صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 23 من 23

الموضوع: حول الإعجاز العلمي !

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    ولكن المشكلة التي أطرحها تتطلب فهما لآلية اشتغال العلم ينبغي علينا نحن المؤمنين أن نفهمها. وفلاسفة العلم المحدثون قدموا تصورين مختلفين:

    1) التصور الأول أن العلم يتقدم بالتكذيب. عندنا في القرن التاسع عشر جملة ظواهر طبيعية، وعلائق بينها. يأتي دارون مثلا ويقدم تصورا نظريا يفسر فيه هذه الظواهر ويربط بينها، مع حد معين من التجربة المصدقة للنظرية. مع ازدياد عدد التجارب التي لا تتفق نتائجها مع النظرية، يعمد إلى تصحيح النظرية. غير أنه مهما تفاقمت أخطاء النظرية التي تظهر في التجارب فإنه لا يستبدل بها نظرية أخرى، إلا عند خروج أحد الباحثين بنظرية أصلح. بمعنى آخر فإن دارون يظل هو النظرية المتبعة في العلم حتى مع ظهور أخطائه، إلى أن يقدم العلماء نظرية بديلة.

    قبل أينشتاين بفترة طويلة أدرك العلماء أن نتائج كثير من التجارب لا تتطابق مع قوانين نيوتن. إلا أن العلماء لم يقرروا الاستغناء عن النظرية، لعدم وجود البديل إلى أن جاء أينشتاين.

    ماذا يعلمنا هذا؟ أ- يعلم العلمانيين منا أن يتواضعوا قليلا، فالنظريات العلمية في تغير مستمر ب- ويعلم المؤمنين أن الرد على المشككين إنما يكون بإحالتهم إلى فلسفة العلم لا إلى العلم نفسه.
    هذا الكلام يخاطب به العلميون لا المؤمنون ، وهى مشاكل علمية وليست دينية ، ويجب على العلميين - كما ذكرت سيادتك - أن يضعوا لأنفسهم آلية عمل لضبط هذه السلوكيات ، ومنع تلك الأخطاء ، وعدم التسرع فى التهجم على الدين من كل حدب وصوب ، قبل أن تثبت صحة نظرياتهم ، وصدق فرضياتهم ، ودقة نتائجهم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    قبل أينشتاين بفترة طويلة أدرك العلماء أن نتائج كثير من التجارب لا تتطابق مع قوانين نيوتن. إلا أن العلماء لم يقرروا الاستغناء عن النظرية، لعدم وجود البديل إلى أن جاء أينشتاين.

    ماذا يعلمنا هذا؟ أ- يعلم العلمانيين منا أن يتواضعوا قليلا، فالنظريات العلمية في تغير مستمر ب- ويعلم المؤمنين أن الرد على المشككين إنما يكون بإحالتهم إلى فلسفة العلم لا إلى العلم نفسه.
    مرة أخرىالخطاب هذا يجب أن يوجه للعمليين علهم يستفيدون من أخطائهم وليس الخطاب لأهل الدين.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    2) التصور الآخر يتبنى مبدأ عدم المقايسة. بمعنى أنه يسمح بحضور نظريتي نيوتن وأينشتاين على صعيد واحد، بوصفهما لا متقايستين. ولكننا نستخدم نيوتن حيثما كان استخدامه مناسبا ونستخدم أينشتاين حيثما صح استخدامه. فالمقاربة هنا برغماتية إلى حد بعيد.

    ولكن الأمر ينسحب على مختلف المعارف البشرية، فهي جميعها غير متقايسة، فالدين والعلم لا يقاس أحدهما بالآخر، ولا يشكل أي منهما مرجعية للآخر.
    أتفق معك جزئياً. إذ أن مجال بحث العلم الماديات ، ومجال الدين هو الغيبيات ، ولكن ما الحل عند تهجم العلميين على الدين ويدعون أنه يناقض العلم ، نتيجة تأثرهم بما أحدثته الكنيسة فى العصور الماضية ؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    العقلانية التاريخية الزائفة تدعي انطباقا بين العقل البشري والتاريخ. فنقاشها سينصب على محاولة إثبات أو إنكار وجود موسى بحجة غيابه عن الوثائق التاريخية المصرية، واقتصار وجوده على التوراة.

    ولكن المسألة في نظري مختلفة. فالإيمان يبتدئ من التسليم بوجود موسى وفرعون.. ثم عليك أن تختار: هل أنت في صف موسى أم في صف فرعون؟
    أتفق معك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    التوحيد مواجهة مع الشرك بالدرجة الأولى.. والقرآن لم يدع الجاهليين إلى إثبات وجود الله، لأنهم كانوا مقرين بذلك.. بل دعاهم إلى حسم مواقفهم: التوحيد أم الشرك...
    لذلك فكفار اليوم أسوأ من كفار الأمس ، وإن كان الأقدمين يكفيهم دليل واحد للإقناع أو الإلجام ، فكفار اليوم يحتاجون لأضعاف أضعافها من الأدلة المتضافرة ، لا أقول للإقناع ولكن لمجرد صد ذلك الطوفان المدمر الذى يريد أن يهلك الحرث والنسل وإظهار حجة الدين ، وصد تخرصاتهم بتعارض العقل مع الدين ، أو العلم مع الدين.
    عزيزى نحن فى كثير من الأحيان وربما فى غالب الأحيان ، عندما يحدث تحاور بيننا وبين بعضهم ، لا يهمنا من قريب أو من بعيد أن يكون هذا الشخص مؤمناً أو كافراً ، فهذا أمر مرده إلى الله سبحانه وإن كنا جميعاً نتمنى ذلك ونحب أن يجعلنا الله سبباً لهداية أهل الأرض جميعاً ، ولكن فى كثر من الأحيان يصل حالنا إلى أن نركز على أهمية صد طوفان الشبهات الجارف وإظهار حجة الدين وبيان أن دين الإسلام هو الدين الحق ، وأن ما عداه باطل. وهذا يلزمنا أن يكون معنا العديد من الأسلحة والأدلة التى نواجه بها هذا الطوفان الذى يريد أن يخلع الدين من جذوره مصداق قوله تعالى : (ود الذين كفروا لو يصدونكم عن دينكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقوله تعالى : (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    أنا بحمد الله - ولا أزكي نفسي على الله - وبتوفيقه تمكنت من مساعدة ما لا يقل عن ستة من الملحدين من أصول إسلامية على الرجوع إلى دينهم، وأدعو الله أن يوفقهم إلى التمسك بطاعته وطلب مرضاته، وهذا كان عندي أعظم من حمر النعم، مصداقا لحديث رسول الله.

    ومنهجي كان يبتدئ برفض طرق المتكلمين التقليدية في إثبات وجود الله (نظريات الواجب والممكن وما إليها، والتي أظهرت الفلسفة الحديثة بطلانها، خاصة أن من ناقشتهم كانوا مطلعين جيدا على الفلسفة).
    احسنت فىاتخاذ المنهج فالفلسفة تضر أكثر مما تنفع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    وكان منطلقي.. فلنسلم جدلا بوجود الله.. ثم فلنبن بعد ذلك نظريتين كونيتين تقوم إحداهما على التوحيد، وتقوم الأخرى على الشرك.. وبعد ذلك فلنقم في نفوسنا معركة بين التوحيد والشرك.. النفوس السليمة ستختار التوحيد.. وبعد ذلك فلننظر إلى كل نظرة كونية في هذا العالم.. وسنجد التطابق بين تلك النظرة وأحد النظرتين التوحيدية والشركية.. بمعنى آخر أننا سنكتشف أن الإلحاد ليس إلا وهما، يخفي تحته توحيدا أو شركا...
    حبذا ، لو سردت لنا مثالاً لما تقول ، عسىأن نستفيد أسلوباً جديداً فى الهداية أو على الأقل فى الرد على هؤلاء.
    وجزاك الله خير. فكما أسلفت فنحن فى معركة الإيمان والكفر نحتاج لأدلة متضافرة ، وأساليب متعددة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    ولكن مثل هذا العمل يتطلب إلماما بالفلسفة الحديثة
    لماذا العودة مرة أخرى إلى الفلسفة؟ هل تقصد فلسفة العلوم؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    وأحد هؤلاء الملحدين سابقا ابتدأ حواره معي - الذي دام أكثر من أربعة أشهر - بالاستهزاء والسخرية من مسألة الإعجاز العلمي.. وكان يقرأ لي مقالات الزنداني وزغلول النجار، فلا تصيبه إلا بمزيد من الابتعاد، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء والدكتوراة في فلسفة الفيزياء. وكان هذا يؤلمني، وهو ما دفعني إلى كتابة السطور أعلاه التي تهكم الكثيرون منكم عليّ بسببها. نظريات الإعجاز العلمي لم تفد المؤمنين (فهم مؤمنون أصلا) وأضرت المشككين من العلماء وزادت من بعدهم. أما بعض المشككين ممن "اهتدوا" بفضلها فكان أغلبهم من ضعاف العقول،
    هذا تجنى كبير يا عزيزى أن تصف الى آمن بضعف العقل ، وكأنك تقول أن الذى ظل على كفره كان ذا عقل أرجح.
    لا هناك مسألة أخرى غير مسألة العقل هى التى تتحكم فيها - بعد رحمة الله وفضله أولاً طبعاً - ألا وهى أن الكافر معاند متكبر مغرور ، فلو جئته بكل دليل فلن يؤمن كما قال القرآن عنهم. وهل بعد حجة القرآن من حجة ورغم هذا لم يؤمن أغلب أهل مكة وهم أعلم الناس أن هذا القرآن ليس بمقدورهم أن يأتوا ولو بمثل أصغر سورة منه. فهل هؤلاء العلماء حالهم اختلف عن حال مشركى مكة قديماً. لا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    وأحد هؤلاء الملحدين سابقا ابتدأ حواره معي - الذي دام أكثر من أربعة أشهر - بالاستهزاء والسخرية من مسألة الإعجاز العلمي.. وكان يقرأ لي مقالات الزنداني وزغلول النجار، فلا تصيبه إلا بمزيد من الابتعاد، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء والدكتوراة في فلسفة الفيزياء.
    يا عزيزى إن كان العلم يهذب العقول فإنه لا يهذب القلوب أو النفوس. فاللص سيظل لصاً ، فإن كان أمى لا يجيد القراءة و الكتابة سرق منك حافظة نقودك ، وإن كان اللص زميلك الدكتور الجامعى فسوف يسرق بحثك العلمى وينشره باسمه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    وهو ما دفعني إلى كتابة السطور أعلاه التي تهكم الكثيرون منكم عليّ بسببها. نظريات الإعجاز العلمي لم تفد المؤمنين (فهم مؤمنون أصلا) وأضرت المشككين من العلماء وزادت من بعدهم.
    هناك جوانب كثيرة من الحقيقة غفلت عنها فى مسألة الهداية بسبب مسائل الإعجاز ، لعلك فيما بعد إن شاء الله تغير وجهة نظرك بعدما تتخلص من التأثير النفسى السئ الذى أوقعه ذلك المشكك صاحب الماجستير فى الفيزياء هذا فى نفسك بسبب تلك الحادثة.
    ولعلك تنحو ناحية وضع ضوابط عند الحديث فى مسألة الإعجاز مثلما نحاول أن نفعل نحن الآن.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرازي
    ويبقى فريق قليل جدا ممن هداه الله، وكان عالما، فالأغلب أن قلبه كان ما زال على الفطرة وكان يحتاج إلى دفعة بسيطة، وكان بالإمكان توفيرها دون اللجوء إلى هذا الأسلوب الذي يضر على المستويين القريب والبعيد.
    اسمع يا عزيزى / قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) [متفق عليه].
    فهل تظن أن الله لا يؤيد دينه بإلإعجاز فى كتابه!؟

  3. افتراضي

    نشكر الأستاذ / الرازى على ما قدم.
    فلا شك أن مشاركاته التالية - عدا الأولى - أوضحت كثيراً مما يريد ، وإن كنت أعتب عليه تأثره الشديد بما كان من شأن ذلك المدعو صاحب الماجستير ، مما حدا به (الرازى) أن يكتب مشاركته الأولى والتى كان عليها الكثير والكثير من الاستدراكات حاولنا أن نبينها حتى لا يلتبس الأمر على القراء.
    وبقيت لى هذه الأسئلة أقدمها لك حتى تفيدنا بها :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري
    وماذا ترد لو جاءك ملحد وقال لك أنه كان متديناً وألحد بسبب التعارض بين العلم والدين؟
    وكيف ترد على مسائل من قبيل أن اكتشاف العشوائية فى سلوكيات ألكترونات الذرة تدل على أن الكون نشأ صدفة؟
    أو أن ما يسمونه خطأً (علم) التطور أثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا خالق لهذا الكون وأنه نشأ صدفة ثم تطور وارتقى؟
    وماذا تقول لو جاءك ملحد وادعى أن بالقرآن أخطاء تناقض العلم؟
    ألا ترى يا عزيزى أن السبب الأول لظهور موضوع الإعجاز العلمى هو ادعاء الملاحدة أن الدين هو سبب تخلف الشعوب؟
    فكان الرد عليهم من قبيل مبدأ لكل مقام مقال؟
    السلام عليكم.

  4. افتراضي

    موضوع شيق افتقدناه كثيرا اتمنى من الاخ الرازى ان ينشر مقتطفات من حواراته مع الملحدين والله لا يضيع اجر المحسنين

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاستاذ الرازي تقول
    -- 1) إلقاء الحجة: دليل الصدق. الأدلة التي جاء بها الأنبياء، جاءت في الغالب بعد إيمان المؤمنين، وجحد الجاحدين، على أنها لم تمنع بعض الأوائل من الرجوع عن إيمانهم، ولم تفلح في ثني الآخرين عن كفرهم.
    والتمييز بين السحر والشعوذة والمعجزة والكرامة يتطلب اعتقادا مسبقا، وإلا فإن الظواهر التي نراها متشابهة. فالساحر والنبي قد يأتيان أمورا متشابهة، غير أن النبي يأتي بها دعما لرسالته الصادقة بما هي هي!
    هل هذا دليل ان النبي صلى الله عيه وسلم لم يأتي بمعجزات؟ ثم ان الاستنتاج الذي يسري على معجزات المصطفى يسري على بقية معجزات الانبياء. وأعجب شيء في كلامك انك تحاول إيجاد فروق بين معجزات الرسل وبين معجزات لا تعترف بوجودها. فكيف تقران بين امرين احدهما لا تعرفه ولا تقر بحدوثه اصلاً.

    --لم أقل إن المعجزات الحسية لم تكن دليلا عللى الصدق. لقد نفيت ذلك عن الإعجاز العلمي واللغوي لأني لا أرى إعجازا بالمعنى الدقيق هنا.
    الاعجاز اللغوي والعلمي ليس اعجاز حسي لان هذا الاخير هو ان تدرك بحواسك ما يخرق النواميس. اما الاعجاز العلمي فلا ندركه بادراك الخوارق الطبيعية. بل فقط بموافقة الخبر اللاهي بأية حقيقة مكتشفة من طرف الانسان.

    -- أما في سائر المعجزات فقد قلت إن الرسالة نفسها هي دليل الصدق قبل أي شيء آخر. أما المعجزات فتأتي لاحقا استجابة للتحدي. مسيلمة الكذاب أتى ببعض الخوارق، دليلا على صدقه، لكنه كاذب والدليل على ذلك رسالته نفسها.
    اذاً انت خلطت بين :
    1- المعجزة الحسية التي يمكن ان تكون خدعة بصرية
    2- وبين الاعجاز العلمي الذي يدركه العقل دون الاعتماد على الحواس التي تخونك.

    ثم بعد هذا الخلط الغريب استنتجت :

    --بمعنى آخر الكذاب والنبي قد يأتيان بالخوارق، وهي تدل في الحالة الأولى على الكذب وفي الحالة الأخرى تدعم الصدق.
    اذاً كلامك لا ينطبق على الاعجاز العلمي. لأنك لم تأتي بكذاب له اعجاز علمي وعقلي. (هذا على فرض انه جاء بمعجزة حسية خدع بها ابصار الناس)

    --2) أما مسألة الفعل الماضي في الآية: القارئ للقرآن يرى تأكيدا لهذه المسألة في كثير من المواضع. وليس استخدام الفعل الماضي دليلا على أن الله سيؤيد نبيه في المستقبل بمعجزات حسية. وأنت تقول: إن للنبي معجزات حسية ذكرتها السنة. ولن أدخل في هذا فالأمر فيه هين، وهو لا يمس جوهر ما أقول، كما أنها -إن حصلت- تخص معاصريها ولا تخصنا نحن.
    نعم لذلك لا يمكن ان تحكم على الاعجاز العلمي والعقلي من خلال اثبات او نفي اعجاز حسي انتهى في عصره.

    --3) أرفض رفضا قاطعا أي اختزال للقرآن الكريم. لقد قلت: إنه نظرة كونية ومنهاج عمل.. وأنت ركزت على منهاج العمل ونسيت النظرة الكونية، فاختزلت كلامي. لا، فالقرآن نظرة كونية فيها المبدأ والمعاد والله والإنسان والعلاقة بينهما عبر الرسل والكتب، ومنهاج عمل أو شريعة للفرد وللمجتمع تقودهما إلى الله
    عزيزي القرآن فيه إخبار بالغيب وأنت قلت ان الجملة القرآنية ليست جملة خبرية وهي لا تحتمل لا الصدق ولا الكذب.
    وهذا قول خطير لا بد ان تشرحه بالتفصيل لأنك لو جردت القرآن من نصوص تُقيّم بالصدق والكذب. بذلك لم يعد هناك لا إيمان ولا كفر.
    مجرد كتاب اشعار لا فرقان فيه.

    --4) ارجع يا سيدي إلى التفاسير القديمة، المستندة إلى روايات الصحابة. هل رأى الصحابة في غلب الروم للفرس الذي تنبأ به القرآن دليلا على الإعجاز. الفرس والروم خاضا حروبا عديدة، (وتلك الأيام نداولها بين الناس). الأمر مدعاة للتأمل والتدبر في حكمة الله، لا لادعاء الإعجاز.
    نعم رأوا ذلك دليلاً على صدق النبوة. لكن هل تلك الآية هي خبر يقبل الصدق و الكذب؟
    انت تقول ان ذلك مجرد اشارة ان الايام دول غالب ومغلوب. للأسف لا أظنك قرأت الآية.
    غُلِبَتِ الرُّومُ (خبر مضى)
    فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (تحديد المكان)
    وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( إخبار مستقبلي)
    فِي بِضْعِ سِنِينَ (اخبار عن المدة )
    لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (يَوْمَئِذٍ : يوم فرح للمسلمين, وفعلاً يومها انتصروا على كفار العرب)

    اذاً من العبث محاولة تجريد الآية فضلاً على محاولة تجريد كل القرآن من الاخبار. وأظنك تراجعت نوعاً ما:

    --القرآن مليء بالجمل الخبرية، ولكنها بهذا المعنى لا تتوافق فحسب مع الواقع الخارجي بل مع الجمل الخبرية لدى العربي الجاهلي المخاطب ابتداء. ما يجعل هذه الجمل قرآنية، هو تلك القيمة التي يمنحها القرآن الكريم لكل جزء من أجزائها.
    التاريخ قد يحدثنا عن معارك الروم والفرس، ولكن القرآن يضفي قيمة ما على تلك المعارك.
    التاريخ قد يحدثنا عن موسى وفرعون، ولكن القرآن يحدثنا عن موسى المؤمن وفرعون الكافر.
    جميل اذاً القرآن يضفي قيمة اخلاقية على الاخبار وهذا لا يعني نفيها. كقصة فرعون المليئة بالأحداث هي اخبار تحتمل الصدق والكذب. . اذاً يمكننا مقارنة الخبر القرآني بما يقوله العلم .
    تذكر كان اصل اعتراضك: اذا انتفى الخبر عن النص النقلي فلا مجال لمقارنته بالعلم وبالتالي لا مجال لإثبات الاعجاز.
    ولكنك تراجعت عن ذلك الآن وتقول ان القرآن يحوي اخبار اضفى الله عليها البعد الايماني والأخلاقي.

    تحياتي.

  6. افتراضي

    الأخ القدس 2004/

    في كلامك ما ينم عن إساءة في فهم بعض ما قلته، وتقويلي ما لم أقله، وتأويل بعضه الآخر. وسأسعى في مداخلة أخرى إلى الرد على بعض ما أثرته.

    الأخ أبو جهاد الأنصاري/

    تحياتي الحارة

    قلت:

    هذا الكلام يخاطب به العلميون لا المؤمنون ، وهى مشاكل علمية وليست دينية ، ويجب على العلميين - كما ذكرت سيادتك - أن يضعوا لأنفسهم آلية عمل لضبط هذه السلوكيات ، ومنع تلك الأخطاء ، وعدم التسرع فى التهجم على الدين من كل حدب وصوب ، قبل أن تثبت صحة نظرياتهم ، وصدق فرضياتهم ، ودقة نتائجهم.
    نعم يا سيدي. لكني أخاطب به المؤمنين هنا: فقضيتي هي: كيف نواجه ادعاءات العلمويين (وأفضل استخدام هذه الصيغة بدلا من العلميين)؟ نناقشها ببيان معنى النظرية العلمية وقيمتها.. أي نناقشهم في الفلسفة العلمية لا في العلم نفسه.. وسيظهر ذلك في المثال الآتي من خلال محاولتي الإجابة عن بعض الشبهات المطروحة.

    وماذا ترد لو جاءك ملحد وقال لك أنه كان متديناً وألحد بسبب التعارض بين العلم والدين؟
    وكيف ترد على مسائل من قبيل أن اكتشاف العشوائية فى سلوكيات ألكترونات الذرة تدل على أن الكون نشأ صدفة؟
    أو أن ما يسمونه خطأً (علم) التطور أثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا خالق لهذا الكون وأنه نشأ صدفة ثم تطور وارتقى؟
    وماذا تقول لو جاءك ملحد وادعى أن بالقرآن أخطاء تناقض العلم؟
    ألا ترى يا عزيزى أن السبب الأول لظهور موضوع الإعجاز العلمى هو ادعاء الملاحدة أن الدين هو سبب تخلف الشعوب؟
    فكان الرد عليهم من قبيل مبدأ لكل مقام مقال؟
    سأبدأ بمسألة العشوائية.
    ولكن علي أن أوضح شيئا يسبق هذا الكلام. في مثل هذه الأمور أستخدم الفلسفة. لا لأن الفلسفة هي طريق الوصول إلى الله. فالفلسفة - مثلها مثل العلم - أعجز عن أن تنفي أو أن تثبت أمرا كذلك. ولكن النقاش الفلسفي هو الذي يرسم حدود المعرفة العلمية، وهي من هذه الناحية يمكن أن تشكل مرجعا مناسبا لطرفين متحاورين لا يتفقان على مرجعية النص الديني مثلا. ولكن كما يوجد علمويون، يوجد متفلسفون يوظفون المناهج الفلسفية في غير حدود صلاحيتها فيضلون ويضلون. عندما جادل ابن تيمية الفلاسفة في زمانه، فإن الفلسفة كانت لفظة تدل على هؤلاء المتفلسفة حصرا. أما اليوم، فإن ابن تيمية في رده على المتفلسفة كان فيلسوفا بكل معنى الكلمة، ولكنه فيلسوف يدرك حدود فلسفته. فنحن نريد الآن من الفلسفة أن تضبط حدود العلم. ثم نسعى إلى ضبط حدود الفلسفة، ربما في إطار يشبه ما دعاه طه عبد الرحمن فقه الفلسفة.

    العشوائية:
    المشكلة أن الذين يرددون كلام النظريات العلمية يوظفونها في غير سياقاتها. ثم يقومون ببناء تصورات كونية بناء على تجاهل لأوليات الفلسفة العلمية. والرد هاهنا لا يكون بنفي العشوائية (رغم وجود عدد من العلماء الذين ينفونها)، إنما يكون بفهم مسألة فلسفية أساسية: عدم انطباق العقل البشري مع الواقع الخارجي.

    العقل الإنساني في فلسفة العلم يقوم على مبدأ الانتظام والتصنيف.. فهو يسعى إلى تنظيم مختلف المدركات وتصنيفها تصنيفا يسهل معه السيطرة عليها.

    نظرية العشوائية، تقوم على استحالة انتظام الكون وفق قوانين انتظام العقل.. (وهذا مختلف عن مجرد القول بعدم انطباق العقل مع الواقع، فهو أخذ لهذه المقولة إلى أبعاد أخرى، تقع في العلم خارج حدود الفلسفة).

    وسواء قبلنا العشوائية أم رفضناها فإنها لا تغير من حقيقة ثابتة في فلسفة العلوم منذ كانط، حقيقة عدم الانطباق. وهذا يعني ببساطة أنه لا علاقة لها بقبول الحقائق الدينية أو رفضها.

    وسأعطي مثالا آخر من ميكانيكا الكم: مبدأ الارتياب الذي ينص على استحالة معرفة سرعة الالكترون وموقعه في اللحظة نفسها بدقة متناهية... هل هذا يعني أن الإلكترون في أي لحظة يسير فعليا وفق سرعات عدة، ويقع في أماكن متعددة. كلا بالطبع. إنما هناك استحالة معرفية، لا علاقة لها بالاستحالة الوجودية.

    ولكن مسألة عدم الانطباق مسألة أسبق في الواقع من العشوائية ومن ميكانيكا الكم. وللأسف فقد وظفها الماديون في نسف أسس الفكر الوسيط القائم على إثبات وجود الله عن طريق الفلسفة، دون أن يلتفتوا إلى أنها تنسف أسس الفكر المادي من جذوره أيضا.

    وسأضع ردا على القائلين بالعشوائية على نحو صوري:
    1- فلنسلم بمبدأ العشوائية في الكون.
    2- إن سلمت بعدم انطباق العقل مع الواقع الخارجي، بطل اعتمادك على العشوائية في نفي حقائق الدين.
    3- وإن لم تسلم، وقعت في التناقض وأبطلت مبدأ العشوائية.

    على أن عدم التسليم، وإن وضع خيارا أمام المعاند، فإنه خيار ثبت بطلانه عقليا.

    مبدأ التطور:

    بعيدا عن الإيديولوجية التطورية السخيفة، فإن ما يعنينا هنا هو النظرية العلمية. والعامة عندنا يختصرون النظرية التطورية في قولهم (الإنسان أصله قرد).. والواقع أن النظرية التطورية تقوم على قضية أخرى أكثر تعقيدا، وهي رفض مبدأ الهويات الثابتة للأجناس. وقوانين العقل البشري التصنيفية تقوم على صناعة المفاهيم الكلية عبر آلية التجريد، ثم تصنيف هذه المفاهيم في أطر مجموعات هرمية.

    وهكذا، فسواء أصحت نظرية التطور أم بطلت، فإنها من الناحية الفلسفية غير قادرة على نفي أو إثبات الحقائق الدينية. لأنك إن سلمت بعدم الانطباق أبطلت احتجاجك بها، وإن لم تسلم أبطلتها هي نفسها!!!

    وقس على ذلك..

    هذا هو الأسلوب الأمثل في نظري لدرء الاعتداءات الممارسة باسم العلم على الحقائق الدينية. لا أسلوب الدخول في نقاش أصر على القول بأنه نقاش عقيم - من الناحية الدينية لا العلمية - يتناول صحة النظريات في نفسها من الناحية التجريبية.

    ولا أقول إنه الأمثل من الناحية البرغماتية فقط.. بل هو الأمثل لأن الأسلوب الآخر يوقعنا في جملة مغالطات منطقية نحن بغنى عنها.

    أما الأستاذ الجامعي الذي قصصت بعضا مما دار بيننا، فإنني قد أسلفت أنه كان ملحدا فيما سبق.. وقد هداه الله كما أسلفت. فوجب التوضيح.

  7. افتراضي

    الأخ القدس 2004/

    لقد أسأت قراءة ما كتبت، وهذا البيان:

    الاستاذ الرازي تقول

    إقتباس:
    -- 1) إلقاء الحجة: دليل الصدق. الأدلة التي جاء بها الأنبياء، جاءت في الغالب بعد إيمان المؤمنين، وجحد الجاحدين، على أنها لم تمنع بعض الأوائل من الرجوع عن إيمانهم، ولم تفلح في ثني الآخرين عن كفرهم.
    والتمييز بين السحر والشعوذة والمعجزة والكرامة يتطلب اعتقادا مسبقا، وإلا فإن الظواهر التي نراها متشابهة. فالساحر والنبي قد يأتيان أمورا متشابهة، غير أن النبي يأتي بها دعما لرسالته الصادقة بما هي هي!


    هل هذا دليل ان النبي صلى الله عيه وسلم لم يأتي بمعجزات؟ ثم ان الاستنتاج الذي يسري على معجزات المصطفى يسري على بقية معجزات الانبياء. وأعجب شيء في كلامك انك تحاول إيجاد فروق بين معجزات الرسل وبين معجزات لا تعترف بوجودها. فكيف تقران بين امرين احدهما لا تعرفه ولا تقر بحدوثه اصلاً.
    لم أقل ما فلته استدلالا على عدم وقوع المعجزات، إنما ردا على اعتراض محدد كنت قد أثرته أنت فراجع! ثم إنك قلت "معجزات لا تعترف بوجودها" فمن أين قرأت عدم اعترافي هذا؟

    باس:
    --لم أقل إن المعجزات الحسية لم تكن دليلا عللى الصدق. لقد نفيت ذلك عن الإعجاز العلمي واللغوي لأني لا أرى إعجازا بالمعنى الدقيق هنا.


    الاعجاز اللغوي والعلمي ليس اعجاز حسي لان هذا الاخير هو ان تدرك بحواسك ما يخرق النواميس. اما الاعجاز العلمي فلا ندركه بادراك الخوارق الطبيعية. بل فقط بموافقة الخبر اللاهي بأية حقيقة مكتشفة من طرف الانسان.
    لاحظ أن ما قلته أنا تضمن تمييزا واضحا بين المعجزات الحسية والاعجازين اللغوي والعلمي لا خلطا بينهما فلا أعرف وجها للاعتراض!

    إقتباس:
    -- أما في سائر المعجزات فقد قلت إن الرسالة نفسها هي دليل الصدق قبل أي شيء آخر. أما المعجزات فتأتي لاحقا استجابة للتحدي. مسيلمة الكذاب أتى ببعض الخوارق، دليلا على صدقه، لكنه كاذب والدليل على ذلك رسالته نفسها.


    اذاً انت خلطت بين :
    1- المعجزة الحسية التي يمكن ان تكون خدعة بصرية
    2- وبين الاعجاز العلمي الذي يدركه العقل دون الاعتماد على الحواس التي تخونك
    بل أنت من اختلط عليه كلامي. الجملة التي سبقت هذا، كانت تتكلم عن الإعجازين العلمي واللغوي.. وهنا أقول "سائر المعجزات" يعني غير هذين الإعجازين، ويعني أنني أعود إلى الكلام عن المعجزات الحسية. وكلامي كله في اقتباسك عني يتناول المعجزات الحسية، ولا أدري كيف أوقعتني في الخلط!

    ثم بعد هذا الخلط الغريب استنتجت :


    إقتباس:
    --بمعنى آخر الكذاب والنبي قد يأتيان بالخوارق، وهي تدل في الحالة الأولى على الكذب وفي الحالة الأخرى تدعم الصدق.


    اذاً كلامك لا ينطبق على الاعجاز العلمي. لأنك لم تأتي بكذاب له اعجاز علمي وعقلي. (هذا على فرض انه جاء بمعجزة حسية خدع بها ابصار الناس)
    طبعا.. فالكلام على المعجزات الحسية.. ولولا اختلاط ما سبق عليك، لما استهجنت كلامي هذا.

    على أن الأمر هنا يمكن توسيعه ليشمل النبوءات، وإن لم تكن موضوع كلامي في هذا الاقتباس.

    وليس من كذاب ولا صادق لهما إعجاز علمي.. وهذا وإن لم يكن موضوع حديثي فإني أذكره هنا تعقيبا.

    إقتباس:
    --4) ارجع يا سيدي إلى التفاسير القديمة، المستندة إلى روايات الصحابة. هل رأى الصحابة في غلب الروم للفرس الذي تنبأ به القرآن دليلا على الإعجاز. الفرس والروم خاضا حروبا عديدة، (وتلك الأيام نداولها بين الناس). الأمر مدعاة للتأمل والتدبر في حكمة الله، لا لادعاء الإعجاز.


    نعم رأوا ذلك دليلاً على صدق النبوة. لكن هل تلك الآية هي خبر يقبل الصدق و الكذب؟
    انت تقول ان ذلك مجرد اشارة ان الايام دول غالب ومغلوب. للأسف لا أظنك قرأت الآية.
    غُلِبَتِ الرُّومُ (خبر مضى)
    فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (تحديد المكان)
    وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( إخبار مستقبلي)
    فِي بِضْعِ سِنِينَ (اخبار عن المدة )
    لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (يَوْمَئِذٍ : يوم فرح للمسلمين, وفعلاً يومها انتصروا على كفار العرب)

    اذاً من العبث محاولة تجريد الآية فضلاً على محاولة تجريد كل القرآن من الاخبار.
    لقد وفقني الله لحفظ كتابه في سن مبكرة..
    ثم إنني قد قلت: "تنبأ به القرآن".. أي في إشارة إلى المستقبل..
    كما أن كثيرا من المحللين قبل عدة سنوات تنبؤوا بغزو أمريكا للعراق واحتلالها له!

    وما زلت مصرا:
    أ- لم ير العرب في ذلك الوعد "معجزة" قرآنية!
    ب- آمن المؤمنون بهذا الوعد الإلهي.. وعندما تحقق لا شك أنهم فرحوا!
    ج- وتدبر الآية يقتضي التسليم بأن بقاء الحال من المحال.

    والآن هنا جوهر الموضوع:

    وأظنك تراجعت نوعاً ما:


    إقتباس:
    --القرآن مليء بالجمل الخبرية، ولكنها بهذا المعنى لا تتوافق فحسب مع الواقع الخارجي بل مع الجمل الخبرية لدى العربي الجاهلي المخاطب ابتداء. ما يجعل هذه الجمل قرآنية، هو تلك القيمة التي يمنحها القرآن الكريم لكل جزء من أجزائها.
    التاريخ قد يحدثنا عن معارك الروم والفرس، ولكن القرآن يضفي قيمة ما على تلك المعارك.
    التاريخ قد يحدثنا عن موسى وفرعون، ولكن القرآن يحدثنا عن موسى المؤمن وفرعون الكافر.


    جميل اذاً القرآن يضفي قيمة اخلاقية على الاخبار وهذا لا يعني نفيها. كقصة فرعون المليئة بالأحداث هي اخبار تحتمل الصدق والكذب. . اذاً يمكننا مقارنة الخبر القرآني بما يقوله العلم .
    تذكر كان اصل اعتراضك: اذا انتفى الخبر عن النص النقلي فلا مجال لمقارنته بالعلم وبالتالي لا مجال لإثبات الاعجاز.
    ولكنك تراجعت عن ذلك الآن وتقول ان القرآن يحوي اخبار اضفى الله عليها البعد الايماني والأخلاقي.
    لا يا سيدي.. لقد ميزتُ كما هو واضح بين أمور ثلاثة:
    1) الواقع الخارجي
    2) الجملة الخبرية التي يستخدمها الجاهلي المخاطب
    3) والجملة القرآنية

    وقلت إن الجملة القرآنية لا تكون قرآنية ببعدها الخبري، المتوافق مع كلام الجاهلي، وإلا لصدق قول قريش إنها "أساطير الأولين".. إنما بإضفاء القيمة والمعنى عليها.

    أي أن البعد الإنشائي في كل جملة قرآنية (خبرية كانت أو إنشائية بحسب تصنيفات اللغويين) هو ما يكون به القرآن قرآنا، وهو سر إعجاز القرآن الكريم. إنه ليس إعجازا لغويا أو علميا بل هو إعجاز قيمي بالدرجة الأولى.

    ويعني هذا أن القرآن لا يأتي بجملة علمية لا يعرف الجاهلي المخاطب مصداقها، بل يأتي بجمل هذا الجاهلي، بعربية مبينة، ويرتقي بها إلى مقام الإعجاز، المقام الإلهي.

    ولكنك تقول: إن قصة فرعون تحتوي على أحداث.

    وقد قلتُ: الإيمان لا يقع إلا بالتسليم بالحوادث القرآنية، ثم بتبني القيمة وهذا هو الأساس. ولكن:
    أ- ترتيب وقوع ذلك في قلب الإنسان معكوس.. يبدأ بتبني القيمة وينتهي بالتسليم.
    ب- التسليم هنا والمطابقة، إنما مرجعه رفض انطباق العقل على الواقع.. ولذلك فإن إثبات الحوادث التاريخية الواردة في القرآن لا يكون عبر التاريخ، بل عبر التسليم بالوحي الإلهي نتيجة وقوع الإيمان.


    أرجو أن أكون قد تمكنت من إيضاح بعض ما التبس عليك.

    وتحياتي

  8. افتراضي

    الأستاذ الكريم الرازي
    السلام عليكم
    اقرأ معى هذه الآيات :
    (1) : (أفلا يتدبرون القرآن) وآيات أخرى كثيرة تشير إلى هذا المعنى.
    (2) : (قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
    : (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت)
    وآيات أخرى كثيرة تشير إلى نفس المعنى.
    (3) : (ألا له الخلق والأمر)
    ففى الآيات الأولى (1) أمرنا سبحانه أن نتدبر القرآن كل القرآن.
    وفى الآيات الثانية (2) أمرنا سبحانه أن نتدبر الكون كل الكون.
    وفى الآية الثالثة جمع الله بينهما فى سياق واحد للدلالة أن هذا خلق الله وهذا شرع الله ولا انفصال بينهما.
    وأمر بديهى أن يحتوى شرع الله (المعجز) بعضاً من ذكر خلق الله (المعجز).
    فهل من تعارض فى ذلك؟
    والسلام عليكم.

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-18-2014, 01:14 AM
  2. سؤال: هل هذا من الإعجاز العلمي الصحيح ؟
    بواسطة أحمد خطاب في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-17-2012, 03:46 AM
  3. في ثنايا الإعجاز العلمي
    بواسطة Freethinker FreeLife في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-30-2010, 04:01 PM
  4. نقاش حول الإعجاز العلمى
    بواسطة ناقشني في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 05-31-2010, 05:22 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء