بصفتى رجل مؤدب.. أدبه الزمان والليالى.. لا أهله
أحاول جاهدا أن ألحق بركب الأدباء المؤدبين..
وخلال هذا السعى الحثيث.. والهرولة الدؤوبة
قد تعترضنى أحيانا هذه الدوامة الإصطلاحية المتعلقة بالمعنى وعلاقته بالكلمة
فمثلا.. هل الأدب.. من الأدب
أم أن الأدب لا علاقة له بالأدب
مش فاهم حاجة.. "نعيد تانى"

هل الأدب المقروء المحسوس.. له علاقة بالتأدب وصيانة النفس عن الرذائل
أم أنه لا علاقة البتة.. والأمر لا يعدو أن يكون إشتراك لفظى لمعنيين مختلفين..

حقيقة.. سبب هذا التساؤل اللا منطقى -عند البعض- هو حيرتى الشديدة
عندما أرى أناسا يكتبون محض تخريف.. عديم الحياء.. ثم ينسبونه للأدب
فى حين أننا إذا حاولنا جاهدين الخروج بفائدة من هذا الهراء..
فلن نجد إلا دعوة صريحة للخروج من لباس الحياء والفضيلة.. بدعوى الأدب "الصريح"
فهل هذا من العقل فى شئ.. أم أننا أصبحنا -بتلقائية عبيطة- نوزع ألقابا مجانية
على كل من كتب موضوعا منمقا ثريا بالأساليب البلاغية المعقدة..
ومحتواه الفكرى لا يخرج عن فكر قوَّاد..

ثم..
ما هو الدور الذى من المفترض أن يلعبه النص الأدبى أو الكتابة المتزنة بشكل عام فى حياتنا
هل هو إحياء النزعات الشيطانية الخبيثة.. وإستثارة الشهوات الكامنة
وهل دعوة الناس -بإسم الأدب- إلى قلة الادب.. يعد لونا من ألوان "الأدب الحديث"
الذى فُطم على فكر التفلت الحداثى وما شابهه من خبث..
والذى لا يجد حرجا فى إفراز طفيليات سامة.. لا هم لها إلا غرس الأفكار الغريبة فى كياننا
تحت مسميات عدة.. كلها إجتمعت تحت مسمى "الأدب"

دعوتى هاهنا إلى أهل ذلك الفن الذى لا أنتمى له بحال.. فن الأدب "المؤدب"
إلى وقفة جادة للمراجعة والتمحيص.. ورفض كل ما لا يجمع فى وصفه بين الأدب و.. "الأدب"
وإجراء النصوص والإبداعات الأدبية تحت مجهر "التأدب" قبل إعتمادها "صالح للقراءة"
ولا قداسة لقلم أو لشخوص.. وإنما العبرة بالذى يكتبه على صفحات عقولنا


مفروس