي:

    تموت الذئب في الغابات جوعاً ولحم الضأن يرمى للكلاب

    ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فهو سبحانه يرزق المؤمن والكافر.

    أنت مخلوق للعبادة والله تعالى يرزقك لأنها إرادته فلا تحمل همّ رزقك لأنه تعالى قال (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون). فلما يقول تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إعرف لماذا خلقك الله تعالى وأي إنسان لا يؤدي العبودية لم يعرف الشبب والعِلّة التي خلقه الله تعالى لأجلها وهذا بلاء ونراه في ممارسات البعض كل يوم فالذي يدخل المسجد ويتحدث في هاتفه ليبحث في صفقة هذا ما فهم معنى العبادة والذي في يوم عرفة يسعى لإتمام صفقة ما فهذا لم يعرف معنى العبادة والذي يتحدث في هاتفه خلال الطواف يصف لأهله ما يفعله هذا ما فهم معنى العبادة!

    يقول تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملاً صدرك غنى (ليس مالاً وإنما إستغناءً) وأسد فقرك وإن لم تفعل سلّطت عليك الدنيا فأنت تركض فيها ركض الوحوش في البريّة ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك. وهذا لا يعني أن تستقيل من وظيفتك لكن معناه فرّغ قلبك لعبادة الله تعالى من شوائب الدنيا واقطع علاقتك بالدنيا.

    ولقد إستدل العلماء من الآية
    (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أن الجن مخلوقون قبل الإنس لأنه قدّمهم في الآية على الإنس.

    نحن خلقنا لعبادة الله وعبادة الله تعالى هي حبل النجاة الوحيد الذي يوصلنا إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وعندما يقول تعالى (إلا ليعبدون) الملائكة جُبِلت على عبادة الله أما أنت فأنت مختار أن تعبد الله وأن تتجه إليه.

    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العابدين وأن يجعلنا من أصحاب الرزق المقيم وأن يرزق قلوبنا الخشية له وحده وأن يعيننا على طاعته برحمته إنه هو السميع العليم وصلّ اللهم وسلم وبارك على خير المتعبدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



    للشيخ خالد الجندى

    وحسب علمى عن مفهوم العبادة انه العبادة هى الالتجاء لله وحده ..وخضوع جوارحنا وقلوبنا لله وحده ..
    فالدعاء عبادة ..الصلاة عبادة ..الذكر عبادة ..الصوم عبادة ..كل طاعة الله (سبحانه وتعالى )عبادة ..
    فبعد التحرر من عبودية غير الله ..نلتجأ الى الله وحده ..بكل لحظات حياتنا ..
    لا نصلى الا لله ..لا نذبح الا لله وباسم الله ..لا نصوم الا لله ..وهذا مفهوم العبودية لله ..
    العبودية لله تنقلك من عبادة المخلوقات والتذلل لها ..الى عبادة رب المخلوقات ..
    (اخوتى اذا مخطئة بكلامى السابق صححولى )..



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    العبادة هي العبادة الإقرار بالتوحيد و العمل بما أمر الله عز وجل و كل الإنس و الجن مكلفون بذلك لا يستثنى منهم أحد .
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  4. افتراضي

    بالنسبة لسؤالك الثانى ..هل كل البشر وهل كل الجن ..
    طبعا سواء البشر او الجن ..فيه منهم المسلم وفيه منهم الكافر ..
    وهناك سورة فى القران باسم الجن تتحدث عن الجن ..وانهم استمعوا لقراءة القران ..
    واتفضل جواب سؤالك الثانى ..


    تفسير الجلالين


    { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين، لأن الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك: بريت هذا القلم لأكتب به، فإنك قد لا تكتب به.
    القول في تأويل قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( 57 ) ) [ ص: 444 ]

    اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فقال بعضهم : معنى ذلك : وما خلقت السعداء من الجن والإنس إلا لعبادتي ، والأشقياء منهم لمعصيتي .

    ذكر من قال ذلك :

    حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن زيد بن أسلم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال : ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة .

    حدثنا ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن زيد بن أسلم بنحوه .

    حدثني عبد الأعلى بن واصل قال : ثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن زيد بن أسلم ، بمثله .

    حدثنا حميد بن الربيع الخراز قال : ثنا ابن يمان قال : ثنا ابن جريج ، عن زيد بن أسلم في قوله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال : جبلهم على الشقاء والسعادة .

    حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال : من خلق للعبادة .

    وقال آخرون : بل معنى ذلك .
    وما خلقت الجن والإنس إلا ليذعنوا لي بالعبودة .

    ذكر من قال ذلك :

    حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) :
    إلا ليقروا بالعبودة طوعا وكرها . [ ص: 445 ]

    وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس ، وهو :
    ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا ، والتذلل لأمرنا .

    فإن قال قائل : فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره؟ قيل : إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم ، لأن قضاءه جار عليهم ، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم ، وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به ، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه .

    وقوله ( ما أريد منهم من رزق ) يقول - تعالى ذكره - : ما أريد ممن خلقت من الجن والإنس من رزق يرزقونه خلقي ( وما أريد أن يطعمون ) يقول : وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم ، ومن طعام أن يطعموهم .

    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

    ذكر من قال ذلك :

    حدثنا ابن بشار قال : ثنا معاذ بن هشام قال : ثنا أبي ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) قال : يطعمون أنفسهم .


    منقول من : اسلام ويب .
    معنى

    ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾


    بدأتْ سورة الذَّاريات بالقَسم بالقوى التي لا يَملِكها الإنسان مثل الرياح، وهي قد تأتي بالخير أو الدمار، والسَّحاب الذي قد يأتي بالخير أو الصَّواعِق، والسفن التي تَجري في البحر، وقد تأتي بالرِّزق، وقد يُنجِّي الله بها من يشاء ويُغرِق من يشاء، والملائكة كذلك الذين يَنزِلون بالبشارة أو بالعذاب؛ يقول تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ [الذاريات: 1 - 4].

    وأَقسَم الله بها بأنَّ ما وعَدَنا به لواقِع؛ ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴾ [الذاريات: 5]، وكما جاء في تفسير "البحر المحيط" أنَّه يَحتمِل الوعد أو الوعيد؛ إذ يَحتمِل "تُوعدون" الأمرين، أنْ يكون مضارعَ "وعد"، ومضارع "أَوعَد"، وذكَر - تعالى - صفاتِ أهل النار وصفات أهل الجنة، وبعد ما ذكَر صفات أهل الجنة قال - تعالى -: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات:20- 23]، وكأنَّ المعنى يُشير بأن المؤمنين من صفاتهم أنَّهم يُفكِّرون في آيات الله التي في الأرض؛ كقوله - تعالى - في نفس السورة: ﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [الذاريات: 37] ومن صفاتهم أنهم يعلمون أنَّ الرزق وما وعدنا به الله مِثلَ نصْر المؤمنين وهلاك الظالمين يُطلَب منه ويُتوسَّل بطاعته لجلبِه، أو ربَّما تَعني ما يَحدُث في الأرض من آيات أمامنا عِظة وعبرة لوجود الخالِق، ومن السماء يأتي وعدُ الله ووعيده، وفي آخر السورة تَوعَّد الكافرين؛ فقال تعالى:﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات:59 - 60] وبين المقدِّمة والخاتمة ذكَر الله - تعالى- أيضًا الخوارق التي جرتْ في الدنيا بإذنه أولاً عن طريق الملائكة الذين بشَّروا سيدنا إبراهيم ببشارة الوَلَد، وهم الذين دمَّروا قوم لوط وأَغرَقوا فرعون وجنوده، ولقد أقَسَم الله بهم في بداية السورة: ﴿ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾، وتدمير عاد بالرياح، وقد أقَسَم الله تعالى بها، وثمود بالصاعقة، وقد أقَسَم - تعالى- بالسَّحاب في البداية، وإغراق قوم نوح، وفي المقابل إنقاذ المؤمنين، وقد أقَسَم - تعالى- بالجاريات وهي السفن، ثم قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 55 - 58].

    ويُفهَم من السياق أنَّ المعنى هو أنَّ الله - تعالى-لم يَخلُق الجنَّ والإنس ذوي قوى خارِقة، وإنَّما خَلَقهم مُهيَّئين للعبادة فقط، ذكَر هذا المعنى الأخير السمين الحلبي في "الدُّر المصون" فقال: "أو يكون المعنى: إلاَّ مُعَدِّين للعبادة"، وكما قال تعالى:
    ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 8].

