زميلنا , أنت تخلط بين أن يرصد الإنسان آثار شيء ما فيستدل على وقوعه بفعل فاعل يستنبط صفاته من آثاره , وبين أن يرصد الإنسان آثار شي ما فيستدل على الفاعل من هو وكيف هو ؟!
وإليك المثال التالي لتقريب المعنى , فأنت ترى غرفة لم يكن فيها كرسي , ثم خرجت وعدت فوجدت فيها كرسي , الذي يتفق عليه العقلاء هنا هو استدلالك واستنباطك أن ذلك تم بفعل فاعل يمكنك الوصول لبعض صفاته من فعله هذا - أي لو كان الكرسي مثلا ثقيلا فتستنتج أن الفاعل قويا وهكذا - , وهذا متفق عليه كأساليب إدراك - غير حسية - ومن البديهيات بين البشر والتي يستخدمها كل إنسان في حياته اليومية حتى أنت وحتى في العلوم , ولكن الذي تريد أنت استبدال بديهاته هنا هو أن تدعي أنه بمجرد رؤية الكرسي فإنه سيمكننا ساعتها أن نعرف أن الذي وضعه اسمه كامل محمد ياسين وعنده 35 سنة وطوله متر وثمانين سم ويرتدي جلبابا بنيا وحذاء أسودا وسلسلة في رقبته مكتوب عليها كذ وكذا إلخ !
فهذه التفاصيل يستحيل إدراكها من إدراك الآثار التي ذكرناها ولكن الذي نريده هو الوصول لوجود فاعل - أيا ما كان هذا الفاعل - الله الإسلامي أو آلهة الأديان أو كائنات فضائية إلخ !
وهذا ما لم يقل به الإسلام في الأساس , بل رؤية الله تعالى هي من الغيب . وعليه مدار الإيمان - وإلا لم يسمى إيمانا - ومنصوص في القرآن والسنة أنه لا رؤية لله على الحقيقة في الدنيا .
والآن زميلنا وحتى لا تأخذ وقتا أكبر مما تستحق :
هل تتفق معنا أن هناك فاعل وخالق حتما للإنسان أم لا ؟
لو لا : فلو لم تقدم أي بدائل فحوارك عقيم ,
لأنه إما فاعل أو لا فاعل ! ولا يوجد وسط ! يمكن أن تقول فاعل لا أعرفه , أو أكثر من إله وفاعل - ساعتها يكون الحوار عن الشرك في الألوهية - إلخ
ولكن هذا الذي تفعله هو وأد لأي حوار قائم على العقل . فإن كان هذا ما تريد توصيله إلينا , فلا داعي إذا للمضي قدما وشغل الإخوة المحاورين بمثل هذه الحالات
إما فاعل , أو لا فاعل ,
Bookmarks