    كما خلَقَهم - تعالى- مُهيَّئين للطعام والشراب والسير في الأسواق لطلَب حوائجهم، وحياتهم قصيرة لا يُخلَّد أحد، أيضًا هم ليسوا ذوي قوى خارِقة، وكما أنَّ الله خلَق البشرَ يُصلِحهم الطعام، خَلَقهم تُصلِحهم العبادة؛ فلقد ذكر - تعالى - في السورة الملائكة الذين رفَضُوا الطعام، فهم لا يأكلون، وذَهبوا إلى قوم لوط ودمَّروهم، لم يَذكر - تعالى - في السورة الكريمة إنسانًا فعَل فعلاً خارقًًا ولا جِنيًّا، وإنَّما ذكَر الملائكة، ووصفتِ الآية كيف اسْتقبلتْ زوجة سيدنا إبراهيم خبر البشارة بالوَلَد وهي عجوز عقيم حيث صكَّتْ وجهها، وخاف سيدنا إبراهيم من عدم تَناول الملائكة الطعام، كلُّ ذلك القلق يُنبئ عن طبيعة البشر، وجاء في كتاب "دراسات لأسلوب القرآن الكريم" للدكتور محمد عبدالخالق عضيمة في تفسير اللام في الآية الكريمة: "اللام للغاية والعاقبة، لا للعِلَّة الباعثة لما هو معلوم أنَّ الله لا يَبعثه شيء على شيء" 472 ج(2).


    فالإنسان إذا ابْتغى القوة الخارِقة والنُّصرة والولاية والتوفيق، فما عليه إلا الإخلاص في العبادة وتوحيد الله واتِّباع أوامره، والله يُؤيِّده إذا شاء، فالأمر لله وحدَه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالله كما يمدُّ الناس بالرِّزق يَمدُّهم بالقوة كقوله - تعالى- في سورة آل عمران: ﴿ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 124، 125]، وكذلك الجنُّ ليسوا ذوي قوى خارِقة والاستعاذة بالله منه تَجعلُه يَخنَس، ويُفهَم من الآيات أنَّ الملائكة ذوو قدراتٍ خارِقة، ومنها أنَّهم لا يأكلون، ومعلوم أنَّ الملائكة لا تَموت، إنَّما الاختلاف في كونِها ستموتُ يوم القيامة أم لا عندما يُنفَخ في الصور، ولكن رُغم قُدراتِهم الخارقة يَفعلون مايُؤمَرون؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون ﴾ [التحريم: 6]، ومِثل ملك الموت يَقبِض الأرواح، ولكن بأمر الله، وكذلك الملائكة الذين يُقاتِلون مع المؤمنين، أمَّا الجن الذي عرَض على سيدنا سليمان بأنْ يَأتي له بعرش ملكة سبأ؛ فلقد قال الله عنهما: ﴿ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 39، 40].

    تدلُّ على اعتمادهم على الله، وليس على قوتِهم الخارِقة كما جاء في كُتُب التفسير أنَّه دعا الله باسمه الأعظم الذي إنْ دَعي به أجابَ؛ لقوله - تعالى- : ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ﴾ [النمل:40]، وهذا الوصْف في هذه الآية قد تدلُّ أيضًا على التجاء العفريت الأول إلى الله – تعالى - ولكن ليس علمه كعِلم ذاك كما أنَّ البشر يَتفاوتُون في العِلم والعبادة، ودائمًا الإنسان يَبحثُ عن مصادر القوَّة من قديم الزمن، فتَارة في المال أو السلطة أو كَثْرة الأولاد والعشيرة، وإمَّا بطلَب الحماية من الأقوى والعيش تَحت ظِلِّه، وإنْ أطاعه في الباطل خوفًا على نفسه، فأرَسَل الله الرُّسل لتحرير العباد من عبادة غير الله، ولا يتُّم ذلك إلا باتِّباع أوامر الله وذكْر الله وعبادته؛ أي: أن يكون العبد موصولاً بقوة كبرى تعينه على الحياة ومواصَلة الحياة سواء في السرّاء أو الضراء، إذن فعبادة الله - تعالى- لابديل لها ولاغَنى عنها لمن يُريد الحماية، وكأن إنسانًا ذليلاً يقول: خَلَقني الله ضعيفًا ليس لي حيلة ولاوسيلة إلا اتِّباع فلانٍ، فالردُّ عليه بقول الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ﴾ [الذاريات: 56]، بأنْ يُذلَّ بعضهم بعضًا، وأن يكون بعضهم تَبعًا لبعض، وإنَّما خلقتُهم مُحتاجين إليَّ وحدَي، إنْ هم قاموا بهذه العبادة، وهذا الاتِّكال، فنعم الوكيل هو؛ كما قال تعالى في نفس السورة: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50، 51]، فلا ملجأ من الله إلا إليه.

    وفي الحديث عن أنس قال: قال أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، إنَّا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نُحب، وإذا رجَعنا إلى أهلينا فخالطناهم أَنكرنا أنفسنا، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو تُدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتْكم الملائكة حتى تُظلَّكم بأجنحتها عَيانًا، ولكن ساعة وساعة)).





  5. افتراضي


    للاضافة ...


    فإن الدعاء أساس العبادة لأنه يتضمن معاني التوحيد الذي يشمل إخلاص العبادة لله تعالى والاستعانة به، وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الدعاء هو العبادة. ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.

    والاستعانة بالله تعالى التي نسألها في كل ركعة من صلواتنا داخلة في معنى العبادة،
    لأن العبادة- كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى- هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
    ولذلك فإن دعاء الله – عز وجل- يعتبر استعانة به وعبادة له.


    هان موقع بفيدك اكثر للتوسع باستفاضة وفهم اكثر للاية القرانية زميلى ...

    تفسير وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون

  6. افتراضي

    ردا على كلامك هنا ..

    أعضائه لديهم شدة في محاورة الأعضاء المخالفين لهم.
    أقدر لكم مجهوداتكم الجبارة في محاورة المخالفين ويا ليت الحوارات تكون في أسلوب مؤدب بعيد عن التجريح والشخصنة، فكلنا في النهاية إخوة في الإنسانية.

    والله يا زميلى ..لما يكون العضو اللادينى او الملحد ..ما بيعرف اساس قوانين المناظرة والحوار ..
    وبيجهل ابسط قواعد المنطق ..وبيجهل الاسلام ..وبيبدأ يشتم ويسب ويطعن بالدين ..
    كيف بدك يتصرفوا المشرفين او المحاورين معه؟!
    واضف كمان نقطة عندما يطرح اللادينى شبهة مرودود عليها الف مرة ..ويطرح مليون نقطة ..باسلوب ساخر ..
    يعنى بجد حاجة بتجنن الواحد ..
    فالله يكون بعونهم محاورينا ومشرفينا ..ويعطيهم الف عافية على تعبهم..
    هداك الله للحق ..



  7. #7

    افتراضي

    الزميلة محبة الإسلام والعلم رجاء أن تبتعدي عن النقل قدر الإمكان. أريد منك أن تكتبي من بنات أفكارك معتمدة في ذلك على التفاسير لا مشكلة، فإذا كان لابد من النقل فليكن قولا واحدا لا غير حتى لا نتشتت بين أقوال قد يعارض بعضها بعضا ، كما أستسمحك أن لا تحيليني إلى مواقع أخرى.
    السؤال إذا كانت العبادة معناها الالتجاء لله وحده ..وخضوع جوارحنا وقلوبنا لله وحده كما ذكرت.
    أو هي الإقرار بالتوحيد و العمل بما أمر الله عز وجل و كل الإنس و الجن مكلفون بذلك لا يستثنى منهم أحد كما ذكر الزميل متروي.
    فبهذا لا يمكن أن يكون المقصود بالجن والإنس في الآية جميع الجن والإنس. هل تتفقون معي في ذلك ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميلة محبة الإسلام والعلم رجاء أن تبتعدي عن النقل قدر الإمكان. أريد منك أن تكتبي من بنات أفكارك معتمدة في ذلك على التفاسير لا مشكلة، فإذا كان لابد من النقل فليكن قولا واحدا لا غير حتى لا نتشتت بين أقوال قد يعارض بعضها بعضا ، كما أستسمحك أن لا تحيليني إلى مواقع أخرى.
    كيف تحدثك في الإسلام من عندها ؟! كلامك غريب يا إنسان !
    السؤال إذا كانت العبادة معناها الالتجاء لله وحده ..وخضوع جوارحنا وقلوبنا لله وحده كما ذكرت.
    أو هي الإقرار بالتوحيد و العمل بما أمر الله عز وجل و كل الإنس و الجن مكلفون بذلك لا يستثنى منهم أحد كما ذكر الزميل متروي.
    فبهذا لا يمكن أن يكون المقصود بالجن والإنس في الآية جميع الجن والإنس. هل تتفقون معي في ذلك ؟
    مع احترامي ، لا أظن أحداً من المسلمين يتفق معك . و إلا فمن أين استنتجت قولك هذا ؟

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم أسود مشاهدة المشاركة
    كيف تحدثك في الإسلام من عندها ؟! كلامك غريب يا إنسان !
    أقصد أن تكتب هي باسلوبها دون أن تنقل نصوصا.
    مع احترامي ، لا أظن أحداً من المسلمين يتفق معك . و إلا فمن أين استنتجت قولك هذا ؟
    أقول لك من أين استنتجت هذا.
    لو أن المقصود بالعبادة ما ذكر والمقصود بالإنس جميع الإنس كما ذكر هل يدخل فيهم الصبي الذي مات دون البلوغ والمجنون والذي لم تصله رسالة الإسلام أو الذي وصلته مشوهة وأهل الفترة...؟؟؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لو أن المقصود بالعبادة ما ذكر والمقصود بالإنس جميع الإنس كما ذكر هل يدخل فيهم الصبي الذي مات دون البلوغ والمجنون والذي لم تصله رسالة الإسلام أو الذي وصلته مشوهة وأهل الفترة...؟؟؟
    اولا زميل من اتانا يستفسر اجبناه و من اتانا يستهزء فليس من المعقول السكوت بل يكون الرد بالمثل و ما دمت تحاور في حدود الادب فلن تجد الا اذانا صاغية و و الله الذي لا اله الا هو انا نريد لك الهداية فلا تحرم نفسك منها علوا و كبرا
    سارد عليك باختصار فانا لا اكتب من لوحة مفاتيح تدعم العربية و الكتابة عليها صعبة
    الله خلقنا لغاية عبادته فالغاية الاولى من خلقنا هي العبادة و لكن الله لم يذكر ان كل الجن و الانس سيعبدونه بل هناك ايات اخرى تذكر ان البعض سيخالف تلك الغاية
    و اما من ذكرتهم فاولئك قد جعلهم الله ابتلاء لغيرهم كما في حالتك ليرى من سيبحث عن الحق و من سيتخذ اولائك سببا في ضلاله و يختبرهم الله يوم القيامة بمفردهم كما اختبرنا نحن في الدنيا و من نجح في الاختبار فمصيره الجنة و من فشل فالنار و بئس المصير و ذلك تمام العدل
    ارجو ان اكون قد اوصلت المعنى و ما دمت مؤدبا فلن تجد الا الادب معك و ان قللت ادبك فمن العدل ان نقلل ادبنا معك
    هداك الله

  11. #11

    افتراضي

    زميلي العزيز هل المقصود بالجن والإنس في الآية كل الجن والإنس أم بعضهم؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كل الجن و الانس و لكن هناك من سيتبع الهدى و هناك من لن يتبع الهدى و نحن الان في اختبار فليس اجبارا ان ينجح الجميع في الاختبار

  13. #13

    افتراضي

    هل يدخل فيهم الصبي الذي مات دون البلوغ والمجنون والذي لم تصله رسالة الإسلام أو الذي وصلته مشوهة وأهل الفترة...؟؟؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هؤلاء أهل الأعذار ؟؟؟
    و أنت تخلط بين من له عذر و بين من ليس له عذر ؟؟؟
    فمثلا القانون يعاقب القاتل ؟؟؟ فهو يشمل كل القتلة فكل من قتل يقدم للمحكمة لزوما لكن هناك من له عذر مقبول فيكون العذر منجيا له فقط و يبقى القانون عاما يسري على الجميع؟؟؟
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  15. افتراضي

    أسأل الله الهداية للاخ أنسان فهد

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حرائق مجهولة السبب تدل على وجود الجن ..(دليل حسي على وجود الجن)
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 57
    آخر مشاركة: 02-13-2012, 04:45 PM
  2. لولاهُ واللهِ ماكانَ الهنا لولاهُ
    بواسطة زاهية بنت البحر في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-12-2011, 09:51 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء